رحل الذى أحببته مرتين مرة لأنه الأسطورة الخالدة والثانية لأن إسمه إسم الحبيب المصطفى { ص } وخير الأسماء ما حمد وعبد ! لم أصدق قد إنطوت آخر صفحات الأسطورة العالمية! بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) قال تعالى : ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) وقال تعالى : ( الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) وقال تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) عبر المتنبى عن العلاقة بين الحب والموت متجاوزا رؤيا نقاد عصره ، ومن بعدهم قائلا : متعينابحسن وجهك ما دام * فحسن الوجوه حال تحول وصلينا نصلك فى هذه الدنيا * فإن المقام فيها قليل وقال شاعر آخر: وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوما أن ترد الودائع يأتى الموت بغتة دون إستئذان حيث يفجعنا فى أعز عزيز ، وأحب حبيب ، ويقلب حياتنا رأسا على عقب هذا الشهر كان أسوأ الشهور فى حياتى لأنه شهر الدموع ، والشموع برغم سنين الغربة الصعبة الغربة المرة والمؤلمة والمحزنة آخر مرة بكيت فيها بحرقة عندما أخذنى أخى بابكر الطاهر المجمر طه بسيارته إلى المقابر فى مارنجان ، واشار إلى قبر الوالد يومها بكيت كبكاء الطفل الصغير حرقة وألما وإيلاما كان ذلك فى عام 2006 م ثم اليوم بكيت عدة مرات لعدة أسباب وكما يقولون : دموع الرجال غالية من أهمها رحيل من أحببته مرتين الأولى لأنه الأسطورة الخالدة بطل الملاكمة العالمى الذى إعتنق الإسلام ورفض أن يذهب للقتال فى فيتنام لقتل الأبرياء من الأطفال والنساء لهذا لم أصدق قد إنطوت آخر صفحات الأسطورة مضى زمان الأفراح مودعا وجاءنا زمن الأتراح موجعا مفجعا النجم الذى خبا بعد إلتماع فقد قيض الله لى اللقاء به فى الخرطوم عام 1984م إبان عهد تطبيق الرئيس الراحل جعفر نميرى لتطبيق الشريعة الإسلامية يومها كنت أعد كتابى : ( مشاوير فى عقول المشاهير ) طلبت من وزير الأوقاف يومها الدكتور يوسف الخليفة أبوبكر موعدا مع الداعية الإسلامى إسطورة الملاكمة العالمى محمد على كلاى وضرب لى موعدا معه فى الصباح فى فندق الضيافة بضاحية بحرى وصلت الفندق ووجدت الأسطورة العالمية يرتدى قميصا نص كم أبيض وبنطال فى إنتظارى ومعه صديقه الحميم السلطان كيجاب السباح العالمى الذى ساعدنى فى الترجمة وأذكر تماما من أهم الأسئلة التى سألتها أياه سؤال عن تعداد الزيجات ثم السؤال الأكثر أهمية عن القس الزنجى جسى جاكسون وقلت له : ما هو حظه فى الفوز بإنتخابات رئاسة امريكا قال لى : ببساطة لن يفوز من الصعب جدا وصول زنجى أسود لرئاسة أمريكا ولهذا عندما فاز الرئيس أوباما شاهدت القس جسى جاكسون يبكى بشدة إنها دموع الفرح والإبتهاج لقد خسر هو بالأمس واليوم واحد من بنى جلدته يدخل التأريخ من أوسع أبوابه ليتوج رئيسا لأكبر دولة فى العالم ثم سألنى من أين اشتريت جهاز المسجل هذا ؟ قلت له إشتريته من زميلى الأستاذ / أحمد الحبو فهو إشتراه من الكويت وكان يومها يعمل فى مكتب جريدة المدينة مراسلا فى عمارة سيتى بنك وكنت أعمل معه فقال أنه جهاز صغير قوى وماركته ممتازة فشكرته وأنا اليوم حزين جدا لأننى لم ألتقط صورة معه كما فعل يومها أستاذنا الجليل الراحل المقيم البروفيسيور أحمد عبد العزيز يعقوب ، وكان يومها وزير الشباب والرياضة وضيف الشرف الذى يرافقه فى عربة مكشوفة وله صورة كبيرة معه . وبكيت اليوم بحرقة أيضا عندما أطلعت على صفحتى فى الفيس بوك ووجدت الإشارة العبقرية من الصديق الزميل على عبد الرحمن معلقا بأن نجوم هوليود حجزوا مكانا لهم كل نجم يحجز نجمه فى شارع هوليود تحمل إسمه إلا أن الأسطورة محمد على كلاى رفض أن تكون نجمته على الأرض يطأها ويدوسها كل المارة لسبب وجيه لأنه لا يقبل أن يدوس الناس على إسم الحبيب المصطفى بأقدامهم القذرة فإستجاب المنظمون لطلبه وإحترموا رأيه وخضعوا له وهكذا خصصوا لنجمته مكانا ساميا عليا وبارزا تخليدا وتعظيما لذكراه إنه موقف عظيم لراحل عظيم . لكنه الموت أستاذ الواعظين لا نملك أن نقول إلا كما قال الشاعر : وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحول رمادا بعد إذ هو ساطع وقال آخر : الشمس تبكى على الدنيا * وقد علمت ان السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التى كان قبل الموت بانيها وقال آخر : حتى سليمان ما تم الخلود له * والريح تخدمه والبدو والحضر * دانت له الأرض والأجناد تحرسه فزاره الموت لا عين ولا أثر . ذهب محمد على كلاى الذى خلد إسمه فى عالم الرياضة بمداد من ذهب فصار إسطورة الملاكمة العالمى كان فى حلبة الملاكمة خفة ورشاقة بل فى نشاط النحلة التى لا تتوقف أبدا يمتاز بالوسامة والقسامة التى لن تتكرر أبدا وفوق هذا وذاك كان إيقونة النضال السياسى الوطنى فهاهو الرئيس أوباما يعترف بأن محمد على كلاى كان ملهمه الأول فى الوصول إلى البيت الأبيض ألا رحم الله الراحل المقيم بقدر ماقدم لشعبه الأمريكى وللأمة الإسلاميه اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأجعله فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفى سرر مرفوعة مع النبيين والصديقين والشهداء وإنالله وإنا إليه راجعون . بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس 5 / 6 / 2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة