إيماناً منا بأن المسؤلية تجاه الوطن وقضايا الجماهير هم مشترك للجميع وإن عملية إحداث التغيير الشامل في السودان تقتضي قدراً من الإمتثال لنداء الضمير الإنساني الحر والإستعداد لتقديم التضحيات هذا ابتداًوعلي النخب السياسية تقع مسؤلية طرح وإيضاح الخيارات وإبتكار الحلول لمشكلات أرقت شعبنا ردحا من الزمن وان السعي نحو التغيير يقتضي وعيا وايمانا عميقين بأهميىة تضافر الجهود وتلاقح ألافكار لخلق رؤية مشتركة تعبر عن طموحات وأمال شعب شرق السودان
مدخل
ظل شعب شرق السودان وعبر طلائعه السياسية والثورية يدعوا الي سودان موحد تقوم فيه الوحدة اساسا علي الارادة الحرة للشعب السوداني ويكون لشعب شرق السودان الحق في اختيار نظام الحكم الامثل له كما له الحق في رقابة وحكم شؤن إقليمه وتحديد وضعه مستقبلاً وأن يشارك بصورة عادله وفاعله في إدارة الشأن العام وسلطة اتخاذ القرار القومي والإقليمي في إطار حكومه قومية تتوزع فيها السلطات والصلاحيات علي أساس التخويل الفعلي للسلطات بين المركز والإقليم ويمثل الحكم المحلي فيه قاعده للحكم اللامركزي وذلك لضرورات تتعلق بضمان مشاركة متكافئه ومنصفه للسودانيين عامه ولأبناء شرق السودان بصفه خاصة
فبالعودة الي تاريخ مطالبة اهل الشرق بإدارة شؤن اقليمهم فهي قديمه ظهرت علي السطح مع بذوغ فجر الإستقلال فكانت اهم مخرجات المؤتمر التاسيسي لمؤتمر البجا في العام 1958 اذ جاءت المطالبه بالحكم الذاتي في صدر تلك المقررات مستنده علي مرجعيه مهمه وهي الخصوصية التي يتميز بها شرق السودان من حيث الموقع الجغرافي والارث التاريخي والبعد الاقتصادي والتركيبة الديمغرافية . ففي اطار المراجعات السياسية للتحقق من سلامة المسار لتجاوز تردي الاوضاع الشامل والمزمن في شرق السودان مستعينين في ذلك بالتشخيص الوارد في اعلان المبادئ في مفاوضات سلام شرق السودان في العام 2006 عندما تم الاعتراف بأن شرق السودان ظل محلاً للتهميش السياسي والإقتصادي والثقافي المتطاول فمنذ إحتدام النضال السياسي خلال الحقبة الإستعمارية شارك شعب شرق السودان مع ُرصفائهم من القوميات والقوى السياسية السودانية ليفاجاوا بحكومات وطنية تسيرها نخب سياسية وعسكرية تعمل علي فرض واقع التهميش ليحصد اهل الشرق الفقر والجهل والمرض. فماهو النظام السياسي والإداري الذي يستطيع ان يزيل هذه المظالم ويحقق طموحات وامال شرق السودان هل هو النظام الفيدرالي؟ فبتقيم التجارب السابقة يبرز هنا خلط مفاهيمي كبير حول حدود ومعني الفيدراليه قانونا فهي تعني بشأن تأسيس الدولة الفيدرالية وشكل سيادتها فهو إتحاد او تنازل دولة عن جزء من اراضيها لصالح تاسيس الدولة الفيدرالية وهذا لم يحدث مطلقا في السودان بل أُخذ إسم الفيدرالية بشكل مشوه فانتج دولة لم تفلح علي مدي اكثر من خمسون عاما من خلق نظام إداري يُلبي اشواق السودانيين في حكم أنفُسِهم فاصبحنا ندور في فلك دولة مُوغله في مركزية مُفرطة بسبب التركيز علي أساس الدولة وقاعدتها ولم يكن التركيز يوما مهموما بمن يُباشر تلك السلطات وهذا هو مصدر الإحساس الدائم بان اي نظام مُبتدع من قبل الحكومة المركزية لم يكن يُلبي رغبات شعب شرق السودان بمعنى ان التقسيم الإداري ( ولايات ،محليات ،او اقاليم) كانت تجارب فاشلة لأنها كانت تُركز علي القاعدة والاساس دون النظر بعمق الي حقيقه اساسيه وهي من يُباشر تلك التقسيمات الادارية وعلية ليس هناك نظاما سياسيا واداريا يجيب علي هدا التسأل ويفض الاشتباك سوى الحكم الذاتي الذي نص عليه ميثاق الامم المتحدة في الفصول رقم 73\74 باعتباره شكل من اشكال التعبير السياسي يعطي الشعب الذي يقطن اقليما واحدا ويتمتع بمميزات تاريخية وجغرافيه الحق في ادارة شؤن إقليمهم في اطار نظام لامركزي . فالحكم الذاتي لشرق السودان هو الخيار الامثل لانه يتناول قضية من يُباشر السلطات ويتمتع بالصلاحيات النابعه من إرادة شعب شرق السودان وحدة فهو مصدر تلك السلطات وهو الذي يختار ممثليه لإدارة شؤن إلاقليم يارادة حرة وسلطة حقيقية تفرض سُلطانها علي مقدرات الإقليم الإقتصادية وتوزعها توزيعا عادلا ومتساويا بين كل المكونات السكانية للإقليم . ففي الجزء الثاني من المقال سوف نتناول ضرورة إعادة هيكلة الدوله لتتناسب مع خيار الحكم الذاتي لشرق السودان
المشكلة أن فئـة من الأقلام السودانية تبيح لنفسها أن تصول وتجول باسم الآخرين ، ولا تعمل بالأصول التي ترى أن النزعة الذاتية هي نزعة فردية خالصة لصاحبها ، وكذلك من سخرية المظاهر هذه الأيام أن نشاهد تلك الأقلام التي تتحدث باسم الشعب السوداني ، وكأنها تمـلك صك الوصاية من ذلك الشعب ، والأحرى بتلك الأقلام أن تتحدث عن نزعات ورغبات صاحبها دون أن تتحدث باسم الآخرين ، وصاحب القلم هو حـر في أن يبدي رغبات نفسـه وأن يظهر أحلامه وأمنياته ، ولكنه لا يملك الحق في تلفيق واختراع السند الكاذب وكأنه مسنود بالإجماع من قبل الآخرين ، وهنـا قلم يوحي بأنه يتحدث باسم الشرق وأهل الشرق ، وفي الحقيقة هو قلم يتحدث فقط عن أحلام صاحبه .. و صاحبه لا يملك صكوك التذكية من أهـل الشــرق ، وأمـة الشرق ليست بتلك المباحة لكل من هـب ودب ، وهي أمـة الشــرق التي تمثل أعراقاَ وأعراقا وقبائلاَ وقبائلا ، وقد عشنا في ذلك الشرق سوياَ في وفاق وهناء لمئات بل لآلاف من السنين ، ومعظم أبناء الشرق يعرفون كيف تجري الأمور في الشرق الحبيب ، ويدركون جيدا كيف تسير قضايا الشرق في خضم قضايا عامـة الســودان ، ولم يصادفنا في محفل من محافل الشرق أو في منبـر من منابر الشرق من ينادي يومـاَ بالحكم الذاتي !!!! ، والسواد الأعظم من أبناء الشرق يرى الشـرق هو السودان ( هو الأساس ) والآخرون هـم من يبحثون عن الحكم الذاتي ، وعندها نجـد الفكرة مجـرد فبـركة ومن أرحـام المكائد والدسائس و المؤامرات ، والإصرار على الفكرة يعني أنها مولودة ميتة من داخل الرحـم ، حيث تجد الخلاف والاختلاف عند أهلها قبـل أن ترى النـور في ساحة الآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة