*القرار الذى صدر من المكتب القيادي بإختيار الفريق / بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية ليقوم بمهام رئيس مجلس الوزراء ، استوقفنا بداية من حيث الشكل ، هل رئيس مجلس الوزراء أعلى من النائب الأول لرئيس الجمهورية أم العكس ؟! ولأننا لم نعرف وصفاً كاملاً للفارق بين المهنتين ، فاننا إبتدرنا هذا المقال بالصفة الجديدة ، وفى كل الأحوال فإننا نشفق على السيد النائب الاول من تولي هذه المهمة فى هذا المنعرج الحاد من مسيرة بلادنا ،والاغرب ان رئاسة مجلس الوزراء التى جاءت كأحد مخرجات - المأسوف على شبابه – حوارالوثبة ،فان الخلافات الظاهرة والمستترة بين الحلفاء والمخالفين تجعل من مهمة رئيس الوزراء فى مستوى صعوبة السير فوق صفيح ساخن..
*وهذا الاختيار للفريق بكري من المكتب القيادي ، قد وضع المؤتمر الوطنى فى امتحان عسير فان التجربة التى بدأت منذ ايام خدعة شعبنا وهو يسمع اعتراف الترابي ، قلت للبشير ( اذهب للقصر رئيساً وساذهب للسجن حبيساً ) وشعبنا وقع تحت اضراس الجماعة الاسلامية تطحنه طحناً ، حتى شوهت دينه ، ودمرت اقتصاده ، وافقرت بلادنا واتعست انسانها واجلستنا فى مقاعد الدول الفاشلة ، فهل تركت هذه الممارسة السياسية التعيسة من سبيل غير التمييز بين الجماعة الاسلامية والمؤسسة العسكرية ؟ بل وتمايز الصفوف ، فان ثمانية وعشرون عاما من الفشل الذريع يجعل من فكرة برنامج اصلاح الدولة ، حاجة اساسية لإنقاذ مايمكن إنقاذه من التلف الذى اصاب بلادنا ، وإذ يحدد المكتب القيادي الفريق بكري رئيساً للوزراء ورئيس الجمهورية من ذات المؤسسة العسكرية بمعنى ان الرئيس والنائب الأول ورئيس مجلس الوزراء من نفس المؤسسة العسكرية ،فان الرسالة تكون قد وصلت..
*ومن تجاربنا السابقة فى هذا البلد المنكوب ان العسكر اكثر مصداقية من الساسة واكثر انضباطاً ويملكون حساسية من المال العام ، والتحدي الذي يواجه المؤتمر الوطنى هل سيقبل بعسكرة حكومة الوفاق الوطني؟ واذا لم يقبل فمالذي يمكنه فعله؟!والواضح انه قد صار حزباً متكلساً ومنكشفاً ففى السياسة الخارجية نجد التبعية وإضعاف السيادة الوطنية ، وفى الاقتصاد وصفات البنك الدولى وصندوق النقد الدولي اللذان لايعترفان بسيادةالدولة ، والبنك الدولي يدير اموال مانحين آخرين ، ان مسئولية الفريق بكري حسن صالح ، جد كبيرة ، وبلادنا فى وضع يمكن توصيفه بحالة يكون او لايكون ،فهل الحكومة الان قادرة على تقديم تنازلات حقيقية وجادة ؟ خاصة وان الحوار الوطني ومخرجاته قد ذهب مع الريح ؟! وسلام يااااااااوطن..
سلام يا ظل صاحبي يتلقى الظلم الذي يتعرض له ، بابتسامة تهزأ من الظلمة واشياعهم، عندما التقيته فى محبسه ضحك ضحكته المعهودة وهو يقول:لو أن من ظلموني ذاقوا طعم السعاده وانا اعيش حريتي لعضوا اصابعهم ندما على خيبتهم، اما انا فيكفيني يقيني بان ربنا موجود، ولن يظلمني مرتين..وسلام يا.. للجريدة الجمعة ٣/٣/٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة