الكتابة في دائرة الانيغما..نقد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ميسون النجومى(Maysoon Nigoumi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2007, 10:09 AM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكتابة في دائرة الانيغما..نقد

    دي كتابة قديمة


    الكتابة في دائرة الإنيغما

    عملية التصنيف في النقد بقدر ما تفتقر إلى الدقة، إنما هي محاولة لفتح الاحتمالات في النصوص وكتابها، وفق "قراءة" الناقد. مرت علي في الفترة الأخيرة مجموعة من النصوص لبعض الكتاب، على فترات متفرقة. ما فعلته هذه الكتابات هو أنها دوما تثب أمامي بأفكار محددة في رأسي كلما قرأتها. وبعد مدة حاولت أن أفكر فيما يجعل هذه الكتابات تحديدا تلقي بهذه الأفكار في رأسي دونا عن غيرها؟ ما الرابط بينها؟ ما وجه الشبه؟ سأحدث هنا عن الملامح العامة في كتابات : رندا محجوب، محمد الصادق الحاج، أحمد (النشادر) ومأمون التلب.
    في مقال الذي كتبه "الناقد"في صحيفة الرأي العام، معرضا بكتابات بعض من أفراد هذه المجموعة. المقال كان محصورا في "أحب هذا لا أحب ذاك" وخرج بحكم قاطع: "ليس بشعر!" ، إلا إن المقال حاول أن يخلق صلابة ما للعاطفة التي كتبت به، فحدد أسباب تجعل هذا الشعر: لا شعر. وقد وجدت هذه الأسباب مدخلا سانحا لكي أشير إلى أهم ما يميز كتابات هذه المجموعة. اسباب الناقد في حكمه كانت: 1- أنها كتابات غير مفهومة 2- غياب أي نوع من الموسيقى أو الإيقاع الداخلي للنصوص.
    سيساعدني هذا التقسيم كثيرا فهو يشير إلى : 1- الثيمة 2- و الأسلوب

    فلنتحدث اولا عن الثيمة، ما أعنيه ليس "موضوع " النص، وإنما أعني المدخل أو الزاوية التي يتم بها تناول أي موضوع/ حدث/ فكرة ، فلنسمها الأيدلوجيا . كأن يكون مدخل أي كاتب ما لموضوع أو فكرة ما قبل أن يعالجه شعريا هو ( فكرة العالم المقسم إلى ثنائياتDualism، أو فكرة الإنسان مركز الكونego centrism، أو الإنسان المسير دون تخييرdeterminism، أو التجاوزية transcendalism) كلنا نعرف الزوايا المختلفة التي نظرت من خلالها البشرية إلى الأشياء وتم التعبير عنها بالأيدلوجيات، الأديان، الفلسفات و الفنون و الكتابة و الشعر.
    أي زاوية اختارت هذه المجموعة؟ زاوية الغموض ، الغموض بمعنى الإنيغما enigma ، روب غرييه الكاتب الفرنسي يقول : "الحقيقة أن العالم لا عبث ولا ذو دلالة. إنه ببساطة موجود....ووجوده هو أكثر ما يتميز به . إن هذه الحقيقة تصفعنا فجأة بقوة لا نستطيع حيالها شيئا" في محاولته لوصف الرواية الجديدة، يتحدث غرييه عن وجود الأشياء خارج ذواتنا، وجودها وحضورها القوي الذي يجعل تحدثنا "بالنيابة" عنها أمر "سخيف..absurd" وهذه هي الإنيغما التي تستهدفها المجموعة، غموض "الواضح"، غموض "الظاهر" ، غموض "المرئي" ، غموض "السطح" في ذاته، غموضه هو في حضوره القوي، وجهلنا التام به، روب غرييه يفترض أن الكتابات السابقة تتحدث عن كون ووجود هو في الحقيقة: غير موجود،ونفترض معرفة به غير حقيقية تخولنا للتحدث عنه، بالنسبة لغرييه هذا يترك لنا خيار واحد، الوصف دون محاولة التأويل والتفسير وهذه هي طريقة الكتابة من زاوية الإنيغما.
    إذا ، الكاتب مهمته الوصف والتعليق، لا التفسير ، لا الشرح أو التبرير. فينقل ما يراه دون أي تدخل منه. فهو لا يتيح فرصة "لمنطقة" أو "عقلنة" الأشياء و الأحداث، لذا فهو ينقل الغريب: the bizzare and the exotic حتى لو كان ما ينقله لنا هو تفصيل عادي، لكن الفارق هو أن الكاتب لم يقم بردم هذه الفجوة بين الحدث وتفسيره. أعتقد ان هذه المحاولة هي طريقة لإيجاد أول نوع من العلاقة الحقيقية مع العالم كوننا القائم على معرفة مبنية على الموضوع ،لا معرفة مفترضة من الذات.
    السخرية تكمن في أن التعبير عن هذا الواقع "الموضوعي" هو متاح عبر التعبيرالذاتي فقط، أعني الوصف كما ترى، السرد كما ترى..لا كما هو متعارف ليه، لأنك هنا تتيح مجالا لما اتفق عليه، لما يرى أنه المنطق، فتنتفي بذلك المعرفة من الموضوع إلى المعرفة من الذات، وحينئذ تكون الكتابة هي عن المتعارف عليه..أي خارج دائرة الإنيغما.
    إذا تحركت وسط هذه المجموعة تجد بين ثنايا الحديث ترد أسماء كثيرة و قراءات مختلفة ، عند جمعها سوية تكون قطعا متناسقة في اختياراتهم للتعبير عن هذه الإنيغما : دوكاس، سليم بركات، جان جينيه، بيكيت، بورخيس،ماري شيلي. تلمح جانبا من سريالية في طريقة التعبير مباشرة بالأفكار الحاضرة دون تدخل ما يمنع هذا الحضور الذهني او ما يسمونه بالأوتوماتيزم automatism ، ثم تلمح جانبا من كتابات ميري شيلي في طريقة المزج بين الحقائقي factual بلإعتماد على الكتابات العلمية وبين القوطية، ذلك الأدب الرائع الذي يطلق العنان لخيالك دون مساءلة ، فانتازيا بورخيس و حضوراللغة وكثافتها عند سليم ، ثم دوكاس في استحضاره لعقل القارئ من خلال اللغة . أنا أشير هنا إلى ملامح تجدها في كتابات هذه المجموعة ، مجرد رقائق تساعد في تكوين فكرة الكتابة في دائرة لإنيغما. لا أعني بالتعبير الذاتي الحر أنها شكل من أشكال التداعي الذاتي أو البوح ولا هي محاولة "كشف" عن الإنيغما، أو عرضها للقارئ، أعني أنه وصف للوجود لكن ليس بأدوات الوصف الموضوعية إنما الذاتية. إنه الكون، الوجود، العالم، المفاهيم وفق رؤيتهم ، لا وفق إحساسهم أو وفق معتقدهم بل وفق رؤيتهم .
    أريد أن أخرج من كل هذا بملامح كتابة للمجموعة التي اخترتها على أثر الكتابات للمؤلفين أعلاه: التعبير الذاتي الحر عن الواضح الماثل أمامنا ببعديه الإثنين، دون المحاولة على الإطلاق الإعتماد على أي بعد ثالث، أو عمق مفترض أو ما وراء. خاصة وأن الغموض في معناه العام، دوما يشير إلى الغير مرئي، إلى ما تحت السطح، ما وراء الظاهر، إلى ما هو غيرمعروف عن المعروف، ويعبر عنه - في الكتابة- بما تحت الوعي sub conscious، أو قوى الأحلام، أو البصيرة.
    لكن إذا كان موضوعك هو "الإنيغما" – كما شرحنا مفهومها- كيف تقوم بالتعبير عنها دون أن تقع في دائرة التعبير اللاواعي، أو إعطاء ملمح الخيالي، كيف تتجنب التعبير عن بعد ثالث وأنت تريد أن تحصر كتابتك في بعدين يتيح لك الوصف وفي نفس الوقت تتجنب أساليب المنطقة (كالرمزية مثلا). المهمة ليست سهلة، لأنك تريد وصف الإنيغما بوعي.
    هنا أتحدث عن الاسلوب، تستخدم مقدمة لوتريامون في أناشيد مالدورور دوما كمرجعية لمنهجه في الكتابة، والذي وصف بأنه يخلق عالم خيالي "كابوسي" nightmarish ، لكنه يطلب من القارئ أن يدخله بحضور كامل و "ثابت" لوعيه وعقله وإلا (كما يهدد دوكاس) تذوب روحه كما يذوب الماء السكر. لا يريدك دوكاس أن "تتعاطف" مع مالدورو و لا "أن تستوعب تبريرات" لفظائعه، يريدك فقط أن تتابع بوعيك و عقلك ، أنت أيها القارئ لست حكما أنت مجرد شاهد. وهو ما تقوم به هذه المجموعة، ففي داخل عالم النص تعرض لك الإنيغما ، ويحتاج هؤلاء الكتاب أن يمنعوك من تخيل هذا العالم وكبح خيالك لأن المطلوب هو حضور العقل، وثانيا لا يريدون أن تستخدم الكاتب كمرجع لإنفعالات ما ، فكما يريدك الكاتب في الموقع السلبي للمشاهد، يريد أن يصور نفسه في المشهد السلبي للواصف، للناقل . ما يقوم به الكاتب هو أن يكبح خيالك من مطاردة صور هذا العالم الغرائبي ،الغامض ولكنه يريدك أن تكون في داخله كما أعطاكه لا كما تتصوره،أو تتخيله أو تحلمه، لذا يقوم الكاتب بإستحضار عقلك في كل لحظة، وذلك عبر التقنيات الواعية الرائعة التي يستخدمها، كاستخدام "أسلوب" التعريفات، التشبيه، التدقيق والتفصيل في الوصف، ثم استخدام المصطلحات العلمية واللغة العملية (أو التي توصف بأنها غير شعرية) بالمناسبة فإن ما أخذ على بعض هذه الكتابات من استخدامها اللغة الحسية هي واحدة من أهم أساليب استحضار العقل لا الحس كما يظن البعض، فإستخدام "التابو" يدق أو يجرح العقل بقوة لأنه إطلاق لجرس الإنذار الموجود في العقل حين يتم كسر "السائد".
    ثم هناك تقنية تغييب السرد / التسلسل وتغييب الحبكة ، تغييب السرد يمنع عقلك من استدعاء خيالك لتوقع ما سيحدث، والاهم من ذلك أنه يمنع عقلك من أن تمنطق الأشياء وفق رؤيتك أنت. تغييب الحبكة يمنعك من تخيل او "استنتاج/منطقة" محور للنص، نقطة ارتكاز للنص تخصك أنت ولا يخص النص.
    ثم يقوم الكاتب بمنعك أنت عن استخدامه كمرجع لعاطفة ما أو كمرجع لحكم ما أو اتخاذ موقف ما، والتقنية المستخدمة أيضا عبر استخدام العبارات المبتورة لخلق نوع من الـapathy فالكاتب يصف ويحسن الوصف ولكنه لا يبالي لما يصف: [ الشرنقة..قعرها.. الـمحض..الوصول..الصدفة..الطبقات .. الوضوح.. القامات.. إننا.. الحصول.. الصفوف.. الحصاد.. الخوف..الزيف..الإجتثاث..البلعمة البئر الشره المولع بالخلايا الميتة في كعب القدم وكل ما له علاقة بلعبة الذاكرة القاصرة أو كيف تؤكل الكتف....ما دمنا لم ننتحر] رندا محجوب، في وصف العدم كاملا
    كلمات تبدو مبتورة من سياق ما: الجمل غير المكتملة، العبارات غير المترابطة، الأفكار غير المعبر عنها ، كلها تعمل على فصل القارئ من تتبع احساس أو انفعال الكاتب. والتقنية الثانية: هي أن يقذف الكاتب ذاته في عالم النص، يفصلها عنه و أن تحكم على هذه الذات المقذوفة في النص "المستقلة"عبر استجوابها، أو محاورتها و خلق أفعال لها لا تخص الكاتب، فذاته كيان غامض عنه، هو نفسه يحاول التعرف عليه. (لم أكن أعلم أنني بيت حتى وجدت فيني غرفة مكتوب عليها "لو سمحت" ) ، ويصبح الكاتب (دليلك المفترض) في النص يحتاج إلى دليل.
    أريد أن أشير إلى أهم ملمح استخدمته هذه المجموعة ببراعة. وهي اللغة! رغم أن اللغة هي ما يستخدمه الكاتب في التعبير عن ذاته أو يستخدمه في سرده، إلا أنه في كثير من الأحيان، يبدو الكاتب في سعيه خلف السرد أو الحبكة أو التعبير عن المكنون، يتناسى اللغة، فتفقد حضورها و تصبح وسيلة أو مطية توصلك عبر تسلسل القصة إلى حبكتها أو توصلك إلى احساس الشاعر. تفقد اللغة حضورها في أنك لا تتبع سوى أثرها، صورتها، غرضها،قد يستخدم شاعر كلمة "زنبق" مثلا لمعرفته بالأثر الذي ستثيره او قد يتكل على المعاني التي تثيرها اللغة، كأن يستخدم في تأملاته كلمة "ضوء" "ظلال" "ظلام" ويضعها في سياقات مختلفة ليجرب إحتمالات المعاني في الكلمة الواحدة. لذا ستجد تكرر الكلمات ليس قضية داخل النص لكل من درويش و أدونيس، لكنه كذلك عند سليم بركات، بالنسبة لهذه المجموعة فإن حضور اللغة محوري ولو كان ذلك على حساب الحبكة أو الموضوع المعبر عنه، لأنه المهم في الأمر رؤيتهم لما يعبر عنه، لا المعنى المشترك أو الأثر المشترك الذي تثيره اللغة لدى القراء.
    لوتريامون ليستحضر عقل القارئ في عالم نصه ، يحتاج أن يبقى ذلك العقل متيقظا، ومتابعا ،ثابتا في متابعته حتى النهاية، إنه لا يريد لذلك العقل أن يقفزو يسرح أثناء القص بإستنتاجاته أو رؤاه الخاصه، فيقوم بربط عقل القارئ باللغة. يربط الثيمة باللغة ذاتها، فاللغة لن تقوم بإيصالك إلى خلاصة ما، إن الخلاصة موجودة في الكلمات، في التعابير، وفي اللغة ذاتها . " مفتونا بغيابه البرونزي ، وجافلا- كفزع ضامر لإله باغته الضوء- في سهوب ملأى بجثث الشهوات الاجلة " هكذا يفتتح محمد الصادق روايته هيسبير ا، هذه الجملة ليست تعبير شعري يصف مزاجا ما في بداية الرواية، ولا هي جملة ستفسر بما يليها، ولن تتاح لك اتكاءة طوال الرواية على جملة تألفها، أو تعبير تعرفه ، أو معنى مشترك. إحساس الألفة هو تماما ما لا يريده كتاب هذه المجموعة أن تشعره داخل نصوصهم حيث تجد: الصفات الملحقة بالموصوف لا تعني شيئا منطقيا، المضاف إلى الإسم ليس من خصائصه، حركات غير مألوفة: الصنوبرة ترص ذهولها على صينية ذهبية.(ايضا من رواية هيسبرا)
    الإيحاء يبدو أكثر أثرا عندما يفترض الكاتب/النص أن هذا اللامألوف هو معروف لديك. ويقومون بذلك عبر المبالغة في الشرح، و في التفصيل (over explaining) ، يوحي الكاتب بإهتمام شديد في شرح مفهوم ما، أو فعل ما أو حدث ما، وذلك بالإستغراق في وصف الحدث/الفعل، أو شرح مفهوم ما . لذا تجد الجملة الواحدة محملة بالتشبيهات، أو وصف دقيق للفعل أو الشيء. "عالجوا الضمير بعسل مغسول في لعاب سحابة مغسول حتى ظهرت عليه أمعاء النحلة" ثم لاحظوا هذه الجملة التي تبدو كانها تفصل شيئا ما :
    "وأنا؟... انا الناتج العارض من صناعة الحرير المثقوب عمدا معمدة مجمعة سواء الاخرين في الحشر المركب كأعين متورمة فوق فم القارض الذي قاد الأحذية إلى مهبها في علم الكلام" . يقول النشادر:
    كمسمار مكتئب كلما غرزوه في حائط قتلوه أو:"لخيال الرضيع عين الجمرة المؤنثة الكاتمة"مأمون التلب
    بالطبع الخيال القارئ سيحفز الصورة : يخلقها...لكنها ليست تجربة مشتركة بين الكاتب/ القارئ أعني صورة المسمار المكتئب أو الجمرة المؤنثة الكاتمة(؟ََ!!). لكن افتراض الكاتب لألفتك تجاه هذه الصورة هو ما يعطي الغموض أثره.
    في كتابات هذه المجموعة إن طريقة التعبير عن الثيمة هي أهم من الثيمة ذاتها، لأن اللغة هي الثيمة ذاتها ، أو فلنقل هي أوجه للثيمة بمعنى: إعادة ترتيب علاقات الكلمات ببعضها في كافة تجلياتها (تشبيه، إضافة، حركة ، معنى) أو إعادة ترتيب علاقتك أنت بالكلمات ،و محاولة خلق Tangibility أو جعل الكلمات "ممسوسة" بشكل او باخر لدى القارئ، إما بخلق صورة ذهنية للكلمة أو رائحة، ملمس أو طعم أو عاطفة. من شأن هذه الخاصية أن تجعلك تتعلق بالكلمة ذاتها دون تجاوزها لإيجاد معنى وراءها، لخلق علاقتك الخاصة الجديدة مع الكلمة. أو عبر التعلق برسم الحروف ، وخلق أثر ملموس لها، سواء الإشارة إلى أثرها الصوتي ( النشادر) أو الإشارة إلى رسمها (محمد الصادق) ، الترقيم و "الصندقة" (مأمون التلب)، الإهتمام بشكل القصيدة الform هي محاولة لصرف القارئ عن الكاتب إلى النص.
    الثيمة تلوح في وجهك مع كل كلمة، عند كل لحظة قراءة، الثيمة هنا ليست شيء ينتظر ظهور "كلية أثره" بعد الفراغ من عملية القراءة ، بل هو عملية محسوسة طوال عملية القراءة. فتخرج من النص مستثارالحواس بفعل اللغة التي صرفتك عن البحث عن المعنى وعن الغرض من النص .
    لقد تم استخدام أكثر الطرق كلاسيكية لصرفك عن ما وراء الظاهر لتضع تركيزك على الظاهرالذي لن يتضح لك ! أنا هنا أتحدث عن الكاثارسيس أكثر المفاهيم كلاسيكية لأغراض الكتابة (من كان يظن أن أرسطو هو رائد لحركة كان سيكون من ألد أعدائها، أو من كان يظن أن هذه المجموعة التي ربما تحاول كسر التقليد تتبع أقدم طرقها؟) فتخرج من النص أو تنتهي من النص منهك الحواس التي استدعتها اللغة في النص (أي تكون مارست الكاثارسيس) لكنها الكاثارسيس المستثارة ليست من الحبكة بل من اللغة. أنت تخرج كما دخلت إلى النص "دون شيء" لكنك في نفس الوقت أنت لا "تحس" أنك خرجت دون شيء .. وبالتالي يغطي عقلك الأثر الأساسي المراد تخليفه لديك وهو ما يحدث عندما تدخل في دائرة الإنيغما.
    ليست لمثل هذه الكتابات جمهور عريض من القراء، هي ليست كتابة صفوية وبالطبع ليست مغلقة فالكتابة فعل تواصل لكنها هنا ليست لإيصال رسالة ما، أو شرح مفهوم ما، إنها دعوة إلى عالم الكاتب الذاتي، إلى رؤيته. هذه الدعوة لن يقبلها القارئ الكلاسيكي الذي يبحث عن رسالة ما: القارئ الحكم،القارئ المتعاطف.. إنما القارئ الذي يقتله الفضول. ولكن يتبقى سوى التساؤل عن صلابة استخدام الغموض كمرجع عند التحدث عن أي شيء وعن كل شيء؟ على كل حال الغموض يبدو مفهوما صالحا valid في عالم يعيد ترتيب علاقات الأشياء ببعضها ومعانيها فنحن في عالم الثقافة الجمعية mass culture التي لا يتم تناولها والتفاعل معها إلا فرديا (مثال الإنترنت) ،عالم شديد الخصوصية في كونه شديد العمومية (مثال الإنترنت)، عالم تغيب فيه الحقيقة بفعل الحقيقة (مثال المتابعة اللحظية في الأخبار) عالم يخلق التجريد بفعل المباشرة (مثال المتابعة اللحظية للأخبار) عالم تمحى فيه كل لحظة باللحظة التي تليها، وفي نفس الوقت تجد تلك اللحظة التي انمحت طريقها إلى الخلود ( عملية التسجيل الرقمي) الأمثلة كثيرة ، في ظل كل هذا يولد كاتب وقارئ، بطبيعة الحال فإن الإثنان لن يركنوا إلى علاقات قديمة في التواصل بينهما.
    فما تقوم به هذه الكتابات هي أنها تعيد ترتيب علاقة الكاتب بالقارئ، لأنها تعيد صياغة عملية الكتابة، وبالتالي عملية القراءة ، وتعيد ترتيب علاقة الكاتب بكتابته،علاقة لغته بالنص وعلاقة نصه بما خارج النص.
    وصفت هذه المجموعة من الكتاب بالفوضى والتحايل بالكتابة على الكتابة و التصنع، ولكني ارى انهم يمثلون نقطة تستحق التوقف عندها ، فلا يمكن تجاهلهم أو ركنهم تحت خانة (لا أدب) . كتاب يحمل كل منهم رؤية ، فكرة و قدرة على التعبير عن هذه الرؤية .. الأهم من ذلك يحملون حلم كل كاتب :الجديد وصلابته.

    خصائص الكتابة في دائرة الإنيغما في نقاط:
     التعبير الذاتي الحر عن غموض "انيغما" الظاهر المتمثل ببعديه دون البحث عن البعد الثالث.
     العمل على استحضار العقل والوعي بقوة داخل النص وكبح القارئ من اللجوء إلى خياله، المنطق أو المفاهيم المتفق عليها.
     الإنيغما معبر عنها عبر اللغة بحضورها، واللغة ليست مطية للوصول إلى الثيمة. فهي تنفي فكرة اللغة كناقل للمعنى، ولكنها تعتمد على حضور اللغة
     الكاتب واصف دقيق لا مبالي لما يصفه، والقارئ شاهد متفرج (لا متعاطف أو مسنتج)
     الوصف الدقيق دون محاولة وضع استنتاجات او تفسيرات أو تحليلات ، هذه الهوة بين الحدث وتفسيره هو ما يخلق هذا العالم الغرائبي الغامض الواضح.
     المبالغة في الوصف، اخفاء عواطف الكاتب، افتراض الفة في اللغة أو تجربة مشتركة بين القارئ والكاتب غير موجودة، جعل الكلمات ملموسة tangible، الإهتمام بالشكل، خلق معنى جديد للكلمة، ربط القارئ باللغة وخلق علاقة جديدة له معها وكبحه من تجاوز اللغة إلى ما ورائها.
     تحرص هذه الكتابة أن يمارس القارئ الكاثارسيس (عبر اللغة لا الحبكة) في هذا العالم الإنيغماتي الماثل امامه ببعديه الإثنين.
                  

02-02-2007, 11:48 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Maysoon Nigoumi)

    سلام يا ميسون
    كالعادة كتابة ممتعة، هل ممكن ترجمة بعض الكلمات مثل انيقما (افضل القاف على الغين) و الكاثارسيس و غيرها لتتيح قراءة افضل للمكتوب.

    وجدت هذا في النت قبل فترة، ربما تكون له صلة :
    Quote: وعليه، فإن العمل الأدبي قد يراعي أفق انتظار القارئ عندما يستجيب لمعاييره الفنية والجمالية والأجناسية عبر عمليات المشابهة النصية والمعرفة الخلفية وقواعد الأجناس والأنواع الأدبية التي تعرفها في نظرية الأدب. ولكن قد يخيب توقعه ويفاجأ إذا واجه نصا حداثيا جديدا لم ينسجم مع القواعد التي يتسلح بها في مقاربة النص الأدبي. فعندما نقرأ الروايات الكلاسيكية فإنها تراعي أفق انتظار القارئ الذي تعود على قراءتها من خلال معايير وآليات تجنيسية وتحليلية معروفة. بيد أنه إذا أعطيت لهذا القارئ الكلاسيكي رواية حداثية فإنها ستصدمه بطرائق فنية جديدة تنزاح عما ألفه من مفاهيم القراءة التقليدية بسبب الانزياح الفني بين الطرائق الموجودة في السرد الكلاسيكي والسرد المعاصر. ويعني أن هناك مسافة جمالية تربك القارئ وتجعل توقعه الانتظاري خائبا بفعل هذا الخرق الفني والجمالي الذي يسمو بالأعمال الأدبية ويجعلها خالدة مثل: رواية دون كيشوط لـ (سيرفانتيس) لدى يوس، ويقصد – يوس- بالمسافة الجمالية: "ذلك البعد القائم بين ظهور الأثر الأدبي نفسه وبين أفق انتظاره، وإنه لايمكن الحصول على هذه المسافة من استقراء ردود أفعال القراء على الأثر، أي من تلك الأحكام النقدية التي يطلقونها عليه. وهنا أكد يوس على أن الآثار الأدبية الجيدة هي تلك التي تنمي انتظار الجمهور بالخيبة، إذ الآثار الأخرى التي ترضي آفاق انتظارها وتلبي رغبات قرائها المعاصرين هي آثار عادية جدا تكتفي، عادة، باستعمال النماذج الحاصلة في البناء والتعبير، وهي نماذج تعود عليها القراء. إن آثارا من هذا النوع هي آثار للاستهلاك السريع سرعان ما يأتي عليها البلى. أما الآثار التي تخيب آفاق انتظارها وتغيظ جمهورها المعاصر لها، فإنها آثار تطور الجمهور وتطور وسائل التقويم والحاجة من الفن، أو هي آثار ترفض إلى حين حتى تخلق جمهورها خلقا."(7) وهناك نصوص تغيير أفق انتظار القارئ الذي يجمع بين الذكاء والفطنة حيث يتعلم بسرعة كل ما هو جديد ويتكيف مع كل نص طليعي أو حداثي حيث يغير هذا القارئ من آليات قراءته وأدواته حتى ينسجم مع معطيات النصوص المفتوحة

    ويمكن لنا أن نوضح ما قلناه في هذه الخطاطة:

    النص الادبي --> نص يراعى افق انتظار القارئ.
    النص الادبي --> نص يخيب افق انتظار القارئ.
    النص الادبي --> نص يغير افق انتظار القارئ.

    ويبدو أن الدراسة الأدبية عند يوس: "ليس تحليل النصوص تحليلا هيكلانيا مضمنا بها، وليس هو أيضا استعراض المعارف المتعلقة بالكاتب وبالأثر، وإنما هو التخاطب الأدبي من خلال ما تتسم به الأوضاع التاريخية والاجتماعية والثقافية من خصائص. إن موضوع الدراسة الأدبية هو أن نعرف كيف أجاب الأثر الأدبي على ما لم تجب عليه الآثار السابقة من قضايا، وكيف اتصل بقرائه أو خلقهم خلقا".(8)

    وإذا انتقلنا إلى مرتكزات هذه النظرية فيمكن حصرها في المفاهيم التالية:
    1- ثنائية القارئ والنص ،
    2- التأثير والتواصل ،
    3- العمل الأدبي بين القطبين: الفني والجمالي ،
    4- التحقق والتأويل ،
    5- القارئ الافتراضي المثالي ،
    6- أفق الانتظار ،
    7- ملء البيضات والفراغات والبحث عن النص الغائب ،
    8- النص المفتوح ،
    9- المسافة الجمالية.


    اعاود القراءة وربما الكتابة مرة اخرى

    سلام
    بالمناسبة هل لك صلة باسرة النجومى المعروفة في سنجة؟
                  

02-02-2007, 01:15 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: esam gabralla)

    لم أظن أن أحد سيقرأ ما كتبت..لكن ها أنت تدهشني يا عصام.
    قرأت الإقتباس.. وهذه الجدلية الرائعة التي ذكرها عن النص الأدبي يراعي ويخيب ويغير أفق القارئ ، إنما هي التي تجيب على التساؤل المطروح الان: كيف نفرق بين الهراء والفن؟ فقد أصبحت العملية النقدية جد صعبة، إذ ترتفع الأصوات المستنكرة أن نضع حدودا أو شكلا لما هو الشعر؟ أو ما هي الرواية؟ أو ما هو النص؟ ترفض وضع لوائح أو قوانين لعملية الخلق الفني/الادبي.
    قبل فترة كان هناك حديث عن ماهية "النص" ، وأن مفردة "نص" الملحقة ببعض الكتابات هي للتحرر من تعريفات وتصنيفات كـ "شعر" أو "نثر" .. لكن في الحقيقة أن الشعر هو التزام بالقاعدة وكسر لها في الوقت نفسه. قرأت لإليوت مقالا لطيفا عن الشعر الحر.. ولأنه خاف أن يهجم عليه كل من هب ودب..فإقترح شرطا لطيفا..كي تتحرر لا بد أن تدرك القيد، فلا يجوز أن تقول انك تكتب الشعر الحر دون أن تعرف الحر من ماذا !!!!! (وهذا ما لفت نظري إلى هذه المجموعة.. هي محاولة لخلق الجديد مع ألفة كاملة (بل وربما تواصل) مع القديم)
    أنا أصف روحي بالكلاسيكية أو الأمان في ذوقي... لكن مثل هذه الأعمال التي تكسر التوقعات وتغيرها هي ما يجعل للأدب معنى.

    يا له من باب تفتحه!!!

    أسرة النجومي في سنجة!! تعرف ستكون أول من يربطني بمدينتي و باهلي مباشرة، إذ يغيظني ذلك التساؤل "إنتي من ناس النجومي ناس الشجرة!"
    نعم..للإجابة على تساؤلك

    فلتكن إنيقما... لكن الكاثارسيس... أعرف ان هناك ترجمة لها لكنها لا تسعفني

    لك كل تحياتي يا عصام ..حقيقة!!
                  

02-02-2007, 02:05 PM

Abdulbagi Mohammed
<aAbdulbagi Mohammed
تاريخ التسجيل: 12-11-2006
مجموع المشاركات: 1198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Maysoon Nigoumi)



    Quote: وصفت هذه المجموعة من الكتاب بالفوضى والتحايل بالكتابة على الكتابة و التصنع، ولكني ارى انهم يمثلون نقطة تستحق التوقف عندها ، فلا يمكن تجاهلهم أو ركنهم تحت خانة (لا أدب) . كتاب يحمل كل منهم رؤية ، فكرة و قدرة على التعبير عن هذه الرؤية .. الأهم من ذلك يحملون حلم كل كاتب :الجديد وصلابته.


    هي في إعتقادي عملية رفض من منطلق الكسل الذهني أحياناً او من منطلق اللاتاريخية التي فيها يتم الرفض للتغير او التطور ، في ظل إعتقاد الإنسان ,"الرافض لهذا النوع من الكتابة" بان تغير القوانين التي نشأ عليها ستهدم كل ما هو موروث من قوانين يعرفها و لا يعترف بغيرها ، وهذا ينطبق على كل أوجه الحياة ، مقاومة الأشكال القديمة يأتي في رفضها للأشكال الجديدة بدعوى الغموض أو التمرد لا بدعوى التطور التاريخي المرهق بالنسبة للمنكفئن أو الراكنيين لما وجد أو لما صنعوا، فمصطفى سند في السودان او محمد عبد الحي و آخرين واجهوا نفس المشكل في بداياتهم لكن تطور فهم قصيدتهم أو أدبهم مع جيلهم أو مع التاريخيين ممن سبقوهم .عموماً هذه كتابة مستعجلة بعد فترة طويلة بعيداً عن الكتابة باللغة العربية ، او بعد أن مارست المشافهة لزمن طويل بعيدا عن الكتابة لكن ساعود لمقالك بشكل ادق أو ساكتب بشكل اكثر تفصيلاً.أننا أحوج لحوار فكري ،أدبي و منهجي

    بالنسبة الكاثارسيس... هل من الممكن كتابتها بالأحرف اللأتنية
                  

02-02-2007, 03:00 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Maysoon Nigoumi)

    ميسون ،،

    عارفة ..تعريف النص ، شعر او حكاية ، لا يجب - وده إجتهاد شخصي - أن يكون له تعريف ،
    مثلاً من ناحية المنظر المعماري البراني للنص يعني سجن النص في قزازة التسمية ناس قصة ، قصيدة ، هترشة ،مذكرات .لا يجوووز شرررعاً. انت - مثلاً - مؤخرا ًتكتبين نصوصاً أتحداك لو تسميها (معليش أتحداك ما لقيت مفردة أخفً منها تشيل معناها) لكنها-نصوصك- تحمل شبهة الأدب ، (شبهة برتبة تهمة) . والدليل ارتياحها في بكان برتاح الأدب في الروح .
    اسامة الخواض مثلاً دخل بي طاقة الشعر دي لي قزازة القصيدة إياها ، إتفرطقت القزازة وبما أن الشعر لا يتحول بسهولة من طاقة السيولة للتجمد ليحافظ علي هئيته (إنكيس) القزازة إتدشدشت فأن شكله بعد فقدان القزازة اصبح وايد مليح واجد مريح شال اناقةً وتألقاً، اكثر اندياحاً والطف ، قيافة وفضائه أرحب ، ويعطي صاحبه مجالاً ارحب لـ(يكب) ما عنده بإرتياح .
    أها يا ميسون انا عارف ده ما موضوعنا ..
    الغموض .
    كنت قبل يوم 25 يناير ارى الغموض سمة من سمات النصوص الأدبية وربما- ربما وين. أكيد - هو السر الذي يجعلني اتمسك بقناعة أن مجموعة الاكليل لصلاح الزين - مثلاً - من اروع ما إتحكر في رفوف المكتبات وكنت اطوطح بيهافي الشنطة من مطار لي مطار ومن بيت ايجار لي بيت ايجار رغم اني لا افهم فيها كوعي من بوعي . لعلاقة المجموعة بالبنيوي والتفكيك . شفتي شربكة التنظير بي الادب بتودي الذائقة التوج كيفن .
    وفي إجتهاد شخصي تاني بعد يوم 25 يناير (انتي ما تسأليني 25 دي حكايتا شنو؟) ، أنا (أعز أنا كلمة أنا) يا واللا ليكي امرق بي إكتشاف جديد وجدير إنو القصة قصة . كلام واضح وملان زي سوات محسن خالد دي وإنو فلسفة الادب ما بتمرق من سياق علاقة الأدب بي الواقع. وفي رواية أخري علاقة الخيال بي الواقع . إستخدام الغموض ليفصل الادب من الواقع او تغطية الواقع بي الغموض ليخرج المكتوب أدباً ده كلام ميت ، وهو الي حد بعيد شماعة الكاتب التي يعلق فيها نواقصه .

    الحد الفاصل بين الواقع وبين الادب (السماها الطيب صالح بي اللولوه) هو فلسفة الكاتب ورؤيته للواقع ويجب ان تمرق واضحة ولماعة ورقاشة .
    أها الشعر ده تعريفوا إنو ما عندو تعريف أكتر من (ما تعريف) القصة.
    يا اخي ابجديات الكومينكيشن communication هي الريسيفر receiver و sender لم نلغي الريسيفر العملية إتشلت ليش الغموض يصبح وسيلة توصيل (شوفي الناقض ده كيفنو .غموض ووسيلة توصيل مسيج) طيب ح يجيني زول حريف يقول العلاقة شنو بين المسيج والنص . ح أقول لهو مجرد دفرت النص للمطبعة إتحول لي بعض مسيج .
    يوم 25 يا ميسون - بالمناسبة - رمتني التلاتينات في عقر عمري بي حجر سادس . بعيد عنك . اهااا علاقة الغموض بي الحجر ده شنووو؟
    العلاقة . الإنبهارية . الشباب يتفاعل مع اللا إعتيادي . لكن العجوزنيزم تضع الامور في نصابها ، قبولي لمجموعة صلاح الزين مثلاً قبل الحجر وبعد الحجر العجزنيست يختلف 180 درجة . الطيش ، طيش الشباب بفتش لي كلً اللاإعتياديات هذا خلاف فهمي المتأخر . في شان شنو كلمة شباب بتور نفس حسن موسى !!!
    ما عارف إذا اتكلمت في الموضوع ولا شايت أشتر

    (عدل بواسطة mutwakil toum on 02-02-2007, 06:53 PM)

                  

02-02-2007, 03:06 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: mutwakil toum)

    لو الكثارسيس Catharsis دي ياها حقت ارسطو
    ترجمت الى تطهير..

    اما اذا كانت ما ياها ويخلق من الشبه اربعين فمنكم نستفيد.

    (عدل بواسطة bayan on 02-02-2007, 03:18 PM)

                  

02-04-2007, 02:32 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: bayan)

    up
                  

02-05-2007, 01:47 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: bayan)

    وتاني اب
    لناس الانجما بالامتهان عل احدهم يذكر تجربته..
                  

02-02-2007, 06:38 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عدت (Re: Maysoon Nigoumi)

    بدأ من الأول:
    عبدالباقي محمد.. نعم أتفق معك في مسألة الكسل الذهني والتي هي جانتب ، ثم الجانب الاخر، هو ذلك الخوف من أن يدثر ما تألفه. تخيل..إليوت صاحب قصيدة بروفروك التي استهجنتها كل مجلة أدبية في ذلك الوقت..استهجن على الاخرين الشعر الحر.. يعني ما بالتناقض دا، لكنه كان يرى أن المرء ليكسر القديم عليه أن يالفه ،وهو ما اختلف معه فيه عزرا باوند، وقال إنو الجديد ما ضروري أن يألف القديم (أو شيء من هذا القبيل، علىي أن أعود للمقالات).
    لروبرت فروست مقولة لطيفة يقول فيها: خفت أن أكون راديكاليا في صغري فأصبح محافظا في كبري. وهذا ما يحدث لنا أحيانا، ترانا ثوريين ونلعن في القديم، حتى إذا ما جاء ما هو أحدث منا و أكثر تمردا وثورة نرفضه.. ربما لأننا نرفض ان تخمد هذه النار الثورية فينا ونوصف بالقديم. ربما لهذا الأمر أسباب كثيرة، وفي حقيقة الأمر هي حوار الأدب الذي لا ينتهي.
    فنفس ما نسوقه على شعر اليوم من فوضى و "ادعاء كتابة" هو ما قاله القدماء في من خلفوهم.
    أعتقد أنه في مقدمة لأحد دواوين صلاح أحمد ابراهيم، يمتدخه فيها البروفيسير عبدالله الطيب، لكنه يلومه على اتباعه بعض المناهج الشعرية الحديثة، والدي معجب جدا بحداثة صلاح أحمد ابراهيم، ويرى أن نقد عبدالله الطيب هو نقد متحجر، لكني أعرف ان والدي لا يرى الشيء ذاته في محمد عبدالحي لنفس أسباب عبدالله الطيب.
    المشكلة هسي في السودان عندنا أن الحركة المصاحبة للأدب، وهي النقد والدراسة غير موجودة، فترى اليوم في الصفحات الأدبية، نقدا أشبه بالتلغراف، سريع وقاطع في حكمه : رديء! سيء! رغم أنني ارى أنه حتى أسوأ الكتابات تحتاج عناءا أكبر من ذلك.
    ارجو أن تعود بالمزيد.. أتمتع أكثر بالقراءة.. وسيسعدني أن أقرأ لك ..فلا تضن!

    متوكل توم: يجازي شيطانك!! وما ظننت أن لك شيطانا في الكتابة. فمن قبل أن أكون عضوة في هذا المنبر، كنت أقرأ لك العديد من الكتابات الرصينة عن عاطف خيري، وعن الادب عموما. لكن يقولون اللي يعيش ياما يشوف!!!
    بسبب لساني الطويل (يدي في الكتابة أقصر من لساني..من قابلني يعرف بذرة الشر المزروعة في لساني، عشان كدا ابدو أكثر تهذيبا هنا) المهم! بسبب لساني الطويل في كتابات الاخرين، فانا حريصة على نقد ذاتي ، قبل أن يستبق الاخرين إلي. أسمي ما أكتبه نثرا، لا تحررا من أي قيد، ولكن لحدي هسي الشعر "غلبني" (وللأسف أنا من نوع الناس الذين لا يعرفون التمتع بحياتهم، وذلك لهوسهم بشيء إسمو النجاح) لذلك فأنا للشعر بالمرصاد!! اكتب النثر، رغم اني ارى نفسي في غاية الشاعرية عندما أكتب ، لكني لا أدري كيف أخلق موسيقى داخل النص... بل إني لا أعرف حتى كيف أغيبها (الريتم غائب بداخلي..لكن حيجي). لكن المقال هو أيضا جنس أدبي، والكات بالرائع جيمس بولدوين هو دليل على ذلك، وعندما تقرأ له تفهم تمام الماذا يحرص ان يصف هذا الكاتب مقالاته في مجموعة "مقالية" كأنه ديوان شعر. لأنو المقال دا زاتو حاجة تانية، حاجة عجيبة!
    الواقع والخيال في الادب، وما لكل ذلك بالغموض... ليه جبتنا في هذه السكة يا متوكل! ما إنتا عارف ان هذا هو جدل الكتابة القدييييييييم ، قدم اللسان الذي نظم، والإزميل الذي نحت، والريشة التي كتبت!!!!! تمثال ديفيد لمايكل أنجلو عندما قرر هذا الفنان العظيم أن يكسر عيني النبي بشيء من العبث الطفولي، وقرر أن يجعل جسده مرتخيا مرتاحا، مرنا....فقامت الدنيا ولم تقعد، ودار نفس الحوار: الفن أجمل عندما يفارق الواقع أم عندما يقترب منه.
    جاء أرسطو وقال: الشعر هو محاكاة حركة poetry is an imitation of an action ، (ما هم كانوا بيشوفو إنو الدراما نتجت عن الشعر: التراجيديا من الشعر الملحمي، والكوميديا من الساتاير)وكان ذلك الأمر المحير في المسرح الإغريقي القديم الذي يحرص أن تكون مدة المسرحية تقع في إطار اليوم ، ويحكى عن الماضي بواسطة الكورس.
    في مسرحية حلم منتصف الصيف، وهي مسرحية أقامها شيكسبير في احتفال عرس لأحد النلاء، وتجري أحداث المسرحية عن مسرحية ستقام لعرس أحد النبلاء (ملاحظ كيف كان الراجل دا مجنون؟) هذه المسرحية كانت تتحدث عن الفاصل الرفيع بين الواقع والخيال ، في مشهد الغابة، فإن العمال الذين كانوا يمثلون المسرحية بشكل مالصق للواقع كانوا اكثر "لاواقعية" من عالم الجن والحوريات الذين أثروا في واقع العشاق الذين دخلوا إلى الغابة..دي قصة تانية خلينا منها
    .
    قيل؟؟لأني ما عارفة القول المنسوب لمنو: أن الواقع أكثر فانتازية من الخيال!
    في كتاب نقدي كاتبو ميلان كونديرا إسمو الوصايا المغدورة، فبيتكم عن كتابات كافكا، التي تبدو عالية في تجريدها عن الواقع، وذلك بإلتصاقها الشديد بالواقع...يعني مثلا يكون في مشهد معقد شديد، فجأة يقوم يذكر ليك تفصيل غير مهم، كأنه ينقل بأمانة ما يحدث رغم أن هذ اليس المطلوب في هذه اللحظة بالذات.. لكن كونديرا يرى أن العالم نفسه فكاهة.. فحادث سير في الطريق تظن أنه كما في الأدب تتوقف عنده الحياة لتتابعهن لكن في نفس وقت الحادث، يطير وشاح زاهي في الهواء، تسقط حشرة في بركة ماء... يا ربي هل لحديثي هنا أي معنى.
    فأنا قلت إنو الغموض في بعض الكتابات إنما جاء ليعبر عن غموض هذه الحياة... يحاكيها، فما قد نظنه فنتزة "من فانتازيا" من قبل الكاتب هو في الحقيقة محاكاة للواقع.
    هناك كاتبة أدخرها لمقال أريد أن أنشره في الاضواء... ليلى أبو العلا، لها مجموعة قصصية بإسم "الأضواء الملونة" ..طريقة سرد ليلى أبو العلا، لا تترك فيها قتلا لقاتل، فهي تقوم نيابة عنك أنت القارئ بكل شيء، تفسير الحدث، وصفه، ايقاعه، ردود الفعل حول الحدث.. تتولى عنك مهمة سرحان خيالك (ورغم أن في لحظة السرحان عن القراءة دي يحدث فعل القراءة).. رغم منطقها المحسوب في الكتابة، فإني أرى كتاباتها أبعد ما تكون عن الواقع! الإنسان كائن غريب..وهذه هي الحقيقة... أمس ضبطت مقولة جميلة من برنامج أوبرا: نحن لسنا بشرا نمر بتجربة روحية... ولكننا أرواح نمر بتجربة بشرية!! خلاصة القول أنا أتفق معك تماما فيما تقول... لكن كيف استطعت حقا أن تفرق بين الكتابات اللصيقة بالواقع وعظمه من تلك التي تتبع الخيال (؟) ربما كتابات صلاح الزين (سأبحث عنها بالمناسبة) الغامضة..هي معبرة عن الغموض، أكثر مما سيأتي من كتاباته الواضحة. شوف غرابة اللفظ والبناء في العودة لسنار..(ثنائية الغابة والصحراء الما قادرةتركب في بعض دي) النبي ما تبدو ليك أكثر واقعية من الجملة الواضحة البسيطة: كلنا إخوان ...كلنا سودان (هسي في تجريد أكتر من كدا؟) lol
    بالنسبة للشكل الذي يحدد ما هو الشعر ما هي القصة؟ والذي يفرق الأجناس الأدبية ، فالنص الأدبي أيا كان جنسه، هو زي ما قال عصام جبرالله، يقوم ب3 أشياء: يوافق توقعاتك و يكسرها ويغيرها!!!

    د. نجاة، بيان... أولا: أسفت كثيرا لأني لم الاقيك في الخرطوم، رغم إنو كنا في حفلة المتحف سوا ولم أعرف إلا من خلال الصور.
    ثانيا: نعم هي التطهير...فتح الله عليك...catharsis ، حيث كان يرى أرسطو ان هذا هو الغرض أو الهدف الـtelos ما يريد أن ينتهي إليه التراجيديا، هو إنو حالة الفزع والحزن والشجن بتعمل تطهير لمشاعر المشاهد... لا عجب فكرة الألم للتطهير التي نراها من بعد في الأديان..كانت فكرة شائعة.
    ثالثا: ما عهدتك ضنينة!! ليه بس تلاتة سطور...نيو ملاسيزم (من حسين ملاسي)؟ ولكنا في انتظارك...و هذا ملعبك فلا تضني
                  

02-02-2007, 06:58 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدت (Re: Maysoon Nigoumi)

    Quote: (وللأسف أنا من نوع الناس الذين لا يعرفون
    التمتع بحياتهم، وذلك لهوسهم بشيء إسمو النجاح)

    النجاح هين .. المصيبة في الكمال.
                  

02-02-2007, 08:24 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Maysoon Nigoumi)

    Quote: دي كتابة قديمة

    كتابة
    قديمة
    قديمة صفة كتابة
    قديمة فى مقابل حديثة؟ حداثية؟ قديمة مترادفة تقليدية/كلاسيكية؟ من ناحية الأسلوب؟ والخطاب؟
    قديمة: قبل كم شهر كده؟ كم سنة؟ أو عقد؟ temporal من ناحية الزمن؟

    Quote: دي كتابة قديمة

    لمن تعتذرين؟ why are you apologetic
                  

02-07-2007, 02:19 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Adil Osman)

    up
                  

02-02-2007, 10:24 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
***** (Re: Maysoon Nigoumi)

    صدقت يا حسين..الهوس بالكمال أمر ينغص حتى النجاح..إذ عندها لا يكون النجاح مرضيا



    عادل عثمان..لا ليست اعتذارية، اعني بقديمة انها نشرت من قبل في الأضواء (نشرت في العيد على ما اعتقد)...قرئت من قبل.. لكن لماذا رأيت أنها اعتذارية؟
    I only act humble at times...truth is : from the inside : I'm really cocky
                  

02-02-2007, 11:33 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ***** (Re: Maysoon Nigoumi)

    شكرا ميسون النجومي لهذه المقالة الداعية للتأمل والتفكير والبحث.
    خطر ببالي بما يتوفر لي من بعض المعاجم العربية وما يمكن الحصول عليه من الإنترنت أن أساهم في التعريف بتعبير كاثارسيس أو بالإنجليزية ( catharsis) جاءت أصلا من الإغريغية katharsis, والتي حرفيا تعني التطهير أو عدم الطمر(الإفراغ او التنفيس) وقد إستعملها أرسطو في كتاب الشعر لترمز لتطهير النفس من خلال التفريغ العاطفي الذي يحدث للمتفرج على الدراما أو التراجيديا تحديدا وقد إستفاد فرويد وتلاميذه من مستعملي التحليل النفسي من المفهوم في علاج بعض المرضى بتفريغ طاقة العنف لديهم بمشاهدة أفلام العنف أو بعض الرياضة العنيفة كالملاكمة مثلا ويستعمل مخرجو أفلام العنف بل ومصممو العاب الكومبيوتر العنيفة تلك النظرية لتبرير إنتاج أفلاهم ولكن الدراسات التطبيقية في علم الإجتماع تثير الشكوك حولها وتقول أن مشاهدة أفلام العنف وألعاب الكمبيوتر العنيفة تؤدي لزراعة العنف في المتلقي ولها آثار ضارة على الأطفال. ولعل أهم ممثلي وجهة النظر هذه هو ألبرت بندورا.
    وفي تقديري أن المفهوم في مقالة ميسون يوضح نفسه لذا قالت ميسون أن أرسطو أكتشف مفهوما تستعمله مدرسة مضادة له.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-03-2007, 00:08 AM)

                  

02-03-2007, 07:34 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ***** (Re: Sidgi Kaballo)

    مقالة جديرة بالقراءة أكثر من مرة وتثبيتها في أعلى المنبر املاً في ان يتفاكر حولها الدارسون .
                  

02-03-2007, 08:11 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ***** (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: أنها كتابات غير مفهومة 2- غياب أي نوع من الموسيقى أو الإيقاع الداخلي للنصوص.
    سيساعدني هذا التقسيم كثيرا فهو يشير إلى : 1- الثيمة 2- و الأسلوب

    الابنة ميسون
    سلامات ايضا انا حزينة اذ لم اقابلك وجه لوجه..

    منذ فترة طويلة انا اطالع بعض الكتابات الادبية هنا وهناك من الاجيال الشابة والجيل الوسيط
    الذي يخيل لي انه جيلي.

    فكرة ان نلغى الاختلافات بين النصوص ونترك مسمياتها المقولبة على قوالب محددة لجوهر النص
    فان تتداخل القصة القصيرة مع القصيدة الى آخر اجناس الادب قد يكون يوما

    تجيبنا لقصة الجوهر المقسم للشكل ومضمون حيث اي اختلال في الشكل والمضمون يغير جوهر
    وكينونة الشئ فنخرج بحاجة جديدة مثل اختلال الكروموزنات الممكن تحدد نوع الطفل
    او اذا ا اتخرمجت زيادة تجيب لينا طفل بداون سندروم. (التشبيه دا فار فيتش؟)
    اهتم كثيرا بمسألة الاشكال والاجناس كقارئة(دائما ارى ذاتي كقارئة او متلقية ما ناقدة)
    مثلا اذكر انا الادب باجناسه المختلفة صار يميل الى التعمية في بداية القرن المنصرم وصل قمتها في الخمسينات
    انا هنا لا اتحدث عن الاستعارات والكنايات لان هذا ديدن الادب منذ الخليقة بل اتحدث عن "التغيبة"( دا مصطلح نجرتو براي)
    عن التجهيل والتعمية لذاتها لا لاجل فكرة بعينها. صار التعقيد اللغوي غاية وليس هدف
    صارت الكتابة المجوبكة الما مفهومة هي التي تحدد عظمة الكاتب وصار المتلقي المسكين
    يحاول فك الطلاسم التي لا يفهمها الا كاتبها لانه فشل في نقل تصوراته اي ان لغته وقفت عاجزة
    عن نقل تصوراته فاتت خديجة غير مفهومة فادخل المتلقي في "قدة" ان يعترف بعدم معرفته
    او يدعي معرفة ثم يتحدث عن تصوره هو الخاص وبذلك هذا النص العجيب تحول الى قصة الفيل والاعمى.
    ةوصار مفتوع ومات المؤلف..
    في السودان عندما كنا طلاب ندرس المسرح كان هناك طلاب يظنون بتفسيخهم للمصطلحات
    واستخدامها بكثرة في حديثهم يخلق لهم (اورا) انسان مثقف وفايت الناس مسافة.
    ثم ظهرت قصص معقدة للغاية ثم شعرا معقدا للغاية. وصار الترند في السودان
    احتقار الواضح المباشر (كمتلقية هو الافضل لي لا لكسل او عدم فهم فقط لانني ارى وظيفة الادب بصورة مختلفة)
    اتى جيلكم انا لا اذمه كل جيل يعيش تجربته وتجريبه لا تثريب عليه.
    قرأت نص للنشادر وجدت انه قد سار بوقع الحافر على الحافر مع الجيل الوسيط
    وحقيقة ابدا لم افهم هل نصوصه شعرية ام قصص قصيرة ام خواطر
    فانظر اقول قصيدة؟ لا
    ثم ارجع البصر كرتين واقول قصة قصيرة؟ لا
    رايت اشادة من حسن موسى للنشادر لم افهم هل هي لذر النشادر في قبيلة النمل
    ام حقا انه يرى كتاباته فتحا.
    بالنسبة لي كمتلقية النص الذي لا اخرج منه بقيمة اخلاقية وجمالية
    ولا يحدث لي كسارسيس بيه اراه فقط انيجما لذاته (ردل او باذل او لغز)
    وتحدث لي كرايسس قد تؤدي الى كآبة.
    التغريب صنعة تفصم عرى العلاقة بين الكاتب و المتلقي
    خاصة التغريب الذي هو هدف و ليس وسيلة
    المتلقي لا يحكم على المبدع يعتقد انه مثقف كبير والبلد ضيقة
    اذا جهله او لولوه..
    لتحترم المتلقي قدم له نصا لغته= فكرته
    ناصعة واضحة لا تضيق العبارة ولا تتسع وتصير فضفاضة..
    وازمة الخطاب تبلغ اوجها عندما ترفض الفكرة انها تدلدل في النص المكتوب.
    فيظهر النص كجسم مادي لفكرة مستعصية وقفت اللغة عاجزة امامها
    ام ان الكاتب لا يملك ملكة تنزيلها من عوالم الافكار الى النص.
    اتمنى ما اكون زحيت بعيد...
    ولكن امتهان التغريب ومحاولة تحويل جوهر الاشياء دون مبرر
    لا يخلق اديب فلتة
    الى الان لم اشف من صدمة انه صلاح الزين مازال يكتب بذات الطريقةة التي كان يكتب بها منذ ربع قرن
    بجيك صادة لانه اسع (كدايس راسي اتجاوطن)
    ومقالك متطور بصورة ممتازة وممنهج ورايت ان دا سبوت
                  

02-03-2007, 10:05 AM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Maysoon Nigoumi)

    لك التحية

    فزاوية الأنيقما enigma أو الغموض، هي ظاهرة تعبر عن تعقيدات المجالات التي يتناولها الكاتب أو الشاعر، أو تعقيد الشخصية المبدعة، فعندما يعبر محمد عبد الحي عن فكرة ذات دلالات عميقة، لا يمكن هنا المباشرة، بل يلجأ إلى الرموز والإيحاءات لتعميق الدلالةsignification أكثر كما في العودة إلى سنار:
    أهدوني مسبحة من أسنان الموتى
    إبريقاً جمجمة
    مصلاة من جلد الجاموس!!!
    وكما أضاف الأستاذ كمال الجزولي (التشكيل النصي)، أو التصوير النصي.
    وهنالك الكثير من النماذج الأخرى التي قد تغرق القارئ في دوامة اللا مألوف، وذلك كما عند الشاعر عاطف خيري:
    أنا ليه تجيني الموية حفيانة
    وأدنقر ألبسها في شبط أخضر
    أبيت مبلول أصلح في رباط!!!

    فكما يقول الشاعر إليوت في ما معناه بأن الشعر الحقيقي هو الشعر الذي يقدر على الاتصال قبل أن يفهم ولكنه يتواصل ويتفاعل معه القارئ:
    Genuine poetry can communicate before it is understood.
    فالتفاعل مع الشعر هو أول مفاتيح كسر الأنيقماenigma
    هذه بعض الخربشات مع شكري وتقديري

    (عدل بواسطة عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد on 02-05-2007, 01:58 PM)
    (عدل بواسطة عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد on 02-05-2007, 02:01 PM)

                  

02-07-2007, 05:05 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)

    Quote: لم أظن أن أحد سيقرأ ما كتبت


    نعم ... فدائرة الغموض تتسع حتى تلامس فرضيتك المازحة ... لكنه التوق اللهوف وهو يسترج فتائل الأمل ... لعنوة الرغبة فى الإشراق ... أنت الآن تنزلين من سفح قل رواده ... لكن من قال بأن لا ينهي هذا السفح إلى قمة ... ولو مجازا ... وجدت نفسي مجذوبا بعرضك المتسق ... وإن ذهبت فى كل سانحة لإقصاء العاديين من الناس ... إما توغلا فى مخافر الثنائية ... ولما لم تكتمل بعد قسمات { التجسيم } فى أبعاده الثلاثية ... وإما هذا الإستخدام الإفتراضي للغة ... نفيا لحد دورها وتأمينا على حضورها... وإما ولوجا على باب { تهميش } القارئ ولما تستحضره الانيقما شاهدا فحسب . مع ذلك فهي تداعيات من شقي رحى المعلوم والمجهول فى هذه الدنيا ... ناهيك عن أن تصاوير الأدب أشف وأعمق , فمن من قال أن للجمال صيغة واحدة وللحقيقة وجه واحد ... فهنا ثيم وإن ليس بالضرورة أن يتحلق على دائرة الأنيقما .

    موضوعة مثيرة للإستخدام الذهني ... فى مجادلاته اللا نهائية ... لكنه إستهلال جيد ... يبعث على دواعي فارعة للتأمل ... خاصة وأن المجموعة قيد البحث سودانية التراب والهوى والتسكين الثقافي ... وإلى حيث يبدعون .


    شكرا ... ميسون
                  

02-07-2007, 06:10 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: HAYDER GASIM)

    ميسون نجومي
    بتكتبي في مفاهيم(النقد)بإقتدار . ومن هنا تـم إستفذاذي كناقد
                  

02-07-2007, 06:41 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: abdalla elshaikh)

    شكرا، ليك ياميسون..

    تمتعت، (كإحساس أولي، اقيس به النصوص)، قرني استشعار هذا الإحساس الأولي الجميل، وأنا أقرأ جزء منه، ولكني (موعود مساء هذا اليوم به)... حين افرغ من عقوبة الوظيفة!!..

    رحم الله، الفيتوري:

    غيري أعمى، مهما أصغى!! لن يبصرني!!..
                  

02-09-2007, 02:50 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الذين قال في برنامج اوبرا نحن لسنا بشراً نمر بتجربة روحية لكننا ارواح ونمر بتجربة بشرية يا ميسون لابد ان يكون من المؤمنين بالreincarnation,زكما تريت فعبارته تنضح بالشعر .لكنها تشه فهم غوته للكلوروفيل الذي كان في البدء ومنى ذاته قائلاص ىه لو انه يستطيع ان يمسك بذلك الكلوروفيل الكلي. شاعر بتلك العبقرية يا ميسون ربما كان سيشكل اشجاراً بما لم يخطر بالفنتازيا نفسها.
    كتاب ليبيون هم من قالوا لي في الثمانينات في مقابلة مكتوبة : لماذا تكتب فانتازيا بينما الواقع السوداني أكثر غرائبية من الفانتازيا.
    هؤلاء الشباب الذين تحدثت لنا بتشويق يستند إلى مضاهيات عالمية عن تجاربهم في الكتابة لم أطلعشخصياً على معظم ما كتبوا. كنت افضل ان توردي لنا نماذج من نصوصهم ( هكذاأوردها دون الإنحياز لخيار الجندر(الشباب و...آت نصوصهم /هن الذي يفسد اللغة في ظني علماً بان هذه اللغةنفسها ذكوريةوهذا موضوع آخر).
    ومن ناحية فإن الأنا الوجودية تتدخل لدى كثير من الكاتبين فيبتلعون العبارة والعبارتين في جوفهم ويعطون متلقيهم العبارة والعبارتين واحياناً الإستفهام.ً
    لا بد للكاتبين من ان يتخلوا عن عادة الوقوف امام المرآة بنصوصهم .لا بد من الكف ما أمكن عن عرض النصوص على مرآة الذات
    لابد من أن نتفهم الكاتبين النابهين حتى ولو همهموا همهمة بدايات أو همهمة بلع عبارات.

    شطحة لك وله:
    يا لها من صور جميلة ! يا لها من صور !
                  

02-09-2007, 02:50 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الذين قال في برنامج اوبرا نحن لسنا بشراً نمر بتجربة روحية لكننا ارواح ونمر بتجربة بشرية يا ميسون لابد ان يكون من المؤمنين بالreincarnation ,وكما تريت فعبارته تنضح بالشعر .لكنها تشبه فهم غوته للكلوروفيل الذي كان في البدء ومنى ذاته قائلاً آه لو انه يستطيع ان يمسك بذلك الكلوروفيل الكلي. شاعر بتلك العبقرية يا ميسون ربما كان سيشكل اشجاراًً بما لم يخطر على بال الفانتازيا نفسها.
    كتاب ليبيون هم من قالوا لي في الثمانينات في مقابلة مكتوبة : لماذا تكتب في الفانتازيا بينما الواقع السوداني أكثر غرائبية منها؟
    هؤلاء الشباب الذين تحدثت لنا بتشويق يستند إلى مضاهيات عالمية عن تجاربهم في الكتابة لم أطلع شخصياً على معظم ما كتبوا. كنت افضل ان توردي لنا نماذج من نصوصهم ( هكذ أكتبها دون الإنحياز لخيار الجندر:الشباب و...آت نصوصهم /هن الذي يفسد اللغة في ظني علماً بان هذه اللغةنفسها ذكوريةوهذا موضوع آخر).
    ومن ناحية فإن الأنا الوجودية تتدخل لدى كثير من الكاتبين فيبتلعون العبارة والعبارتين في جوفهم ويعطون متلقيهم العبارة والعبارتين واحياناً الإستفهام.ً
    لا بد للكاتبين من ان يتخلوا عن عادة الوقوف أمام المرآة بنصوصهم .لا بد من الكف ما أمكن عن عرض النصوص على مرآة الذات
    لابد من أن نتفهم الكاتبين النابهين حتى ولو همهموا همهمة بدايات أو همهمة بلع عبارات.

    شطحة لك وله:
    يا لها من صور جميلة ! يا لها من صور !

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 02-10-2007, 06:57 AM)

                  

02-09-2007, 06:22 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: Bushra Elfadil)

    كتابة جليلة يا ميسون
    وكنت قد قرات ذلك المقال الذي استفزَّك لإنجاز هذه الكتابة الرصينة، ودعيني أقول هذه هي المحمدة الوحيدة او الفائدة الوحيدة التي علينا ان نفرح بان ذلك المقال قد انجزها وهي : ان تكتب ميسون النجومي هذا المقال الذي يقدم الكثير الجميل والرائع على مستوى قراءة النص وتأويلاته وعلى مستوى قراءة تجارب هذه المجموعة.، المقال على ما أظن كان قد نشر بجريدة الرأي العام كاتبه خالدأحمد بابكر، أم المعني مقال آخر يا ميسون؟.


    هؤلاء الشباب الذين تحدثت لنا بتشويق يستند إلى مضاهيات عالمية عن تجاربهم في الكتابة لم أطلعشخصياً على معظم ما كتبوا. كنت افضل ان توردي لنا نماذج من نصوصهم ..... " بشرى الفاضل ".

    العزيز بشرى
    من جهتي سأحاول إدراج نص لكل منهم .
                  

02-09-2007, 06:56 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: nassar elhaj)


    في مُصْحَفِ النظرة


    محمد الصادق الحاج


    (1) تقولُ السَّاقُ الحديد:
    أكلتُ في الجحيمِ كتاباً بحالِهِ
    وتركتُ الكتابةَ للحياةِ التي؛
    كَمَنَتْ هناك
    مَلُولَةً
    داخل عيني
    تتذمَّرُ من أمرِ منزلٍ بها
    يوجعها فيه
    بابٌ نائمٌ بِوَضْعِيَّةِ القبرِ
    تحت جناحِ الحمارِ
    ترنو إليه مغتاظةً
    وتحكُّ الجَّمالَ الذي في ظهرها
    بغصنٍ يابس؛
    تظنُّ أنَّ الذي يأكلها في ظهرها
    جناحاً
    تَرَكَتْهُ في القبرِ أو في المنزل.

    أكلْتُ في الجحيمِ جمالاً بحالِهِ
    وتركتُ الحياةَ تظُنُّ
    أنَّ الذي يوجعها
    في جسدي
    كتاباً
    أكلْتُه في الباب أو في الجناح.

    يقولُ المَسَاق:
    قرونُ المغبَّات؛ ألطويلةُ هذه،
    ناميةٌ
    تحت جلدٍ مبتسم.

    رأيتُ وجهي كأنَّه الحلوى
    في غلافِهِ يزهو
    ويُلاكُ بالداخل.

    رأيتُ مطلوبي ليس عند أحد.

    رأيتُ مِشْيَةَ الكونِ في الحبِّ
    أجمل في يدي
    إذا ما اْبْتَسَمَتْ
    وهو يطبعُ بالعينِ
    خطوةً محروقةً
    عليَّ
    تُبْصِرُني أطيرُ
    يحملها إلى الطيرِ ماءٌ يُبْصِرُها
    له جناحٌ أبيضٌ تُبْصِرُهُ
    جناحٌ واحدٌ
    أُبْصِرُهُ يمشي،
    تشمُّها عيني.

    (3) جَهْرُ الطبيعةِ... كتمانها:
    المكانُ لو ينطوي على مكانين. في مدينةٍ
    يعثرُ الحكماءُ على الأرضِ مخمورةً
    والليلُ يؤنِّبُها
    وبينهما تتدخَّلُ الزِّيادة.

    رفعُ الجبيرةٍ عن كسرٍ في ساعدِ المقدارِ
    أشدّ وطأةً على الحقيقةِ من عاقلٍ يراها.

    غيرَ حِمْضٍ متكاملٍ
    مشرقٍ من أصولِ بُصَيْلاتِهِ القلبيَّةِ
    على باطنِ اللُّطفِ
    لم يمكن الإرتيابُ في هدفِ العناية.

    أن يخجَلَ أحدٌ من مثالِه.

    (4) ساعةُ نَرْدْيَار:
    الأرضيُّ مطروحٌ على عدمِ الزَّيادة.

    لذلك الأرضُ حَاضَت
    نقاطاً جوفاءَ
    في الأفقِ الأعلى.

    لذلك أَعْدَمَ اللَّوحِيُّونَ
    على رأسِ كلِّ دقيقةٍ
    واقفةٍ على لسانِ الجغرافيا
    واقفةٍ على لسانِ الوجودِ
    شيئاً من صفةِ الحاملِ
    ليس له سِوَاء.

    لذلك النُّجُومَ نَحَرْنَا.

    (5) يقولُ الآسِف:
    حضوري كان مُسِيئاً لِيَدِي أمامَ ضيوفها.
    غيابي كان مَفْخَرَةَ عيني.

    أنُوبُ عن الأشياءِ في موضوعها.

    (6) الكلب:
    كلبٌ حيٌّ.
    كلبٌ
    حيٌّ
    في المراسلاتِ الدائمةِ بين عقلي ولحمي،
    يجري مع دمي وأنفاسي
    وينبش في ترابِ خيالي.
    ومنذ ولادتي
    لم يتوقَّف نباحُهُ
    الذي
    تسمعه حواسِّي
    ويسمعه جِلْدِي
    وتسمعه كبدي
    وتموتُ فيه عيني
    ويموتُ لساني
    والكلبُ يبقَى.

    ما يَطْفُرُ من عيني
    حين أرى أو أبكي
    هو الكلبُ
    لا النَّظْرَةُ
    لا الدَّمْعَة.

    وحين أقولُ شيئاً
    يطيرُ الكلبُ من لساني
    كأنَّهُ الكلماتُ تَسْتَمْنِي.

    ولا أتنفَّسُ
    ولا أُفكِّرُ
    ولا أحسّ.
    ألكلبُ يَفْعَل.
    ولا أحيا.

    حياتي الكلب.
    والكلبُ يَبْقَى.

    (7) هذه نظرةٌ حُمِّضَتْ في بئر:
    الكعبةُ أقْلَعَتْ طائرةً
    والحجرُ الأسودُ في مُسْتَقَرِّهِ يدور.

    البئرُ طارت
    وجوفُها في مستقرِّ القاعِ يدور.

    الصَّبِيَّةُ طارت
    والحليبُ من تحت الحجابِ طَمَحْ
    أطفأَ الأختامَ الموْقَدةَ تحتْ
    والقدورُ به تدور.

    الكعبةُ طارت
    والبئرُ طارت
    والصبيَّةُ طارت
    والدَّهْرُ مكتوفاً
    في مستقرِّ صورتِهِ
    يدور.
    هذه نظرةٌ حُمِّضَتْ في بئر.

    (8) يقولُ الآسِف:
    ....
    لأنَّكَ قُلْتَ إنَّهُ يتوجَّبُ علينا الرجوعُ...،
    لكن هل تستطيع؟.

    لَمَا جادلْتُكَ في حقٍّ أنتَ أهلُهُ لو لم تَبِضِ القوَّةُ بينَ أيدينا كلَّ هذه الشَّفاعةِ لأهلِ الحقِّ في أن يَنْقُضُوا أساساتِ عمرانهم العضويِّ القديمِ تقرُّباً لحقيقةٍ بابُها الإنكارُ، بابُها الأوحد!.

    أَتَرَى؟،
    ليس هذا بالخَطْبِ الجَّلَل!,
    وما يكلِّفُ من دموعٍ إلاَّ بسببِ الجَّمَالِ وبطءِ القارب، وربَّما، إلى حدٍّ ما، بسببِ اْختيارنا أنْ لا نتقبَّل في واردِ الإمكانِ واقعَ أنَّنا لسنا أهلَ تلك الشَّفاعةِ، وإن أشرَقَتْ مِلْءَ أعضائنا وأعَاقَتْ بصيرةَ الماءِ في لحمنا عن أن تدُلَّنا، ولو بأضعفِ الأيمانِ، على إحداثياتِ أيَّة نقطةٍ خارجَ الحقيقة، خارجَ بئرها!.

    كُتِبَتْ علينا الضَّفائرُ...
    فالأمرُ كلُّهُ
    إذاً
    وَقْفٌ على جَوابِكَ...،
    هل تستطيع؟؟.

    (9) شُهُودُ الحِيلةِ أنْكَرُوا:
    شُهودَ الحيلةِ أنكَروا:
    "-كلاَّ...، لم يُحاوِل!".
    هَتَفُوا
    ثمّ اْنصرفوا
    ناعِمينَ
    وهم يطحنون النَّدى
    كما حَضَروا.

    (10) الواحدُ، عندما يكونُ علامةَ الطرح:
    مبطوحاً بمفردِهِ على السطرِ كتمساحٍ مخدَّر،
    هل ضروريٌّ أن ينحسرَ طولُهُ خجلاً
    لكي تصدِّقَ التِّكراراتُ الطِّبَاعيَّةُ الموجبةُ
    أنَّه مقدار؟.

    طريحَ البساطةِ الرهيبة
    ولا يكونُ قادراً على فهمِ الدموع
    إذ تصيرُ الدموعُ شباكاً حرَّةً
    زاخرةً بالحدودِ والقِيَمِ والأعدادِ
    من كلِّ جنسٍ
    تموجُ حولَه
    ولا تقبَلُ اْستِخدامَه!.

    "بئرٌ معطَّلةٌ
    وقصرٌ مَشِيد".

    لديه ألف وجهٍ للفقدان
    ألفُ سببٍ للأجنحة
    ليلةٌ واحدةٌ للخلود
    أُخرى لتأديبِ الصِّفْرِ
    وثالثةٌ
    للبكاءِ وللرضا معاً،
    كم أمساً سيقطَعْ
    بِمِنْجَلِهِ الجَّاذبِيَّة؟.

    وكلُّهُ حسرةٌ
    على أصابع حُفَّتْ في القسمةِ بلا ضمير.
    تعودُ العنايةُ باوردِ مضروبةً
    وساعدُها
    من الخِزْيِ
    تحجبُ عينيها.

    الترحابُ!، وعافَ جوارَه!!.
    ليس إلاَّ فضلُ الحَرَج.

    مع ذلك
    ما الذي يُبْقِيهِ بَشَرِيَّاً قابلاً للشرح؟.

    (11) تقولُ النُّجوم:
    ساعتُنا انكَسَرَت
    لأنَّ الأسَدْ.

    الأسَدُ
    في قعرِ بئرِهِ
    سهرانٌ
    يحدِّقُ بالأعالي وبالسافلة.
    تتجرَّعُ عيناه رؤى السَّبْعَتَينِ
    عبرَ دائرةٍ ثابتةٍ يتجدَّدُ الكون خلالها، حياةً لا نهائيَّةً يستعرضها خالدٌ على شاشةِ طَشْتِهِ السَّماويِّ
    وليس يبالي.

    الأسَدُ
    في قعرِ نارِهِ
    سهرانٌ
    يُطْهَى قلبُهُ في جهنَّم
    وطليقةً تطيرُ يَدُهُ في الجَّنَّة.
    إبادةٌ خُلْدٌ
    إبادةٌ إعدام.
    عينٌ في العينِ
    وعينٌ في اللام.
    قبضةٌ في المِسْكِ
    وقبضةٌ في الدَّم.

    الأسَدُ
    في قعرِ صِفْرِهِ
    سهرانٌ
    وخطوطُ الجَّوزاءِ تمرُقُ خاطفةً أمامَ عينيهِ
    ولكن وحدها...
    وحدها...
    دُونَاً عن كلِّ ما يقدِّمُهُ له الكونُ من كنوزٍ كالصُّوَرِ تجري على الشَّاشة؛
    دوناً عن سائرِ أوْفَاقِ الزمانِ والمكان؛
    دوناً عن مناسباتِ الطبيعةِ المرحة؛
    دوناً عن الممكنِ والمستحيل؛
    دوناً عن الجنَّةِ والنَّار؛
    دوناً عن قوانينِ الأبدِ الكُبرى؛
    دوناً عن الحقِّ والباطل؛
    دوناً عن الطَّيفِ والمِثْقَال،
    هي مَنْ تُعَاوِدْ
    وحدَها...
    ودائماً خاطفةً وخضراء
    تجُرُّ ضفيرَتَها على قمرِ العينِ
    وتجرَحُ الدَّمعة.

    (12) مواليدٌ لا نراهم:
    بِهِم يخضَرُّ الجَّانبُ الآخَرُ
    خلفَ صُلْبِ الوجود.
    تُزهِرُ في عيونهم كتبٌ
    إلاَّ نكتبها!...
    تنقَصُّ رقابنا توقاً على المساقِطِ
    إلاَّ نكتبها!...
    تَنْتَاقُ عيوننا
    إلاَّ نكتبها!...
    ونسيرُ ونبكي ونغنِّي ونطيرُ
    ونكتبها،
    فَيَنْسَلُّونَ في حذرِ الفئرانِ
    إلى الخارجِ_داخلنا
    إلى الدَّاخلِ_خارجهم،
    هنا وهناك
    من خلف النقاطِ والأشكالِ المتلوِّية
    تُطِلُّ رؤوسٌ وأعيُنٌ صغيرةٌ تتألَّق.
    هل نراهُم؟.

    مواليدُ الطَّمْثِ
    والخيالِ
    والنَّظَرِ
    والإستمناءاتِ
    والنكاحاتِ المِثْلِيَّةِ
    هل نراهم؟؟.

    (13) يقولُ الآسِف:
    حَجَرُ الذَّنبِ يزهرُ في بطني.
    الشِّقاقُ الذي في خَرْدَلَةِ الكونِ اشتَعَل.
    المحاولة.
    الكَسْرُ الطويلُ لَمَّا القِطار.
    العددُ المضاعَفُ للممكن.
    النَّجوَى من حضيضِ المفرَد.
    الحجُّ إلى مصرعِ السَّماحة.
    السِّدْرَةُ المجوَّفة.
    ......
    ......
    حَجَرُ الذّنْبِ بابٌ إلى التراب.
    حجرُ الذنبِ فاكهةٌ من نهاية.
    حجَرُ الذنبِ تحميلُ الحياةِ منجَّمَةً على الرِّحلةِ التَّالية.
    حجرُ الذنبِ...
    كنتُ سأبْقَى.

    (14) اليَد
    الأرضُ رائعةٌ هذا الصباح!
    كأنها لا تدري.

    أكادُ أشعرُ بكلِّ اْنفعالٍ يعتريها
    شعوري بفرحةِ كفِّي لمصافحةِ الحبيب.

    بل هي
    إنْ تَحَرَّيْتُ صَوَابي
    لا شكَّ جزءٌ من جسدي
    متَّصلةٌ به اْتِّصالاً عضويَّاً محكَماً
    وإلاَّ
    ما وجَدْتُنِي الآنَ في عُمْقِ حِسِّها وعاطفتها
    أتَلَقَّى ما تتلَقَّاه
    وأستجيبُ اْستجاباتِها
    للحياةِ
    وللشمسِ
    وللقمرِ
    وللزمانِ
    وللمواسمِ والأطوارِ الدُّنيا
    وللرُّجومِ
    وللحبِّ
    وللهَوان.

    أُحِبُّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    صدَّقتُ الأشجار.

    أُحِبُّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    جرَحَتني المصافَحات.

    أحبّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    حِمارٌ طائرٌ داخلَ بئرٍ مُسَلْسَلَة.

    أحبّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    كُلِّي غُرْبَة.

    أحبّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    عُضْوٌ في جسدٍ
    يضحكُ عنِّي
    ويدمعُ عنِّي
    ويسبِلُ عينيهِ عنِّي فلا أرى
    فيُبْصِرُ عنّي
    ويسيرُ عنِّي
    ويطيرُ
    وحين ينامُ
    أبقَى ساهرةً بالبابِ
    أحرسه من الغيرِ
    فلا يَشْهَد أحلامنا سواه.

    أحبّ الأرضَ
    لأنِّي مثلها
    يَدُكَ الحزينةُ
    يا محمد.


    محمد الصادق الحاج
    سبتمبر2005

                  

02-09-2007, 07:10 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: nassar elhaj)


    نهضة الفساتين


    أحمد النشادر


    كل شيء مكتوب هنا قاله الرجل الذي شهد نهضة الفساتين
    فأقفر حَلْقُهُ فلم يعد يصلح جرساً ولا نفسَه.

    2

    يستفزُّ الهواءُ رئةَ الشفرة
    ما أَلْيَنَ الموت الذي يمشي على كتفي
    وما أقسى السحابة.

    3

    كأنَّ المدينةَ نهدٌ
    يناهض غربته في الأماكن.

    4

    ما الكلمة؟
    آكلة لحوم البشر.

    5

    في ناصية الفستان تعقد الأرض تحالفاتها السرية
    مع الأرض
    ثم لاشيء
    غير ما يرتفع من الشاعر.

    6

    ما الكتابة؟
    حبرٌ لصٌ يزوُّر الجسد
    ومن أنت؟
    قُبلةٌ تصل الأبد بالأبد
    وما الأبد......؟
    ما الأبد.

    7

    أما زلتِ تمشطين التاريخ
    حين يقعي على فخذيك
    مهذباً ومتعباً
    كبحَّة الجرس.

    8

    كان كُلِّي يُحَاوِلُ كُلِّي
    وجزئي يحاولني في وَضُوءِ الفَرَاشات
    من تعب الراقصة
    كانت الأرض
    قلويةً في يديكِ
    وكنتُ أؤكدُ أنّي مسيحٌ
    تركض في رئتيه الغزالة
    وأن المسامير تهمس مثل المقاعد
    فهل تجلس الراقصة.


    9

    أرقبُ الموت كظفرٍ
    في القمر.

    10

    روح الفوضى ليست ذربةً كلسانها.


    11

    وعندما تمتص هذه الزهرةُ كلَّ هذا الصمت
    وكل هذه العزلة والخوف والظن
    وتخاف من الليل
    تسلك طريقها في قضيبي.


    12

    الرجال البلهاء مثلي هم الذين سيهزمون اللغة
    سيقطعون ألسنتهم ويبصقون عليها ويدوسون عليها
    بأقدامهم ويصعدون في معراجهم نحو الخرس أنجاساً لطفاء
    يهزون ذيولهم التي من خَرَس.


    13

    حياتي تنطوي على قدر هائل من السذاجة بحيث أجهل تلك النسيانات
    الهائلة التي تمثل الجانب الآخر منها. في مجملها السذاجة والنسيان.

    14

    الواقع يوقظ ميتاً من التعب، يصفعه ويلوِّح به لجهة أخرى
    من نفس الواقع ليصبح يقظاً (بالخبطات المتعاقبة)
    أخي الصغير قتلني بمدية حادة إنغرزت بشكل طولي
    في عنقي ليقلِّد توهُّمَه المستمدّ من أبطال أفلام الكرتون.
    ملحوظة: تقليده كان سيئا.

    15

    علينا أن نبرر لأوهامنا ومن ثم نتوهم أن هذا التبرير ليس تبريرا
    إنما هو من طبيعة الانتقال من وهم إلى وهم حتى وإن كان هذين
    الوهمين متضادين فإن شعب الأوهام إنما هو ذات المادة تتشكل،
    وهذا ما يجعل الحياة أمراً محتملاً، وهذه الأوهام وعملياتها الاستقلابية
    ونواتجها هي مادة لكنس طريق الرغبة التي تمر كاسحة ً
    وبسرعة، ومن بعدها الخواء الكاسح السريع ومن ثم تأتي الأوهام
    وتشكلاتها لتكنس الطريق لرغبةٍ وخواءٍ جديدين أو لِذَاتِهَا
    وتستمر العجينة.

    16

    الحياة: تَبَرُّعٌ بالأعضاء.


    17

    عَظْمَةٌ مضغوطة بين سربين من الحمى
    شأنه شأن السماء المنبطحة في لسانه.


    18

    هو ليس أعمى تماماً
    يلمس بعصاه بزوغ الأرض
    ويحتضن فتاة الموديل.


    19

    يشرب سائلاً من قشعريرتي
    أقشعرُّ
    فيمتلئ
    كأسه
    أكثر
    (هذا الجمال).

    أحمد النشادر

                  

02-09-2007, 07:33 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: nassar elhaj)


    مشتقَّات عُليا


    رندا محجوب


    الخمائر ملتاذة بأحقاد صامتة ومن خلف الستار طبائع للبيع :
    معتوهة السريرة ، خالية النطق ، مقطوعة اليقين ،
    من عند الباب .. أعمارٌ للتسلية
    بخياطة الجلد فوق الجلد فوق الجلد فوق الجلد من جانبيّ الــ .... whatever

    سحرُ السخافات الأصيلة ، كسلٌ يتورد بفم عجول ،
    سباحةٌ على الظهر ،
    اجترار يصفرُّ من الدقات
    فأرٌ يموت من الضحك لأصواتٍ تتطاير من الجثمان ،
    صقور الغمض يعترفون ..
    إدهاش المظنة ،
    تصاريف الدخول ..
    القلوب الشائخة في جسد الضفدع الميت
    الضفدع الحب
    اللذة الموت
    التسلحف ،
    بانات الانجعال
    و الكل في ارتياب
    يزن
    ويفيض
    ويقفز
    هــا؟
    الخســـــــارة
    أو الخطر في هيئة الملتذ ،
    يقفز من الناصية سارقا كل الهواء على ظهره
    أو الكتبة الملطخون بوقت ضائع طيِّع
    أو أصدقاء عائلة المن والشكوى والنطف الحية في بلاعات الوجوم الكاذب ،
    القشور المهنية
    والطوابع اللحمية في مظاريف الدموع ..
    هل تصطك ؟
    .. أو أنني بأسهار قصيرة واقمال الفك ،
    أدهسهم بالخوف
    لأنني شقيقة
    لأنني أدمنت
    لأنني كلهم
    كالنوم سيرا في القلويات
    آه ..
    النوم سيرا في القلويات
    القلوب العلوية
    في نظرة الحب الساهي
    في فكرة الجهل
    في ما يرتديني و يلعب عليَّ
    في سيرة الأصفياء القادرين بالمقذوفات الكبشية واعترافات العفو العام
    في ما قال جُلَّ ما انفرج ..
    الظهر ميت القيامة
    = لن نقتسم .






    مشتقات عُليا
    " جنس ثلاثي "





    ( طأطأ الحنين سنارته ، عيونُ الزجاج ، يموت في صوتهن الحراك ويدور سبر شقاقهن الحضور ، ما كان في صدرهن خال، تطير نهودهن لتفريخ الشر ويتدارك السوء خطافٌ صغير من لوازم الحفلة ..
    ما جاء بالعناقيد سُكرى لتبول على الكأس لنتقرَّف ونجفل ونمارس هلال مارس ..
    يا صوتاً يدبّ في فخذ الذاتية
    امرأةُ جيراننا شبقة (

    في الأصل رجاءات مستخلصه بحيث لا يكون الا هبوتها في الأدمة
    شق جرئ في شفة عليا
    دوار الزحام ينام مشاكسا
    سحابات تتفرغ من الشهوة وتشكو خلها إلى ما نبتَ إلى الداخل
    الذل المصاحب للذائذيات
    الغمض
    صبارها
    مستورها
    وهو سائرون كعبارات ناتحة تامة فاحشة وتتيقن بالضرورة ..
    فوضى عاقر تهب النطق ما يقع عليه دائما
    لذا وبذا وحتى إذا ، أن تنامت كل عوانس الظهيرة في زجاجات الرغبة .. يتضاجعن بحميمية السهران وإذ يرتشف الناس من تلفهن سوادا لترك الباقي تلك هي ظهيرة الثالثة صباحا ..
    أنا في محاضرة ..
    ورديات لماء الشر


    *
    إن للإحالة شكل دائم من أرحام بتول .. توسلٌ يتغطرس ماءاً في ضجة المهبل ويتفتق بهاء طبقيا معزولا كما للنار من جنون وللجنس من مواثيق بيتيه ، ها قدناك إلى تواشيح الدمامل .. ها قد باء بسخط رحيم .. ها قد غنى يموت وها قد تبيان لكن . وفي كل الأماكن جسور وحشية وسلالات الهواء الانغماس . ها قد طفت في جلد السماء مناطق للحناء والدماء منصوب إليها جنون الخليقة في كتاب ضخم . أرى مستعمرات صغيرة بمدٍ ويد ووريد يعاني تضخما مكبوتا ويلطم إذ يلطم فيرى جيرانه من اللهب .. ها قد دسسناك بإذنك لترى ماذا قد جرى لشهوتك النافقة . ربوة مبنية بعبق الزهج ودواوين مسفوحة على ظهر عنكبوت الجريمة .. جرو صغير يهرب من طية الإبط وينجز بامتثال غباءً .



    *
    طشت بنج من قديم الرضا ، من تواشيح المنقط بالحجر ..
    ( قد زدنا عليكم فيما جعل لكم من انقضاضه سبيبة التهويم الحاني ، وقد جالت في سطعتكم شوائب تناطحت حتى اختفت ليتبختر جالون الدم في الهم الصافي لليوم التالي)
    الجسد هو ما يُفرز ،
    ستائرا مطاطية من لدن الرأس ومن لدن المهبل
    يسهرُ يقتلعُ العيون ببطء ويستنفر البطن كي تنفجر على كلماتها .. ثم يمسك الكتوف ويتزوَّد عليّها بخوفها وهو إذ ذاك يجتاز عتبة الكابوس ويدخل في تشويهات جانبية ويطول إذ يطول حتى يتقزَّم في شكل حذائين من غير أرضيه بمنطقة الخاصرة ، أما الخلاص الذي قد ظُنَّ انه من الداخل بات يلوح الآن بمقصاته من خلفية وجه كولومبوس ..
    ها أنا في غرفة قد تكون خالية انحسرُ إلى نفسي فقط
    / اليانصيب/





    *
    العيشة المرتجلة ، تنينا يموت في الفم ويُقبر باللسان ،
    دماء النفاس
    والحال كلا هوائية فنجانيه ..
    إذ أنا أكبرُ في تفتقات غريبة لحنين غريب .. أكبرُ من الخلود بالنزِّ الخلوق ..
    الحرف دخيل مهتاج والسور أفاعي مُحيَّدة .. يا دأب الجلوس، يا الحب ..

    الدوائر والمثلثات والمربعات والجلوس وتفاصيل البلوغ وحروب الشفاه والباعوض النائم في لدغته يمتص ليعود من ارتباطات حسابية .. الباعَ يبيعُ البيعَ والأسفل الدائم الهاذي بـ مَن ؟ مــَن ؟ مَــــن ؟ مَـــن بالباب؟ .. الوطاويط تدخل ، تتبعها زغاريد ماجنة وهمهمات دول ثم الزجر فيتلملمون الى عجل وعجل والعمى يدور في رأس عنيد .. الرؤيا واحده أيها المسواك فلا تمنن ولا تدبر أكثر قيد انك تقبل ولا ذبول يجتاح طلعتك تستعمله غوغاء الجيوب ولا عنب الحناجر
    / أن الذي هيّج الأقبية في شكل شوارع ومناسبات هو حج النوم /
    فلنمنع إذا هذي السموم أن تحترق ولنمتصه بزغب اليمنى الميت
    نحن صيدك الحي ، نحن مضربه المعاكس ، نحن قلبه الخائن ، نحن الغير ، نحن المقاس ..




    *
    أهجس بالظن ، بماء يُعميني في جسدي ويغتصب ، صراخ في أسئلة البندول وخيارات الحائط لتجعل لتكلسات الصفح مصفاة من النزاهة حتى نرى .. آه ونرى ماذا يحتمل على ضرر البارحة اللاصقة من عذريتي طحين الجنون الضاج بورطتي ، غناء الوتر الكامل على ظهري النهاري ، ما كنت أتمنى ، ما للزمان من مجانية تعصف بخواري ، مدينة الحنجرة
    نحن على هاوية ،
    هاوية تتحمل كل هذا الهز والرز ..؟
    الاحتمالات شغبُ هذا المساء والجو المرهق في سرير يجثو بمرفقيه على خط أسود يجتبيه من طلعات الحواجب ..
    كل ملهاة هي شجبٌ من ضجة الشبق ، هي زاد في أسفار البقية منهاها كلمة في ثقب الخريطة في دار اللهب
    دار الخِراف المجيدة من أشعار اللهب ..




    *
    معاتيق البذرة ، تقديس الروح ، سندان الخطى والمصغين إلى دق النجم وما غوى ..
    سريرة القفز والدناءة ، سريرة أن لا يجن ويحفظ ماء وجه المكتسب ويغطى الربح بحزن الخسارة ..
    هل نحن في الظلام إخوة ، هل باء الفشل بالفشل ، هل ترك للوطيدة صلاة النبذ وهل عاس في مضارع قنواته حد نفذت قنواته من ديدان اللذة ، هل مات المفترض ، هل هكذا أحقية التكرار ، هل شبعت القافلة بالذبح ، هل نفقت الصور .. هل أنا لك وتد؟ .. أنا لك وتد.. ولكن هل مات كافكا ؟ .. هل كان للحق ذيل يعتصره كل هكذا وهل تركنا للسماء مكانها وهل صبيان الجن عميان جدا بوباء الصحوة .. وهل قلّ القول حد صمد في وجه الذاكرة المنقر ببثور التوتر وهل المسلولة من النفس هنا أجدر أم هباءها في العقل وهل الطبل صامت أم اشتعل أنا .. أنا لا أقول الجليد كاسحات المودة ولا أثور ببقري على التحاب المطبب على الفتاق الجرئ في كروش الظل .. أنا لا أعاني كوني لا أعاني إذ أكون أن يعاني إلى المعاناة في طفح مُفّصَّلات الذهن .. ولا مرساة الجحيم ولا سنارة المتعة ولا مواسير الكسل .. أنا في اشتباه من اشتباهية ضبابيتي ولا يتناهى الآن إلى مسمعي سوى ضلالات متغيرات بفرح سماء الفانيلا المقاتلة .. هل يحق التكفير عن التغيير بخلقه في كهف الخوف ممرات وممرات وسراديب .. هل نام الحقل حتى يجل أن يشتعل ونجرب الخبط في رأس الخيال ،
    تناهى إليَّ الآن سؤال طائش ودسَّ فيّ مما لا يودُّ طبول الفزع ،
    هل أجيب ؟
    حوانيت روحي لها مذاق الصحاري ، مذاق اللكاعة ..
    إزار الصبر ، هل يطوِّل قضية الممارسة عن مدٍّ أم عن انحسار ؟ ..
    ها أنا انفلت .. وقد كان الملل يطّلع على أم رأسي الـ يتنقط رؤوسا أخرى كبيرة وقد أنهدم هنا في اللاقدرة وقد انعقد بالكفر وأنمطُّ هكذا في شرعية ابسامية وقد اقترف وفاء وطفولة ونونا كدأب العمى .. لا أذكر ذلك الجمال المنغولي الخجول ولكنني أتزلج هواءً دون أن أتبهم بأنفي في يدي كلما افعلها على مرأى يدي ، وقد يغيب عني تماما أن زماني ومكاني ووفرة التراب وما للقلب الثاني وتملق الثرثرة وطنين الجوقة من تحتي والحرية والجلف والعجوز والساهرة وجحيم السيجارة والدار المتفسخة عن طوبة والتطفيف في حقول التغلب والسر ، في شباشب الرعونة وبطاطين الآتي .. لا أعرف ماذا متى ، ولا اعرف هل كيف .. ولا اعرف أين لكن .. ولا اعرف أن كان في الرأس مساحات أخرى للظنون ..




    هزارٌ سخيف هو ذاك العالق بمخيلة الوسخ ..
    بقاء يقتات من مؤخرته ..
    ما الأرضه ؟
    قد تسافر النقوش في شغب الشمس وقد تمتط أكثر في شخوص يتتافهون بمضي العيان ويُقال أن قد يُقال أن جُلَّ ما في الطلب رغبة في الكلام ، وقد يشجبُ الداني مسرة الصناع ، وقد يلتحي من بعدها بقشور أجنابهم اللاترابية ، غير أنني أظن أن جنائزية وجودنا في الأصل شخوص لا تعي ماذا البيتزا ولا يعنيها أكثر الصلصال الجوال في منفذ الهواء المدعو كرة أرضية ولا يضاهيها منذ الأزل غير أن يصل شخيرها هذا إلى كتف زميلها المنطرب .. آه ، استعجب الآن وأمد رجلي ، لأدندن لكم ما زادكم في القاع صعودا وضغوطا أقحوانية رنانة بيضاء قادرة .. إن القص والنسخ واللصق هي من مراسيم الخط المفضية إلى عقرب ومشرط ، وإذا انبتت الجراحة تصاويرها في الخدود فكيف نقتلع : "أين الجحود؟" .. هذا السهل الممتنع هو طبل آخر من صبا الداخل ، قبره الضاري ..




    *
    سموم النحل والدوائر تسفرُ عن سمكاتٍ سجائر في الدم ..
    ها أيها الجحود مقطوع عنك الماء تكاد تتمايز بألواح طلائعية في بحر الآخرة الوحيد شارباً خمرة زندك
    ها أيها الخوف تشيخ في أبهة رعاياك وتنسج للفرار نظرات سريعة
    ها أيتها المسرة هل انقطعت أنفاسك ببادية الدموع
    ها أيها الحد ، أطامعٌ يزهد في خطفةِ الورد الحشيش
    ها يا قمر ، مشدود بأوثاق مُحكمة إلى ظهري ، تستمني السجين
    ها إنني بثآليل مقموعة طالعة على جبل الحاجة ..
    يا أقدام السماء الجنينيه



    *
    الفواصل ،
    مَن جاورتك بدونها وتركت لك التاكوندو في هيئة الشعر
    هل تقتص ؟
    النائمون ،
    من تركوا لك الحياة ترزح فوقها إذ لا تُمس ..
    الجائعون
    من قاسموك الرطل بالعبور
    يتمايزون ..
    المختصر الرابض الكحولي المستتر الحافيات القادرون السريريات النقاط الكبت التروية العطف الجبلات الشائطون الأثيريات الدائرة العُجالات الشح السبهلله الخائفون المبتسمون الخارجون المجلجلون المعترك المشعوذة الحائلات التوصيل السكون الدوريات الصمت العاجلة الحوت الخاطر الطامعون الدرس اللامرئيون اللاجئة العون الكابلات الظفر البالوعات الخشخشة النار الجرح الملح الوباء الصافرات اليورنيوم القئ العطش الذهول السماء الحب النهم اللعب القفز الداء الرجوع برامز التالية الـ غدا الغلة الحانوتي الشعيرات السفر الذعر الجسد الظل الحلول الجسد البستنة الشفاء المارثون النكسة الحنظل الدائسات الطبل العنوان الجناء المجزرة الصفح الغائبة الجرس التبويب النوم الفهرسة الموت النوافل الدائرة الحيود التهجئة البئر التجارة النائمة القائمة المستهبلة المتمددة الرأس الجامعة البئر الآن الكبريت الأهل اللغة المظنة العنَت الجاسوسية والترميم .


    رندة محجوب

                  

02-09-2007, 08:07 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: nassar elhaj)


    الرقصة المكسورة


    مامون التلب


    سمعت المفتاح يدور في البابِ مرَّةً
    ويدور مرةً واحدةً فقط
    ونحنُ نفكِّر في المفتاح
    كلٌّ في سجنه يفكِّرُ في المفتاح
    مؤكداً السجن
    ت.س.إليوت

    أَصْلٌ يَدْهَنُ الوَاجِهَة

    الدَمْعَةُ
    دَمُ
    العَينْ
    والعَيْنُ جرحٌ
    أبيضٌ / أسودٌ
    وسَيَكْفِيكُهُمُ الله بهِ
    والذِيْ اختَارَ أَنْ يَتَعامَى ويَطْمسْ
    يَعْرِفُ كَيْفَ نَفَى الجُرْحُ أَنْفَاسَهُ بِاتِّجَاهِ دَوَاخِلِهِ
    كَيْفَ يَنْصُبُ أيَّامهُ فَوْقَ بَعْضٍ على شَكْلِ بُرْكَانْ
    يَثُورُ
    إذا ما تَسَرَّبَ مُلْكٌ مِنَ الكَفِّ
    أو غَادَرَ اللَّون عَالَمَهُ وتَشَكَّلَ مِنْ أَصِلِ عَيْنَيهْ
    يَثُورُ
    إذا أَشْعَلَ القَبْرُ تُرْبَتَهُ بِيَدِيهْ
    الدَمْعَةُ
    دَمُ
    العَينْ
    والعَيْنُ جرحٌ
    لأنَّ الجَمالَ تَأَلَّمَ مِنْ نَظْرَةِ الغُرَبَاءِ
    تَفَجَّرَ مِنْ وَقْعِهَا تَوَهَانٌ يُزَيِّنُ خَطْوَةَ تَارِيخهم
    لَمْ أَكَنْ واقِفَاً مَعَهُمْ
    لَمْ أَكَنْ ضِدَّهُمْ
    كُنْتُ أَرْقُصُ فَوْقَ المَسَافَةِ ما بَيْنَهَمْ والحَرِيقْ كُنْتُ
    هَذا
    الطَّرِيْق
    الذي يَنْتَهِي بِالشَمَاتَةِ
    والحَائِرينَ الذينَ سَيَرمُونَ ظَهْرِي بِأَحْجَارِهِمْ


    لأنِي أَرَى وأَنَا [عَارِفٌ] أَنَّ عَيْنَيَّ جُرْحٌ يُمَوِّهُ صَرْخَتَهُ
    بِالتَّأَملِ والثَرْثَرَةْ
    بِتَتَبُّعِ شَمْسٍ سَتُشْرِقُ بَعْدَ قَلِيلٍ وتَنْهَارُ في آخِرِ اليَومِ حَتْمَاً
    بِمُجَارَاةِ مَا أَلَّفَتْهُ الطَّبِيْعَةُ أَسْمَتْهُ نَوْمَاً
    بِتَوَتُّرِ أَسْوَدهَا مَعَ طَيْرٍ يُرَاوِغُ رِيْحَاً فَيَعْلُو وَيَهْبُطْ
    بِتَهْذِيْبِ لَوْمِي لِرُوْحِ الوُرُودِ الَّتِي تَتَفَتَّحُ في اللَّيْلِ
    حِينَ تَكُونُ سَِتَارةُ مَسْرَحِهِ أُغْلِقَتْ
    [السِتَارَةُ جفنٌ ورمشٌ
    يَدُسَّانِ نَبْضَ القَلَقْ ... بَيْنَ أَعْصَابِهمَا
    فَتَرَاهُمَا يَرِفَّانِ / يَلْتَمِعَانِ
    كَنَهْرٍ تَحَرَّقَ مِنْ ضَوْءِ شَمْس]
    لأَنِّي أَرَى
    وأَنَا [جَاهِلٌ] دَمْعَةَ العَالم الخَافِتَةْ
    أَيْنَ اخْتَبَأَتْ!!!
    كَيْفَ أَتْرُكُ عَيْنَيَّ في بَيْتِ أَهْلِي
    وفي عُهْدَةِ الأَصْدِقَاء
    وبَيْنَ ضُلُوعِ فَتَاةٍ
    وأَبْحَثُ عَنْ عَيْنِ هَذَا العَالَمْ
    أَتَشَرَّبُ رَحْمَةَ سَيْلٍ تَكَثَّفَ في جَوْفِهَا
    ثُمَّ أَسْأَلهُا:
    أَيْنَ كُنْتِ تَنَامِيْنَ حِيْنَ لُفِظْنَا هُنَا؟؟؟
    نُبِذْنَا بِهَذِي الثِّيَابِ الَّتِي حَاكَهَا قَدَرٌ أَحَمَقٌ
    في شِتَاءٍ كَئِيْبٍ
    وصَفَّقَ
    حِيْنَ
    انْتَهَى
    وَهوَ يَعْلَمُ أَنَّا نَنَامُ وَحِيْدِيْنَ بَيْنَ يَدِيهْ...؟؟؟

    أُفُق الانْهِيَارَات الجَمِيْلَةْ

    الكَمَنْجَاتُ
    تَعْبُرُ
    خَطَّ
    الأُفُقْ
    تَعْبُرُ الخَائِفَات عَلى صَمْتِ أَرْحَامِهِنَّ
    تَعْبُرُ مِفْرَزَةً مِنْ رِجَالٍ يَشُدُّوْنَ فَوْقَ مَلابِسِهِمْ بِحَنِيْنٍ
    خِرَقاً لُطِّخَتْ بِالنُبوءاتِ
    مَحْشُوَّةً بِطَحَالب أَسْئِلةٍ
    وفَرَاغٍ يَسِيلُ عَلى الجَانِبَينْ
    يَعْبُرُ الخَانِقُونَ عَلى كَفِّهِمْ تَوبَةً
    وغَنَائِمَ تُلبِسُهُمْ حُلَّةَ الانْتِمَاءْ
    تَعْبُرُ الوِحْدَةُ الُمتَجَمِّلَةُ العَبَرَاتِ
    مِثْلَ القَمَرْ... فَوْقَ سَمَاءِ الصَحَاري الفَقَيْرَةِ
    تَعْبُرُ العُزْلَةُ النَّائِمَة.. في دُرُوْبِ الشَّيَاطين
    يَعْبُرُ الرَّاقِصُونَ بِسُوقٍ مُحَطَّمَةٍ
    فَوقَ نَهْرٍ يَسِيلُ بِحُمَّى الأَبَدْ .... لِحُدُودِ الجَحِيمْ
    والشَّمْسُ دُونَ [وَدَاعٍ] سَتَحْرِقُهُمْ كُلَّهُمْ بَعَويلِ الغُرُوبِ الأَخِيرْ

    وَسَامَةُ البَاطِنْ

    وَقَفَ
    وَسطِ السَّاحَةِ
    كَشَفَ عَنْ شِريَانِهِ
    [رَائِحَةٌ تَكْشُطُ الفَرَاشَ مِنْ حُدُودِ صَرْخَتِهِ
    أَورَاقٌ بَرَّاقَةٌ يَدَوِيَّةُ الصُنْعِ لأشْجَارٍ فُتِنَتْ بَالحَرِيْقِ]
    وشَاهَدَ البَعْضُ فَوقَ بَقايَا دَمِهِ المُتَخَثِّرِ
    [سَنَابِلَ أيْنَعَتْ بِرِقَابٍ شَهِيَّةٍ
    وأَيادٍ مَهْزُومَةً تَحْمِلُ سُيوفَاً ذَائِبَةً مِنْ حَرَارةِ النَبْضِ]
    وبَينَ شُرُوخِ مَجَاري الدَّمِ
    [تَجْلِسُ شَوكَةٌ تَتَوَعَّدُ السَمَاءَ بِنَظْرَتِهَا الشَّامِخَةِ
    تَلْفُظُ رَحْمَةَ الأمْطَار بِظَمأٍ يَتَفَجَّرُ مِنْ طَرَفِها الحَادِّ أنِينَاً مَبْحُوْحَاً
    وتَتَشَبَّثُ بِقَبرِ الدَّمِ]
    لَمْ يُسَمِّ
    لَمْ يَقُل
    رَاقِصَاً سِرِّياً
    وَلا شَارِحَاً لِلِوحَاتِ الله الْمُعَلَّقَةِ عَلَى رُمُوْشِ البَغَايَا البَاكِيَةْ
    فَقَطْ ... كَشَفَ عَنْ شِريَانِهِ
    وفي بُعْدٍ آخَرْ
    كَانَ طِفْلٌ تَائِهٌ في الزِّحَامِ
    يَرْسُمُ مُنْذُ تَارِيْخٍ طَويل
    لَوْحَةً لَهُ وَهُوَ مَصْلُوبٌ عَلَى قَبْرِ الْمَسِيحْ

    كُهُوفْ

    هُنَاكْ
    في بَاطِنِ الكَفِّ
    بَيْنَ الخُطُوطِ الَمحْنِيَّةِ كَسَجْدَةٍ يَائِسَةْ
    عَلَى سَطْحِ قَطَرَاتِ العَرَقِ مِنْ أَثَرِ الُملامَسَةِ وصُرَاخِ الذِّكْرَيَاتِ الَمكْتُومِ
    هُنَاكْ
    عَلى حَافَّةِ هَاوِيَةِ الإصْبَعِ
    يَتَكَوَّمُ حُزْنٌ صَغِيرْ
    يُخْفِي تَشَقُّقَاتِ وَجْهِهِ بِيَدَيهْ
    يَحْمِي عَيْنَيهْ
    مِنْ مُصَافَحَةِ الوَدَاعِ الأَخِيرْ

    نِهَايَاتْ

    نَظَرْتُ
    ..........
    ..........
    آلافُ الفَنَاجينْ تَرْتَصُّ بِجَانِبِ بَعْضِهَا
    مُتَلاصِقَةً بِخَوفٍ وعَصَبِيَّةٍ... في المسَاحَاتِ المُتَمَدِّدَةِ على جَفْنِ التَارِيخِ المَيِّتْ
    مَنْ شَرِبَ قَهْوَتَهَا؟؟؟
    نَظَرْتُ
    ..........
    ..........
    فَنَاجِينٌ
    وبَقَايَا البُنِّ تُهَجِّسُهَا مِن الدَاخِل بِرُسُومٍ مُتَبَايِنَةٍ
    يَدُ الصَانِعِ المَاهِرِ أَقْلَقَتْهَا مِن الخَارِجِ بِرِسُومٍ مُتَشَابِهَةٍ
    الشِّفَاه الَّتي شَرِبَتْ
    تَرَكَتْ أَحْلامَها عَلى الحَوَافِ دَائِخَةً مِنْ خَمْرَةِ المُسَلَّمَاتِ
    مُتَرَنِّحَةً عَلى هَذَا السِّرَاط
    بَينَ الدَاخِلِ والخَارِجْ
    نَظَرْتُ
    ..........
    ..........
    أَسْفَل الفُنْجَان نِهَايَةٌ مَحْفُورةٌ بِحَيْوَانَاتٍ تَتَصَارَعُ ... حَدَّ يَتَوَهَّجُ فَتْكٌ
    نِهَايَةٌ تَتَهَدُّجُ بِنَقْشٍ وَاحِدْ
    بِرَائِحَةٍ وَاحِدَةٍ ومَأْلُوفَةٍ
    قُلْتُ:
    أَحْلُمُ
    أَنْهَشُ عِظَامِي بِشَهْوَةِ الرَقْصِ عَلَى شَظَايَا الفَنَاجِينِ المَكْسُوْرَةِ
    بِأَقْدَامٍ حَافِيَةٍ إلا مِنْ إيْقَاعِ الرِّيْح
    أو
    أُكَمِّمُ نَظْرَتِي البَالِيَةْ
    بقمَاشٍ سَمَاويٍّ بَارِدْ
    و واحِدْ

    حِيْلَة الحَائِرْ

    أَهْتُفُ خَارِجَ الوَقتْ
    حَيْثُ أَسْقَطَت الأَشْيَاءُ كوبَ الحَرَكَةِ الُمرْتَعِشِ مِنْ يَدِهَا
    مُحَطِّمَةً زُجَاجَاً مَأسَاويَّاً عَلى الَمكَانْ
    مُزِّقَت الرِّيْحُ بَعْدَ أَن سَكَنَتْ
    تُشْبِهُ سَرَاباً مُحْتَرِقَاً كَان يَفْصِلنَا
    شَبَحَاً خَائِفَاً مِنْ تَفْسِيرِ غُمُوضِهِ
    شَاهِدَاً بِلا كَلِمَاتٍ ولا قَبْرٍ ولا مُعَزِّينْ
    سَقَطَتْ الأَسْمَاكُ في قَاعِ النَّهْرِ
    وارتَطَمَتْ بالصُخُوْرِ الَمعْزُولَةِ مُنْذُ قُرُونٍ
    مُتَذَكِّرَةً نِعْمَةَ السِّبَاحَةِ
    حِيَلَ الطُّعْمِ
    ولَمسَةَ الشَّمْسِ للسَطْحِ
    لَحْنٌ
    _بَعْدَ تَحَطُّمِ الآلاتِ_
    يَهْرُبُ مِنْ صَخَبِ الأَعْيَادِ وَمَوَاسِم الأعْرَاسِ
    مِنْ وَجْهٍ مُتَهَكِّمٍ يَتَلألأ في أَضْوَاءَِ الزِّيْنَةِ
    يَبْرُزُ كَمخْلَبٍ مِنْ جِلْدِ الشَّارِعِ ويَتَرَنَّحُ في نَشْوَةٍ
    يَهْرُبُ نَحْوَ أطفَالٍ يُمْسِكُونَ
    _أخِيرَاً_
    بِفَرَاشٍ تَسَمَّرَ في الهَوَاءِ... في مُتَنَاوَلِ اليَدِ
    أَهْتُفُ
    خَارِجَ
    الوَقْتِ
    وأَبْكِي
    هَلْ تَرِيْنَ وَجْهِي؟؟
    أَعْرِفُ
    قَلبُكِ بَصِيْرٌ
    وحُلُمِي قَصِيْرٌ ومُوْحِشْ
    والوَقتْ
    _حِيْنَ يُوْلَدُ لَحْظَةً فَلَحْظَةٍ_
    يُقَبِّلُ العُيُونَ بِشِفَاهٍ عَمْيَاءَ
    يُوَزِّعُ لَيَالِيْهِ المَثْقُوبَةَ القَلْبِ عَلى الكَائِنَاتِ
    ....
    أَهْتُفُ
    خَارِجَ
    الوَقتْ لِبُرْهَةٍ
    بِلا فَائِدَةْ

    حَدَائِقْ

    إنْسَانٌ
    سَوِيٌّ
    يُوَاسِيْ حَدِيْقَةً
    تُرْبَتُها مِن طَلاسِمِ أَجْدَادِهِ
    والسَّلاسِلُ تَصْعُدُ لاهِبَةً مِنْ بُذُورٍ
    على ظَهِرِهَا الُمتَقَرِّحِ نَاحَتْ لُغَاتٌ
    تَآويلْ
    تَصْعُدُ سَاكِنَةً صَمْتَهَا
    مُتَلَبِّسَةً سُحْنَةً خَلَطَتْهَا أَيَادِي الإله
    بَيْنَمَا يَقِفُ القَائِمُونَ على حُبّنَا
    خَلْفَ أَعْنَاقِنَا
    _أَقَامُوا خَيَالَ المآتَةِ
    لا يُدْرِكُونَ الطُّيُورَ الذَّبِيْحَة بَيْنَ أَصَابِعِهمْ
    ألصَقَوا قِطْعَةً مِنْ قِمَاشٍ جَمِيْلٍ عَلى صَرْخَةٍ فَوْقَ أَفْوَاهِنَا تَنْتَفِضْ
    والعَنَاكب تَرْتَجُّ بِالجَهْلِ وهَيِ تَحِيْكُ عَليهَا
    مَخَارِجَ سَاخِرَةً
    تَتَفَتَّحُ فَوقَ اللِّسَانِ جِرَاحَاً تُرَى بَعْدَ أَنْ
    يَلعَبَ العُمْرُ آخِرَ أَدْوَارِهِ
    سَاهِيَاً بِفَرَاغِ يَدَيهْ
    يَسْتَرْسِلَ الشَيْبُ في نَحْتِ حِكْمَتِهِ في انْسِيَابِ العُرُوقِ
    الَّتِي انْكَسَرَتْ بَعْدَ أَنْ كَوَّنَتْ مِنْ بُكَاءِ الفُؤَادِ انحِنََاءً لِسَطْوَةِ مَا سَمَّمُوهُ بِاسْمٍ وقَالُوا: هُوَ العَالَمُ السَّيِدُ/ الله بَيْنَ جَحِيْمٍ وجَنَّةْ/ نُمَارِسُ حِرْفَتَهُ ونُزَخْرِفُ طِيْنَ القَدَرْ.. [كَيْفَمَا شَاءْ!!]/ نَبْنَي بهِ زِيْنَةً لأثَاثٍ/ ونَخْتَارُ مَا قَدْ يُنَاسِبُ وَاجِهَةَ البَيْتِ كَي مَا نُرِيْحَ سُلالاتنَا
    لَيْتَ رَائِحَةً تَرَكَتْهَا يَدَايَ بِقَلْبِكَ انْتَبَهَتْ
    عِنْدَمَا انْحَنَيْتَ تُوَاسِي حَدَيْقَةَ قَيْدِكَ
    تُبْصِرُنِي وأَنَا أَتَبَخَّرُ خَلْفَكَ مِنْ قَطَرَاتِ النَّدَى
    المُتَنَاثِرَةِ الشَهَقَاتِ على صَفَقٍ مَعْدَنِيٍّ تَفَسَّخَ مِنْ جَوْفِ تِلْكَ السَّلاسِلْ
    الَموتُ يَعْرَقُ مِنْ شِدَّةِ النَسْيَانِ الذَّيْ أَفْحَمُوْهُ بِهِ
    عَلَى شَاطئٍ قَاتمِ الَموْجِ مُسْتَسْلِمَاً لِتَأَمِّلِ مَا كَسَّرَ الانْتِظَارُ مِنْ الرَّقْصِ عِنْدَ حُدُوْدِ السُّحُبْ:
    مَنْ قَالَ إنَّ نَسِيْجَ الدِّمَاءِ تَخَيَّلَهُ الغُرَبَاءُ فَقَطْ
    إنَّهُ فِي الشَفَقْ
    عِنْدَمَا تُصْبِحُ الشَّمْسُ مِدْيَةً تَجْرَحُ السُّحُب الدَّانِيَةْ
    المَوتُ
    يَحْرِقُ أَوْرَاقَهُمْ بَيْنَمَا يَلْعَبُوْنَ بِهِ فِي الَموَائِدِ مُسْتَسْلِمِيْنَ لأَعْرَاشِهِمْ
    والرَمَادُ يُرَفْرِفُ بَيْنَ اصَابِعِهِمْ زَاحِفَاً بِاخْتِنَاقَاتِه فَوْقَ عُرْيِ الأَظَافِرِ
    يَكْشُطُ مِنْهَا
    مُلامَسَةَ الحُبِّ
    خَدْشُ مَهَابةِ تِلْكَ الخُطُوْطِ الَّتِي رَسَمَتْ فَوْقَ قَلْبٍ
    تَضَاجَعَ شَعْبُ سِيَاطٍ عَلَيْهِ
    يَكْشُطُ مُفْرَدَةً
    سَأَلَتْ نَفْسَهَا فِي وَغَى وَرَقٍ مُسْتَعِرْ
    فَاسْتَخَارَتْ إلى عَيْنِهَا
    افْتَرَقَتْ أحْرُفَاً .. وفَرَاشَاً مِنْ النَارِ
    يَكْشُطُ أَعْيُنَ عَرَّافِةٍ تَتَتَبَّعُ آثَارَ تِلْكَ العِنَايَةْ
    بِتِلْكَ الحَدَائِقِ حَيْثُ تَنَامُ بِلا هَاجِسٍ
    تَحْتَ خَوْفِ الأظَافِرْ وهِيَ تُنَكِّسُ آثَارَ مَنْ زَرَعُوا بِذْرَةً للتَنَاقُضْ
    شَوْكَاً يُقَاوِمُ وَصْفَ الجَمَالْ
    ثِمَارَاً تُسَابِقُ أنْفَاسَهَا لِحُدُوْدِ التَّلَفْ
    ووُرُوْدَاً تُجَفِّفُ رَقْصَتَهَا الهَادِئَةْ
    مِنْ مُدَاعَبَةِ الرِّيْحِ
    كَيْ تَشْرَبَ الشَّمْسَ كَامِلَةً دُوْنَ أَنْ تَسْتَرِيحْ
    حَدَّ أَنْ تُسْكِرَ البَتَلاتْ
    التُّويْجَات
    واللَّون
    والرَائِحَةْ
    بيَقِينِ
    الذُبُولْ

    فقدُ المَسكون

    هَلْ أَطْرُقُ البَابْ؟
    وأَنَا أَمُوتُ مِنْ أَجْلِ قَطْرَةِ الَماءِ
    الُمعَلَّقَةِ عَلى عُنقِ الشَّمْسِ
    السَّاخِرَةِ عَلى صَفْعَةِ الَّليْلِ
    الُمنْتَفِضَةِ تَحْتَ حُطَامِ الوِحْدَةِ كَسَمَكَةٍ عَلَى الشَّاطِئ؟
    قَائِمٌ
    بأشْلاءٍ

    مَبنِيٌّ
    بِهَيَاكِلَ، دُمَى وأَشْبَاحٍ

    مَسْكُونٌ بِهَاجِسِ: أَنْ تُولَدَ الزَلازِلُ تَحْتَ الأجْفَانِ فَجْأَةً
    أَتَلَفَّتُ بِهَلَعٍ بَارِقْ
    أُخَمِّنُ لَحَظَةَ الإنْقِضَاضِ _كقطٍّ في زِحَام

    هَلْ أَطْرُقُ البَابْ؟
    واصَابِعِي تَمُوتُ مِنْ كَونِهَا جَالِسَةً عَلى كَفِّي
    تَسْأَلُ خَالِقَهَا: كَيْفَ ضَيَّعْتَ أَعْمَارَنَا قَيْدَ هَذَا الجَسَدِ الُمتَسَوِّل؟؟
    طَارِقِ الأبْوابِ بِلا خَجَلٍ
    الُمتَشَكِّكِ مِنْ دَوَامِ فَرْحَةِ الأنْخَاب؟

    هَذَيَانُ الأَقْدَامِ
    أنْ تَدُقَّ الأرْضَ مِنْ وَطْأةِ اليَأسِ
    دُونَ أَمَلٍ سِوَى أَنْ يَسْمَعهَا شَيْطَانٌ تَائِهٌ بِالصُدْفَةِ مِنْ تَحْتِهَا
    هَذَيَانُ الطَّرِيِقِ
    أن يَلْتَفَّ دُوْنَ اكْتِرَاثٍ
    بِخَوَاطِر الأقْدَامِ
    تَوَقُّعَاتِ الخَرَائِطِ الخَانِقَةْ
    وَدَاعَاتِ الُمدُنِ الآمِنَةِ
    أُدْرِكُ
    أَنَّ اليَبَاسَ يَتَمَلمَلُ دَاخِلَ عِظَامِ السَّاقِ
    أُدْرِكُ
    إنْخِلاعَ السُّكُونِ مِنْ القَلْبِ
    حِيْنَ نُرَاوِدُ طَرِيْقَاً _يَهْذِي_ عَنْ نَفْسِهِ
    وأَنَّ قَلْبِي
    سَيُصْبِحُ كَبُحَيْرَةٍ يَهْجُرُهَا إبْنُهَا النَّهْرُ باسْتِمْرَارٍ قَاتِلْ
    نَحْوَ بِحَارٍ لا تَكْتَرِثُ بِالمَزِيدْ
    أَفْقِدُ
    قُبْولَ كَفِّيْ للأيديْ المَزْرُوعَةِ بالأشْوَاكِ
    صَبْرِيْ عَلى الأسْوَارِ الُمتَآكِلَةِ الَّتِي كُنْتُ أُفَسِّرُهَا
    بِرَحِمٍ يَحْمِلُ مَسَاحَاتٍ جَدِيْدَةْ

    فَهَلْ أَطْرُقُ البَابْ؟
    في الخَارِجِ بَرْدٌ وعَالَمٌ أَعْرِفُهُ
    بَصَمَاتِي لَيْسَتْ لائِقَةً بالِمقْبَضْ
    لَيْسَ بِي شَرَفٌ ولا قِنَاعٌ جَمِيْلٌ
    حَتَّى العِطْرُ يَتَخَلَّلُ جِلْدِي وَيَتَمسَّحُ بِصُوْرَتَي في المرآة
    صُوْرَتِي... آهٍ ...
    أَشْبَهُ بِقَطَرَاتِ مِيَاهٍ مُسْتَكِيْنَةٍ ومُتَشَابِهَةٍ
    في بَحْرٍ
    لايَكْتَرِثُ بِالمَزِيدْ
    هَلْ
    أَتْرُكُ
    البَابْ؟

    مامون التلب

                  

02-18-2007, 01:52 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتابة في دائرة الانيغما..نقد (Re: nassar elhaj)


    إلى الصفحة الاولى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de