أزمة مالية طاحنة تضرب دولة جنوب السودان

سودانيز اون لاين
صحيفة الانتباهة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

المثنى عبدالقادر-

ضربت أزمة مالية طاحنة دولة جنوب السودان وفشلت الدولة في دفع مرتبات موظفي البلاد بالولايات العشر عن شهري يناير وفبراير لكافة القطاعات العاملة في الدولة من معلمين وأطباء وموظفين بالوزارات، بجانب جنود الجيش بحسب ما اكد مصدر مطلع بوزارة مالية جنوب السودان، الامر الذي دفع جنود الجيش والشرطة وموظفي الخدمة المدنية إلى تنظيم احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بسبب عدم حصولهم على رواتبهم، بينما أكد مصدر عسكري في جوبا ان الرئيس سلفا كير ميارديت اجتمع بقيادات الجيش في اجتماع طارئ حول الازمة المالية التى تعيشها البلاد، مبدياً تخوفه على مستقبل الحكومة، كما نقل المصدر أن الرئيس بدا مرتبكا خلال الاجتماع الذي لم يستمر لاكثر من ساعة، فيما استدعى نواب المجلس البرلمان القومي كلا من محافظ البنك المركزي ووزير المالية للرد على القضية العاجلة بشأن الازمة المالية التى تجابه البلاد. يشار الى أن سعر الدولار وصل يوم أمس «45» جنيهاً. وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.

استدعاء البرلمان القومي

بعث البرلمان القومي بدولة جنوب السودان بمسألة مستعجلة الى محافظ البنك المركزي ووزير المالية للرد حول الازمة المالية التى داهمت البلاد والمثول بحلول صباح اليوم «الأربعاء»، فيما يتعلق بالأزمة المالية والحلول التى وضعوها لمناقشتها مع اعضاء البرلمان، وقال رئيس لجنة الاقتصاد بالبرلمان توليو ايوه ان استدعاء محافظ البنك المركزي والوزير حول ارتفاع الأسعار الكبيرة في الاسواق المحلية بجانب عدم صرف العاملين في الدولة وجنود الجيش لمرتباتهم منذ يناير الماضي. واقترح العضو توليو اقامة لجنة مخصصة للتعامل مع الازمة المالية ومناقشة قضية البنوك وتنظيم الأسعار ومراقبة الجمارك، لكن احد زعماء الاقليات بالبرلمان اوتنو ادوك ينوكيوت اتهم محافظ البنك المركزي ووزير المالية بالفشل، ورفض في نفس الوقت قيام اللجنة. يشار الى أن عددا من أعضاء البرلمان القومي طالبوا بإعفاء اللجان الاقتصادية في البرلمان وذلك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

تهديد التجارة الحدودية

أكد خبراء اقتصاديون صعوبة تنشيط التجارة الحدودية بين الخرطوم وجوبا في ظل تراجع العملة المحلية بدولة الجنوب بسبب إنعدام الأمن في المناطق الحدودية نتيجة لإستمرار الصراع بين طرفي النزاع بدولة جنوب السودان، وقال المدير التنفيذي للمجموعة الإستشارية للتنمية الناشط الحاج حمد محمد خير في تصريح لراديو «تمازج» أن من الصعوبة بمكان تنفيذ قرار فتح الحدود بين الخرطوم وجوبا وتنشيط التجارة الحدودية في ظل الظروف الحالية، وذلك في إشارة إلي تراجع العملة المحلية في جوبا بسبب الحرب الدائرة، وانعدام الأمن في المناطق الحدودية. مؤكدا مخاوف المستثمر السوداني من الزج بأمواله في هذه الأجواء، وشدد على أن الظروف الحالية غير مشجعة للمستثمرين لتنشيط التجارة الحدودية، بالرغم من التطور الإيجابي في علاقة البلدين هذه الأيام. أما عميد كلية الإقتصاد بجامعة جوبا، الدكتور مريال أوو، من جانبه أكد تدهور الأوضاع الاقتصادية في جنوب السودان عقب بعد تعويم سعر العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي من قبل البنك المركزي بجنوب السودان، مما أدي الى ارتفاع الأسعار بالبلاد، في الوقت الذي يعانى فيه البنك المركزي من دعم الأسواق. ومطالب الحكومة بالتراجع عن بيع العملات الأجنبية للبنوك التجارية. يذكر أن رئيسي البلدين كان قد وجها بفتح المعابر الحدودية في يناير الماضي.

توقف المحكمة العليا

أرجأت المحكمة العليا بدولة جنوب السودان جلساتها في جميع القضايا بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود لتشغيل المولد، وقال القاضي في المحكمة العليا لادو ارمو انه تم إلغاء جلسات المحكمة بجانب قضية المتهمين بالفساد بمكتب الرئيس سلفا كير وانه سوف تعود حال توفر المزيد من الوقود.

إغلاق السفارات

أعلنت حكومة جنوب السودان رسميا إغلاق بعض سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، بسبب نقص التمويل والاعتمادات المالية اللازمة لتشغيلها. وكشفت وزارة الخارجية أنها اضطرت لإغلاق «10» من مجموع سفارتها في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا البالغ عددها «24» سفارة بسبب عدم وجود اعتمادات مالية، وأكدت الخارجية أن عشر سفارات على الأقل، ستغلق خلال الأيام القليلة القادمة، ضمن التدابير المالية الجديدة التي قررت الحكومة اتخاذها لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تعانيها البلاد. وبحسب ما نقلت صحيفة «سودان تربيون» أن وزارة الخارجية عاجزة عن دفع إيجارات مقار السفارات والقنصليات، إضافة إلى أجور ومرتبات الموظفين والعمال. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الشئون الخارجية، تواجه مجموعة من الدعاوى القضائية التي رفعها ملاك المباني المستأجرة، والتي يطالبون فيها بطرد السفارات والقنصليات، بسبب الإيجارات المتأخرة منذ عدة أشهر. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الشئون الخارجية، قوله إن الحكومة تسعى إلى تجنب الحرج الدولي، وترى أن الحل الأفضل هو إغلاق السفارات، وتسليم مقارها إلى أصحابها إلى حين تجاوز البلاد ظروفها المالية الصعبة. ورفض المصدر تحديد أسماء الدول العشر التي سيتم إغلاق سفارات جنوب السودان فيها، لكنه أكد أن القرار يشمل عدة قارات، وتعاني دولة جنوب السودان المستقلة حديثا، من أزمة اقتصادية طاحنة.

نزوح عشرات الأسر

توالى تدفق عشرات الأسر الجنوبية إلى السودان ودول الجوار الأخرى، نتيجة لتفاقم الأوضاع المعيشية بغالبية الولايات. وأوضحت مصادر متعددة من ولايات شمال بحر الغزال وشرق الإستوائية، عبور الأسر وبشكل يومي إلي كينيا ويوغندا والسودان. وقال السلطان مالك مليك من معسكرات الجنوبيين العالقين غربي العاصمة السودانية الخرطوم، امس أن المئات يصلون من ولاية شمال بحر الغزال الحدودية بجنوب السودان، إلي الخرطوم وسط أوضاع إنسانية قاسية. وأكد حسب إفادات القادمين بأن هنالك تدفقا مماثلا للأسر إلي ولاية شرق دارفور والولايات السودانية المجاورة لشمال بحر الغزال في ظل غياب كامل للمنظمات الإنسانية.

جوبا مدينة الخوف

أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية تحقيقا صحفيا عن مدينة الامل الواقعة بمعسكر النازحين في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان. حيث يعاني الاطفال من الخوف المتزايد من الموت بينما يحوم الجوع يوميا على اطراف المدينة، وبحسب المواطن ديو توت الذي يعيش في المخيم بانه لا يستطيع الخروج منه وعندما سأله مراسل الصحيفة اشار الى جبهة رأسه الذي تميز بانه من قبيلة النوير وسألته مرة اخرى ماذا يعني فقال بانها « شهادة وفاتي»، وبجانب المعسكر الذي يعاني فيه مواطنو الجنوب من عدم ايصال المساعدات الانسانية التى تقف الحكومة حجر عثرة امامها يظل الاطفال ينتظرون الطعام حتى غروب الشمس، ويتعرض التقرير بان الرئيس سلفا كير ميارديت فقد السيطرة ويعرف انه يحب لبس الملابس الداكنة مع ارتدائه لقبعة رعاة البقر الامريكان التى أهداه اليه الرئيس جورج دبليو بوش لكنه يعرف ايضا بانه غامض ومن الصعب تحديد شخصيته، وقال أستاذ في جامعة جوبا جيمس سليمان باديت لـ«نيويورك تايمز» بان معظم قرارات الرئيس سلفا كير السابقة اثرت عليه في الوقت الحالي، مشيرا الى ان سلفا كير طلب من جنرالاته احترام حقوق الإنسان ولكن عندما ارتكبت القوات الحكومية الاعمال الوحشية وظلوا يقومون بها مرارًا وتكرارًا لم يحاسب سلفا كير احداً منهم، وختم الاستاذ الجامعي بقوله «ان جميع تلك الذنوب على الرئيس سلفا كير وان الله سوف يعاقبك».

ارتفاع الأسعار بالتونج

تشهد مدينة تونج الشمالية بولاية واراب بدولة جنوب السودان هذه الأيام إرتفاعا حادا في أسعار السلع الأساسية. هذا وطالب عدد من العاملين فى المؤسسات الحكومية بتونج الشمالية بزيادة المرتبات لمقابلة إرتفاع الأسعار. وقال جاستن كور العامل بإحدى المؤسسات الحكومية إنه يتقاضى«561» جنيها شهرياً، الأمر الذى لا يمكنه من مجابهة احتياجات أسرته فى ظل الارتفاع الحاد للأسعار. وأوضح كور أن سعر جوال الذرة بلغ «2800» جنيه بأسواق تونج الشمالية، فيما بلغ جوال الدقيق الأوقالى 50 كيلو «1400» ليصل سعر جوال البصل إلى «2300» جنيه. وأشار إلى أن راتبه كاملاً لا يكفى لشراء نصف جوال ذرة.

أوضاع مأساوية بمندري

يعانى نحو ما لا يقل عن «30» ألف عائد بمناطق «جامبو- لي- لانجي -ابوجي» في مقاطعة مندري الشرقية بولاية غرب الإستوائية، من نقص حاد في الغذاء والدواء وخيام الإيواء. وقال محافظ مقاطعة مندري الشرقية، السيد جون هنري، أن هنالك أزمة حادة في الأكل والدواء ومشمعات الإيواء للعائدين بالمناطق المذكورة بعد أن فروا في السابق بسبب الصراع بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة بالمنطقة منتصف العام الماضي. مطالباً الحكومة الإتحادية والمنظمات العاملة في المجال الإنساني بالإسراع في توفير المساعدات للعائدين قبل تفاقم الأوضاع مع حلول موسم الأمطار.

الجنوب تحت الوصاية

دعا الجنرال المنشق عن المعارضة المسلحة ماكوك تيني جنوب السودان، دعا المجتمع الدولي بوضع دولة جنوب السودان تحت الوصاية الدولية اذا فشلت في تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وقال الجنرال ان الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار قد فشلا في ادارة البلاد خلال السنوات الماضية، وقال تيني الذي يرأس حركة المقاومة الوطنية انه على استعداد مع حركته لدعوة كل من سلفا كير ومشار للتنحي، وان الولايات المتحدة الامريكية يمكنها ان تفعل الكثير لمنع انهيار البلاد.

اشتراط المعارضة المسلحة

رهن الأمين العام للحركة الشعبية في المعارضة المسلحة بجنوب السودان، ضيو مطوك، مجدداً عودة ريك مشار، بوصول آخر جندي من قوات المعارضة المسلحة التي تبلغ عددها «1300» جندي بينهم الحرس الرئاسي والشرطة إلي جوبا، وفقا لاتفاقية تسوية الأزمة في جنوب السودان. وأوضح مطوك أن هنالك ترتيبات لعودة قواتهم إلي جوبا بعد أن تم تحديد المواقع بجوبا. مشيراً إلى أنهم زاروا مواقع تمركز قواتهم مؤخراً وهنالك بعض الترتيبات لتجهيزها كاملا. وتوقع وصول الفوج الأول إلى جوبا مطلع الأسبوع القادم. وفي السياق، أكدت مجموعة الترويكا وهي أحد الضامنين لتنفيذ اتفاقية تسوية الأزمة بجنوب السودان، نقلها لقوات المعارضة المسلحة إلي جوبا لكن بأسلحة خفيفة. وحمل طرفي النزاع مسؤولية إكتمال الإجراءات لوصول جميع قوات المعارضة التي تبلغ عددها «1370» جنديا إلى جوبا. وبشأن تجدد المواجهات بين قوات المعارضة والجيش الحكومي بمناطق بولايتي شمال وغرب بحر الغزال، إتهم مطوك عناصر داخل الحكومة يرفضون السلام بأنهم وراء تجدد المواجهات. هذا إلي جانب رفض الحكومة أن تكون ولاية غرب بحر الغزال موقع تجميع قوات المعارضة المسلحة، هذا واستنكر مطوك استمرار المواجهات في الوقت الذي تم فيه توقيع اتفاقية السلام.

تحقيق في لير

أعرب وزير الإعلام بولاية ليج الجنوبية بالوحدة وعاصمتها لير مسقط رأس زعيم المعارضة رياك مشار، بيتر ماكوث، عن أسف حكومته للتقرير الصادر من مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الذي يتهم الحكومة بانتهاج سياسة الأرض المحروقة وتنفيذ عمليات اغتصاب ونهب متعمد للمدنيين أثناء الصراع، وقال الوزير انهم اطلعوا على التقارير الصادرة، واصفاً ذلك بالمفزع والمؤسف. مؤكداً شروع حكومة الولاية في التحقيقات لتقديم الجناة للعدالة وذلك وفقاً للتقارير التي اشارت إلى ضلوع قيادات ومليشيات من الجيش الشعبي في الجرائم المذكورة. كاشفاً عن تكوين لجان بدأت مباشرة عملها في منطقة لير مع القيادات التي وردت اسماؤها في التقرير. وتوقع ظهور نتائج التقارير في غضون شهرين، مؤكدًا أن التقارير صادمة وتؤثر في السلام الاجتماعي بمنطقة لير، وكان تقرير للأمم المتحدة، قد رصد روايات مفزعة عن قتل المدنيين بينهم أطفال ومعاقون دفنوا أحياء أو اختنقوا في حاويات أو أطلق عليهم الرصاص أو شنقوا على الأشجار. وذكر التقرير أن تفشي الاغتصاب يشير إلى أن استخدامه في الصراع أصبح ممارسة مقبولة من جانب قوات الجيش الحكومي والمليشيات الموالية. وأضاف التقرير أنه تم السماح لأفراد المليشيات المتحالفة مع الحكومة باغتصاب النساء كتعويض عن الأجر.

أحدث المقالات