الوطن على ( قارعة ) الطريق- lrhg

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2016, 10:56 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوطن على ( قارعة ) الطريق- lrhg

    10:56 PM August, 09 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    محمد حسن عربي

    إن هذه الخارطة بقدر ما اراقتها من مداد لن تكون مسارا مامونا لتفاوض متكافئي ذات مصداقية ما لم يصل النظام بنفسه إلى أن موعد الرحيل طوعا قد حان وبما أن هذه القناعة ليست محلا للاعراب عنده فإننا سننتظر طويلا على قارعة الطريق.

    عندما غادر الرئيس عمر يوسف الدقير الخرطوم متجها لباريس فى 17 يوليو 2016م كنت اتجاذب أطراف الحديث مع أصدقاء ممن جمعتنا بهم الأيام سنوات الدراسة الجامعية فى مؤتمر الطلاب المستقلين وفرقتنا الأيام بين اللذين اختاروا المنافى، واللذين اختاروا العمل خارج الخرطوم و اللذين تفرقت بهم التنظيمات والأحزاب والحركات فى داخل الحوش الكبير الذى كنا نسميه يوما بقوى السودان الجديد. عندما تجمعنا وسائل التواصل الاجتماعى أو مقادير الأمور وجها لوجه يحضر الوطن بتفاصيله المتنوعة فى النقاشات و الونسات، لذلك كنت محظوظا بالجلوس مع أصدقاء لم تكتحل أعيننا زمانا برؤياهم وما بين الحروف المشتاقة تسللت المخاوف و الامانى فى وقت واحد لتنسج النقيض الذي عرفه علماء الكيمياء بأنه الحيرة. الحيرة فى السياسة هو التقاء المخاوف والامانى وقال عنه أحباب ( النقد ) انه التناقض وقد كنت وقتها محتارا فى مهمة الرئيس وهو يحزم حقائبه متجها لاجتماعات المجلس القيادى لنداء السودان، ماذا سيواجه هناك، ولم أكن محتارا فى ماذا سيفعل هناك لأننى كنت واحدا ممن وضبوا بضاعته قبل أن يحملها إلى عاصمة النور.

    نداء السودان 2
    منذ أن قمعت أجهزة أمن النظام ومليشياته الدموية انتفاضة سبتمبر، وبالتحديد منذ إعلان البشير عن مبادرته للحوار التى عرفت لاحقا بحوار الوثبة، والمعارضة المدنية والمسلحة تنفق من الوقت و من الفكر و من ساقط القول ورفيعه حول الحوار ما لم تنفق ربعه فى النضال اليومى الملموس وسط ومع الجماهير ضد السلطة طمعا فى إسقاطها أو اجتهادا فى تغيير مسار العملية السياسية بالبلاد. عندما أطلق البشير حوار الوثبة كان فى حاجة ماسة إلى عوامل تساعد نظامه على البقاء، وعلى الصمود فى وجه الضغوطات التى ترتبت على مذبحة سبتمبر الدموية. على المستوى الجماهيري قالت الشوارع كلمتها وعندما تتحدث الشوارع بلغة واحدة و بالمداد الأحمر القانى فإن التاريخ يفتح صفحاته غالبا ليدون قصة رحيل جديدة تضاف إلى قصص رحيل الطغاة المفسدين.لقد كانت كل الحروف تكتب كلمة واحدة ( أرحل ) وكل المعازف تنشد اللحن نفسه ولم يكن للمؤتمر الوطني وجه يقابل به الشعب الغاضب الثائر إلا الوعد بأنه سينقلب على نفسه و سيكفر عن سيئاته وهذه هى الوسيلة الدفاعية الأولى فى كل لحظات الضعف عبر التاريخ الانسانى رفع المناديل البيضاء وفى رواية المصاحف على اسنة الرماح. كانت السلطة محاصرة بأسباب الثورة وكان واضحا أن السبب هو الغضب. الغضب من سلطة ادمنت وضع أثقال التزاماتها على المواطن. الغضب من نظام يرفل فى الدمقس والحرير فيما يفترش شعبه الأرض ويلتحف السماء ويقتات على الأمل والدعاء. سقته الإنقاذ الوعود فعاش على حلم الدولة الرسالية و المجتمع المثالى وعندما بزغت شمس الحقيقة لم تجد الأعين التى استيقظت من الحلم على أرض الواقع إلا العمارات التى استطالت وهو فى غفوته ولم يجد من مثالات المشروع إلا الشعارات متناثرة على قارعة الفساد و الدماء والقمع فكان الغضب بعضا من ردة الفعل التى لم تجد وسيلة لاحتواء آثارها إلا الوعد الكاذب بأننا سنعالج المشكلات بالحوار و بالاتفاق بين مكونات القوى السياسية دون أن يكون لهذا الوعد على الأرض اى أثر لأنه من فئة الكلمات التى تطلق فى الهواء لتنفجر فى الفضاء فكل ما هو مطلوب صدى الانفجار لا مفعوله وتلك هى قيمة القنابل الصوتية.

    تظاهرات 2
    كان النظام وقتها يسدد أيضا فواتير مخاوفه، ارعبته فكرة النسق الذى اختطف زين العابدين بن على و مبارك ومن بعده مرسي و على عبدالله صالح و القذافى و بشار الأسد. بالنسبة لهم لم تكن ثورات المنطقة عملا عشوائيا يختار ضحاياه من الدكتاتوريين فى المنطقة كيفما اتفق بل كان عملا منظما يستهدف الرؤوس فيقطعها واحدة تلو الأخرى ولم يكن للنظام ما يبرر طمأنة نفسه بأنه بعيد من هذا السيف فكل المؤشرات تقول ان اكثر الأنظمة عرضة للاسقاط هو نظام المؤتمر الوطني فى السودان لذلك كان النظام مستعدا لإبرام التسويات مع الفاعلين الدوليين والاقليميين مقابل هدف واحد هو الإبقاء على السلطة ونحن على استعداد لدفع الثمن، فمهما كان المقابل يعتبر طالبه غالى و الطلب نفسه رخيص.
    لم تكن نتائج الدعوة إلى حوار الوثبة متواضعة، بل جنى النظام من وراءه ثمارا سريعة إذ تسببت الدعوة إلى الحوار فى الإطاحة بوحدة المعارضة، فالاسلاميين المعارضين تحت مظلة تحالف قوى الاجماع وجدوا فيها السانحة الأمثل التى تعيد إليهم سلطتهم المفقودة والصيغة المثلى لتجنب جماعة الإخوان المسلمين في السودان مصير اخوتهم فى مصر، كما أن الدعوة صادفت هوى بل مجرى الخط السياسي لحزب الأمة أكبر أحزاب المعارضة المدنية الذى كان ينادى منذ اتفاق نداء الوطن بالحل السياسي التفاوضى وهكذا وجدت المعارضة نفسها مطالبة باتخاذ موقف من دعوة النظام الى الحوار مع النظام لان العمل السياسى يلزم الاحزاب باتخاذ المواقف كما كان عليها مواصلة مسيرة انتفاضة سبتمبر.صحيح لم تنخرط المعارضة فى حوار الوثبة وصحيح لم تنضم إليه لكن الأصح أصبحت المعارضة تنفق وقتا طويلا فى رمى الحوار بالطوب والحجارة بدلا عن رمى النظام نفسه بهذه الحجارة. فى الوقت نفسه صادفت عملية الحوار هوى اللذين يشعرون بالقلق على أوضاع حقوق الإنسان في البلاد من رجال ونساء المجتمع الدولى إذ ازاح ذلك عن كاهلهم عب التعايش مع نظام يقمع بسخاء منقطع النظير شعبه ويرقص مع القلقين الحانهم المفضلة فى سوق الخدمات الأمنية العالمى ، وإذ أبدى النظام استعدادا للحوار فإن تلك كلمة مفتاحية تصطاد العصافير كلها بطلقة واحدة ولا بأس من تكرار السيناريو القديم الإبقاء على الأمر نفسه و إعادة تشكيل المشهد بألوان مختلفة قد تمنح المنظر بريقا يخفى تصدع البناء.
    فى الفترة التى كان النظام يحاور فيها نفسه بقاعة الصداقة لم تكن فى الواقع ثمة مشروع نضالى معارض واضح المعالم إلا فاعلية حركات المقاومة الشبابية و حركات المقاومة المسلحة التى نشطت منذ 2010 لتملا فراغ المعارضة، وفى ظل تشتت المعارضة وعجزها لم يكن هناك من أسباب موضوعية لحمل شعاراتها محمل الجد بالنسبة للمجتمع الدولى بل وبالنسبة للنظام ايضا، لذلك كان خيار الحوار حلا مقبولا وموضوعيا عندهم غير أن مثل هذا الحل كان يصطدم بعقبات عدة فالمقاتلين فى حركات المقاومة المسلحة معادلة بحاجة إلى حل فهم مثل حركات المقاومة الشبابية فاعلين سياسين يمارسون العمل السياسي المدنى و يقاتلون على مستوى المثالات وليس بموجب قوانين السياسة ومعادلاتها المكتبية، كما أن كثير من القوى الغوغائية تفضل الشعارات على العمل لانها لا تستند على قاعدة من أدوات الفاعلية السياسية و النظام نفسه يعتبر من العقبات إذ أن شهوة السلطة التى تتملكه تحول دون أى عملية تفاوضية قد تنال بصورة جدية من سلطته تلك ، وفى ظل هذه المعادلة الصعبة برزت الحاجة الملحة إلى أحداث اختراق فى صفوف المعارضة من شأنه أن يمنح المشروع المعارض زخما أكبر و قوة نسبية تمكنه من أن يكون فارسا بسيف من حديد فى المشهد السياسي.
    جاء تحالف نداء السودان بمثابة الاختراق المطلوب. لقد كانت واحدة من أسباب سلبية المعارضة وضعفها هو التفرق فى التحالفات الصغيرة التى لا تتسع لكل الوطن. تنقسم المعارضة إلى مدنية ومسلحة ولكنها فى الواقع تعبر عن المصالح الاجتماعية لمختلف مكونات المجتمع السودانى. المعارضة المسلحة تنشط فى الهوامش والمدنية تتواجد بالمدن غير أن المدنية لم تستطيع تحريك الجماهير. فى أفضل الأحوال تتحرك معها، والمسلحة قوبلت بضغوط سياسية و عسكرية ولوجستية لمتغيرات إقليمية ودولية لذلك لجأت معظم هذه الاحزاب لنداء السودان لا لتستقوى ببعضها البعض وهو هدف مشروع بل لتتعامل بإيجابية مع رهانات المستقبل الذى ينتظره الناس بعد سقوط النظام ولأول مرة يكون هناك تحالف واسع ومرن يضم الأحزاب المدنية والمسلحة بهذا الشكل وكان المأمول خاصة بعد المقاطعة الواسعة لانتخابات 2015م أن يمضى قدما فى اتجاه تطوير نفسه وتفعيله وسط الجمهور غير أنه قوبل بمشكلات عدة قد تنال من فرص كونه الحصان الرابح فى الرهان.

    نداء السودان
    مشكلة نداء السودان الأولى تمثلث فى انه كان تحالفا لتحالفات قائمة أساسا تتمثل فى الجبهة الثورية و تحالف قوى الاجماع الوطنى و مبادرة المجتم المدنى بالإضافة إلى حزب الأمة. لم تأتى مكونات قوى نداءالسودان إلى التحالف الجديد بيضاء من غير مشكلات داخلية و الأهم كانت تلك المكونات تتبنى خطوطا وآليات سياسية متباينة و متنوعة فالجبهة الثورية تقاوم النظام بالعمل المسلح وتسيطر بالفعل على أجزاء واسعة من البلاد تتولى حكمه وإدارته بالفعل، و تحالف قوى الاجماع الوطنى يتبنى العمل المقاوم السلمى، صحيح أنه فى سياق المقارنة والفاعلية مع الجبهة الثورية يبدو عاجزآ عن تفعيل هذا الخيار وعن استثمار السوانح والفرص كما حدث فى سبتمبر إلا أن قوى الإجماع تمثل صوت المعارضة الأكثر وضوحا و ارتفاعا فى السياسة اليومية رغم ضجيج بنادق الجبهة الثورية لاعتبارات كثيرة، فيما يفضل حزب الأمة وبشكل واضح الانتقال المتفاوض عليه منذ أن قرر الصادق المهدي التخلى عن التجمع الوطني الديمقراطي والعودة للداخل فى اتفاقية نداء الوطن عندما كانت المعارضة تقاوم النظام تقريبا من المنفى.
    إشكالية تحالف التحالفات هذه لم تتم مواجهتها بشفافية، كما أن عمل نداء السودان لم يطبخ على نار هادئة إذ لم يسبقه عمل تحضيري تجعل من التحالف الجديد المعبر عن الإرادة الجمعية لمكوناته على مستوى الجهر و الباطن بل نبت تحالف نداء السودان فى عملية ولادة دون أن تكون هناك فى الواقع عملية حمل واضحة، وقبل أن تتم مواجهة وتقييم تجربة ميثاق الفجر الجديد التى فشلت بعد التوقيع على الأوراق وقبل جفاف الحبر. كانت عودة حزب الأمة لنادى تحالفات المعارضة من الباب الخلفى فعلا مفاجئا فحزب الأمة ومنذ تجربة التجمع الوطنى الديمقراطي لم يكن محلا لارتياح بعض مكونات قوى الإجماع لنهجه السياسي، وتعتبره بعض الأحزاب مؤهلا أكثر من غيره *للتسوية* مع النظام وتقاسم السلطة معه على الرغم من أن الحزب الذي يقوده الصادق المهدى لم يتورط كمؤسسة فى المشاركة فى مؤسسات النظام مثل نظرائه فى التجمع الوطني الديمقراطي، غير أن هذه الصفحة البيضاء ملوثة عند أصحاب الغرض بقابلية افتراضية للمشاركة تنال من ثوريته فى مقابل براءة لأحزاب شاركت النظام موائده السلطوية و خرجت تلعن طعامه.
    كان التحالف مع الجبهة الثورية محلا لنقمة نادى النخبة المركزى الذى يحتكر السلطة والمعارضة معا، فالاحزاب العروبية لا تنظر إلى العملية السياسية بمعزل عن خلفيتها الايدولوجية التى لا تر فى الحراك المسلح إلا خطرا داهما على مشروعها السياسي وبرنامجها وهى أحزاب لا تحسن إخفاء ما تدخره للمناطق المهمشة من مصير لا يختلف نوعا عن بضاعة الوطنى التى تسقط عليهم من السماء براميل متفجرة و بارود، لذلك جاءت ردة فعل تحالف قوى الاجماع مختلفا من حزب إلى آخر وفقا لمصالح كل جماعة وتبعا لرؤيتها الشاملة للسودان لا تكتيكاتها المعارضة فحسب ومنذ اليوم الأول كان واضحا أن تحالف قوى الاجماع سيكون معوقا وحائلا دون نداء السودان وغاياته.
    *غايات نداء السودان*
    1.الهدف الأهم لتحالف قوى نداء السودان هو خلق قاعدة واسعة للمعارضة المدنية والمسلحة تقوم على التنوع فى وسائل المقاومة و التكامل بينها. ليس سرا المقاربات السياسية المتفق عليها بين قوى المعارضة المتمثلة فى *التغيير* واختلاف الوسائل من العمل العسكري إلى الثورة الشعبية السلمية إلى الحل السياسي. إن هذه الوسائل غير متعارضة وان كانت بذورا مختلفة ينبغى حصادها بحسن الرعاية و إحسان العمل وقد كان مأمولا أن يكون تحالف نداء السودان المظلة الأوسع للمعارضة إذ لم تترك خارج مظلته معارضا إلا واحتوته وهذه واحدة من معادلات القوى فى صراع شعبنا مع النظام إذ أن تشتت المعارضة واختلافها ينال من قوة العمل المعارض ويمنح النظام عاملا مجانيا للتفوق يتمثل فى صراع المعارضين فيما بينهم وقد كان إنجازا فى سياق هذا الهدف انضمام حزب الأمة و مبادرة المجتمع المدنى للتحالف الوليد.
    2. تواجه عملية الانتقال من نظام الإنقاذ الحالى إلى نظام جديد مخاطر ومشكلات موضوعية غير قاصرة على مشكلاتنا فى التجربة السودانية بل هى مشكلات موضوعية تواجه الفترات الانتقالية عادة. إن واحدة من ضمانات الاستقرار والانتقال السلس فى الفترات الانتقالية هى الاتفاق السياسي بين الفاعلين السياسيين لتعبر عملية الانتقال ووضعية التأسيس عن الإرادة الجماعية للشعب وقواه السياسية و قد كان نداء السودان استجابة مبكرة وذكية لمتطلبات مرحلة الانتقال وقد جاء فى ميثاق قوى نداء السودان الكثير مما يعبر عن أن هذا التحالف لا ينظر تحت أقدامه بل يتطلع إلى الطريق بأسره من أجل الوصول الآمن إلى وطن يسع الجميع ويسعد فيه الجميع.
    3. تكامل أدوات النضال السياسي ومواجهة النظام بفوهات وحناجر متفقة على الهدف نفسه. إن قوى نداء السودان فى الاصل أحزاب سياسية ذات حضور جماهيري كبير فى العاصمة والولايات، وبالتالى من المهم جدا أن تكون لهذه القاعدة الجماهيرية قيادة سياسية معبرة عن تطلعاتها و موحدة.
    تلك هى غايات نداء السودان غير ان هذه الغايات اصطدمت بالتقديرات الذاتية و المواقف الايدولوجية التى ضاقت عن تحقيق تلك الأهداف فمنذ التوقيع على ميثاق نداء السودان لعبت قوى مؤثرة في قوى الإجماع ادوارا كبيرة لتحجيم هذا العمل إذا فشلت فى وضع حد له، وقد تمثلت أسباب العداء المعلنة فى الآتى :
    1. إن تحالف نداء السودان سيختطف تحالف قوى الاجماع الوطنى وستكون كل خطوة إيجابية لتطوير نداء السودان خصما على قوى الإجماع وضد استمراريتها. إن من المؤسف حقا أن القوى المتمسكة بالجثة و تخشى دفنها ترفض محاولات انعاشها وإعادتها للحياة من خلال ضخ الأهداف نفسها فى جسم آخر أكثر فاعلية و أوفر حضورا وأوسع قاعدة وهو تحالف نداء السودان وهذه عقلية تقدس الوسائل والتكتيكات و تكفر بالغايات والأهداف وترتد عن المرمى. إن قوى الإجماع غير مستعدة و ليس فيها عمر ليقضم العجل المصنوع من العجوة.
    2. إن الجبهة الثورية تتبنى العمل السياسي المسلح وان قوى الاجماع الوطنى تتبنى العمل السياسي السلمى. إن هذا تبرير مخجل خاصة من حزب يحكم سوريا بالسلاح وحكم العراق بالسلاح بل تمثلت محاولته السياسية الأبرز في مقاومة نظام الإنقاذ فى الانقلاب العسكرى عليه فى بواكير سنوات السلطة. هو تبرير مخجل ومسئ لحزب شهداءه كلهم فى زمن الإنقاذ من العسكريين.هو أيضا تبرير مخجل من حزب كانت له قوات عسكرية بدولة إريتريا وقام بحلها وإعادة قوات مجد إلى السودان دون أن يقول لنا ذلك الحزب حتى الآن العمل المسلح ومضاره وهو تبرير مخجل فى حق حزب كان مساره يوما الثورة الشعبية المحمية والمعززة بالسلاح. هذين الحزبين لا يحملان السلاح الآن وهذه محمدة ولكن اياديهما تجيد الضغط على الزناد وإطلاق النار. إن التحالفات لا تبنى بين الأحزاب المتفقة تماما بل بين الخطوط المختلفة لاستثمار إمكانات كل حزب وقدراته ولاستيعاب آلياته فى بناء وتشييد الاستراتيجيات لذلك كان هذا السبب تبريرا لإخفاء الدوافع الحقيقية أكثر منه سببا موضوعيا لإدارة الظهر لتلك الغايات
    *أزمة ثقة*
    يعانى تحالف قوى نداء السودان من أزمة ثقة بين بعض مكوناته فبعض القوى تنظر شذرا لطاقية الإمام الصادق المهدي التى وضعها على رأسه مؤخرا، كما أن بعض مكونات الجبهة الثورية وان كانت تتفق فى الخط السياسي إلا أن تجربتها التحالفية أفرزت سوء تفاهم وعجز عن التفهم كانت خلاصته انهيار الثقة فيما بينهم، وهذه واحدة من الأمور المهمة التى واجهت العمل فى بدايته ومع مرور المياه تحت الجسر فى موسم الفيضان يبدو أن جدار عدم الثقة فى طريقه للتحول ليكون جدارا من عدم المودة والاحترام.
    *مسار الحل السياسي*
    هذا مسار لم ينشق عنه الطريق فى المنتصف ليبتلع جموع المتظاهرين في الشوارع. لم تفشل انتفاضة سبتمبر فى تحقيق إسقاط النظام لأنه رفع شعار الحوار على فوهات البنادق، ولكن الانتفاضة أخفقت لأن المعارضة لم تكن تنتظر تلك الهبة الإلهية فى ذلك الوقت فذهبت أحلام التغيير ادراج الرياح يومها. اعتمدت المعارضة فى نسختها المسماة بالتجمع الوطنى آليات متعددة منها المقاومة المسلحة و التفاوض. الحركة الشعبية كانت تقاتل وتفاوض فى الوقت نفسه. التجمع فاوض النظام فى القاهرة و من مكونات قوى الإجماع الحالية أحزاب ذات خبرة فى التفاوض مع النظام، و بعد انفصال الجنوب وإعادة تكوين المشهد السياسي لم تسقط المعارضة فى نسختها الحالية الحل السياسي بل لديها وثائق و أوراق تتضمن الرؤية و الشروط والهدف من الحل السياسي.
    *الجديد في مسار الحل السياسي*
    عندما أعلن النظام عن حوار الوثبة سارع تحالف قوى الاجماع الى الإعلان عن موقف من التفاوض تمثل فى القبول به وفق شروط اصطلحنا على تسميتها بشروط تهيئة المناخ. الموقف نفسه أعلنته الجبهة الثورية بإعلان موقف مماثل لموقف قوى الإجماع الوطنى، وعلى أساس هذه الرؤية الواضحة قام تحالف قوى الاجماع ممثلا فى رئيس الهيئة العامة فاروق ابوعيسي بالتوقيع على الميثاق المتضمن لآليات محددة من بينها الحل السياسي وفق الشروط المعلنة. ما الجديد الذى جعل بعض مكونات قوى نداء السودان أو الإجماع تتراجع عن تعهداتها المعلنة وتتخذ هذا الموقف الهستيري من المضى قدما فى الحل السياسي وفقا للشروط المعلنة؟ .
    الجديد فى تقديرى هو رؤية هذه الأطراف شجرا يسير. لقد كانت دعوة البشير للحوار فى خطاب الوثبة مشهدا مكررا فى مسرح العبث السياسى، غير أن ما أظهرته الآلية الإفريقية رفيعة المستوى من جدية فى ابتدار حوار مع النظام على أساس القرارين 539 و 456 جعل من الحوار أمرا واقعا وبالتالى خضعت المواقف المعلنة لامتحان المصداقية. لم تكن مصداقية المعارضة فى الحوار محلا لامتحان المصداقية لوحدها بل النظام نفسه، وقد برع كل منهما فى إظهار قدراته فى المراوغة فالحوار بالنسبة للنظام يحقق الأهداف الآتية :
    1. يقسم المعارضة. يعلم النظام جيدا ان الموقف من الحوار من شأنه أن ينقل معركة المعارضة معها إلى معارك فيما بينها فالخبرة الطويلة للنظام منحته حكمة أن إشغال المعارضة بنفسها تتطلب رفع راية الحوار وقد تحققت الغاية جزئيا فى أضعاف قوى الإجماع بعد انحياز بعض فصائله لحوار الوثبة.
    2. شراء الوقت. بالنظر إلى طبيعة النظام وتركيبته فإنه غير قادر على إنهاء حالة وضع اليد التى تربطه بالدولة من خلال الحوار، فالانتقال السياسي السلمى يتطلب إقرار النظام بفشله فى ادارة الدولة و فشله فى إرضاء المواطن وإقراره بعدم القدرة على فعل ذلك مستقبلا. يتطلب هذا الإقرار اتفاق الحلف الحاكم ممثلا فى الرئاسة و الامن و مراكز القوى الامنية و العسكرية والقبلية و الاقتصادية على ذلك. فى الواقع يظن النظام انه قد أنقذ البلاد و يعتقدون أنهم من الممكن الاستمرار فى وضع يدهم على الدولة و يتعاملون مع الكوارث باستراتيجية شراء الوقت لذلك ليس من المنتظر منهم التورط فى حوار ذات مصداقية.
    3. السير مع التيار. منذ قصف مصنع الشفاء مرورا بالجنائية الدولية والنظام يتعامل بجدية مع ما يسمى بالسياسة الدولية. إن الولايات المتحدة والاتحاد الاوربى يسبحان الآن فى تيار نهايته نيفاشا جديدة وهى معادلة ابقاء يد واحدة للنظام على الدولة فى الوقت الذى تطعم فيه اليد الأخرى الأفواه بعضا من فتات السلطة والثروة والنظام لا يرغب فعليا فى وضع يد واحدة فقط إنما يتطلع إلى وضع يديه ورجليه عليها غير أنه مجبر على السباحة مع التيار إلى حين.
    بالنسبة للمعارضة المدنية لم تعد نفسها لحوار ذات مصداقية نظرا لانها تدرك أن النظام نفسه لن يتورط الآن فى هذا الحوار، لذلك تتعامل معه كواجب منزلى ثقيل الأمر الذى تسبب فى هذا الموقف الهستيري عندما انتقل استحقاق الحوار من حقيبة الواجبات المنزلية إلى كرسي الامتحان.
    *قارعة الطريق*
    صممت خارطة الطريق لمواجهة قضايا الحرب فى دارفور والمنطقتين. القضايا القومية فى الخارطة قيل أنها ستبحث فى حوار الوثبة. هذه خارطة إعلان استسلام غير مشروط وليست خارطة طريق لابتدار حوار بناء و مسئول يحقق الغايات الوطنية العليا للمواطن وقواه السياسية. بناء على هذا التحليل تم الاتفاق على رفض الخارطة و أعدت المعارضة مذكرة باسم الملحق لسد ثغرات خارطة الطريق وبعد أن رفضته الآلية الإفريقية رفيعة المستوى عادت وقبلت به على مضض. قبلته على مضض لانها لم توقع على الملحق بل تعهدت فى مراسلات ارسلتها لقوى نداء السودان، بالتعامل معها باعتبارها إضافات جوهرية ستبحث فى الاجتماع التحضيرى بعد التوقيع على الخارطة المعيبة غير أن النظام من المتوقع أن يرفض تعديل محتويات الخارطة خاصة أن قوى نداء السودان متفقة على الآتى :
    1. إن توقيع القوى الأربعة على الخارطة ما هو إلا انتقال بالعملية السلمية من مرحلة المشاورات إلى الأعمال التحضيرية للحوار.
    2. إن الأعمال التحضيرية ستبحث فى اجتماع تحضيري باديس اببا يتضمن إعلان بالشروط و جدولة لتنفيذ الشروط و سيكون ذلك بحضور كافة مكونات نداء السودان.
    3. إن مسار خارطة الطريق لا علاقة له بمسار حوار النظام مع نفسه فى قاعة الصداقة وان قمة الاعتبار الذى يمكن وضعه لحوار الوثبة هو التعامل معه باعتباره رؤية النظام فى القضايا موضوع الحوار.
    إن هذه الخارطة بقدر ما اراقتها من مداد لن تكون مسارا مامونا لتفاوض متكافئي ذات مصداقية ما لم يصل النظام بنفسه إلى أن موعد الرحيل طوعا قد حان وبما أن هذه القناعة ليست محلا للاعراب عنده فإننا سننتظر طويلا على قارعة الطريق.
    وفى انتظار رد فعل النظام على التعاطي الايجابى مع تطورات مسار الحل السياسي يبدو أن قوى نداء السودان قد حزمت أمرها على السير فى مسارى الثورة و الحل السلمي بالتزامن، فالموافقة على التوقيع يعنى الالتزام التام بابتدار حوار بناء وهو التزام غير متوفر لدى النظام ويعنى أيضا أن قوى النداء لم تعد متمسكة بالشكلانيات بقدر ما هى معنية بالجوهر وبلا شك فإن تصميم هيكل إدارة نداء السودان يستوعب أهمية البناء والتظيم الجماهيرى لا لاستغلاله كعامل قوة ولكن لأن الرهان الذى لا يجب أن يغيب هو الإرادة الشعبية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de