قال البشير أنه ليس خائفاً من ردود فعل زيادة سعر أنابيب الغاز، لكنه لم يقل أنه خائف لأنه يعرف أن الشعب الجبار خائف، ليس منه و من زبانيته.. و لكن من أن يتحول البلد إلى أرض محروقة، فترث الأجيال القادمة حكايات ( شمشون الجبار) في أعنف مشاهدها..
الخوف على البلد هو المهيمن على نفوس كثيرة.. خوفٌ له ما يبرره من مظاهر ( الفوضى الخلاقة) التي سادت بعض البلدان العربية..
و نظام الانقاذ لا يهمه خراب البلد.. و يهمه التخويف بخراب السودان..
البشير ليس خائفاً.. التجارة حرة في السودان بلا قيود.. و البشير حرٌّ في رفع سعر الغاز ( دون خوف).. و يطفف ميزان دقيق الخبز ( دون خوف).... و يرفع دعماً غير موجود( دون خوف).. و ينهب الريع لدعم دستورييه.. و بطانة سوئه المتأسلمين و الانتهازيين من شبكة مافيا الانقاذ.. و سوف يرفع البشير فاتورة الماء إلى 30 جنيه.. و هذه الفاتورة كانت 3 جنيهات، و ارتفعت إلى 6 جنيهات، و بعدها ارتفعت إلى 15 جنيهاً و سوف يقرر رفعها إلى 30 جنيهاً ( دون خوف) من ردة فعل الشعب..
هنا ليس من حقك أخذ حقك كاملاً تحت أي ظرف.. و اللعنات تنهال على البشير.. رأيت رجلاُ عجوزاً يقاوم الشيخوخة و الجوع تحت هجير البشير.. أوقف حماره أمام فرن مكتظ الصفوف.. رآى استحالة الحصول على مبتغاه.. و سيل الصفوف جارف " الله يلعن البشير!" .. قالها و انصرف.. كثيرة هي اللعنات التي تنهال يومياً على البشير.. تسمعها في البيت.. في الشارع و في كل مكان السودان ..
تستغرب.. توغل في الاستغراب.. الزمن يمضي.. و النظام مستغرق في خداع نفسه بالأوهام.:- حوار طرشان.. سيف حاسم.. عام الخروج من الأزمات.. موازنة بدون أعباء.. وغير ذلك أحجام مهولة من الزبَد..
زمنٌ أغبرٌ هذا الزمن.. لحىّ تتحرك في الأسواق.. مدنٌ فاخرة تُبنى على أطراف الخرطوم.. و شِققٌ مليارية يبيعونها فيما بينهم.. و بنوك فاحشة الربوية تشمخ بلافتات اسلامية.. كتَّابٌ لا عمل لهم سوى الدفاع عن مصلِّين بلا دين.. منافقون.. منافقون!.. زفة الكذب و النفاق تمضي في طرقات المدينة.. الأخلاق و الفضيلة هربا بعيداً عن رذائل إخوان الشيطان..
و الجوع في المدن و الأرياف يهري البطون.. و الإملاق يطحن البشر.. يفكك شمل الأسر.. يفتت الروابط الانسانية بين المواطن و أخيه.. لم يبق ما يهم الناس في المدينة سوى اليورو و الدولار و الريال و الشيك السياحي..
حين جاء المأذون، أطلق العريس المحتمل ساقيه للريح.. لم تكن العروس هي العروس التي أراد.. أخذ المأذون حقه و انصرف..
السارقون الناس هم الوعاظ.. يرون ما يجري في سوريا و ليبيا و لا يرون ما يجري و لا يسمعون استغاثة فتاة تُغتصب في (تابت )؟؟ و أمٌّ ثكلى.. و أبٌ يحتضر.. و.. قرية كاملة جزعة تهرب أمام خيول مطهمة بأزرار تحمل الموت و الفجور.. إنفجار يستتبعه انفجارٌ في كل القرى.. هروب جماعي إلى الجهات الأربع.. و فراق جماعي ربما يكون فراقاً أبدياً.. و الدم يجري أنهاراً في الجنينة.. لا يوجد غدٌ في أفق جبال النوبة.. أزيز الطائرات ذات المخالب الحارقة تبذر الموت في البيوت و الحقول.. و البراري في الأنقسنا.. هربت الغزلان و الأيائل إلى الحبشة..
لسنا على دين ملوكنا الراقصين بلا دين..
النظام يحاول تخويفنا من حدوث ( انفلات أمني و مجتمعي) إذا أسقطناه بالقوة.. و يذَّكِرنا بالرمال المتحركة في سوريا و ليبيا.. و الشعب يرى. و يسمع استغاثات الضحايا في تلك البلدان فيتحسس معاناته الذاتية.. و هو محاصر بعدم الآمن في الماء و الدواء و الغذاء في ( سلة غذاء العالم)!
عن أي انفلات أمني يتحدثون، و الجنجويد يذبحون الأمان في دارفور.. و جبال النوبة و النيل الأزرق.. عن أي أمن يتحدث من سرق الأمان من العيون صباحَ مساءَ.. يتدربون على الأهداف الناعمة Soft targets في غارات عابرة يغتصبون النساء حتى الموت في القرى.. و يقصفون الرجال الأبرياء في الحقول.. الجنجويد يتدربون لمواجهة حملة السلاح.. إنهم أشجع الرجال أمام من لا يحمل السلاح..
يأوي الناس في الخرطوم إلى مضاجعهم و الحسرات تتابعهم حتى في المضاجع.. أمَا سمعتَ شكاويهم تطل من عيونهم عند الصباح..؟ لم يعد لليل معنى.. إلى أن يتنفس الصبح.. الشعب تعِبٌ.. تعبٌ للغاية.. و الإعلام يلوِّح بأعلام الانفلات الأمني و المجتمعي الدائر في بعض البلدان العربية.
ذاك منطق رخيص يستخدمه سدنة النظام متى تطرق مجتمعون في مجلس ما إلى الحديث عن الانتفاضة القادمة و إرهاصاتها! فالجميع متفقون على بشاعة نظام الانقاذ.. و أنه أنكى من الأنظمة التي ثارت شعوبها ضد طغاتها.. و متفقون على أن الشعب سوف ينتفض متى أحس بأن الموت أشرف من العيش تحت إمرة جماعة تحتقر الشعب.. و تحترم السلطان و المال و الجاه !
الشعب سوف ينتفض.. و المسألة مسألة وقت فحسب.. و بعدها سوف يتم تقليب الأوراق.. و ركوب آلة الزمان ذهاباً إلى يوم 30/6/1989 و العودة إلى الحاضر لكشف كل الذي جرى.. و كيف و لماذا.. و ماذا؟ و من أين لك هذا؟
و لو كنت مكان البشير لتركت السلطة قبل فوات الأوان..
حفظك الله استاذنا الكريم و كلام في المليان و يبقي دوما السؤال : هل ما يكتب بيوصل نحن كشعب قرأنا و كتبنا و سمعنا حتي وصلنا مرحلة الكآبة و النفسيات التي كادت أن تكره فيها الحياة بأكملها من تلك .... أذا سألنا أين المطبلاتية برضو لم يعلمو بما يكتب .. أذا كيف الحل الأنتفاضة ليس بحل لماذا ؟؟؟؟ أم التصفية الفردية أم كيف الحل .. لاشك كابوس كابس في الشعب الغلبان و الصابر .. كلما ولدت الدنيا بيوم جديد نري ما نري و نشاهد ما نشاهد و نسمع ما نسمع ربما لا نصدق و لكن الفيديو يثبت بالصورة و الصوت هي الحقيقة بعينها .. فساد فسوق و محاكم و غيرها لم تكن في بلدان الكفر ... .. لاحولة ولا قوة ألا بالله .
اللعنات تنهال عل البشير من الكبير والصغير .. وتلك مرحلة خطيرة إذا أصبح الوالي في أتون لعنـات الأمــة التي يحكمها !! .. ولا حوله ولا قوة إلا بالله .. وذلك البشير من البشر .. ودوام الحال من المحال .. وعاجلاَ أم آجلاَ هو إلى الزوال .. ولكن نستخلف الأمة بالله هل بعد تلك التجارب القاسية التي مرت بها الأمة السودانية في ظلال الحكومات المتوالية في السودان أن يثق الشعب السوداني في قائد أو حاكم متوقع في المستقبل ؟؟؟؟.. ولمـاذا يفقد الشعب السوداني أي أمل في أي قائـد أو في أي حاكم في مستقبل السودان ؟؟ .. ولماذا سقط إنسان السودان المثقف أن يكون ذلك السند الذي يتحرك بالسودان إلى الأمام ؟؟ .. وكل الصور أمام الشعب السودان باهتة ومظلمة للغاية .. حيث تلك الشخصيات الكرتونية الهزلية التي تلوح في الآفاق !! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة