التاريخ العجيب 8 اغسطس 2016م ضاعت وتناثرت نضالات شعوب الهامش هباءا منثورا وخم المصالح كل القوى السياسية السودانية التى بدورها استفادت ايضا من انتصارات تلك المجموعات المسلحة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفورفتسلقت سلم النظام عبر بوابة المعارضة المخطط الجهنمي الذي وضعه جهابذة النظام مع الصادق المهدي في عباءة المعارض لقيادة خارطة الطريق المسدود والتي لم تحل مشكلة السودان اصلا لآنها اعادة استنساخ الموجود بصورة اخرى اكثر بريقا ولمعان وأن فرية الهبوط السلسل موسيقى سنفونيا كانت هي الصوت للموسيقى التصويرية للفلم الذي اخرجة النظام للبطل الهمام الصادق المهدي الذي نجح بجدار في تفكيك الجبهة الثوري وترويض المعارضة السودانية لصالح نظام المؤتمرالوطني . لا نملك تفاصيل غير قراءاتنا لواقع الاحداث بتتابع كنا ومازلنا نقول الصادق المهدي هو عراب النظام الحاكم في السودان وهو مرشده وراعيه ولقد احسن توظيف نفسه في كيفية المحافظة على النظام حتى تاتي فرصة استلامه من جديد رئاسة الوزراء بمعني تسليم وتسلم اللعبة كلها ( لعبة الكاراسي المعروفة في نظم حكم السودان بين نفس النخبة عسكر ومدنيين ) كلها ليس فيها وطنية او حرص على الوطن ولأن الوطن في نظرهم غنيمة والسلطة هي الاساس والغاية ولم يكن الصادق المهدي مخطئ في مناصرته للنظام القائم لأنه امتداد لمشورعه العنصري العروبي الاسلاموي . لقد تم التوقيع على خارطة الطريق المزعومة بقيادة الصادق المهدي مهندس اللعبة السياسية منذ ان كانت خطاب البشير عن الوثبة في 23 مارس 2014 والذي حوى كل المضامين والسياقة من الحوار الوطني إلى خارطة الطريق التي كان قد رفض نفس الناس التوقيع عليها في مارس الماضي 2016م ماذا حدث ؟ البشير يشارف على مفارقة السلطة لم يعد يقوي على شيئا ولقد ادى دوره في تنفيذ برامجه العنصرية والتي هي اصلا مخطط حكومة حزب الامة قبل تسليمها للعسكر في 30 يونيو 1989م الانقلاب المخادع الذي اوجد حكومة مجرمة بكل المقاييس . ثامي امبيكي رجل استثماري وله مصالح كثيرة مع وجهاء وقيادات في السودان فهو يشعر بانه لن يتقلد اي وظيفة من هذا النوع ثانية لفشله في إدارة الملف السوداني بحيادية ونزاهة بل شوه سمعته في الآمم المتحدة بظهروه كتاجر يتكسب من وراء قضايا السودان الخلافية ويهمل أو يهضم القرارات الاممية دون مبرر ويميل كل الميل الواضح لصالح نظام الخرطوم ولا يابى للمضار التي تلحق بشعوب الهامش وظل يماطل ويمدد امد المفاوضات والتي تجاوزت كل القرار الاممية التي سقطت دون ان تحدث مفعولها ويهمه جدا عدم تغيير هذا النظام لأنه يستفيد من وجوده وكان الرجل ياتي من اديس ابابا إلى الخرطوم عقب كل جولة مفاوضات فاشلة بروح معنوية عالية قبل ان يذهب إلى دياره فيسكن عدة ايام متواصل مع الحكومة السودانية وبعض قيادات المعارضة حيث الحبكات تمت والتفاهمات تمت ثم ظهرت اشاعة الضغوط من المجتمع الدولي كذبة يصدقها السفهاء والحقيقة غير ذلك لأن خارطة الطريق المزعومة عمل كيزاني خالص وليس فيه اي ضمانة لأي جهة تتصور ممكن ان تضغط على النظام كي يتنازل عن جزء من برامجه نقصد النظام القائم الاحادي التوجه بنفس النظرة ونفس الفهم ولو جاء الصادق رئيس وزراء لن يتنازل النظام والدليل عدم قبوله لأي تعديلات على خارطة الطريق لأنه هو المالك لها لأن لو كانت هناك اطراف دولية او ضغوط دولية لتجاوبت مع مطالب نداء السودان المكون من اطراف حقيقية لنزاع السودان . لقد عرف النظام تعطش الكثيرين من سماسرة السياسة الانتهازيين وقيادات الاحزاب السياسية ونهمهم للسلطة ورمي لهم الطعم الدسم فاكلوه كلهم بما فيهم قيادات المجموعات المسلحة لا ندري كيف نصفهم لا نستطيع ان نقول انه غرر بهم لأنهم ليس اطفال كان لديهم شعارات ومبادي قوية متمسكين بها استشهد من اجلها الالاف من السودانيين اظنها راحت شمار في مرقة ولا نستطيع ان نقول انهم هزموا عسكريا لأن الجيش الشعبي مازل في قمة انتصاراته على كافة جيوش النظام في الخرطوم لكن امرهم محير وترك تساؤلات تحتاج اجابات منهم هل يفندون لماذا الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق لستة سنوات عجاف وما هو الثمن المتوقع من بعد التوقيع على خارطة الطريق اجباري بدون تعديلات تراعي مصالح الاطراف الاخرى ؟؟؟ . وقعوا على خارطة الطريق بدون ان ينظروا امامهم ان في الطريق ضمانات للعبور إلى الجانب الاخر أم لا امبيكي والآلية افريقية قرار اممي لغرض معين واعتقد في اي لحظة طالما المسألة اصبحت سودانية سودانية وفي قاعة الصداقة داخل عاصمة السودان الخرطوم وبرئاسة البشير حاكم السودان رجل الشرعية الرجل الذي قال لأوكامبوا في قرار المحكمة الجنائية الدولية للقبص عليه وتسليمه للمحكمة في لاهاي ( بلوا واشربوا ) الرجل لا يعترف بأي مواثيق ولا حتى بالامم المتحدة يسافر جنوب افريقية ويرجع السودان سالم غانم نستطيع ان نقول كل البيانات التي صدرت من الصادق المهدي ونداء السودان وغيرهم فرقعات مهرجان التوقيع وانتهت على صفحاتها حبر على ورق. اكان للحركة الشعبية شعارها المهم جدا وهو الحل الشامل ذهب في مهب الريح لقد استفاد منه القيادات الحزبية الشمالية واستخدمت نفس الشعار في حيثيات خطابها لتاخذ هي الفرصة وتدخل الخرطوم وتشارك المؤتمر الوطني في السلطة لحين حصول الحركات المسلحة على مشروعية اللحاق بهم وعلى الحركة الشعبية أن تتفاوض او لا تتفاوض مع النظام والنظام له استراتيجياته في التعامل مع ملف المفاوضات التي تعتبرها هي كانت واحدة من تديد عمر النظام لأنها اوجدت حالة الترقب والانتظار بين الفينة والاخرى . بعد أن استطاع النظام امتصاص المعارضة الدالخلية وخمد ثورانها يستطيع تطويع المفاوضات وتمييعها حتى تصب كل النتائج لصالحه ولديه المقدرة للسعي إلى زيادة تصنيف المجموعات المسلحة وقد ياتي بقوة اجنبية متحالفة مع النظام او اي نوع من الخبث السياسي ويضرب عليهم حصارا قويا بقصد اضعافهم لأن البنود الخاصة بالحوار والمفاوضات بين المنطقتين والحكومة عائمة . وقد تستمر الكارثة أن الحكومة ستتخذ نفس السيناريو الذي حدث في 6 يونيو 2011 م لتجريد الجيش الشعبي من السلاح وتسريحه وهذا ما لا يرغيه جماهير الجيش الشعبي المطلوب سلامة الجيش الشعبي واحتفاظه بقوته كضمانة لأي اتفاق بين الطرفين لمدة كافي تمكن مواطنين جبال النوبة الاطمئنان على حصولهم على كافة حقوقهم التي حاربوا من اجلها . هذه الفقرات التطمنية لم يرد ذكرها في خارطة الطريق ولم يشار إلى اي حقوق جوهرية لشعب جبال النوبة وهذا ما جعل الكثيرين من ابناء النوبة يعتبرون ان قضيتهم بيعت وجير نضالهم لصالح اخرين والمحتمل ان تقوم حكومة المؤتمر الوطني من ناحية اخرى استخدام سلطاتها الدستورية مستندة لما بعد الحوار الوطني والتصديق على قرارات الحوار الوطني السعي لتجريد المجموعات المسلحة برمتها بذريعة تحقيق الامن والديمقراطية والمشاريع التي سوف يفجرها النظام بمعية انصاره مثل الانتخابات الولائية والبرلمانية وغيرها من المشاريع امتوقع قيامه في نظرية الوثبة . ولكن هل هذا ممكن أم ستكون الحرب اكثر ضراوة ؟؟؟؟ لأن المجموعات المسلحة وعلى رأسهم الجيش الشعبي لم تحصل على حقوقها التي ناضلت من اجلها فهي مؤمنة بقضايا جوهرية تمس كرامتها وأرضها ووجودها كإنسان في وطنه لذلك الموت اهون لها من ان نخضع لأي جهة كانت او تضع سلاحاها هكذا بدون مقابل مرضي لها ويلبي رغبات شعبها . في ظل استمرار الوضع السيادي السياسي الرئاسي التحكمي الاحادي التوجه في الخرطوم دون تغير في تفكيك الدولة واعادة هيكلتها بالطريقة التي ترضي كل مواطن ويطمح إليها كل السودانيين الشرفاء وفقاً للشعار المعروف بالسودان الجديد فأن السودان سيظل يسبح في برك الدم والتشتت سنين طويلة حتى يقدر الله امرا كان مفعولا. الصادق المهدي في جولاته وصولاته خطط وعمل حتى وصل إلى هذه النقطة حين يصدر البشير مرسوما رئاسيا بتنصيبه رئيسا للوزراء واي معارضة تاخذ نصيب من السلطة قدر حجمها المجموعات المسلحة في مفترق الطريق بين التسليم والحرب من جديد ولا احد يريد الحرب لانها هلاك لكل بني الوطن لكن نرجو ان تكون هناك فئة يدعون إلى الخير . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة