الإنقاذ، التي تسمي نفسها بالإنقاذ الوطني.. لفظاً، لكنها معنى، هي تخريب وطني بإمتياز٠٠ هي مسيرة من الفشل المتواصل٠٠ ماضياً وحاضراً، ومستقبلاً... في إطار الدور المؤكل لها الإضطلاع به، في السودان والمنطقة، كونها اداة استخدمها المشروع المعادي، لمشروع بناء الدولة٠٠ الإنقاذ مولود طبيعي للمشروع الاستعماري التخريبي، الذي وجد في الطغيان أفضل وسيلة لضرب الوحدة الوطنية، في مقتل٠٠ وهذا ما حدث بالضبط في السودان في عهدالإنقاذ التي دمرت كل المشتركات الوطنية٠٠٠ ومن يتمتعون بملكة قراءة ما وراء قشور السياسة، وشعاراتها، يعرفون٠٠ انه ليس مهماً، ما يقال في الهواء الطلق.. وإنما المهم، ما يطبخ في الغرف المغلقة٠٠وتكون له نتائج على الارض، وهذا تكفل بتنفيذه الغوغاء والمغفلين، والانتهازيين،الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المشروع المعادي، الذي ظل يتخفى وراء الاقنعة.. ينسج في هدوء خيوط المؤامرة .. التي تجلت بوضوح في تجربة الطغمة الحاكمة. وصل الاسلاميون للسلطة قبل اكثر ربع قرن٠٠٠ بالطّبع، "الإسلاميون" هذه، لفظاً٠٠ لكنهم "الظلاميون" معنى وممارسة٠٠٠!!! نجحت محاولتهم، بينما فشلت كل محاولات الآخرين٠٠٠!!! وتاريخ السودان الحديث حافل بمحاولات القوى الوطنية، الأخرى لاسيما اليسار٠٠ لكن كل محاولاتهم إنتهت الى الفشل.. او الأصح، ساهمت أطراف اخرى في فشل تجارب القوى الوطنية الاخرى...!!! افشلها من انجح انقلاب الإسلاميين ٠٠٠!!! محاولات اليسار تمثلت في محاولة هاشم العطا، في ١٩٧١. وضباط ٢٨ رمضان بقيادة خالد الزين في ١٩٩٠!! ٠٠ كل تجارب اليسار أفشلت حتى التي كانت قائمة في المنطقة العربية والإفريقية. تجربة جمال عبد الناصر في مصر، أرهقت بالحروب والمؤامرات ٠٠! وتجربة القائد، باتريس لومومبا في الكنغو، اول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو الديمقراطية: رئيس الحركة الوطنية الكونغولية، ومؤسس صحفية الاستقلال، الذي عرف بخطبه الوطنية النارية ومقالاته الحماسية، المعادية للاستعمار٠٠ وتجربة القائد العظيم، توماس سنكارا.. في بوركينافاسو.. ذاك الفتى الفريد، الذي اعتبره اشجع وأشرف من أنجبته افريقيا.. وأتمنى ان يطّلع الجميع على تجربته الملهمة، عبر الغوغل، لمعرفة هذا الرجل العظيم والوقوف على مفارقات الحياة العجيبة...! بل مفارقتها الظالمة٠٠٠ حتماً لن ننسى، ان قارتنا السمراء ماما افريكا، انجبت رجلاً ًعظيماً، مثل نلسون منديلا٠٠ معلم الانسانية في العصر الحديث، معنى التسامح وقيمة التعايش مع الآخر، برغم جراحات الماضي٠٠ قارتنا ماما افريكا، قارة عظيمة أنجبت نساءا ورجالا عظام٠٠ شكلوا منارات كبيرة في افريقيا والعالم٠٠ أبناء أفريقيا، هم كُثر، وفي المقارنة بين الذين يبنون اوطانهم والقادة يخربون، اركز هنا على البطل الرمز الخالد توماس سنكارا٠٠٠ هذا الرجل العظيم الذي قطعت على نفسي وعداً، ان أزور قبره يوماً، في زيارة قادمة لماما افريكا٠٠ العودة منتظرة ٠٠٠ لكنها حتماً ليست على حساب وعدنا للشداءالذين هم أكرم منا جميعاً٠٠ ان لا نخون القضية والوطن واهله الطبيون٠٠! توماس سنكارا، قتل غدراً وخيانة، كَمَا قتل جمال عبدالناصر، وباتريس لومومبا٠٠ القادة الثلاثة العظام٠٠٠ قتلوا بأساليب مختلفة لكنهاكلها، كانت موغلة في الغدر والخيانة والمؤامرة٠٠٠!! ومن خلفوهم، في السلطة، ظلوا فيها حتى نالوا جزاءهم من شعوبهم٠٠!! لانهم كانوا جزء من مؤامرة كبيرة٠٠ غرضها تحطيم كل مسعى مخلص لبناء دولة وطنية في محيطنا العربي والافريقي٠٠ لعل ما حدث حديثاً، في العراق وليبيا، خير شاهد على الآعيب السياسة وغدرها٠٠٠ في هذين البلدين، كان اللعب على المكشوف٠٠! بعد أن سقطت عن الوجوه الأقنعة٠٠! للأسف، في السودان، ما زال اللعب يتم من وراء الاقنعة٠٠٠ الاقنعة لم تسقط بعد٠٠٠ بالطبع، الهدف من ذلك، معروف، ولا يحتاج لتعريف وتوضيح٠٠ هو تركيع الوطن وتقسيمه على أسس دينية عرقية بغيضة٠٠٠!... لكن لماذا يتم اللعب من وراء الأقنعة ٠٠٠؟ لأنهم ليسوا في حاجة للمجيء بأنفسهم، لان هناك من هو جاهز لأداء الدور، وتنفيذ المهمة٠٠ فقط هم في حاجة لتهيئة الظروف وأعداد المسرح بعناية٠٠٠ وهذا ما تم بالفعل٠٠ فكان انقلاب الإنقاذ الكارثة٠٠ الذي اراد به مدبريه ومعدي مسرحه، إصتطياد ثلاثة عصافير بحجر واحد، العصفور الاول قطع الطريق أمام مسيرة الحريّة والديمقراطية، القائمة آنذاك٠٠كونها إنجاز مميز يحسب للشعب السوداني، شعب ذو حس حضاري عريق، وتطلع إنساني قوي للتعايش والتفاعل في إطار وطن زاخر بالتعدد والتنوع ٠٠ وأفسح المجال لمشروع تفتيت وتخريب السودان على أسس دينية عرقية مدمرة٠٠! والعصفور الثاني: كان فصل الجنوب٠٠ !! وثالث العصافير:،تمثل في إنتهاج سياسة السوق الحرة، التي فتحت السوق الوطنية أمام رأسمال الاجنبي، للدول والشركات والأفراد٠٠٠ انها نسخة الاستعمار الحديث٠٠٠!! للأسف طبقت بأبشع صورها في السودان٠٠ وألحقت ضررا بالغاً بحياة الناس سيما الكادحون ٠٠ ملح الارض وعبير السماء٠٠ هذا خطط له منذ أزمان بعيدة٠٠ حينها كنا فيها أطفالا صغار مشاغبين، مولعين بأغاني الحب وعنفوان الشباب٠٠ للأسف، هذا بالضبط ما فعلته الإنقاذ٠٠٠!!! ألم نقل لكم ؟٠٠ ان الإنقاذ مشروع تخريبي بامتياز٠٠٠؟ مشروع تخريبي لم يترك حتّى للمبدع الفنان الكبير، أنور الجيلاني، الذي نتمنى له الصحة والعافية، عصفورا في سماء بلادنا، ليغازله ويرتجيه بمحاولة العودة في المواسم الجاية٠٠ لان فضاءاتنا لوثتها أدخنة الحروب والخيانات والمؤامرات٠٠٠ تجربة أكدت ان تنظيمات الاسلام السياسي، ما هي الا واجهات استعمارية تدميرية تحت شعارات إسلامية٠٠!ولدت من رحم المؤامرة في بدايات القرن الماضي٠٠ وعاشت عليها٠٠ !! وما نقوله: هنا، ليس من بنات افكارنا، وإنما هو حصاد بيدرهم، ممثلاً في نهجهم وسلوكهم وممارساتهم الفعلية للسلطة، التي أطاحت بثمرة التعايش والتلاقح الثقافي الذي تحقق في مناطق التداخل الممتدة من ملكال حتى جنوب دارفور، في هذا الشريط الطويل قصة حياة عمرها مئات الاعوام، شهدت على حالة التلاقح والتزاوج والتداخل بين من مكونات الثقافة العربية الافريقية٠٠ إذن لمصلحة من تم التضحية بكل تلك الإنجازات العظيمة، التي أنجزها الشعب السوداني، عبر تاريخه الطويل٠٠٠؟ للحد الذي أصبحت فيه اللغة العربية، هي لغة التواصل حتى في الجنوب نفسه، قبل الانفصال وبعده، ممثلة في عربي جوبا، الّتي وحدت الجنوبيين٠٠٠!!! النتائج والوقائع اثبتت ان اللغة والثقافة العربية ليستا المشكلة، وإنما المشكلة في النهج والثقافة والخطاب، والممارسات التي أسست للانفصال قبل حدوثه، ممثلة في التمييز على أساس الدين والعرق، والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما برعت في ممارسته الإنقاذ ضمن المخطط المرسوم لها سلفاً، لذا، كان إنفصال الجنوب تحصيل حاصل٠٠ لذا نلفت الأنظار لحقيقة مهمة وهي إن بقت الإنقاذ ممسكة بالسلطة، سنرى إنفصالات قادمة أخرى٠٠٠!!! وكل جزء ينفصل سيختار له اسماً يناسبه٠٠٠! وتظل هكذا الساقية مدورة، ونجد أنفسنا بلا وطن٠٠! ما لم تحدث ثورة شعبية تضع حدا للكارثة٠٠٠ وهذا وارد ومتوقع ومنتظر٠٠ نعم ان الإنقاذ هي اكبر كارثة حلت بالبلاد، كارثة حشدت كل طاقات الوطن وشبابه تحت رايات الدين وشعاراته، لضرب ركائز الدولة والوحدة الوطنية، كونها مشروع تخريب وتدمير وتفتيت، مشروع ظلامي انغلاقي، مشروع مناقض ومعادي للحرية والديمقراطية والقيم والعقل والإبداع، لذلك أوصدت كل الأبواب والمنافذ امام كل محاولات الخروج من النفق، بمحاربتها لكل الوطنيين الشرفاء في مجال السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، وفي المؤسسات العامة للدولة، والجيش والشرطة والأمن٠٠ الإنقاذ تحشد كل يوم، مما متوفر في البلاد لتخريب عقول الشباب، عبر بث خطاب غوغائي ٠٠٠ خطاب مشوه، خطاب معادي للعقل والفكر والراي المناقض لطروحاتها ونهجها وممارساتها، وتعمل على الإيهام بان ذلك يفرضه الدين ويوجبه الاسلام٠٠هذا مخطط خطير الغرض منه قتل العقل٠٠ إذن ما معنى الوطن ٠٠؟ إن ضربت مشتركاته وركائزه الفكرية والمعنوية والاخلاقية٠٠؟؟؟وما قيّمة الانسان ان قتل عقله..؟!!! لا حل٠٠ ولا خيار٠٠ سوى الثورة وتحقيق الخلاص والرفاه٠٠ وحتى ساعة الخلاص التي نراها قريبة باْذن الله٠٠٠ تحية حب لكل الرائعين والرائعات في البلادي٠٠٠! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة