:: كان أحدهم نائماً في زحام ما، وكان كلما يتقلب بوجهه إلى جهة يجد من يوقظه لينبهه : ( يا زول أرقد كويس).. وتكرر الايقاظ والتنبيه، فصاح فيهم غاضباً : ( يا جماعة يعني البلد دي كلها ماشة صاح، و بس بقت في رقدتي دي؟).. وعليه، ليست فقط وزارة الصحة بالخرطوم هي المسؤولة عما يحدث حالياً في مشافي الخرطوم، بحيث تحظى بالنقد وحدها .. ولكن وزارة الصحة الإتحادية أيضاً ( ما ماشة صاح)، ومسؤولة عما يحدث للأطباء والمرضى ، ويجب أن تتحمل هذه المسؤولية بشجاعة وليست بالصمت و( نهج اللامبالاة) وكأن مشافي الخرطوم بعض مشافي دول الجوار ..!! :: فالوزير بحر أبوقردة، وزير الصحة الإتحادية، بالقاهرة منذ بداية الأزمة و إلى يوما هذا .. ذهب إلى القاهرة ليدعم ترشح الدكتور عبد الله سيد أحمد لمنصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ولم يعد حتى الآن.. لم يعد رغم تكدس المرضى في ردهات المشافي الفارغة و أمام الحوادث ذات الأبواب الموصدة بسبب سياسات الصحة الولائية .. وإن كان غضب الأطباء ليس مهماً، فان المخاطر التي قد يتعرض لها المرضى - حين لا يجدوا الأطباء في مكاتبهم - كان يجب أن تشغل خاطر الوزير أبوقردة بحيث يعود ويواجه الأزمة ..!! :: ولكن يبدو أن منصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أهم من حياة الناس.. ولذلك آثرالوزير أبوقرده الإستمتاع بأجواء القاهرة - منذ أسبوع و إلى يومنا هذا - تاركاً الطبيب والمريض في (بحر الأزمة)، بحيث يغضب أحدهم - غضباً مشروعاً ويتوقف عن العمل إحتجاجاً على سوء سياسات الصحة الولائية- ليموت الآخر بسوء السياسات وآثار التوقف ..ولو كانت على دفة وزارة الصحة الاتحادية (قيادة مسؤولة)، وتعمل لأوجاع الناس بصدق وإخلاص، لأظهرت معدن مسؤوليتها في هذه الأزمة التي تعرض حياة الناس إلى الموت.. ولكن يبدو أنها محض قيادة لا يتجاوز سقف مسؤوليتها ملئ ( فراغ الكراسي)..!! :: ثم أن وكيل وزير وزارة الصحة الإتحادية أيضاً، لم يعد يختلف كثيراً عن وزير الصحة الولائية في ( نفي الأزمة) و تضليل رئاسة الجمهورية وكل السلطات .. نعم، فالوكيل - بصمته - يريد أن يقول للناس و الصحف وحكومته ( كل شئ تمام).. فالمشافي مؤهلة بالأجهزة والمعدات لحد الكماليات، وأقسام الحوادث تعمل على مدار اليوم كالنحل نشاطاً و عدداً، ولا توجد أية أزمة إلا في مخيلة المغرضين وأصحاب الأجندة الصهوينية، أو هكذا لسان حال الدكتور عصام محمد عبد الله وكيل وزارة الصحة الإتحادية ليرضي (البروف مامون حميدة)، وليس مهماً إرضاء (الضمير والناس )..!! :: وعليه، فأن مطالب الأطباء مشروعة، وهي ليست وليدة اليوم .. ولكن بتمادي وزير الصحة الولائي في ترسيخ التردي والبؤس في المشافي وأقسام الحوادث ضاقت صدور الأطباء وصدورهم مرضاهم لحد تفشي (ثقافة الكراهية) و(مناخ الإعتداءات) في المشافي .. ويجب عدم تضليل رئاسة الجمهورية، فالأطباء لا يطلبون السلطة التي طلبها بالبندقية (وزيرهم الإتحادي)، ولا يطلبون الثروة بحيث تكون لهم مشافي خاصة مثل (وزيرهم الولائي)، بل يطلبون توفير مناخ العلاج بالمشافي وأقسام الحوادث، بحيث يتعافى المريض ولا يعتدي على الطبيب ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة