تقش عشة اختي الراكوبة؛وترشها؛ ولاتنسى ان تتدلق جزاءا من الماء على ارجل امي؛ تشطيفة على السريع؛ نساء القهوة بدأن في التوافد؛ تاتي جدة والتومة والقسمة جارات امي واخواتها؛ وكل بصرتها شوية سكر او تميرات؛ او حتى بليلة عدسي؛ او قد تحمل احداهن سنابل من قنقر؛ ان كان موسمه؛ تجهز بخيتة اختي عدة القهوة سريعا؛ وتوقد الفحم؛ وتسمع طقطقة البن؛ وتلك الحبة السمراء تنشق تقلبها بخيتة على الطرف الاخر؛ ورائحته تخلتط مع ريحة ارض الراكوبة المبللة لتوها؛ وحكاوي الجارات الاهل؛ جاءت سعدية متاخرة قليلا، سلمت سريعا وانداحت في الفرح الجماعي؛ وفتحت صرتها،وضرضرت زنجبيلا بهيا على كل الفناجين المصبوبة؛ اكتمل عقد الفرح، وتناغمت ونسة الحاجات، وضحكهن اذداد عمقا وسعادة .....
03-03-2017, 11:13 AM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
حملتنا في اعماقها قوة على قوة؛ زهاء المائة شهرا؛ وارضعتنا الحب والحليب لما يقترب من ال 22 عاما؛ فلم يكن لها اي حياة خارج هذا الحال الشفيف؛ ...................
03-03-2017, 02:35 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
ولدت على بعد خطوات من ضفة النهر؛ النهر العظيم..... فكانت ان اكتسبت من صفاته؛ العطاء؛ والصمود؛ وكل هذا النبل؛ ............ لاحقا عندما تحرك الرهط شرقا؛ قليلا؛ اثر فيضان 46؛ كانت عندما تذهب للجروف؛ وتاتي بخيرات البحر وتقضي جزءا من الصباح في مراتع طفولتها صباها؛ كانت ترجع؛ واراها وقد اكتسب ووجهها وروحها؛ من لون اللوبيا والقنقر والعدسي؛ والطمي؛ اخضرارا وعطاءا؛ وتكون وقد اكتست الوان الفرح البهيجة كلها؛ وعادت طفلة تلعب بين جدول ونخلة؛ وماءا نميرا؛
حكاية ابوي مع الحياة؛ وحكايتي مع ابوي؛ قصة حب لا تنتهي.... باكرا جدا يبدا يوم ابوي؛ مع النداء، الاول ياتيه جارنا حاج الطيب يقول: ولا يزيد السلام عليكم.... ويرد ابوي لايتوقف حاج الطيب ابدا؛ يخرج من باب الشارع؛ ويلحق به ابوي بعد لحظات الي الجامع؛ هذا البرنامج استمر سنوات وسنوات وسنوات؛ حاج الطيب لم يجد ابوي يوما؛ نائما ولم يغب يوما .... فتامل؛ يرجع ابوي من الجامع؛ ويطلع غنيمات اللبن من الزريبة؛ -التي هي جزء من البيت - (ليس كل الغنم ولا العتان بالطبع)؛ فقط تلك التي تحلب ... ويطعمهن بلذيذ قش كان قد ختاه منذ الامس على جنب؛ ويفرش مصلايته ليس بعيدا عن الغنمايات؛ يصلي قليلا ويدعو كثيرا ويستمتع بصبح قد بدا في الاشراق ؛ في تلك اللحظات تلمح امي تولع في نار الشاي؛ سرعان ما تشم ريحة النار؛ وتتحرك خيوط الدخان في الافق؛ ها اصبح الصبح ؛ تجيب امي جردل اللبن.... يحلب ابوي الغنيمات واحدة واحدة؛ تشرئب الرغوة على حواف الجردل؛ ها الخير قد فاض... يودي ابوي جردل اللبن قرب الكانون؛ يرجع ابوي الغنيمات للزريبة؛ ويفك البهيمات ليرضعن امهاتهن... ويلتئم شمل غنمنا؛ ولا ينسى ابوي ان يرش باقي القش للكل. وتجيب امي كباية شاي سادة تدشيتة؛ يرتشفها ابوي.يرجع المصلاية الي مسمارها المعلوم ؛ في غرفته.... التي تشم فيها رائحة الصلاح والقناعة والبساطة والدفء... البرنامج دا يتغير طفيفا في الشتاء... المصلاية اقرب للبيت؛ والفردة حاضرة. ينضم لبقية اسرته؛ يشرب كباية شاي اللبن المقنن ؛ وما تيسر من رغيف او لقيمات ؛ او كسرة تصاحب الشاي عادة... بل ان امي احيانا تصب سمن في الكباية؛ وتتمها شاي حليب ولا احلى... وتبدا ونسة خفيفة؛ كلمة من هنا؛ وتعليق او كشمة من هناك... ولسع الشمش تكون ما طلعت؛ وان بدات خيوطها تغازل صباحنا الجميل.
ابوي يبدا يجهز في حمارته؛ استعدادا للذهاب للتحتانية(محل الزراعة)؛ وتلك قصة اخرى... ............................ الموصلي يافنان؛ تسلم لمرورك الراقي؛ بالتوفيق يارجل...
03-03-2017, 08:24 PM
علي دفع الله
علي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 2502
طوال ليالينا؛ وطوال السنين؛ لابد ان ينعقد اللقاء الليلي؛ يبدا بمن حضر بعيد المغرب مباشرة؛ يتخلله العشاء؛ تحفه السكينه؛ والضحكات... ويستمر حتى تبدا الام الرؤوم في النوم؛ وقد تصحى اثناءه؛ تنفحه العبير؛ وتمده بالروح؛ وحلو الحديث؛ فينتعش؛ انا شخصيا من اشهر رواد هذا المنتدى؛ تشاركني فتحية اختى الاصغر؛ اي ونسة في البيت ما بنخلي فيها باقى؛ البقية يتراوحون؛ نحن معروفين بتاعين سهر!!! امنا عمدة هذا البيت الكبير؛ ومرقه ورصاصه؛ وامينته؛ وركيزته؛ وظله؛ وحارسه الامين؛ ..............
هلا بالشفيف علي دفع الله؛ شرفت البوست ياخ وشرفتني؛ ساستمر؛ خليك قريب؛ هذه قصة ام سودانية؛ هزمت الظلام؛ وجور الحكام؛ والظروف الصعبة؛ وانتصرت....
03-04-2017, 08:59 AM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
وصلت بيتنا اخيرا الساعة اتنين صباحا بعد غيبة امتدت لسنين؛ وجدت الابواب مغلقة؛ تلبت داخل حوشنا؛ هذه الابواب لم تكن تغلق ابدا؛ اخوي الكبير، سمع حركة التليبة جاء؛ نحوي.. جاء ماشي علىِّ يقدم رجلا، ويؤخر اخرى... وعندما وصلني، انا بلهفة السنين اود ان احتضنه، وهو متباعدا بدأ، مد طرف اصابعه... وسلم سلاما ميتا، وقال لي خلاص يا عادل البس وامشي معاك .... انا قلت خلاص مع ظروف السودان دي، كل حاجة متوقعة ... يالله ماذا هناك ... عادل مين يا زول؟ دا انا فلان، سريعا استوعب شقيقي التغيير من حال لحال، قال لاحولاااااااااااااااااااااااااااااه، ومسكني من نصي ورفعني فوق، وتجَّاني بالواطة .... هذا كل سلامه حتى الان، وجرى في اتجاه غرفة امي سمعته في اخر لحظة، وهو يقول لي: اصحي امي ... ان اي تاخير لا... امي يجب ان تفرح الان واولا، بعودة ابنها بعد ان طال الغياب.... سرعان ما رجع اخي وسلام من تاني، حنين وعميق هذه المرة... اطمانيت ان الوضع حتى الان مستتب ... ما زلنا قدام البرندة لم اتوغل بعد داخلا، في فناء حوشنا الفسيح ما زلت، واقفا ... وانا اتامل كوني اخيرا في حضرة امي يطيب الوقوف، مهذب اماما يكون الكلام .... لمحت امي قادمة، تسبقها اشواقها، وتخنقها الدموع...
03-04-2017, 01:28 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
ما زلنا قدام البرندة لم اتوغل بعد داخلا، في فناء حوشنا الفسيح ما زلت، واقفا ... وانا اتامل كوني اخيرا في حضرة امي يطيب الوقوف، مهذب اماما يكون الكلام .... لمحت امي قادمة، تسبقها اشواقها، وتخنقها الدموع... وما ام صارت المسافة بيننا حوالي المترين وانا لهفة للاحضان، والدموع تبللني ... وقفت تماما، وصفقت حنينا، وغنت .... بركة الجيت، بركة الجيت ... ورددها بصوت رخيم، مع الصفقة الحارة: بركة الجيت بركة الجيت، ولانها ام لم تقل: عسل انت وبسكويت ... لو كانت تستطيع ان ترفعني لاعلى كما فعل اخي لفعلت، وغبنا في الحضن العميق .... حضن انساني، حضن امي، حضن نساني الترحيل، والكشة، ومعاناة غربة بليدة، وها انذا اعود انسانا كامل الانسنة، مليحا، وخفيفا ومبتهجا.... ياخ حسيت اني وقد ذدت طولا ووزنا وارتفاعا... سنة !!!! كلما طاف ناظرني بامي اسلم، واقوم تاني ادمع ... في النهاية اجلستني بجانبها، وقد عدت طفلا، بلا هموم ولا دموع ولا غربة... عدت ابنا لهذه الاسرة العظيمة، في حضرتها الان... كل شيء جميلا ورائعا ... سرعان ما اكتمل عقد الاسرة، جاءت اخواتي، اخواني، وابناء اخواتي واخواني ، وبناتهن... جاء اطفالا صغارا لم اراهم من قبل ولكني عرفتهم... ولعت عشة اختي النار وشربنا شاي الصباح، وشربت اولا كباية شاي سادة تدشينة، قبل شاي الحليب، وهذا امر نفعله كاسرة، ها انذا افعله لاول مرة منذ سنين، قرضت رغيفة مع شاي الحليب، وكدت ان طالب بحرف كسرة في هذا الصباح البهيج، كل هذا وديكنا لم يصحى بعد... وكلما ما اعاين لواحدة من اخواتي، او واحدا من اخواني، او ايَّا من ابناءهم الكبار القى زولي ما ياهو، الحكومة دي ضعفت الناس كلهم، ا يا جماعة الحاصل شنو، واولع سجارة... لم اكن مدخنا عندما غادرتهم قبيل سنوات... لا شك انهم يستغربون لكوني اصبحت من غلاة المدخنين، وانا مستغرب للتغيير الحاصل ... استمرت جلستنا حتى بدأ اطفال المدارس في الاستعداد للذهاب لمدارسهم...
03-05-2017, 04:41 AM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
كانت تحلب الفيروس من دمي؛ دمنا؛ وتسقيني؛ تسقينا اللبن؛ الساقية؛ وانا الشاب اللبني؛ رعفت رعفت رعفت فسال اللبن من انفى انهارا؛ الفيروس يجتاح بوابتي من جديد؛ وتخثر ما تبقى من لبن؛
03-05-2017, 05:56 AM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
ربتنا وابوي؛ على العفاف والكفاف؛ بدأت تجارتها نهاية السبيعات؛ وانا بعد صبي في ذات مدرستي الابتدائية؛ ارتحت من الذهاب للبيت للفطور؛ اصبح الان واخوتي الصغار فطورنا في المدرسة ومجاني؛ لاحقا وانا في المتوسطة ولحدت ما تخرجت من القراية؛ واغتربت.... ما زالت تاجرة؛ تذهب لبحري؛ وفي وقت عزت فيه المواصلات كانت تقطع المسافة من الحلة لحدت الجيلي؛ اكتر من ستة كيلو؛ حيث المواصلات وفيرة... تصل بحري؛ تشتري الطماطم والدكوة والبصل والجرجير والفلفلية والباذنجان؛ والبامية؛الخُدرة؛ وكل الخيرات... وتقوم باكرا جدا؛ وصويحباتها؛ اخواتها؛ الحاجة امنة؛ الحاجة فاطنة؛ صلحة بت عشة؛ ام بليل؛ وعمتنا الصفا؛ واخريات؛ يفرشن خيراتهن في سويق بسيط جنب الجزارة؛ ويتونسن؛ ويفطرن ؛ لاحقا عندما طلبنا منها ان ترتاح؛ بعد ان تيسرت امورنا قليلا؛ وانا تخرجت وجيت عمرة كمان... رفضت رفضا باتا؛ واقنعتنا ان العمل ليس من اجل كسب مادي؛ ولكنه قيمة انسانية في حد ذاته؛ يا سلام علمتها الحياة؛ فهي استاذتنا الجليلة... في اخر عام دراسي لي لن انسى ابدا ان ذهبت معي باكرا لتاجر الدهب؛ في سوق بحري عمنا عبدالرزاق... وتصرف غويشتين ثمينتين؛ اشتريت منها ما زلت اذكر مية دولار بنات حفرة؛ وحولت 300 دولار حسابي؛ وتصرفت في بالباقي حتى وصلت المنصورة اذكر ان قال لها ابنها الصديق الفكي؛ صديق الاسرة؛ يا عمتي ليه تصرفي الدهب دا؛ اما من طريقة اخرى واعطاها اقتراحا؛ قالت ولم تزد: يا ولدي انا باقية لي سنة واحدة؛ باكر بتخرج ولدي دا وبزيل الغبار؛ ما زلت اخحول لاكثر من عشرين عاما؛ ان ازيل الغبار؛ انجح احيانا؛ واخفق احيانا؛ ولكني لم ازل احاول؛ وساواصل؛ فهذا دين في رقبتي ليوم الدين؛
يالها من كريمة وعفيفة؛ الم اقل انها ربتنا على العفاف والكفاف؛ يا الله يا امي؛
03-05-2017, 07:23 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063
هلا بالدكتور الصديق؛ ياسر الشريف؛ تصدق ظلت فكرة الكتابة عن امي تلاحقني منذ اكتر من عشر سنوات؛ ولكني أُجل التنفيذ خوفا من ان تاتي العبارة اقل من قامتها عندي واقصر؛ فتخذلني اللغة؛ تلك التي تظل ابدا عاجزة عن التعبير عما في دواخلنا من فيض وحب ومشاعر؛ وحاجات تانية؛ لا توجد حتى كلمات تواززيها او تقترب من اغوارها تلك العميقة؛ اللغة عاجزة اذن؛ وانا عاجز؛ ولكنه دين؛ ومحاولة المقل؛ فكل امانيَّ ان تقترب الاشارة وتوضح؛ ان اعيتني العبارة او فشلت في توظيفها ... او حتى جلبها؛ تسلم يا دكتور يا كبير؛ خليك قريب؛ ساواصل.... انها قصة حياة انسان بذل حياته كلها لاسعاد اخرين؛ انها قصة امي وامك؛ وكل ام... ..............
03-06-2017, 07:52 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
كانت جلستنا وامي في ضل الضحى؛ تستمر من صبحا بدري؛ حتى قبيل الفطور بمسافة ان ننتقل من من ضل ضحانا الى راكوبة امي؛ انام غالبا وانا بعد صبي في جزء من الحوش اسمه باسمي حوش مضوي ما زال؛ امي تكون قد مرت حول سريري مرتين تلاتة؛ قبل ان اقوم من النومة البقيت اجرها شوية خاصة بعد ان ذهبت للدراسة في مصر؛ وتعودت على السهر؛ واصلا بكون في الاجازة ماطي السهر؛ واخر من يغادر من ونسة الاسرة كل ليلة ؛ التي ما زالت تنعقد من اكتر من اربعين عاما حتى الان؛ من الصباح قبل شروق الشمس تشرب الاسرة كلها شاي الصباح؛ في فسحة في منتصف حوشنا الوسيع جدا؛ تحتفظ عشة اختي لي بشاهيني في حفاظة محترمة تخدمني طوال اجازتي التي ربما تمتد لشهور؛ وبعد ترجع لمكانها المعهود في دولاب العدة؛ عشة تحول العناقريب الي ضل الضحى؛ انضم لامي في عنقريب بمخدتو؛ بعد الحمام الذي هو في ركن بعيد من حوشنا؛ حتى عندما جاءني صديق قبيل سنوات قليلة؛ ملئت له الابريق ماءا؛ واشرت ناحية الحمام؛ علق قائلا: حمامكم دا عاوزلوا رقشة؛ ارجع بايريقي واخد معاي فرشة اسناني؛ التي اضعها في مكان معلوم في شجرة ظليلة في حوشي؛ ما زلت افعل؛ اسلم على امي حارا وانصم لمجلسها؛ غالبا ما نكون لوحدنا؛ كل مرة معجوني انشف اصب عليه شوية موية؛ عشة تجيب كباية شب مليانة ليمون بارد؛ واخرى لامي؛ اتحرك على بعد خطوات من امي انظف اسناي واغسل وجهي؛ واقطع كباية الليمون في فد نفس؛ تجيب عشة الشاي؛ وشوية للقيمات او حرف خبر؛ حتى الان المدام تاتي لي بكباية الشاي؛ وكيس الرغيف؛ تكون ونستنا وامي قد توغلت؛ وهاجت؛ امي السمحة... قد تاتي لي عشة بجريدة امس ان لم اكن قد قراتها؛ وربما كتاب؛ او مجلة؛ عين في ما قرا؛ وكل القلب مع ست هناي؛ امي.. عشة قد تاتي لامي بخدرة لتورقها؛ اعرف اليوم ان غدانا خدرة؛ او بامية؛ لتقطعها؛ او اسود؛ قعدتي الصباحبة تكشف الغداء؛ ولو جاءت ببطاطس مثلا اعرفا ان الفطور فيهو مصقع؛ ولو خفست عشة برة اعرف انها ماشة الدكان لجلب فول او عدس واوبيض؛ خلاص يكون ضل ضحانا قد انجمع؛ عشة تكون رتبت الراكوبة للقادمين انا وامي او اي فرد كان حاضرا... يمة خشوا جوة الراكوبة الشمش جاتكم؛ تكلم عشة امها؛ نتحرك نحو الراكوبة غالبا ما اخد معاي مخدتي؛ وكتابي؛ او مجلتي؛ لم تكن لقاءاتنا ضل ضحى؛ ولكنها الدنيا... في الراكوبة نفطر؛ واقش شنبي؛ اغسل يدي في نفس عنقريبي بس على الجانب التاني ؛ وبنفس الكوز البشرب بيهو؛ ونشرب شاي الفطور؛ وقد تستمر جلستنا قبيل الغداء؛ ممكن ادقس عديل كدة في راكوبتنا دي؛ وقد اخفس؛ هنا ولَّ هنا؛ ولكني اعاود للراكوبة التي اقضي فيها معظم اليوم؛ بصحبة امي؛ دي اجازاتي كدة؛ ساعود
03-17-2017, 08:27 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
امي تاجرة؛ وعندها مداخيل.... حتى انتهيت من دراستي الثانوية لم أكلف اهلي مبالغ ذات بال.... شأني شان جيلي في كل السودان... نحن تعلمنا مجاني... وكنت اشتغل في الاجازات فقد شتلت البصل وانا بعد طفل والطماطم.... وقلعت البصل وانا صبي واشتغلت يوميات في الزراعة وطلبة اشيل الطوب ومواني (نسبة للمونة) لا يشق لي ملطم.... فكنت ادبر مصاريف دراستي من لَبْس وحق الفطور وبعض مواصلات.... وعندما تم قبولي للدراسة بمصرا التي هي أخت بلادي وشقيقة، عاد مصاريف مصر دي ما قبل لي بها فكنت اشوف محتاج لي كم واوسط بخيتة اختي لتباصر من أمي فأنا لم اطلب يوما من أمي مبلغا مباشرا... وذلك من شدة حياءي من هذا الملاك ولَم تخذلني يوما.... فلولاها مااكملت تعليمي الجامعي... واذكر صورة حفل تخرجي بلبس التخرج ارسلتها لها وكتبت .... إنتي يا أمي صاحبة الشهادة الحقيقية فلولاك ما كانت... ولا كنت قد وصلت هنا... وواصلت حتى نلت شهادتي الدراسية.... حدثتني عشة اختي لاحقا ان أمي بكت من الفرح وارسلت للتمر ووزعته احتفاءا وفرحا.... لقد هزمت أمي الظلام وأنارت لنا طريق الحياة.... يا لها من سيدة قديسة وزاهية وودود....
ساعود
03-17-2017, 08:28 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
يوم زفافي عريسا كانت الاجمل في الاحتفال لم أراها يوما بهذا البهاء ما زالت صورتها رغم مرور الأعوام محفورة في أعماقي تملاني بهجة وسرورا كانت تنتظر أعواما لهذا الْيَوْمَ ويومه اكتماله كانت كالبدر اكتمالا وحيوية وجمالا هذه اللوحة البديعة لامي الوسيمة مازالت تضي حياتي وتنير لي الطريق استدعاها كلما ادلهمت السنين امامي وتقيحت الروية وعم الظلام شكرا أمي البهية النبراس
03-30-2017, 03:00 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
ايام عرسي البهيجة؛ ما زالت بالمناسبة اجتمع الاهل والجيران؛ لمشاعدة فيديوالاحتفال الذي تم في منزل العروسة الجميلة؛ كانت امي تحضر في الشريط وتشاهد العرسان والهجيج والغناء والفنان؛ والكل فرحان؛ رايت دموعها تسيل على خدودها الوسيمة؛ دموع الفرحة والابتهاج يُقال ان طعمها ليس مرا حتى؛ امي سيدة عظيمة؛ وانسانة عميقة الانسانية؛ سيدة لها رائحة التوغل في الحقول؛ تخاصم الذبول؛ وقد ظلت نضرة دوما؛ وشابة وجميلة؛ حتى كنت استغرب عندما يسالني احدهم!!!! العجوز كيف؟ لم اكن اراها عجوزا ابدا؛ منذ طفولتي الباكرة؛ وحتى كهولتي اللحقة كنت اراها ابدا (مقرشة) في ذات المحطة؛ تماما كما السيال والسلم؛ هؤلاء كما قال عنهم الاديب الطيب صالح فيما معناه؛ يعمرون طويلا رغم جور الطبيعة وظلم الحكام؛
امي مليون سلام يا اميرة؛
04-30-2017, 09:30 AM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
ما زلت اعتقد ان امي تخصني بحب خاص دونما ابناءها وبناتها الاخرين؛ كنت استكين لهذا الاحساس واتماهى؛ وفي لحظات تجلي شفيفة؛ سالت اخي بطريقة غير مباشرة ان كان يرى ان والدتنا تخصه بحب خاص اعترف لي الرجل؛ وسالت اخواني ؛ وباقي اخواتي... على مدى السنوات؛ فكل منهم او من اخواتي؛ يري انه البطل المبجل...
انها
امي.....
08-02-2017, 03:46 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
امي امها امنة بت احمد ود ابوعركي؛ وابوها؛ ابوعركي عبدالقادر النويري؛ كانت اطول النخلات في ساقية احمد ود ابوعركي.... واجمل شتلات ساقية عبدالقادر ود النويري.... هي بت النيل والجرف والخضرة وبت الشمش؛ هي الشمش؛؛؛
والقمر خالا وعمها؛
08-04-2017, 05:52 PM
عبدالمنعم الطيب حسن
عبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4511
امي ربت يتامي يفع؛ وزفتهم عرسانا وعروسات.... اذكرفي مطلع التمانينات ربما؛ وانا بعد صبي رأيت امي تغادر جمعا من المحتلفين بطهور احد ابناءها اليتامي؛ رايتها تقشقش في دموعها؛ سرعان ما ابتسمت وعادت لتجمع الاحتفال؛ قتا وقتها لعلها دموع الفرح؛ لاحقا اكتشفت انها حزينة لغياب اب هذا الفارس في ختان انجاله... لاحقا جدا؛ كانت اسعد سكان الحوش الكبير بزفاف هذا الفارس لبيت العدل.... وما بين طفولة يتاماها؛ وزفافهم/ن كانوا دائما في حضنها الدافيء... والله اكتر حاجة مستغربلها لا يوم الليلة؛ كيف استطاعت هذه الوسيمة؛ ان تحب وتعول وترشد؛ وتوجه كل هذا العدد الهائل من الابناء والبنات والاحفاد؛ واحفاد الاحفاد!!! وكيف استطاعت ان توفر لكل منهم مكانا خاصا .... يا لقلبها الكبير...
يا امي...
08-06-2017, 01:50 PM
Nasser Amin
Nasser Amin
تاريخ التسجيل: 02-07-2017
مجموع المشاركات: 3562
مرحبتين حبابك ناصر أمين هذا بوست العمرساتمهل فيه تمهل يليق بامهاتنا العظام سابثه لواعجنا انحناءاتنا والمقام لجيل راضع حليب الحب والأمنيات وصعب الفطام نلتقط الإشارة ان صعب الكلام لامهاتنا كبير الحب وكل السلام ........ خليك قريب يا حبيب؛ من ندى الصباح وشذى الازاهير وفوح الحليب؛
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة