بسبب غموض المستقبل المحيط بالرئيس السابق للسودان عمر البشير والضغوطات التي تواجهها القيادة العسكرية وحتى المدنية السابقة، يفضل السودانيون صدور عفو من المجلس السيادي بحق البشير وإطلاق سراحه بعد عدم توصل المحكمة الى أي اتهام ضده ولعدم وجود حاجة فعلية لبقائه داخل السجن.
هذه هي أهم الأسباب التي ذكرها المشاركون من الشعب السوداني في استفتاء قامت بتنفيذه أحد المؤسسات المجتمعية المهتمة بالتنمية، حيث صوت 80% من المشاركين بضرورة إطلاق سراحه وعدم إعطاء الفرصة لبعض الجهات الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية السودانية من خلال هذا الملف.
تضغط المحكمة الجنائية الدولية على الحكومات السودانية المتتابعة منذ سقوط حكومة عمر البشير، بهدف تسليم بعض المطلوبين بقضايا دولية وعلى رأسهم عمر البشير وعدد من معاونيه، ويرفض السودان هذه الخطوة حتى وإن كانت تصريحات مسؤوليه مغايرة لذلك، والسبب بسيط ويعود لصعوبة تسليم مواطن سوداني خصوصًا بحجم البشير الى جهات أجنبية لمحكامته في الوقت الذي يرغب السودان نفسه بتحديد مصيره، ويرى البعض أن هذه الضغوطات ستستمر طالما بقى البشير خلف القضبان، والحل الأمثل يكمن في قطع هذه الطريق على الغرب بعفو رئاسي كنوع من الالتفاف وكحل مرضي لجميع الأطراف.
القوى العسكرية الحاكمة في السودان حالياً بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تعلم جيدًا أن هذا الملف يجب أن يغلق قبل تسليم الحكم للمدنيين، لأن الغرب سيضغط على الحكومة المدنية بشكل أكبر لتسليم "المتهم" البشير، وهذا سيخلق أزمة كبيرة داخل أوساط الشعب السوداني قد يصعب تجاوزها.
من أسباب الخلاف بين البرهان ورئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس هو الوضع الحالي للبشير، حيث يريد البرهان أن يغلق هذا الملف بأي طريقة وبأسرع وقت دون تسليمه لأي جهة أجنبية، ولكن فولكر بيرتس لا يريد ذلك، بل يضغط كثيرًا وبعدة طرق ما اعتبره البرهان تدخلًا سافرًا في شؤون السودان الدخلية، وانتقده بوضوح عدة مرات في الإعلام.
خروج البشير قد يقابله انتقادات داخلية لأن معارضيه كثر، لكن بقاءه داخل السجون دون وضوح الصورة بشكل كامل بما يخص مستقبله أكثر خطورة واستمرار لمسلسل الضغوطات الأجنبية وغيرها من الأزمات التي تسعى السلطات لتجاوزها.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 30 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة