روسيا الآن تقاتل في سوريا بصورة مباشرة وشاهد كل العالم الإنتهاكات التي إرتكبتها وما زالت ترتكبها بصورة يومية..
إيران الحليف الروسي الاقوى في المنطقة اصبحت اللاعب الوحيد في العراق والآن لديها مليشيات مسلحة تفوق عديد وعتاد الجيش العراقي.. ومع ذلك خرجت إيران منتصرة في ما يخص ملف برنامجها النووي وتم رفع العقوبات عنها واصبحت قوة نووية بالامر الواقع رغما عن الغرب وإرادة المجتمع الدولي ..
السودان.. إنفصل إلي دولتين جنوب وشمال.. وذلك بمباركة وتأييد من الإدارة الامريكية وفي كلي الشطرين من السودان دارت حروب وما زالت ترتكب جرائم ضد الإنسانية بشكل يومي.. وتكتفي الإدارة الامريكية بتجديد العقوبات الإقتصادية التي هي في الاصل زادت من معاناة الشعب السوداني في الشمال في حين الدبلوماسيين السودانيين يرحب بهم في امريكا.. و هناك تعاون امني بين حكومة الشمال والإدارة الامريكية بصورة تعكس التناقض وعدم وضوح الرؤيا.. و في آخر خطاب جماهيري للرئيس السوداني وصف فيه امريكا بالعدو قائلا :" لو حصلت علي تأشيرة سأذهب إلي نيويورك ارض العدو " !!!
اليمن.. اصبح ولاية إيرانية بعد إنقلاب الحوثيين علي الحكومة اليمنية.. و الآن يدار اليمن من طهران شاء من شاء وابى من ابى ..
في بداية تسعينيات القرن الماضي إنتهت كل مظاهر الحرب الباردة .. وذلك بإعلان تفكك الإتحاد السوفيتي و دخول العالم في حقبة القطب الواحد..
الحالة التي يعيشها العالم الآن غير واضحة المعالم فأدوات الحرب الباردة بادية في الافق و غبار الحرب الخشنة يتصاعد بصورة يومية.. بعض الاطراف تخوضها بشكل مباشر وأخري تحارب بالوكالة.. فهل العالم في إتون حرب كونية ام هذه بدايات تنزر بوقوعها قريبا..؟
ارى ان لأمريكا الادوات اللازمة لإحتواء كل هذا الذي يدور في العالم وبصورة خاصة منطقة الشرق الاوسط وحسمه بشكل يلبي حاجة الإستقرار العالمي والإقليمي فقط إذا تعافت الولايات المتحدة الامريكية من حالة فوبيا الحرب.. والشاهد للموقف ما حصل في العراق وإدارة الملف هناك ودخول حرب غير مبررة جعلها تفقد السند الداخلي .. واصبحت تمثل حملا ثقيلا علي دافع الضرائب و يبدو أنها اصبحت المقياس لأي حرب او صراع تكون امريكا طرف فيه خارج اراضيها بعيدا عن المبررات او الدوافع حتي لو كانت تمس امريكا ومصالحها بشكل مباشر..
روسيا لم تكن بالقوة التي تؤهلها للعب هذا الدور المباشر ..ولكن وظفت حالة الفوبيا التي تسيطر علي صانع القرار الامريكي الذي تضاءلت فرص إقناعه للشارع الامريكي بخوض اي حرب خارج حدود امريكا.. فأمريكا لها مصالح في كل اصقاع الدنيا وهذه الحالة تمثل خطرا علي امريكا ومصالحها في المقام الاول..
فحروب إيران وروسيا في الشرق الاوسط مهدد مباشر للأمن العالمي والمصالح الامريكية بصفة خاصة..
لا اعتقد ان إدارة ترامب ستسلك طريق آخر غير الذي سلكه اوباما لأن الموضوع مرتبط بالمؤسسات العميقة في الولايات المتحدة وارى ان الرئيس لا يمكنه تنفيذ الكثير من الوعود كما رأينا كيف كان اوباما متحمسا لإغلاق سجن غوانتانامو ولكن إنقضت فترة حكمه التي إمتدت لثمان سنوات وما زال السجن قائما ويعج بالمعتقلين..
الخطأ الاكبر الذي حشر الولايات المتحدة في هذه الزاوية هي حرب العراق والمغامرة التي قادها بوش الإبن قادت كل العالم إلي نتائج كارثية وما زالت..
التساءل هل يريد اوباما في آخر ايامه ان يضع لخلفه ترامب مسلك إجباري في مضمار العلاقات الامريكية الروسية..؟ علما ان الاخير ابدى إعجابه بالرئيس بوتن.. وجاء سبب الطرد علي خلفية إتهام روسيا بالتدخل في سير العملية الإنتخابية لصالح ترامب..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة