*تحت عنواننا هذا ذاته أشرت مرةً لظاهرة (الكثرة السالبة) في حياتنا.. *كثرة لا تخلو من (محاكاة ) في العديد من الجوانب.. *وبعيداً عن (كثرة) المسؤولين - ومحاكاتهم لبعض- نتحدث عن أوجه أخرى للكثرة هذه.. *فالمتسولون - مثلاً - يُحاكي بعضهم بعضا في نهج (الإلحاح السمج).. *فلم تعد المسألة متوقفة عند محطة (الله كريم ، كريم الله) كما في السابق.. *وبائعات الشاي أدت بهن المحاكاة لبيع (حاجات تانية) إلى جانب الذي يبعن.. *وأصحاب الكافتيريات تمثلت محاكاتهم لبعض في ملء (فراغ) الشطيرة (عجوراً).. *ولكن المحاكاة الأكثر إثارة للغيظ فهي تلك التي في مجالات الشعر والقصة والغناء .. *فكل يوم نحن لدينا - على الأقل - مطرب ، أو شاعر ، أو قاص جديد.. *ثم لا تستطيع أن تميز بين ( الكثيرين ) هؤلاء - بسبب دقة المحاكاة - إلا بالصورة.. *فلا الشعر مفهوم ، ولا النص ، ولا القصة ، ولا الأغنية ... *فمفردة ( الأنثى )- مثلاً - تجدها بـ(كثرة) في قصيدة الشاعر هذا كما تجدها في قصيدة الشاعرة تلك .. *وعبارة ( أجنحة السكون) تجدها بـ(كثرة) في قصة القاص الفلاني كما تجدها في قصة القاص الفلتكاني .. *ومصطلح (المسافة) تجده بـ(كثرة) في غناء الشابة هذه كما تجده في غناء الشاب ذاك.. *والآن إن جاز لي أن ألخص أزمة (الكثرة) في مجالي الشعر والقصة - تحديداً - فيمكن أن أقول إنها تتمثل في (الاستسهال).. *ولاحظ أنني قلت الاستسهال ولم أقل (الاستهبال).. *يعني الواحد من هؤلاء يستسهل الحكاية ما دام هناك محاكاة و معها شيء من (الغموض) .. *فمفردة أنثى من هنا وكلمة مسافة من هناك ومعهما (شوية) غموض و(خلاص).. *ثم بعد ذلك يُصدق (بتاع الأنثى) أنه قد غدا شاعراً - بالفعل - فيتعجل الشهرة عبر الطرق على بوابات الإعلام .. *ويفعل (بتاع المسافة ) الشيء ذاته بعد أن يُصدق أنه قد صار قاصاً.. *وأبواب الإعلام هذه أكثر استجابة لطرقات الأنثى من الذكر سيما إن كانت جميلة (مفسوخة) الوجه.. * وما على الواحدة منهن سوى أن تهمس (افتح يا سمسم) لينفتح الباب على مصراعيه أمامها.. *ويكفي أن يتمعن الواحد منا فيما حوله ليجد أن العنوان العريض لأيامنا هذه هو (الكثرة) مع (المحاكاة).. *كثرة في المسؤولين و(المهيصين) والمتسولين والمغنين والمذيعين و(الوافدين).. *ثم لا سعادة مع الكثرة هذه بل (شقاء!!!). http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9850http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9850
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة