في عام ١٩٣٠ كان الشاب النمساوي أدلوف هتلر يختبر قدراته كزعيم سياسي محتمل.. جاء هتلر كشاهد في إحدى المحاكم الألمانية التي كانت تحاكم جنوداً بتهمة الانتماء إلى الحزب النازي..استخدم هتلر خطاباً سياسياً بليغاً لتبرير أن النازية لا تعادي الجيش بل تسنده ..بعدها نال الزعيم الشاب الجنسية الألمانية ..بل بعد ثلاث سنوات وصل إلى منصب مستشار ألمانيا عبر الآلية الديمقراطية..مع مرور كل شهر كان الرجل الذي وصل إلى الزعامة باختيار الجماهير يتحول إلى دكتاتور عبر دغدغة المشاعر الوطنية.. قام الزعيم بحل جميع الأحزاب واعتبار حزبه الممثل الشرعي.. ثم أحكم قبضته على المؤسسة العسكرية ..حتى قرارات الحرب العالمية الثانية كان يتخذها الرجل ويفرضها كواقع على جنرالات حزبه. منذ الانقلاب الفاشل في تركيا شرع الرئيس رجب طيب أوردغان في إجراءات استثنائية إن لم تكن قمعية.. أحال أوردغان نحو ستة آلاف جندي للتقاعد بجانب سجن مئات الجنرالات من رجال الشرطة والجيش ..المذبحة وصلت إلى القضاة حيث تم توقيف نحو(٢٧٤٥ ) قاضٍ بتهمة موالاة التنظيم الموالي الذي يتزعمه فتح الله غولن..الإحالات شملت قضاة في المحكمة العليا أبرزهم ألب إرسلان .. عدد كبير من أساتذة الجامعات وموظفي الخدمة العامة شملتهم القرارات الثورية الغاضبة. منذ اللحظة الأولى لفشل الانقلاب فكر أوردغان في استغلال السانحة لتحقيق أهداف سياسية.. قبل أن يتبين الناس اسم قائد الانقلاب كان أوردغان يلمح إلى دور للداعية فتح غولن.. ولكن غولن هذا لم يكن سوى حليف سابق للزعيم أوردغان.. الداعية فتح الله رجل دين إسلامي له العديد من المدارس والشركات.. يطرح غولن رؤية صوفية متسامحة تعود للشيخ نور المقدسي. ليست هذه المرة الأولى التي يتخلى فيها أوردغان عن حلفاء مقربين.. عبدالله غول كان رئيساً للوزراء ثم رئيساً للدولة.. كلما تقدم أوردغان إلى منصب كان السيد غول يخليه طواعية..أخيراً انحسرت كل الأضواء عن غول لأن أوردغان لا يحب المزاحمة السياسية.. قبل سنوات برز نجم داؤد أوغلو كمنظر سياسي في حزب العدالة والتنمية ..أوغلو صاحب نظرية تصفير المشاكل مع جيران تركيا..حينما علا شأن أوغلو وتقاطعت رؤاه مع الزعيم كان عليه أن يغادر الساحة السياسية فوراً. في تقديري.. أن على النخب السياسية في تركيا أن تقف قليلاً ضد طموحات أوردغان ..تحت نشوة الانتصار بات أوردغان يتحرك بشكل جامح نحو تعزيز سلطاته..أمس الأول تم حظر شبكة ويكليكس لأنها نشرت معلومات سرية عن الحزب الحاكم..أوردغان يحاول إعادة حكم الإعدام لتركيا حتى يجز رؤوس الانقلابيين ..القاعدة القانونية تقول إن القانون لا يسري بأثر رجعي ..لكن الأمر عند أوردغان يختلف جداً. بصراحة..على الذين يحبون أوردغان أن يعيدوه إلى جادة الطريق ..ربما يزين له الأعداء وبطانة السوء ضرورة أن يتحول إلى حاكم مطلق..عندها سيخرج عليه الشعب التركي قبل الجيش. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة