* بعد البحث المتواصل والدراسات المكثفة اتضح لنا ان العدد التقريبي لعدد الحجاج الذين يؤدون شعيرة الحج او العمرة اكثر من مرة يصل الي ملايين من المسلمين .. في وقت تئن فيه مئات الملايين منهم تحت وطأة الفقر المدقع ويعانون الامراض القاتلة التي تحتاج الي وفورات مالية ضخمة للتعافي منها . * ومن المعروف ان الشعيرة المفروضة علي المسلم سواء كان حجا او عمرة هي مرة واحدة في العمر كله ... وماعداه يعتبر تطوعا وليس فريضة .. بمعني ان الذي لا يكرر اداء تلك الشعائر ليس عليه عقاب مطلقا ولكن له ثواب بالطبع . * ولكن إن إتبعنا منطقا آخرا يضاعف من الثواب والتوفيق الدنيوي والآخروي ويعمل علي خلق مجتمعات اسلامية تعيش في رغد من العيش وتفارق عيشة الضنك والمشقة التي لانهاية لها وتحفظ آدمية الانسان وتمنع عنه مصاعب الحرمان في الحياة .. فإن عبادة التصدق بفضول اموال المسلمين لحل مشاكل الفقراء في الارض فان تلك الصدقات يكون اجرها اضعاف اضعاف ما يناله المسلم جراء تكرار الحج والاعتمار . * وقد يقول قائل ان هذا مالي وان حر فيه سواء انفقته في الصرف علي الرحلات الي المشاعر المقدسة او الي السياحة في هذا العالم الجاذب للسوح فيه .. فان هناك ما يثبت ان هذا المال المتراكم في ايادي افراد الامة الاسلامية هو مال الله .. وما العبد الغني الا مستخلف فيه .. وقد امتحنه الله تعالي بان جعله متراكما وجاريا وسائبا بين يديه .. وقد ذكر الله تعالي في محكم تنزيله ( وفي اموالهم حق معلوم .. للسائل والمحروم ) وقال تعالي في مواضع اخري ( انفقوا مما رزقناكم ). وقد بين رب العزة والجلال فوائد الانفاق والصدقات وهي بلاشك ان تمت سوف تخلق مجتمع الكفاية والعدل الذي تتحدث عنه النظريات الاقتصادية الحديثة . * ومادعاني الي كتابة هذه الاراء والتي تعتبر غريبة بعض الشيء هو ما نراه من تدافع وتزاحم من كافة الشعوب الاسلامية في المشاعر المقدسة بسبب اصرار الاغنياء علي تكرار السفر الي تلك البقاع .. بالرغم من وجود مسلمين بؤدون تلك الفرائض لاول مرة في حياتهم وبعد جهد جهيد في توفير تكاليف اداء الفريضة . فيعانون من الزحام بسبب تكرار الحجاج وايضا تكرار الحج من داخل المملكة السعودية للدرجة التي ترتفع فيها معدلات حالات الوقاة .. فضلا علي مصاعب التزاحم في اداء الشعائر وعدم استمتاع الحاج او المعتمر بادائها . * ومن المؤكد انه في كافة المجتمعات بالدول الاسلامية يوجد اغنياء متيسرين .. ولكن من المؤكد ايضا ان هناك متعسرين في كل عائلة .. ولنا ان نتخيل كيف يتغير حال المسلمين المتعسرين في كل عائلة عريضة ان انفق اغنياؤها ميزانية تكاليف السفر المتكرر علي هؤلاء وبكل قناعة ايمانية واريحية انسانية ... * قيل في تقديرات تمت في العديد من الدول الاسلامية ان الذين يكررون اداء الشعائر اكثر من الذين يؤدونها لاول مرة يصل الي المثل في العدد .. فاذا كان الحد الادني لتكلفة الحج لكل حاج او معتمر تصل الي مبلغ الف وخمسمائة دولار كحد ادني وان هناك حوالي مليون ونصف المليون مسلم يكررون السفر سنويا فان ما يتم انفاقه يصل الي اكثر من اثنين مليار دولار سنويا في كل حجة او عمرة ... فلو تم انفاقها في الصدقات في كل عام .. فانه وخلال عشر سنوات لن يكون هناك فقيرا في الامة الاسلامية ... واذا اضفنا اليهم الاغنياء الذين لا يكررون الحج والعمرة ولا يتصدقون اصلا .. بل يكتنزون المال اكتنازا لا تخطئه العين ويتباهون به في تعدد المعمار والسياحة والمركبات الفارهة . فان انفقوها علي الصدقات لذوي القربي او غيرهم لانحلت المشاكل الاقتصادية للمجتمعات الاسلامية .. ولكن للاسف لايزال معظم الاغتياء لايفقهون عن فوائد الصدقات شيئا ولا يؤمنون بهذه الثقافة اصلا... وهنا تكمن المشكلة. * قيل في الاثر ان الميت في قبره يتمني ان تتاح له فرصة الحياة مرة اخري لكي يتصدق . * وانا اكتب هذا المقال يعد صلاة الفجر مباشرة كانت مناظر الفقراء والنازحين في نشرات الاخبار هي التي اهدتني الي الكتابة في امر الصدقات هذا .... * فهل نتقي النار ولو بشق تمرة ؟؟؟؟ نتمني ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة