ضل الوطن شاطئ شمشو المراكبية النيل ديمقراطي و القيفة جمعية بردت غنواتي بي نمة مغلية بقت هتافاتي دوديتها بإيديا في دقن همباتي و عسكر حرامية طارت حماماتي وركت سلامية غدروها شماتي وكتل الرصاص فيا لكني يا مواتي يا عسكرا فاتي مافيا و طفيلية من شرفة الآتي اخدني أماتي و صاحن لي صد صارع يا عيش و حرية و انغير الواقع يا ميتة دغرية يالروعة هذا الوطن و شعبه الجدير بأن يكون على كل لسان! فمن الجسارة المدهشة و الصمود الملهم و الفداء المستمر ، تشبعت الشوارع وازدهت بمسير الملايين هتافا في الثلاثين من يونيو ٢٠٢٢م كما كان متوقعا. خرجت بورتسودان في أقصى الشرق، فجاوبتها نيالا غربا ، و ظاهرتها بقية المدن، و كانت مدني الثورة حاضرة و في معيتها سنار. كسرت الجماهير في باشدار الطوق الامني، و دحرجت الجماهير في بحري الحاويات التي اغلقت الكبري ، و تمددت جماهير ام درمان في شارع الشهيد عبدالعظيم، و زحفت نحو البرلمان في طريقها لقصر الشعب، لتحريره من العصابة في رمزية ذات دلالة لا تخطئها عين. الشعب السوداني ممثلا في قواه الحية كله في الشوارع ، و العصابة سادرة في غيها و عنفها غير المسبوق ، أعملت آلة قمعها فارتقى خمسة شهداء في حراك اليوم لهم المجد و الخلود، و اتسعت دائرة الاصابات -و بعضها خطير - لتستعصي على الحصر حتى لحظة كتابة هذا النص. و اتضح لكل ذي عينين أثر الفرز الإجتماعي، و تكرس موقف الشارع ذو اليقين الراسخ بمدنية دولته الإنتقالية، و رفضه المطلق للتفاوض و الشراكة مع العسكر او شرعنة انقلابهم و وجودهم في السلطة باي صورة من الصور. و لعل في ذلك ما يقنع المترددين من المثقفين و منظري النخب، الذين لا يرون بدا من الدخول في تسوية مع العصابة الحاكمة الممثلة لراس المال الطفيلي و المدافعة عن التمكين، بتكرار ممل لزعم ان الجماهير ليست لديها قوى على الارض لتستلم السلطة و العسكر مسلحين!!! هذا الزعم يفترض افتراضا جازما ان الجماهير المنظمة لا تستطيع ان تستلم السلطة الا بعد انحياز قوى مسلحة لها. و هذا الافتراض غير صحيح بدون مواربة. فالجماهير المنظمة كمجاميع متحركة، تستطيع استلام جميع مراكز السلطة بما فيها المواقع العسكرية نفسها داخل المدن إن ارادت، و وصولها لاكثر من مرة للقصر الجمهوري في مليونيات سابقة يؤكد ذلك. و للحفاظ على سيطرتها على تلك المراكز و حمايتها تحتاج الى ما يلي: ١- مواكبة حراكها بإغلاق تام لوسط المدينة بكتل جماهيرية كبيرة مع تتريس واسع للشوارع. ٢- التنسيق مع مفصولي الخدمة العسكرية و القوات النظامية الاخرى لإتخاذ إجراءات التأمين اللازمة. ٣- إعلان الإضراب السياسي و العصيان المدني مع توفير معينات استمرارهما. ٤- التنسيق مع الوطنيين داخل القوات المسلحة و القوات النظامية لعصيان الأوامر و رفض فض تجمعات المدنيين. و لا نتفق حتما مع من يدعون ان القوات المسلحة قد اصبحت كلها مجرد مليشيا تابعة للحركة الاسلامية، لأنها بكل تأكيد ليست كتلة صماء معزولة عن الشارع ، فهي كما تؤثر في الشارع تتأثر به. و دلالة ذلك ، وجود قيادات في التيار التسووي خرجت من هذه المؤسسة ، تسعى الى تعويم الانقلاب ، و هي بالحتم لديها تنظيمات عاملة داخل تلك المؤسسة. كذلك حدوث الكثير من الانقلابات الفعلية لا المفتعلة، بعضها من الاسلاميين انفسهم، كإنقلاب رئيس الاركان الأسبق و انقلاب اللواء بكراوي. و من يريد ان يتاكد من وجود انقسام داخل القوات المسلحة، فاليطلع على تسريبات محاكمة انقلابيي محاولة اللواء المذكور، التي اوضحت وجود تذمر حقيقي من تمدد الجنجويد. فوق ذلك وقبله ، الزعم بعدم وجود وطنبين داخل القوات المسلحة ، يمنع مدعيه التمكن من تفسير وجود اشخاص كالمناضل حامد ورفاقه الذين انحازوا بالفعل للشعب ووضعوا في السجن الحربي. ٥- التنسيق مع الحركات المسلحة الرافضة للانقلاب و سلطته كالحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو و حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور و بحث دورهما في حماية الحراك الجماهيري و سلطة الشعب. و مفاد ما تقدم، هو ان الإدعاء بان غياب القوة المسلحة وسط الحراك يستلزم الاستسلام للعصابة الحاكمة و التفاوض معها غير صحيح. فالجماهير المنظمة و كتلها الزاحفة ، تستطيع استلام سلطتها و تفرض ارادتها ، إذا اتخذت الإجراءات المنوه عنها اعلاه و اعلنت سلطتها المدنية وسعت لتامينها. في مثل تلك اللحظة ، لا مناص امام الوطنيين في المؤسسة العسكرية سوى الانحياز لشعبهم بالفعل و حماية حراكه لا الأستيلاء على سلطته بداعي الانحياز. فالإنحياز تفرضه اللحظة الثورية ، التي فرضت على اللجنة الامنية للإنقاذ استلام السلطة في إنقلاب قصر، و اضاعها التيار التسووي بركونه للتسوية و اعاقة اعلان مجلس السيادة المدني من منبر اعتصام القيادة أكثر من مرة. فإعلان السلطة المدنية ، يحشر الإنقلاب و سلطة الامر الواقع في الزاوية ، و لكن يجب أن يتم في اللحظة الثورية و يحصن بالخطوات المذكورة أعلاه. و بكل تاكيد، لا تحتاج الجماهير المنظمة لاكثر من اضراب سياسي و عصيان مدني و مجاميع تستلم مقار السلطة و تعلن سلطتها الشعبية و تسعى لتامينها ، دون ان تنزلق لحمل سلاح او عسكرة الثورة. فالثورة السلمية المنظمة و الفاعلة و المدركة لقوة الكتل الجماهيرية ، لن يهزمها السلاح و لا القوات المسلحة. و ذلك لان مخزونها البشري كبير و متماسك و قادر على تعويض خسائره ، في حين ان القوات المسلحة عددها ثابت و مخزونها محدود و هي عرضة للانقسام تحت ضغط الجماهير ، باعتبار ان منسوبيها ليسوا خارج نطاق تأثير الحراك نفسه ، و لا مصلحة حقيقية لصغار الضباط و الجنود في حماية الجنرالات اللصوص. يقيننا ان شعبنا لن يركن لمزاعم النخب التي لاتثق في قدرة حراكه و تضع له السقوف ، و أنه لن ينتظر القوات المسلحة لصناعة التغيير ، و لن يعسكر ثورته لتنتصر ، كما انه لن يستسلم للعصابة و يفاوضها ليشاركها السلطة و يشرعن و جودها في المعادلة السياسية المستقبلية. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! ٣٠/٦/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 30 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة