[email protected] • خرج علينا وزير تدمير صحة البشر الدكتور مأمون حميدة بواحد من تصريحاته المستفزة والمضللة. • هذه المرة قال الوزير: " عندما أتينا للوزارة قبل أربع سنوات كانت المراكز الصحية سكناً للجداد والحمير، الا أننا عملنا على فتحها من جديد وتأهيلها حتى أصبحت خياراً للمرضى، ونوه لتردد (5) ملايين و200 ألف على المستشفيات بالولاية منهم 61% يترددون على المراكز الصحية." • ونقول للوزير المستفز المتغطرس ليتك تركتها سكناً للدجاج ( وهو على فكرة دجاج وليس جداد عندما يتعلق الأمر بتصريح صحفي وليس قعدة تحت ظلال الأشجار) والحمير لكي تقيهم من حر الهجير والمطر والبرد القارس. • فالدجاج والحمير من مخلوقات المولى عز وجل التي تستحق الرعاية، وطالما أن مؤسساتكم الصحية لا تقدم الخدمة المطلوبة منها للبشر فما المشكلة في أن يسكنها الدجاج والحمير!! • التأهيل يا عزيزي الوزير لا يكون بتحديث المباني وطلاء الجدران. • فما أكثر المؤسسات الصحية التي تم تحديثها من ناحية البنيان وصار شكلها الخارجي جميلاً، لكن الداخل إليها يخرج منها إما محمولاً على آلة حدباء ( هذا إن وجدت الآلة الحدباء) أو تتضاعف مشكلته الصحية ليبدأ ذووه رحلة البحث المضنية عن حلول بالخارج. • ودونك قسم طوارئ مستشفى بحري الذي لا يعدو أن يكون خدعة بصرية، لم تدم طويلاً حيث عانى الناس في أول أيام افتتاحه مع مرضاهم حين أُضطروا لحملهم للطوابق الأعلى عبر السلالم لأن المصعد كان مجرد منظر يُمنعون عن الاقتراب منه. • وفي كل هذه المؤسسات التي تتحدث عنها مطلوب من أهل المريض أن يجلبوا كل شيء بدءاً من الحقن الفارغة وانتهاءً بالدواء، فعن أي مؤسسات علاجية تتحدث! • وحتى في مستوصفك الخاص ( الزيتونة) لاحظت خلال إجازتي الأخيرة أن العاملين لديكم يُشغلون المصعد في أوقات ويوقفونه في أوقات أخرى وكأن من وسائل الترف وليس ضرورة. • فإذا كان مستوصفك الخاص الذي يثقل كاهل المرضى وأسرهم بمبالغ لا قبل لهم بها يعجز عن توفير خدماته للمرضى بالشكل المطلوب، فما بالك بالمؤسسات الصحية الحكومية التي تتحدث عنها! • يقول التصريح أن (5) ملايين و200 ألف ترددوا على المستشفيات بالولاية منهم 61% يترددون على المراكز الصحية، لكنه لم يقل لنا كم عدد من وجدوا الرعاية الصحية اللازمة خلال زياراتهم تلك؟ وكم عدد من فُرض عليهم أن يبحثوا عن حلول أخرى؟! • حديث الوزير حميدة يذكرني بحديث الرئيس البشير لقناة تلفزيونية أثناء زيارته الأخيرة للإمارات. • وقتها لم يكن السؤال حول عدد الجامعات لكنه أجاب عليه بالهروب لهذه الجزئية لكي يُفحم مقدمة البرنامج بعدد الجامعات التي أُفتتحت خلال سنوات حكمكم، دون أن يبين لنا كيف كان التعليم قبل افتتاح هذا العدد الكبير من الجامعات وإلى أين أنتهى! • كما تذكرني مفردة ( الجداد) الواردة في تصريح الوزير بذلك الحديث النبوي الشريف الذي حوله بعض تجار الدين إلى آية قرآنية. • فخلال احتفال للمؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان حملت لافتة كبيرة عبارة ( تحت شعار الآية الكريمة " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"). • تخيل عزيزي القارئ! • والعجيب أنه تحت تلك اللافتة الكبيرة جلس عدد من كبار الشخصيات الراعية للمناسبة والمتحدثين فيها دون أن ينتبه أي كائن لهذا الخطأ الشنيع، أويطلب مسئول عاقل من الفوضويين الجهلة الذين نظموا المناسبة انزال لافتتهم فوراً. • وعلى فكرة مثل هذه الأخطاء الكارثية صارت أكثر من مألوفة في البلد. • والمصيبة أنها دولة ترفع شعارات دينية ويزعم مسئولوها دوماً أنهم يعملون من أجل رفع راية لا إله إلا الله. • والمرء ليستغرب كيف يرفع راية لا إله إلا الله من لا يفرق بين الآيات والأحاديث! • كيف تفوت علي المنظمين مثل هذه الأخطاء، ولماذا لا تتم المراجعة والتدقيق فيما يُكتب! • أليس السبب هو التهافت ومحاولة الانتهاء من كل شيء سريعاً لأن مثل هذه الاحتفالات تفتح بنوداً واسعة للـمأكلة! • ذات الشيء تفعله وزارتكم حين تجدد المباني وتغير الطلاء. • هناك من (يلهفون) الكثير من المال. • وبالقليل من الميزانية المخصصة يتغير شكل المؤسسة وتصبح جميلة الشكل لكن بدون إضافة تُذكر في الخدمة الصحية الـتي يفترض أن يتم تقديمها للمرضى. • حتى المشاهير في بلدنا ماتوا بسبب الاهمال وانعدام الأجهزة والدواء، فبلاش ضحك على العقول بمثل هذا الكلام الذي لم يعد يدخل عقل طفل ما زال يتأتي في القراءة يا وزير تدمير صحة البشر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة