الديمقراطية في جميع مراحل تطور التاريخ الإنساني مثلت اما تطلعا نحو مجتمع مثالي يتحمل فيه الرجال و النساء و الجميع مسؤولية مصيرهم الخاص’ و اما هي تحيل نحو تجارب تاريخية يتميز بها الغرب بدءا من اليونان القديمة و المدن الحرة خلال القرون الوسطى’ وصولا الى الثورة الامريكية 1776م و الثورة الفرنسية 1789م.، بشعاراتها المعروفة من اخاء و حرية و مساواة. ربما لم يحظ مطلقا مصطلح سياسي بهذا القدر من النجاح عبر الحضارات و الاجيال المختلفة و المتنوعة بتنوع الامزجة السياسية و البيئة و التاريخ و الجغرافيا ’ و نجد معظم الامم تنسب نفسها للتاريخ الديمقراطي و تلك التي لا تفعل و ربما شعورا بالخجل ’ تبرر ذلك بالطابع الاستثنائي للمرحلة و الظروف المحيطة و الحصار الذي يضربه الاعداء الحقيقيون و المتوهمون و يبررون ذلك بشتى الاسباب و تنشط الالة الاعلامية الرسمية في تشنيف الاذان بهكذا قول حتى يصبح في حكم الثابت و المتيقن ’ و للطرافة فان اول من يصدق ذلك هم اولوا الامر انفسهم. و يحاول الجميع الوعد بان يتحول للديمقراطية قريبا و متى ما سمحت االظروف و الامثلة كثيرة جدا في العالم لحكام قضواا عقودا عددا على امل التحول و التغيير و الذي طال و سيطول انتظاره كثيرا و ربما الي يوم يبعثون. الديموقراطية اي سلطة ديموس( الشعب) هي مفهوم معقد لا يندرج في التقليد الفلسفي كنظام بين الانظمة الاخرى و يعتبر البعض ان الديمقراطية هي خليط للدساتير و بها طابع الشك و الريبة كما قال بذلك افلاطون، و دفع بعد ذلك الثمن غاليا، كما سبدفع الثمن بعده كل من ينادي بها و لم يتعلم من دروس، الماضي و التاريخ ، قبل ان نعلم انه مات غريقا في السراب، او جراء اصطدام بالضباب، او ربما من مضاغفات حب الشباب!! وكما يمكن النظر لها، اي الديمقراطيةكانها عبارة عن سوق و بازار للحكم.، يشتري منه الناس ما يريدون و يكونوا في البعض من الزاهدين. و نحن نحتاج ان نفصل كثيرا ما بين العمل الخاص و العام و الاسرة و الوطن و العشيرة و المجتمع لان نكون مواطنين صالحين. و نحتاج ان نتشارك ’ لا ان نهب و نعطي و نطلب و نتقاسم’ ان نعمل معا , لا ان نجلس للتعويضات و المحاصصة و المكابسة في المناصب و اعلاء الجهوية و القبلية و العصبية الحالكة في ليلنا البهيم هذا, من اجل التقدم للامام’ سواء كان من يقودنا زعيما ام رفيقا ام رئيسا ام اماما ’ طالما جاء به صندوق الانتخاب و ارادة الشعب و مشئية القواعد. على ان الغريب ان كثيرا ممن ينادون بهذا في بلادنا هذه , هم انفسهم غير ديمقراطيين , فمنهم من لم يعقد مؤتمرا لحزبه منذ خمسين عاما’ و منهم من اختزل الحزب في هاتفه و حقيبته’ كما قال لويس( انا الدولة) و منهم من جعل القيادة خالصة له منذ عقود و من بعده للوريث من البنات و البنين و اصبح الامر عائليا لا يهم الشعب في كثير او قليل’ و لسان حاله يقول:
قال مولانا بعد ان لف العمامه ايها الناس سلاما و سلاما ان قول الحق حلال لكنه عندي حراما و قد جئتكم اليوم شيخا و اميرا و زعيما و اماما ووليت عليكم انا و ابنائي و بناتي من الان و الي يوم القيامه و كما انتا لا نمارس الديمقراطية في منازلنا و شوارعنا، و نحاول في احايين كثيرة فرض ما نراه بالتهديد و الوعيد و الصراخ و الويل و الثبور و عظاىم الامور!! و بعد فيبدو ان ما نحلم به سيتحقق غالبا في ذلك اليوم’الاخير، عندما تشرق الارض نورا بعد ظلامها، و عدلا بعد جورها و ظلمها، هذا ان كنا محظوظين كمان.، و لم يلحق بنا تجار السلطة و من بتخذون الشعارات مطية لمصالحهم الذاتية و سلما من رقاب المسحوقين لنيل اوطارهم، فتبا لهم اينما يأفكون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 24 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة