بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) أذكر تماما يومها كنت حديث عهدا بباريس وقمت بالتعاون مع الزميل الكاتب الصحفى اللبنانى عيسى وكان يومها هو مراسلا لصحيفة الرياض السعودية وصحيفة عكاظ وعلى فكرة هو مسيحى وكنت إستعجب وأستغرب لم تجد السعودية مراسلا مسلما فى فرنسا إلا هو مع إحترامى الشديد لكل الزملاء المسيحيين لكن من المعلوم لن تجد صحفى مسلم يعمل مراسلا للفاتيكان لكن للأمانة الزميل الصديق عبسى رجل حبوب ظريف لطيف حلو المعشر أرسلنى مع الصديق الزميل المورتانى احمد بدى لحضور إفتتاح مكتب الجزيرة فى باريس وحضرت الإفتتاح وكان حفلا فخما ضخما تميز بالبرتكول الفرنسى وكان من ضمن الحضور المفكر الفرنسى الشهير روجيه غارودى وقد إعتنق الإسلام يومها وتحدثت معه مطولا وطلبت منه موعدا لإجراء حوار صحفى معه ووافق ولكن للأسف لم أوفق فى ذلك على العموم كانت القاعة مكتظة بالحضور وأغلبهم من الشوام وبعد أن تحدث رئيس مجلس أدارة قناة الجزيرة وكان يجلس بجواره الزميل ميشيل الكيك لبنانى الجنسية وهو مدير مكتب الجزيرة يومها فى باريس فتح باب الأسئلة ومنحت فرصة أول سؤال وقلت نسبة لأننى حديث عهد بباريس لهذا لن أتكلم بلسان فرنسى بارسى ولكننى سوف أتحدث بلسان عربى مبين ثم كان سؤالى كالأتى : لماذا لا تعطى الجزيرة السودان حقه من المساحة التى تتفق وحجم مساحته الجغرافية والفكرية والثقافية فهى إذا تحدثت عن السودان لا تتحدث إلا عن المفكر الإسلامى الدكتور حسن عبد الله الترابى قام الترابى ونام الترابى وكأن حواء السودانية لم تلد غير الترابى لا حواء السودانية مازالت ولود وعندنا مفكرون كثر فى الأدب لدينا الأديب العالمى الطيب صالح والبروف عبد الله الطيب وفى الفقه الإسلامى البروف الحبر يوسف نور الدائم والدكتور عصام أحمد البشير وفى الشعر شعراء كثر وفى الفن التشكيلى البروف شبرين وهلمجرا المهم لقد ظلت قطر وفية للترابى حتى بعد رحيله هاهى اليوم تقدمه عبر برنامجها شاهد على العصر ما أريد قوله صحيح الترابى تخرج فى جامعة السوربون وحامل شهادة دكتوراة فى فقه القانون الدستورى وشارك فى دساتير بعض الدول مثل الأمارات وباكستان لكن ماذا قدم للسودان لقد شارك النميرى والصادق المهدى وإنقلب على الديمقراطية عملا بنصيحة صديقه المحامى الإنقلابى أحمد سليمان صاحب { ومشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها } السؤال المطروح ماذا قدم الترابى للسودان سوى فصل الجنوب وحكم عسكرى ديكتاتورى شمولى فاشستى تميز بأسوأ أنواع الفساد والإستبداد بشهادته هذا ما كسبناه من المفكر حسن عبد الله الترابى وكذلك رصيفه الدكتور منصور خالد وهوأيضا يعتبر مفكر سياسى وهو أيضا يملك دكتوراه فى فقه القانون الدستورى وتخرج فى السوربون ولكن درجته أقل لأن الترابى يحمل دكتوراة الدولة وهذه تمنح للميزين أصحاب الإمتياز الترابى كان دائما أول دفعته لكنه لم يقدم للسودان ما يجعله أول دفعته فى الدول بل أدخل السودان فى قائمة الإرهاب نعود للمفكر السياسى الخبير القانونى منصور خالد ماذا قدم للسودان نعم فى مجال السياسة كان أول وزير للشباب والرياضة ثم صار وزيرا للخارجية فكان أول من هندس الإدارات فى وزارة الخارجية الإدارة الأوربية والإدارة العربية والإدارة الأسوية إلخ نظم العمل الدبلوماسى ولكنه كان كثير التسفار والتجوال ومن الطرائف التى تحكى عن كثرة سفره كانوا يقولون جاء وزير الخارجية منصور خالد إلى الخرطوم فى زيارة خاطفة . وعمل منصور فى قيادة الإتحاد الإشتراكى كما صار رئيسا لمجلس إدارة صحيفة الصحافة كما شغل منصب وزير التربية والتعليم العالى ثم إختلف مع النميرى وخرج مغاضبا وبدا فى تأليف كتبه { لا خير فينا إن لم نقلها } { النفق المظلم } وغيره من الإصدارات والمؤلفات ثم إلتحق بالراحل الدكتور جون قرنق وقدمه لدوائر القرار السياسى فى أمريكا وبريطانيا وصار مستشاره السياسى فماذا قدم منصور للسودان سوى مؤلفاته الموسوعية {حوار مع الصفوة } { النخبة وإدمان الفشل } وهذا الإتهام يقدم له ولصديقه الدكتور حسن عبدالله الترابى كلاهما أستوزر وكلاهما فشلا برغم علاقاتهما الكونية أن يستفيدا من تلك العلاقات ويضعا السودان فى مصاف الدول المتطورة ديمقراطيا ودستوريا وفكريا كلاهما تخرجا فى أعظم عاصمة فادة ثورة للحريات ولكتهما أدمنا الفشل وشاركا فى أنظمة قمعية دكتاتورية وأدت الحريه ةتنكرت لها جملة وتفصيلا وكلاهما شاركا فى فصل الجنوب هذا هو عطاء مفكرو السودان فمن حقنا أن نسأل عندما نرى هوجة المعجبين والمطبلين والمزمرين أيها المثقفون ثم ماذا بعد الترابى ؟ يقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة