تفتحت عيناي علي الدنيا وامي الحاجة نفيسه رشوان متعها الله بالصحة والعافية تهب من نومها المتقطع ( النباه الأول) وهو آذان الفجر الأول حسب ما كان يسمي عند الاهالي في ارياف السودان ومدنه الصغيره وكان والدي رحمه الله يؤذن الأذان الأول في زاوية الأنصار التي تجاور منزلنا في مدينة النهود تلك المدنية ذات الجاذبية والتي يهيم بها عشقا كل من سكنها او حتي مر بها عابرا والتي احتضنت قوما توارثوا الفضائل اجيالا وراء أجيال فحتي وقت قريب يمكنك أن تتعرف علي مواطن النهود في اي مكان من طريقة لبسه او تعامله مع الاخر كانت والدتي تنهض وتهز كانونها الذي لا يخبو جمره إنما تغطيه بالرماد من ما تبقي من نيران العشاء الذي غالبا ما يكون لضيف طرق بليل ثم تؤدي انفالها وصلاتها قبل أن تحلب غنمها وتطلق لهن سخلاتهن ثم تعد الشاي والزلابية ونحن نيام قبل أن يعود الوالد من الصلاه ثم تواصل عملها حتي اخر الليل بلا كلل او ملل ويتخلل اليوم زيارة لمريض او عزاء او زواج او اي من المناسبات الأفراح والاتراح التي كانت تشكل حياة اهل النهود في ذلك الوقت وكل الناس اهل لاتعرف قبيلة او جنس او فوارق اجتماعية او طبقية. امي لم تكن بدعا من الأمهات إنما كان هذا حال الأمهات والخالات والاخوات في ذلك الوقت في كل بيت واسره عطاء لا يعرف الفتور او الارتخاء وبركة في الوقت والصحة والقليل من متاع الدنيا الذي كان متاحا هذا العطاء لا ينسي امهاتنا واجباتهن تجاه الأزواج والأبناء والبنات بل كان كل شئ في مكانه ووقته لم يشكين ضيق ولا مسغبة علي رقة الحال وشظف العيش كان الرضا سمه الحياة والقناعة بما هو نصيب . ومع هذا العطاء المنزلي المرهق غالبا ما تشارك المرأة وخاصة في الريف في أعمال الزراعة والحرف اليدوية مساهمة منها في تكاليف الحياة. تطورت الحياة قليلا وتعلمت المرأة السودانية حتي شكلت اكثر من ستين بالمائة من طلاب الجامعات وظلت تعطي في العمل والبيت وعندما تدهور حال التعليم تحملت الأمهات عبء تعليم الأبناء وقد خصني الله بأم وعد ضحت بدرجتها فوق الجامعية في الهندسة المدنية وتفرغت لبيتها وأبنائها تواصل الليل بالنهار بلا كلل او ملل. ولعل المرأة في الريف السوداني هي من أكثر نساء الأرض عطاء حتي اري انها مظلومة ومسلوبة الحقوق وتتحمل فوق طاقتها وتؤدي اشغالا شاقة لا تتناسب مع طبيعتها الانثوية وتحتاج لانصاف ففي كثير من الأحيان تتحمل كامل مسؤولية البيت بينما يكون الزوج عاطلا او هاربا في هجرة مجهولة المكان او عبئا ثقيلا عليها وعلي أبنائها رغم ما طرأ علي مجتمعنا من تغيرات مست ثوابته لكن مازلت غالبية نساء بلادي يقدمن عطاء غير محدود وتضحيات جسام من أجل ابنائهن واسرهن وحافظ الكثير منهن علي عرضهن وكرامتهن رغم خروجهن للعمل ومخالطة الرجال. اما عن الاراء الفقهية في الاحتفال بيوم المرأة فقد اجمع غالب الفقهاء المعاصرين علي عدم جوازه باعتباره من أعياد الكفار مستندين علي ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتفاء الصراط المستقيم ولكن ماذا اذا لم يكن عيدا تعبديا كالفطر والاضحي والكريسمس وغيرها من الأعياد التعبدية والدينية وجعلناه من العادات كالاحتفال باليوم الوطني او يوم الاستقلال او الاحتفال بالخريجين وهو في هذه الحالة عادة والأصل في العادات الاباحة هذا والعلم عن. الله ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/07/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة