أدعياء الحرب كالحرب تماماً .. اولياء السلم لا خوف عليهم لا حزن .. وإذا مروا بهم قالوا سلاما .. وإذا غم بهم نادوا وطن .. هذه الحرب وثن ..
(حميد)
♦️لا للحروب، نتمسك بحزم بسلاح السلمية، وبشعارات الثورة، وحل المليشيات هو المدخل السليم لتحقيق السلم الوطيد والاستقرار السياسي.
♦️نُدرك ان الجيش مضروب في مهنيته بالتمكين الكيزاني، ورغم ذلك لن نُعاديه، فصراعنا واضح ضد الطغاة قادة الجيش وليس كامل الجيش، ويكمن الحل في إعادة هيكلة الجيش لصالح دولة القانون والمؤسسات.
♦️موقفنا المبدئي لا يمكن إطلاقاً أن نُساند آية مليشيا آيا كان تنوع منسوبيها المناطقي، الجهوي، القبلي، بل نُدعم المؤسسات الوطنية القومية المهنية النظامية، فالمطلب الثوري أكد على (ما في مليشيا بتحكم دولة والعسكر للثكنات).
♦️لا تُبني وتنهض الدول بالمليشيات، بل تُبني بالمؤسسات القومية المهنية التي تلتزم بحماية الدستور ومقدرات الوطن، لا ان تتصارع على السلطة والموارد، وأن تُرسخ مهنيتها بإن لا مجال لها في معادلة الحكم والسلطة السياسية نهائياً.
تفجرت الأوضاع بالأمس حيث شهدت العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وامتد هذا الاشتباك الي مدن الولايات والأقاليم بداية بمروي مروراً بالأبيض ونيالا والقضارف وبورتسودان وكسلا وغيرها من المدن، لتعلن بداية صافرة الحرب التي كانت نُذرها تلوح في الافق، والكل يعلم انها معركة مؤجلة وذلك لان استحقاقات ثورة ديسمبر المجيدة لم تجد حظها الي التنفيذ والتحقيق، واستعيض عنها بالتسويف والمماطلة في عهد حكومة الفترة الانتقالية فلم تتم إعادة هيكلة الجيش بما يتسق وأهداف ومطالب ثورة ديسمبر المجيدة وصولاً الي جيش مهني واحد بدلاً عن التمكين الكيزاني الضارب في اعماقه، كما لم تُحل مليشيا الدعم السريع بل سعت في التمدد اكثر واكثر اقتصاديا (تنويع مصادر الدخل بمليكتها المنفصلة عن الدولة) وعسكرياَ التوسع في العتاد ومحاولة تنويع السلاح، الهادفة الي الانتقال من الشراكة الي ابتلاع كامل الدولة، وللأسف تم كل ذلك تحت سمع وبصر حكومة الفترة الانتقالية وقادة اللجنة الأمنية الذين تواطؤا مع ذلك لأنه لم يمس مصالحهم الخاصة المشتركة آنذاك، بل كانوا يجدون المبررات والمسوغات لذلك، لذا جميعهم صموا آذانهم عن مطالب الثورة، وظلوا يستمرؤون المراوغة والتكتيكات المضادة للثورة عبر جيوب فلولهم وأذيالهم في المؤسسات الوطنية المختلفة المدنية منها والقوات النظامية ظانين أن حصيلة تآمرهم كفيلة بوأد الثورة ولكنهم لا يستوعبون الدرس ولا يتعظون من عبر سالف الديكتاتوريون بانها ثورة شعب.
تمادي مسار تآمرهم على الثورة بانقلاب 25 أكتوبر المشئوم ظانين بأن إطاحة شركاؤهم في حكم الفترة الانتقالية سيفسح المجال لهم للانفراد بالحكم وبإعادة تأسيس نظام دكتاتوري جديد، ومرة أخرى تصفعهم الثورة بنصر آخر، فيسقط انقلابهم الفاشل منذ ساعة إذاعة بيانه الأول بفقدانه للشرعية عند تفجر الجماهير الثورية في الشوارع التي لا تخون، رغم وابل الرصاص #المجد_والخلود_للشهداء_الكرام، فإرادة الشعوب عصية على الانكسار.
استمر الانقلاب مستنداً على سلطة الأمر الواقع ولكنه لم يتمكن من إحراز اي تقدم ولو قيد أنملة على كافة الأصعدة، فالحراك الثوري المتقد المتوهج الذي تنظمه وتقوده لجان المقاومة صمام أمان الثورة حبس انفاسهم وجعلهم في خانتهم الدفاعية المرتبكة فتارة يهرعون الي الإدارات الاهلية وتارة يلجؤون الي ما تبقى من أحزاب الإسلام السياسي بل اجتهدوا في دعمه مادياً ومعنوياً لإعادة تماسكه وتنظيمه لتحقيق مكسب ما لهم فلم يجنوا سوى السراب، فكروا الي رئيس الوزراء وعقدوا معه اتفاق( البرهان _حمدوك) ولكنه أيضاً لم يصمد كثيراً حيث سقط بأمر الجماهير الثورية فاضطر رئيس الوزراء الي تقديم استقالته غير مأسوفاً عليه، تبعاَ لذلك ظل قادة اللجنة الأمنية بميليشياتهم وفلولهم وبقية كومبارس الانقلابيين يعيدون اختراع العجلة وسط تصاعد ضغط الحراك الثوري، فيرضخون للوساطات الإقليمية والدولية الرباعية منها والثلاثية ليحصنوا عرش انقلابهم المهتز مرة أخرى من هدير الثورة بإعادة إنتاج شراكة الدم مع قحت المركزي وفلولها وقوى انتقالها كما يزعمون، فتوسم التسوية السياسية بالاتفاق الاطارئ، رغم ان منطق الثورة لا يخضع لقوانين التسويات السياسية بل الثورة لا تؤمن إلا بالتغيير الجزري.
ظل التوافق الحزر المؤقت سيد المشهد نتاج المصالح المشتركة بين قادة اللجنة الأمنية (قادة القوات المسلحة + قادة الدعم السريع)، ولحظة وصول تضارب المصالح بينهما سرعان ما لجاؤا الي سلاح الحرب، فالصراع المكتوم تمرحل بصراع الحرب الباردة وصولا الي مرحلة الصراع العلني للانفراد بالسلطة وتعظيم الموارد وحماية وتقنيين النهب للموارد بالسلاح وليس بمنهج إدارة الموارد لصالح خزينة الدولة، وإنما لصالح الأفراد وهنا مربط الفرس، كما ان مآلات تجيير الحرب لصالح اي انقلاب أو حكم عسكري شمولي لن يجد منا سوف الرفض القاطع ومواجهته بشدة والعمل على إسقاطه، فإرادة الشعوب لا تُقهر.
استنادا على مجمل ذلك إننا في تجمع الزراعيين السودانيين ضد الحرب تماماً وننحاز للسلم، وموقفنا المبدئي لا يمكن إطلاقاً ان نُساند اي مليشيا أيا كان تنوع منسوبيها المناطقي، الجهوي، القبلي، ففي الفترة الماضية أنشئت مليشيات جديدة على غرار الدعم السريع كدرع الشمال وغيره، وواجب الدولة العمل على محاصرتها وعدم تمددها وتفكيكها، بل نؤكد دعمنا للمؤسسات الوطنية القومية المهنية النظامية، فالمطلب الثوري أكد على أن (ما في مليشيا بتحكم دولة)، ورؤيتنا تكمن في وقف الحرب وحل المليشيات ونزع ومصادرة السلاح من أفرادها ومن ثم إعادة دمجهم في المجتمع بما يُعزز السلم المجتمعي وترحيل منسوبيها الأجانب الي دولهم وفق للمواثيق الدولية جنباً الي جنب إعادة هيكلة القوات النظامية بما تتسق وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وصولاً إلى استعادة مهنيتها من سرطان (التمكين الكيزاني) لتُفضي إلى جيش نظامي مهني واحد عقيدته حماية الدستور ومقدرات البلاد، وصون سلامة أرواح شعبه المعلم تأسيساً لسلطة الشعب. والثورة_ثورة_شعب_والسلطة_سلطة_شعب_والعسكر_للثكنات_والجنجويد_ينحل.
تجمع الزراعيين السودانيين مكتب الإعلام والاتصال 16 أبريل 2023م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة