طبيبة أسنان خليجية ترفض مغادرة الخرطوم بعد انتهاء دراستها .. جاءت للسودان لتدرس وتتعلم مهنة الطب ولم يدر بخلدها السودان والسودانيين سوف ينتزعها عنوة من بين أحضان أهلها ووطنها الأم .... فوجدت ضالتها في الشعب السوداني الطيب المضياف والحياة الاجتماعية المفتوحة والترابط الأسري والتداخل بين الأهل والمعارف والأصدقاء والجيران وحياة الحرية .. وتنسمت طعم الحياة وهي تقود سيارتها في شوارع الخرطوم وتتسوق وتشتري أغراضها وحاجياتها المنزلية بنفسها وتغدو وتروح بين الكلية والسكن في أمن وأمان وطمأنينة ... حكت ذات مرة أن كفر سيارتها بنشر .. فتبرع عدد من الشباب بحمل السيارة وتغيير الكفر دون أن تتعرض لمضايقة أو كلمة جارحة من أحد...
درست الدكتورة عبير في كلية الطب ودعت أهلها لحضور التخرج ونالت اجازتها الجامعية.. فكانت الفرحة كبيرة وعظيمة لقد تحقق حلم عبير وحلم الأسرة.. ولكن ثمة مفاجأة داوية أطلقتها عبير بعد عودتها مع أسرتها لوطنها الأم... ووجهت حديثها لوالدها الذي ذهل وهو يستمع لكلامها، والدي العزيز الله يجزيك الجنة.. أنا لا أستطيع أن أعمل أو أعيش هنا.. أنا لن أترك السودان.. أنا لن أختار حياة السجون مرة أخرى وأغلق نفسي بين الحيطان.. إذا عندك استطاعة تفتح لي عيادة هناك فهذا هو حلمي وإذا ما عندك خلاص ما قصرت معاي وجزاك الله خيراً.. فقال لها الوالد بنبرة حزينة: يا بنتي أنا وديتك عشان تقري وتتعلمي ما عشان تشتغلي وتسكني في السودان... فرفضت الدكتورة عبير كل العروض التي قدمها لها والدها لتعدل عن قرارها وأخيراً لم يكن أمام الوالد بداً من أن يحقق لبنته رغبتها رغم المخاوف والوساوس الكثيرة..
فجاء إلى السودان واشترى عمارة في الخرطوم وفتح لها في الدور الأرضي العيادة والدور العلوي للسكن... وباشرت الدكتورة عبير العمل وحياتها في نشوة وسعادة واستقر بها الحال تماماً في الخرطوم وأصبح السودان وطنها الأول والخليج فقط للزيارات والتي لا تزيد على اسبوعين ثلاثة...
قال لي محدثي وهو يعرف الدكتورة ووالدها قال له والدها والله في البداية انا كنت زعلان شديد وما كنت عارف حاجة عن السودان.. أول مرة مشيت قلت أجلس معاها اسبوعين قعدت شهرين.. تاني كل مرة أمش أجلس أربعة شهور وخمسة شهور... والله ناس طيبين وبلد فيها خيرات وأي حاجة فيها طاعمة... سألوه إن كان أكل الكسرة أم لا ؟ فضحك الرجل وقال كسرة وعصيدة وبي الأخضر والأحمر..... وبقينا نجيب العائلة كلها ونجي نقعد مع عبير... وكل يوم والتاني معزومين في بيت.. يا سلام على أهل السودان أهل الكرم والعلوم الزينة..
نعم هذا هو السودان وهذه هي قيمنا وعاداتنا وهكذا تربينا على المروءة والنخوة والشهامة والتكافل.. وبالرغم من ضيق اليد وسوء الحال.. نعم نحن فقراء بالمقاييس المادية المتعفنة ولكننا أغنياء بقناعتنا وعفتنا وكرامتنا...
أخوتي وأخواتي أحبابي صحيح الظروف التي نعيشها اليوم في السودان صعبة .. ولكن ما دمتم بهذه القيم وهذه الأخلاق.. فأنتم في نعمة تحسدون عليها...
طرفة:
واحد مرتو زولة شيوخ وفقرة رسلت ليهوا آبري في السعودية .. شك في الموضوع قال يمكن عملت ليهوا فيهو عمل ولا حاجة.. قام ظبط ليهوا جك بارد وداهو للهنود في البقالة التحت الشقة.. بعد شوية يشوف ليك الهنود بربطوا في شنطهم... قال ليهم على وين يا جماعة ..؟ قالوا ليهوا صديق لازم نروح كلاكلة ما في فايدة سعودية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة