رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي صديق أبوفواز لـ(الحراك):
من حق الشارع رفض الأحزاب والسلطة والسيادة الأولى عنده.. ولا نعترف بمجلس البرهان.
على الأحزاب أن تراجع مواقفها وتعترف بالسلبيات وتعتذر إذا ارتكبت شيئاً يعتبره الشعب موجباً للاعتذار.
الحرية والتغيير ارتكبت أخطاء لا نستطيع أن ننكرها لكنها كانت غير مقصودة.
أقر القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ـ رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي، كابتن صديق أبو فواز، بارتكاب التحالف لأخطاء، قال إنها غير مقصودة، ودعا أبو فواز في حوار مع (الحراك السياسي)، إلى تقديم الأحزاب الاعتذار ومراجعة مواقفها ومن ثم الاعتراف بسلبياتها، وقال: ليس عيباً أن نعتذر فهو شيمة الكبار.
*المجلس المركزي كان قد أعلن عن مبادرة لتكوين جبهة عريضة، أين وصل العمل فيها؟
نعم المجلس المركزي للحرية والتغيير اعلن عن ضرورة تكوين جبهة عريضة لاسقاط انقلاب 25 اكتوبر، وتحقيق اهداف ومبادئ الثورة في فترة انتقالية وجيزة تحضر للانتخابات وتقوم برعاية المؤتمر القومي الدستوري لصناعة الدستور وتقديمه للشعب عبر استفتاء عام لاجازاته.
وايضا المجلس المركزي وصل إلى نتيجة واستنتاج أخيراً بان الوثيقة الدستورية لسنة 2019 في الأساس خرجت معيبة وبعد ذلك حدث فيها كثير من التعديلات غير الدستورية، فتوصل المجلس المركزي في النهاية بأن هذه الوثيقة لايمكن الرجوع إليها ويجب نسيانها واعتماد إعلان دستوري جديد مؤقت يحكم الفترة الانتقالية، وأنا لا استطيع أن اسمي دعوة الحرية والتغيير لتأسيس جبهة عريضة بمبادرة وإنما هو مقترح ورغبة وموقف سياسي اعلنه المجلس المركزي للحرية والتغيير ولايمكن تسميته بمبادرة لان كل الذي جرى أن الحرية والتغيير ارسلت مناديبها لعدد كبير جدا من القوى السياسية المخلصة, للجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني.
*ماذا بشأن التواصل بينكم ولجان المقاومة؟
كما ذكرت سابقاً لجان الحرية والتغيير لديها محاولات كثيرة حتى قبل الانقلاب، ولم تتوقف الاتصالات والحوار مع لجان المقاومة منذ اليوم الأول لتأسيس السلطة الانتقالية، صحيح هنالك بعض المتشددين داخل لجان المقاومة لهم رأي سلبي جدا ضد الأحزاب السياسية وبالتالي ضد الحرية والتغيير..نعم ارتكبت الحرية والتغيير أخطاء لا نستطيع أن ننكرها وهي قد تكون غير مقصودة، وإنما كان فيها عدم قراءة صحيحة للواقع السياسي وضعف في اعلان المواقف السياسية وتنفيذ الاشياء المتفق عليها، ولكن استطيع أن اؤكد أن اغلب الأخطاء لم تكن مقصودة وكانت اجتهادات وغير صحيحة وهذا يحدث في العمل السياسي، والسياسيون ليسوا ملائكة ويمكن ان يخطئوا ويقرأوا الواقع قراءة خاطئة ويمكن أن يتخذوا مواقف يتبين لاحقا أنها كانت غير صحيحة ، فهذه سُنة العمل السياسي .
*برأيك.. الميثاق الجديد هل هو يعبر عن الثورة ؟
الميثاق اعتقد انه جيد كمبادرة، الآن استطيع أن اسمي ميثاق لجان مقاومة الخرطوم مبادرة وهو مبادرة حقيقية لانها مبوبة وفيها مواقف واضحة وبرنامج سياسي واضح وعلى الناس أن تقرأه وتأخذ منه الايجابي وتقترح عليه تعديلات إذا كان فيه اشياء سلبية.. وأنا شخصياً حتى الآن لم أقرأ الميثاق قراءة جيدة حتى، لذلك نحن في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي الآن نعكف على قراءته وتحليله حتى يكون لنا موقف واضح، لكن من حيث المبدأ رحبنا بالميثاق وعلينا أن نقابله بطريقة ايجابية وحقيقة أنا في حيرة من الذين بدأوا في الهجوم عليه حتى قبل قراءته، فهذا ليس جيدا.. وبالنسبة للحرية والتغيير بالتأكيد سوف يكون لها رأي وستقرأه وترد عليه .
*الشارع أصبح رافضاً للاحزاب ويعتقد انها السبب المباشر في الفشل الذي حدث قبل انقلاب 25 اكتوبر؟
من حق الشارع ان يكون لديه رأي، ومن حقه ان يعلن عن رأيه لانه هو الأساس والسلطة السيادية الأولى، الآن نحن لا نعترف بمجلس سيادة ولانعترف بالمجلس الذي كونه البرهان ونعتقد ان السيادة عند الشعب السوداني ومن حقه ان يقول رأيه في الأحزاب.
والأحزاب كما ذكرت سابقا غير مكملة لديها عيوبها وسلبياتها ولديها أخطاء ، وكما قال المرحوم محمد أحمد محجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان إن الأخطاء الديمقراطية تصحح بمزيد من الديمقراطية وليس بالانقلابات العسكرية، فلذلك التيار المستمر من قبل سقوط البشير عمل حاجزاً بين الشباب والاغلبية الصامتة من جهة ،وبين الاحزاب السياسية من جهة أخرى وهذه استراتيجية خبيثة قام بها ونفذها المؤتمر الوطني ودعمها جهاز الأمن حتى يضعف الحراك الشعبي لأن الحراك الشعبي من غير قيادة أحزاب سياسية لا يستطيع ان يصل إلى شيئ هذه حقيقة لايجب ان (نتغالط حولها)، والأحزاب السياسية مهمة جدا للتحول الديمقراطي وللديمقراطية ،الأحزاب السياسية من المفترض أن تمثل الأغلبية الصامتة التي ليس لديها علاقة بالسياسة، وهي في كل البلدان بالعالم ليس لها هم من يحكم، تريد أن تأكل وتشرب وتعلم أولادها وتعالجهم وتسكن صح وتريد حكومة أو سلطة تحقق هذه المطالب وتكون جديرة بثقة الناخب، وليس كل الناخبين لديهم أحزاب سياسية، هنالك كثير من الناس يذهبون للتصويت ويصوتون لجهة ما حسب برنامجها وليس حسب اسمها، وصحيح بعض الأحزاب لديها قواعد كبيرة تكون مجبرة على التصويت لأحزابها ولكن الأغلبية ليس لها أحزاب سياسية ومن الضرورة أن تكون هنالك أحزاب سياسية لها برامج حتى يقرأها المواطن ويختار البرنامج الذي يناسبه.. فالأحزاب كما قلت أخطأت فهذا شيئ طبيعي وعلى الأحزاب أن تراجع مواقفها وتعترف بالسلبيات، وعليها إذا كان من المناسب أن تعتذر إذا ارتكبت شيئا يعتبره الناس واجب الاعتذار فهذا ليس عيباً أن نعتذر فهو شيمة الكبار.
*دعنا نعود للانقلاب.. كيف تقرأ ما قام به العسكر من تقويض للفترة الانتقالية؟
من الأساس نية العسكر كانت موجودة، وخلال السنوات الثلاث التي كانوا فيها على رأس مجلس السيادة وجميع اللجان وعلى رأس حتى لجنة ازالة التمكين التي قاموا الآن بتجميدها رئيسها كان جنرالا عضوا في مجلس السيادة وهو ياسر العطا بغض النظر عن بقية الشخصيات المهمة والخطيرة واللجنة الاقتصادية رئيسها حميدتي، مجلس السلام الأعلى والذي هو غير دستوري ولم يكن منصوصاً عليه حتى في الوثيقة الدستورية رئيسه حميدتي والبرهان حتى اللجنة التي كان المقرر ان تتابع تنفيذ خطة الأمم المتحدة حسب البند السادس كونت على رأسها عضو مجلس سيادة عسكري هو إبراهيم جابر، لذلك اتهام القوى السياسية بانها السبب في الانقلاب هذا اتهام جائر وغير صحيح.. القوى السياسية عملت بما وسعها عمله واخطأت واصابت ولكن العساكر عندما اتوا في 11 ابريل لم تكن لديهم النية إطلاقا على مشاركة القوى السياسية في الحكم وحتى الآن البرهان و زمرته ليس لديهم النية اطلاقا التنازل عن السلطة بسهولة وكما ترين هم شرسون جدا في طريقة فض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها الشباب ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب.
*هل الحرية والتغيير على قلب رجل واحد؟
إذا كنا كلنا على قلب إنسان واحد من الممكن أن نكون حزبا واحدا، الحرية والتغيير ذكرت من قبل هذا الأمر وهي أكبر واضخم تحالف سياسي في تاريخ السياسة السودانية الحديثة ويضم عددا كبيرا جدا من الأحزاب السياسية المؤدلجة وغير المؤدلجة، ومن اقصى اليسار إلى اقصى اليمين ،وهنالك أحزاب وسط ومنظمات مجتمع مدني لديها برامجها المهنية التي تبحث عنها ولديها حقوقها وأفرادها الذين تحاول حمايتهم، فلذلك لايمكن ان نكون على قلب إنسان واحد في كل شئ، فلابد ان تكون هنالك اختلافات خاصة في المجال الاقتصادي وملف الشوؤن الخارجية وفي مجال الأمن والزراعة والصحة والتعليم وغيره.
*لماذا لا تتوحد ما دام الهدف واحداً؟
لا يمكن لاي تحالف سياسي ان يكون دائما على قلب إنسان واحد في المجمل، صحيح هنالك مساحات مشتركة هي التي جمعت تلك القوى داخل اطار وتحت مظلة الحرية والتغيير فهذه من الثوابت الوطنية المتفق عليها الديمقراطية والتحول الديمقراطي واخراج العسكر من السلطة السياسية متفق عليها، أما بقية تفاصيل البرامج الاقتصادية والاجتماعية بالتأكيد هنالك اختلافات وهذا يحدده صندوق الانتخابات فيما بعد، ومن أجل هذا نحن نقول إن الفترة الانتقالية يجب من أي حكومة تأتي فيها أن تكون حذرة جداً ولاتتخذ قرارات مصيرية من شأن البرلمان الذي سيأتي عبر انتخاب، مثل العلاقات الخارجية والبرامج الاقتصادية الشاملة طويلة المدى هذا ليس من مهام اي حكومة انتقالية خلال فترتها بل يجب ان تكون مؤجلة ومرحلة إلى مابعد انتخابات الديمقراطية، لذلك عندما عارضنا التطبيع مع اسرائيل ليس لأننا لدينا موقف معين تجاه التطبيع بل لأن الخطوة اجرائياً خطأ ليس من حق البرهان أن يقرر في الأشياء المصيرية لوحده ولاحتى حمدوك كرئيس وزراء انتقالي ليس من حقه ان يقرر البرنامج الاقتصادي الذي يرهن مستقبل البلاد في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.. هذا برنامج استراتيجي ليس من حق الفترة الانتقالية اتخاذ قرارات حوله تجعل السودان مديناً للصناديق الدولية لمدة 20 عاما مستقبلا، لذلك نحن كنا ضد هذه الاشياء حتى السلام الذي قام به حميدتي ومن معه في جوبا هذا سلام منقوص وغير صحيح وكانت نتائجه فقط تقسيم السلطة والثروة ولم يخاطب جذور المشكلة السودانية لان هنالك اثنتين من أكبر الحركات المؤثرة كانتا خارج هذه الاتفاقية فكيف نقول ان هنالك اتفاق سلام؟! ،فهذه اتفاقية بين العسكر والجبهة الثورية ولايمكن تسميتها باتفاقية سلام هذه اتفاقية معيبة وناقصة ولن تؤدي الى سلام اطلاقا .
*حراك الشارع له حتى الآن 4 أشهر ولم يتم اسقاط الانقلاب؟
هنالك ما يعرف بالكتلة الحرجة والوصول اليها صعب ويأخذ الكثير من الوقت والحوار ليس المكان المناسب لشرحها، نحن ظللنا نقاوم ونناضل نظام الجبهة القومية الاسلامية منذ الانقلاب في صبيحة الجمعة 30 يونيو 1989 القوى السياسية لم تقف اطلاقا في النضال ضده حتى اسقاطه، واسقاطه تم عندما وصلت الكتلة الحرجة الى مداها المطلوب لذلك ليس من المفترض أن يشفق الناس.. و4 أشهر ليست كثيرة على انقلاب دموي مثل هذا ولن يستمر كثيرا مثلما استمر البشير ولكن في النهاية سنصل للكتلة الحرجة التي ستسقط البرهان ومن معه .
*القوات الانقلابية الآن تمارس القمع والاعتقالات على قيادات الشارع، إذا استمرت القيود ماهي آليات الاستمرار هل ستضطرون لقيادة المعارضة من الخارج؟
أي قوى انقلابية عسكرية فاشية ليس غريبا عليها أن تمارس مثل هذا القهر، وهذا الاجرام في حق المتظاهرين العزل والسلميين، ونحن لسنا متفاجئين فهو عمل يشبههم ولن يكسر شوكة المقاومة ومايفعله العسكر الآن وأمنهم وشرطتهم وجيشهم لن يزيد الثورة إلاّ اصرارا وستسمر المقاومة حتى اسقاط النظام، أما مقاومته من الخارج فهذا غير مطروح اطلاقا في كتبانا ونحن رفضنا الخروج من السودان لمدة 30 سنة قبل اسقاط البشير وجاءتنا فرص للخروج ولكننا رفضناها لايمكن أن نخرج الآن.. صحيح المقاومة من الخارج مهمة ويقوم بها إخوتنا السودانيون الموجودون هناك بكل انحاء العالم وكل القارات ونحن على تنسيق تام معهم ووجودهم مهم جدا لانهم يدعمون النظام الداخلي عبر الاعلام وهذا مهم جدا، والتواصل المباشر مع حكومات الدول الموجودين فيها ومع المنظمات الدولية ،ولدينا أصدقاء قريبون جدا من الكونغرس الأمريكي ويوصلون رسالتنا من الداخل فهذه مهمة السودانيين الموجودين بالخارج وليست مهمتنا نحن .
03-07-2022, 08:12 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12483
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صديق عبد الجبار
علي عبدالوهاب عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست