الساحة السياسية السودانية تعج بالكثير من الانياب المكشرة والبارزة جاهزة للإنقضاض علي فريستها بعد ان قضت علي الحملان الشاردة من قطيعها والطائعة من الاحزاب السياسية التي انجزت دورها المنوط بها والمتخاذل وربما خرجت من الخط المرسوم لها واتت بمفردات خارج النص لم ترضي المخرج ولا المشاهد ، والمسرح لا يحتمل النشاز ولا يؤمن بالاجتهادات الشخصية ولا يعجبه الغرور الزائد ولا يوجد في قاموسه العشرة ما بتهون ،ويحب مشاهدة نحيب المحبين وبكاءهم علي الاطلال زيادة في الإثارة. ولا يظنن الشعب المغلوب علي أمره والثنائي المتمرد (البرهان - حميدتي ) وحليفه الإستراتيجي الأماراتي ومن يسانده ان اللجنة تبتسم ولقد ذكرت في مقال سابق يحمل نفس العنوان ان اللجنة الامنية ( النينجا السودانية ) تعمل منذ عهد الرئيس المخلوع المشير عمر البشير ولا يخفي علي القارئ دورها الكبير في التغيير الذي تم وفي رسم خطئ الباكين علي الاطلال. و من ثم تنصيب جنرالاتها بجانبهم تماديا في الاستمرار والسيطرة واذلال الشعب وكسر شوكته وتحول البلاد من دوله كيزانية دينية الي دوله عسكرية امنية . فالخلافات تحدث عادة بين الشركاء والسلطة مغرية خصوصا في بلاد لا تملك دستور دائم وملزم للجميع فهو يتغير بتغير الاشخاص وعندنا في السياسة السودانية السلطة منحة ربانية تستيقظ ذات يوم من بعد حلم زاهئ ببريق شيطاني تعتبره رؤية إلهية وتذهب بعدها بدبابة الي كرسي العرش ،ولا يراودك ادني شك انه ابتلاء مغلف بانسجة الضياع. فاصبح الصراع الان صراع القوي مع القوي . حتي اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر والتي تم التخطيط لها منذ امد بعيد كما صرح نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو. حتي تلك اللحظة كان الوتر متناغمآ ، والود باقيا والنصر حليف . ولكن بإعادة السيد عبدالله حمدوك الي منصبه تمايزت الصفوف وانقسم المعسكر الي معسكرين كل بحلفائه .ويبقي السؤال البديهي من كان رئيس الوزراء المقترح سابقا ولماذا تم الخلاف حوله وحول الحمدوك وما هي الخطط التي تغيرت بين ليلة وضحاها ومن هو المدبر لكل ذلك ؟! فتم تحريك كروت العقوبات. الامريكية والاوربية وزادت الضغوط العالمية مما حدا بالنائب الاول للمجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو باستجداء مفضوح للغرب وابتزاز مغلف بالتهديد بإنه الحارس الشرعي والوحيد للحدود للحد من الهجرة غير الشرعية. والتلويح الغربي بعقوبات تطآل افراد من المؤسسة العسكرية وشركات ضرب لمصالح الجميع بما فيهم الحلفاء الاستراتجيين وستؤثر علي عملائهم من الراسماليين السودانيين المسيطرين علي الاقتصاد . وبتحقق ذلك ستتغير الخريطة الاقتصادية وتفرز شخصيات جديدة تهيمن علي السوق فيخسرون إحدي وسائل الضغط والهيمنة علي الشعب . فحلت لجان المقاومة محل القوي السياسية ولكنها لا تملك برنامج سياسي ولا قائد رغم ذلك زادت الضغط الشعبي وأاججت الشارع وقوبلت محاولاتها بالعنف .مما حدا بالسيد حمدوك بتقديم استقالته للشعب بعد ان علم ان تمثيل دور الضحية في في حل حكومته ومن بعدها البطل الهمام المنقذ للشعب من بطش العسكر لم تقنع الشارع العام ، ربما لرداءة اداءه او برودة خطاباته الحالمة و التي لا تقنع حتي محبوبة تتمنع. رغم رومانسيتها الزائدة ووعودها البرجوازية .ولو خرج مرة من عزلته في الثالثة صباحا ليزداد برودة في صف الخبز ومنه يتدفئ في طرمبة وقود بكثرة الشاي والقهوة وحرق السجائر في محاولة لكسر حاجز الانتظار لساعات طوال، وربما يوم بليلته ويذهب بعدها الي البيت مرهقا فيجد ان التيار الكهربائي قد قطع لان مواعيد برمجته قد حانت فلا يستطيع النوم فيطلب كاس شاي فيتذكر ان الغاز له شهور معدوم فتتحرك حرارة جسده فتحرك خلجات قلبه فيصبح الدكتور حمدوك السوداني الحار قبل ان يلفحه زمهرير الثلج ونعيم العيش . فما بالك بشعب قدم الدماء رخيصة من اجل محبوبته عزة ولم يستطع هو ان يقدم لها حتي خطابا ممهورا بتوقيع فقط من ملك الموت فذهب من حيث آتي ولم يستطع ان يصرح بإنه كان في انتظار الوصاية الدولية التي لم تأتي والالسن تردد يا غريب يلا لبلدك فلحق بوزرائه وباوطانهم التي استعارتهم لنا من اجل ان نلحق ركب الديمقراطية والعالمية ونصبح فار تجارب لسياسات البنك الدولي . وربما يجتمعون الان ليعيدون الذكريات علي شاطئ دولة احدهم وكل ما لذ وطاب علي طاولتهم ويأسفون علي شعب لا يفهم معني الديمقراطية ولا يريدها . ولا يدرون هم ولا من يستعيرونهم لنا بإن الشعب السوداني وحده من يحل مشاكله ويتسيد نفسه ولا سيد له . فهل استقالة السيد عبدالله حمدوك كافية لوضع حد للصراع وتهدئة الاوضاع ويبدو بانها لم تزيد الشارع العام الا اصرارا وان وجوده من عدمه ليس بفارق معهم فالموت يزداد بالرصاص وزاد عليه هو بالجوع والاهمال .أما بالنسبة للمتصارعين ربما لو تم تمرير اجنده خفيه واصبح رئيس الوزراء القادم مرضي لجميع الاطراف ومسكن للوضع حتي تهئية مناخ جديد . ام ان اطماع النائب الاول لرئيس مجلس السيادة التي اصبحت واضحة للعيان ومدعومة بكثير من المطامع والمطامح الدولية والاقليمية والنزعات القبلية لاحلام بضم دارفور لمثلث يضم جميع البقارة والآبالة من عدة دول وبناء دولة البقارة الكبري . فالخيارات قليلة ومصالحه ومصالح حلفائه علي المحك وهو لا يمد له الصبر حبلا فربما تهور وإغتر وسعي لسيطرة كاملة علي البلاد . خصوصا وأن الشارع العام يفتقد لقائد فعلي ومتحدث بإسمه واخشي ان ذلك الفراغ قد يغري جميع الاطراف الاذكي والاسرع منها بالدفع بقيادة عامة تبدو للعامة وباجندة خاصة .وقرار السيد رئيس مجلس السيادة بإعطاء صلاحيات لجهاز الامن يبدو في ظاهره زيادة في السيطرة والاستبداد وخصوصا ان القمع زاد والاعتقالات كثرت ولكن في باطنه يحمل معنا واحدا بأن التنازل بدأ وان صك الغفران قد قدم وان قربانا سيقدم قريبا ولكن القرابين تحمل ترسانات حربية هذه المرة ،ستمزق اعمدة الصلب والمشانق وستتمزق معها صكوك الغفران والكنائس والمعابد والمساجد والمدارس ومزيد من الشهداء ومن الدماء.
مداد : هل سيكون بعد التمزق رئيس وزراء ام مخلص ليصبح رئيس جمهورية ؟ حتي اشعار آخر.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/06/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة