(بعثت بهذه الرسالة إلى تحرير الراكوبة بواسطة جهر رداً على ردها للمسألة التي أثرتها عن حجب كتاباتي عن مصطفى البطل) إلى تحرير الراكوبة بواسطة جهر فهمت من ردكم عليّ بشأن حجب مقالاتي التي علقت على آراء للأستاذ مصطفى عبد العزيز البطل أنه، لسبب أو آخر، لن يكون في وضع للرد على ما تثيره مقالاته من قضايا. ويطرأ لي هنا أمران: الأول: إن البطل محظور من النشر بالراكوبة البتة ولذا فهو في حالة إعاقة دائمة من الرد على ما يثيره من آراء. ويوقعكم مثل هذا الحظر على "الهوية" في محظورات كثير نافية لحرية التعبير. فليس في سياستكم التي تفضلتم بنشرها ما يوحي بحجب الكاتب بل بحجب الكلمة التي تخالف سياستكم التحريرية. وكثير مما يكتب البطل متفق مع سياستكم التحريرية، لو أذنتم لي. فمقالاته حول صعود الرئيس ترمب لسدة الرئاسة في أمريكا مثلاً غاية في الذكاء والسبك. وعرضه المستمر للكتب يدل على قراءة ثاقبة. فالأهدى هنا، إذا كنتم أنتم من أوقفتموه من النشر البتة، أن تحاسبوه على القطعة، بالمفرق، مقالاً بعد مقال، لا بالجملة، أي بإيقافه جملة واحدة. وقد جربت منكم عدم نشر مقالات لي بسبب أنها من قديمي لا جديدي. وتفهمت هذا الجانب من سياستكم. وواصلت النشر. الثاني: أن يكون البطل هو الذي قرر إلا ينشر عندكم وألا يُنشر شيء عنه البتة. وسيكون هذا طلباً للعصمة لا أعتقد أن البطل، الذي عرفته عن كثب، سيترخص في تأمينه لنفسه. فهو كاتب نشط يثير عويصات المسائل المستحقة لتبادل الرأي في كل المنابر بغير فرز. فليس ما أثاره مؤخراً حول الأمن والحرية عقيدة غنوصية بطلية تستوجب الحماية من المنكرين لها والمشاغبين. إنه يروج لفكرة مهمة قد يجد مثلي وجوب مناقشتها في سياق كامل فكره حيث شئت. فمناقشة البطل، الصريح في الصدع بما يعتقد، نعمة وبركة ومعرفة صح لمنبر مثل منبركم اشاعتها بعيداً عن حكم الإجراءات والاستثناءات. ولو فارق سياستكم في ردوده حجبتموه ونبهتموه. فعقيدة حق الكاتب في الرد مبدأ عزيز. ولكن أرجو ألا نترخص فيه فيرخي بسدوله على طلاقة الحوار حول الوطن. إنني أطلب أن ترفعوا حظركم عن البطل، متى ما كان هذا قراركم، لتكون آراءه مبذولة سائغة في سوق الأفكار. وإنني لأطلب من البطل، لو كان هو الذي طلب ألا يكتب في الراكوبة ولا يكتب الناس عنه (كما أوحى لي أحدهم)، أن يرجع عن هذا الامتياز. فهو رجل سنين القلم، شديد الخصومة، ثاقب النظر. والرد عليه متعة لا نريد له أن يحرمنا منها في صحيفة غزيرة القراء مثل الراكوبة. فإن لم يفعل كان كمن طلب أن يستظل بفقه التحلل. أخلص إلى شكر إدارة جهر على تفضلها بالتوسط في الشأن بيني وبينكم. كما أسعدني أن بلغتموني برد أعانني على كتابة هذا التعليق حوله. المخلص عبد الله علي إبراهيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة