شيعة السفارة الاميركية توصيف اطلقه امين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله وقصد به تجمع الشيعة المستقلين في لبنان الذين اتهمهم بالتقرب من السفارة الاميركية في عوكل وتسريب معلومات عن شيعة المقاومة اللبنانية او جماعة حزب الله الى الاميركان ،كذلك قصد الشيعة العراقيين من سكنة المنطقة الخضراء جيران السفارة الاميركية وقصد بهم الذين وقعوا الاتفاقية الامنية مع اميركا الواضعين باقات الورود على قبور قتلى الاميركان في العراق وكل من انتخبهم من شيعة العراق وأوصلهم لمناصبهم هم أيضاً شيعة أمريكا، وحتى الذين عارضوا الاتفاق الأمني وشاركوا في الحكومة العراقية التي تلتزم به هم شيعة أمريكا، وبالتالي فهؤلاء جميعاً في حكم قائد المقاومة السيد حسن نصر الله والسائرين في خطه "خونة وعملاء وأغبياء،وتوصيف شيعة اميركا تردده رموز ولاية الفقيه الحاكمة في ايران وتعني به من يعارضون ولاية الفقيه ويعارضون الحرب الايرانية في سوريا وتاسيس الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن ،أي ان حزب الله وايران يتناغمان ويلتقيان في التسمية ،ولكننا نتساءل هنا عن الحقيقة من هم شيعة اميركا الحقيقيون ؟؟ الوثائق التي نشرتها المخابرات الاميركية حول علاقات خميني بالاميركان ورسائله المتبادلة مع الادارة الاميركية في حينه وطمئنته الرئاسة الاميركية على مصالح اميركا بعد اسقاط الشاه ،وما نشر قبل ايام واعترف به رئيس الطاقة النووية الايراني صالحي حول المفاوضات السرية التي جرت بين الاميركان وايران بشان ملفها النووي والتي تمت بعلم وموافقة خامنئي تثبت من هم شيعة اميركا الحقيقيون في ايران ولا داعي للايضاح اكثر – ان اللبيب من الاشارة يفهم _ . اما توصيف زعيم حزب الله فاليكم ما نشرته جريدة نيويورك تايمز الأميركية حول تسريبات صوتية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقاء جمعه مع ممثلين عن المعارضة السورية تناول فيها الأزمة السورية وعبر فيها بوضوح عن إستراتيجية أوباما في سوريا . أبرز النقاط المسربة: بحسب التسريبات فإن كيري عبر عن رفض واشنطن شن حملة عسكرية ضد الحكومة السورية مستندا لرأي القانون الدولي في هذا الأمر. وأضاف أن " موسكو لا تأبه بالقانون الدولي على عكس واشنطن." لكن النقطة الأهم والأبرز التي أثارت جدلا واسعا هو ما تناوله عن حزب الله وتدخله في سوريا اذ رفض كيري تسليح قوى المعارضة ضد حزب الله لأن الأخير لا يتآمر ضد أميركا ولا يحاربها في سوريا بينما سلحت أميركا قوى المعارضة ضد كل من داعش والنصرة. قضية مبهمة: منذ بدء الحملة الأميركية والدولية على داعش في سوريا والعراق منذ 3 سنوات حتى الآن والتقارير تصدر يوميا عن الأسباب غير الواضحة التي تمنع أميركا من توجيه ضربات عسكرية ضد حزب الله في سوريا على الرغم من الضربات النوعية والقاسية التي تعرض لها الحزب من قبل إسرائيل. لا شك أن أميركا لها مصالحها الخاصة وخصوصا ما يتعلق بأمنها القومي والتي تختلف فيها في بعض الأحيان عن إسرائيل. وهذه المصالح الخاصة زادت كثيرا في عهد أوباما الذي شهد نفورا بين نتنياهو وأوباما على رغم صفقات الأسلحة الضخمة والتي لها اعتبارات إقتصادية وتاريخية أكثر منها سياسية ، لذلك ليس من الضروري أن تحارب أميركا بدلا عن إسرائيل ضد حزب الله في هذه المنطقة التي تشكل مدى حيويا إستراتيجيا لإسرائيل. ويلاحظ أيضا في الحرب السورية أنه طوال فترة تدخل أميركا في سوريا لم تتعرض أية طائرة أو هدف أميركي لتهديد حقيقي من حزب الله. لكن النقطة الأبرز لهذا التحول هو الثوب الجديد الذي بدأ يرتديه الحزب بالتخلي عن شعارات الموت لأميركا وإستبدالها بشعارات الموت لآل سعود بالتناغم مع استبدال الشعار على نفس الايقاع وبنفس المفردات ايرانيا - بعد توقيع الإتفاق النووي بين أميركا وإيران وتطور العلاقات التجارية بين البلدين. أميركا وحزب الله أو بالأحرى أميركا وإيران يلعبان بأسلوب هادىء على قاعدة :" لا تهدد مصالحي ولا أهدد مصالحك " خصوصا أن أميركا لم تضرب الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري . إستخلاص العبر: يقول شيعة لبنان علنا تعليقا على ما اسلفت - ما صرح به كيري يعنينا نحن كلبنانيين وخصوصا كشيعة كون الدعاية التي كان يسوق لها حزب الله وايران هي أن أميركا رأس الإرهاب وتريد التخلص منا كشيعة وتهجيرنا وظهر في التسجيلات المسربة أن كل هم أميركا البراغماتية هو أن لا تهدد مصالحها فلا تقترب منك سواء كنت شيعي بلحية أو من دونها. والأمر الآخر أن حزب الله كان يستخدم أداة لترهيب وإسكات الأصوات الشيعية التي تعترض على سياسته حيث كان يسميهم ب :" شيعة السفارة الأميركية" ولكن بعد ما قاله كيري، أصبح لخصومه ولمخالفي سياسته عليه حق الإعتذار عن هذا التوصيف لانه ينطبق عليه اكثر مما ينطبق على غيره .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة