قلت قبل يوم من توقيع البيان المشؤوم في صفحتي في الفيس بوك: ( حمدوك أصمد تكن نلسون مانديلا إفريقيا الجديد) وأعقبت بعد يوم من التوقيع المشؤوم فكتبت: (حمدوك : إذهب غير مأسوف عليك إلى مزبلة التاريخ) ملاحظة عابرة : - مانديلا : 27 عاماً من الصمود - حمدوك: 27 يوماً من اللاصمود فتأمل .. !! وكنت محقاً في كتابتي تلك ، الحالمة والغاضبة ، فحمدوك كان مخذولاً أمام نفسه وخاذلاً للثورة ، ومتخاذلاً تجاه شعبه ، فلو صبر قليلاً على عهده ، وإن كان لم يقطع على نفسه عهداً بالوفاء أصلاً بالصمود ، إلا أنه قطعاً قد حنث بالقسم الذي اداه قبلاً ، ومَن مِن الذين قبله، من المسؤولين إلتزم بالقسم ..!! . أقول لكان السودان قد قطع الطريق الأكبر لضفة نجاح الثورة وشعاراتها ، وعبر وأنتصر لبلاده كما كان يردد دائماً حمدوك ، ولكن *مارا..مارا ماذا حدث لثورتنا .. بلحنها* - مارا صاد مسرحية للكاتب الألماني بيتر فابس - إنها ذات الخطة التي إرتكزت على الخدعة الإسلاموية الثانية ، شبيهة الخدعة الأولى ، التي مارسها شيخهم الراحل الترابي مع المخلوع حيث كانت * أذهب أنا إلى السجن حبيساً ، وأنت إلى القصر رئيساً *. وهذه المرة تعدلت إلى (إذهب أنت إلى الإقامة الجبرية ، وأذهب أنا رئيساً للجمهورية). وهكذا أثبت وأكد حميدتي ، أن حمدوك مطلع على تفاصيل خطة الإنقلاب بحذافيرها ، لاحظوا حمدوك لم ينفي حتى الآن التهمة ،ربما حسبها إعلان بطولة..!! .وما هي إلا خصماً عليه . من ضمن ترتيبات أهل النظام الإسلاموي البائد ، للعودة إلى السلطة مرة أخرى من خلال توظيف لجنته الأمنية الإسلاموية، فهذا تنظيم عقائدي ، وليس لحمة رأس كالإتحاد الإشتركي في نظام النميري، وليس كالمجلس العسكري لنظام عبود الذي إكتفى بعضويته التي أختيرت كقادة للجيش ليس إلا ، وحين إنهار النظام ، إنهارت معه العضوية الحاكمة، بلا حزب أو جماهير تدعمه . أما النظام الإسلاموي ، فهو يظن أنه يملك الحقيقة كاملة ، ويحملها داخل معطفه المثقوب ، ومن يملك الحقيقة هكذا ، لا يغادر طواعية ويستسلم ، مهما ارتكب في حق الشعب السوداني ، من جرأئم وموبقات ، فلديه فهم مترسخ ، أنه مع الدين ، وجاء من أجل الدين وأن مُرتكَزِه الأساسي : هي لله هي لله ، لا للسلطة لا للجاه. كانت الخطة واضحة ، بدايتها هي إفشال المرحلة الإنتقالية، بكل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة التآمرية ، ورأينا جميعنا كل ما قاموا به ، و ما آلت إليه ، حكومة الفترة الإنتقالية ، لأجل العودة *المستحيلة في تقديرنا * بوضع العراقيل أمام حمدوك الخاضع لإرادتهم بداية ، والمنوم مغنطيسياُ ،بين سالبين ،لأن ثانيهما فعل التهاون والإنتهازية ، الذي عاشته قوى الحرية والتغيير الممثل الشرعي للثورة فرضاً ،خاصة بعد مرحلة إنشقاقاتها في تلك المهادنة والإنصياع ، التي أبدتها قحت ، للجنة الأمنية الإسلاموية، وتسليمها مفاتيح البلد . وثورته العظيمة للإسلامويين ، من تحت الطاولة ، وكلها خطوات معلومة للكافة ، والتي لاداعي لذكرها، فقد ذكرناها ، وذكرها آخرين غيرنا مئات المرات ، ولم تجد إستجابة أو أذن صاغية من قحت ، حتى وجدت نفسها وقد تحولت إلى قحت (1) المتهمة، وقحت (2) المتبرئة منها الثورة ..!!. وخاصة بعد حكومة المخاصصة الأخيرة ، والتي ساعدت قوى الثورة المضادة ، وأعطتها ذخيرة حية للقذف المحكم ، في خطة العودة *المستحيلة في تقديرنا * وأجزم أنها نجحت في كل خطوة ، من خطوات خطتها المرسومة بعناية فائقة ، وقحت وحكومتها ورئيس وزراء حكومتها نائمون في التلذذ برحيق عسل السلطة. وإذا ما أردنا أن نصل إلى نهاية خطتهم تلك المرسومة بعناية فائقة كما قلنا ، والتي أوصلتهم لإنقلاب 25 اكتوبر كامل الدسم والرسم، بتحليل فقط وليس بادلة مادية ، فهم أحرص أن لا يتركوا أثراً يدل على جرائمهم الكبرى ، وإنما هي إستنتاجات ، قابلة أن تكون دلائل قطعية . فهي مأخوذة من سلوكيات وملاحظات،متواترة مجتمعة من تاريخ ظهور هذا النبت الشيطاني ، الحركة الاسلامية ، منذ أن كانوا أخواناً مسلمين محدودة العدد ، ثم جبهة الميثاق الإسلامي ، حتى الجبهة القومية الإسلامية ، مروراً بالمؤتمر الوطني ، (تأمل هذه الحربائية) ثم بعدها التفرع والتفرق والتشرزم ، إلى ما شاء الله من المسميات المخادعة للحقيقة في الحياة الساسية منذ أن كانوا تجمعات طلابيةصغيرة ، حتى إستلامهم للسلطة في 30 يونيو ، وبخبثهم وخداعهم المعهود والمشهود ، جلسوا وأتحكروا ودلدلوا أرجلهم على ظهر الشعب السوداني المنكوب بهم ، لمدة ثلاثين عاماُ عجافاً . فالمدقق في طرائق عملهم التآمري ، أنهم كتنظيم فاشي نازوي وتسلطي دبروا أمرهم ، للإستفادة من كل إنجازات العصر الحديث ، والجوانب التي ركزوا على تطويرها ، غير الدين الذي أتوا لنشره وسط الشعب الكافر ، وهي التخصص العلمي، في كل مجالات الحياة ، في العمل السياسي والعمل الثقافي والإعلامي ، وحتى التخصص النفساني ، وأهمها الاستخباري ، وبها ساقوا الشعب السوداني إلى حظيرتهم ، ومارسوا معه كل الشرور ، وبعد سقوطهم ، لم ينزوا بل تكاثروا ، وحكموا الفترة الإنتقالية ، من وراء ستار اللجنة الأمنية ، بمخططاتهم المعلومة، وتركوا الآخرين ، الحكومة وحاضنتها الساكتة ، الساكنة والمستكينة ، والمنشغلة بتوزيع الغنائم ، بالمخصصات البائرة ، إلى ان وقع الفاس على الراس ، بإنقلاب 25 اكتوبر المندحر عاجلاً أو آجلاً . ومن أساليبهم وجزء من مخططات العودة ، أنهم فرغوا متخصصيهم ومتدربيهم ، لدراسة شخصية د/ حمدوك ، وقد بدأت ، دراسته أظن ، منذ أن عرضته عليهم تلك المدعوة مين أبوطويلة (1) ..!! محاكاة ممتدة ل (4) طويلة و( 9) طويلة. ليكون وزيراً لأهم وزاراتهم ، وقالوا رفض ، ومن قال أنه رفض ، ومن المتأكد ..!! ، إنما إدَّخروه لوظيفة أخرى ، جاءته في طبق من رئاسة وزارة ، وليست وزارة فقيرة حسيرة ، راجعوه تجدونه إنصاع لكل مطلوباتهم . تذكروا د.أكرم و د/ البدوي تذكروا وزير التربية والتعليم بروفيسور / محمد الأمين التوم ، تذكروا خبير المناهج عمر القراي وغيرها وغيرها من التراجعات اللاثورية . وبذلك أغلقوا كل المنافذ ، التي تتنفس من خلالها الثورة والسودان الموجوع ، وختموها بالتي قاتِلتِهم في مقتل ، إنقلابهم المستعجل ، خوفاً من فشل مخططهم ، في اللحظة الحرجة ، بقرب تسليم السلطة للمدنيين ، وخروج لجنة إزالة التمكين من يدهم ، وهي من أهم أهدافهم ودوافعهم ، ولأن توقيت الإنقلاب لم يكن مخططاً له -على رواقة-كما أرادوا ، ولم يكن وقته قد حان بعد،وإنما فرضته عليهم الظروف لإعلانه مبكراً ، فقد خُنِق الإنقلاب لحظة ميلاده الشائه .حاصرته الثورة منذ بدايته دون مارشاته العسكرية ، حاصره المجتمع الدولي ، حاصرته حتى حاضنته الأقليمية ، ما المخرج ..؟؟؟ - أخرجوا كرتهم الأخير ، ضالتهم د/حمدوك الذي صنفوه بانه ليس ثورياُ ، ووجدوا بعد دراسته منذ زمان مضى ، حين كشفت نيتهم العابرة أو المتعمدة . في تعيينه وزيرأً لماليتهم ، أنه ليس أكثر من نصف سياسي ، نصف ملتزم بغير نفسه ، يسير على منهج سياسة فن الممكن ، بشرط أن يكون ممكنه ، بالنسبة له دون خسائر تذكر،حين إتخاذه القرار ، وأكملوا به ومعه ، خطة العودة *المستحيلة في تقديرنا* . ولم يخذلهم ، ورفض أن يكون مانديلا إفريقيا ، وفضل أن يكون خيبة إفريقيا ، فأعطاهم قبلة الحياة ، وأنقذ مشروعهم إلى حين . وعلى الذين يتعشمون خيرأً في أن حمدوك سينازل معهم الإنقلاب لهزيمته ، فهم مخطئون وواهمون وربما حالمون ، فليتعوضوا الله فيه ، فحمدوك تحت إمرتهم ، ولن تعلوا العين على الحاجب ، وما يقومون به حالياً من اطلاقات السراح ، وتخفيف العنف إلى حين ، مع المواكب السلمية ، فهي تقية وفقه ضرورة لا غير ، ويصورونها كأنها منحة وتنازل منهم ، وإستجابة لتنفيذ بنود اتفاقية الإستسلام . هي خطوات لاعطاء جواز مرور للإنقلاب ، فرصة التمكين للإستقرار . ورسالة أولى: لأهل الهبوط الناعم ، ضعوا يدكم في يد قوى الثورة الحية، ولاتكونوا كأهل آل باربون للثورة الفرسية لا تنسون شيئاً ، ولا تتعلمون شيئاً . ورسالة ثانية لد/حمدوك : لاتتصور أنني في الثلث الأول من فترة رئاستك كم كنت مناصراً ومؤملاً ومدافعاً عنك لتخرج البلاد من وهدتها ، وفي ثلثلها الثاني ظللت حاثاً كي تصحى لتصارع ، وها هو الثلث الأخير والقادم ، تجدني مناوئاً لك بالواضح والفاضج . والثورة مستمرة ، والشعب أقوى والشعب أبقى ، والردة مستحيلة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/29/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة