الاهل والاحباب بسودانيزاونلاين وخارجها العيد مبارك عليكم ونسأل الله أن يعيده علينا وبلادنا بخير العفو والعافية
....
الحنين الى (مكان دفن الصرة ) يتوالد كل يوم ومهما تباعدة الامكنة يظل الانسان حبيسا لها وكلما مر عيد وانا غير موجود بين الاهل في تلك القرية المنسية مثلها مثل ملايين القرى اجد نفسي استرجع ملامح العيد هناك فقط حينها اشعر بأن اليوم عيد
ادناه بعض صور العيد والحياة في قريتنا كتبتها قبل سنوات ربما تتطابق مع شكل الحياة في مناطق اخرى وان كان من خلاف قد يكون في شكل المديح المرتبط بالطريقة الصوفية التي يلتزم بها اهل تلك القرية (طبعا لحدي وقت قريب في الحلال ماف جماعة دينية اهو الا الصوفية ديل شايلين نوبتهم ومحبتهم ولافين بين الناس )
.................. كلما كان الإنسان بسيطا في معيشته وقليل الالتزامات كلما زاد احساسه بالافراح والأحزان فالعزاء له طعم مختلف ينسى أهل المتوفي حزنهم حين يحاطون بحنان أهلهم وجيرانهم وقديما لم يكن أهل المتوفي يطبخون الطعام لمدة أربعين يوما بعد رحيل عزيزهم فكل الطعام يأتي من أهل القرية في تراحم وتكاتف عنوانه المحبة والإلفة . وفي الأفراح والتي تخلق من العدم يكون طعمها ونكهتها مختلفة سوا كان تزاوج او طهور او اياب حاج او عودة مريض من المشفى بل حتى زيارة الضيف محل للفرح والابتهاج وفي مثل هذه الأيام ومع اقتراب موعد العيد يشمر الجميع سواعد الجد للعمل من أجل فرحة العيد فالبيوت الطينية تكتسي بحلة زاهية من الخارج مكونة من الزبالة وهي لغير الناطقين روث الأبقار والأغنام يتم تخميرها لمدة ايام حتى تكون جيدة للعمل ومن الداخل يتم شراء الجير الحجري فلم تكن البوهيات وصديقها الجبس معروفة وفي بعض الأحيان يتم خلطه بالظهرا ولا أدري هل موجودة الآن ام مع آلات الغسيل الاوتوماتيكي اندثرت عند خلطه يشكل لون مختلف يتم وضعه في الجزء العلوي او السفلي للغرفة ثم تقوم النساء بجمع الحصاء من شارع الله اكبر ليكون مفروش امام المنزل كسجاد للترحيب بالعيد وزواره وقد يتم صيانة السور المتهالك بسريقة وهي طين خالص او يتم استخدام الطوب المكون من الطين ايضا لسد الفراغات في السور والتي حدثت اثناء خروج خروف او حمار من المنزل ولا تنسى بان الانسان والحيوان يتشاركان بفرح ذلك المنزل . وتبدع النساء في صنع الفطائر والخبائز وهي ليست مثل الجاتو والبيتفور او أي كان اسمه ولكنها كافية لجعل العيد ذو نكهة وايضا يتم إنزال الستائر وهي ليست من سيدار بل ملايات قديمة أدت واجبها فوق السرير وحان لها أن تترجل بشموخ اما الباب والشباك الخشبيان المتهالكان . ثم يخيط الرجل جلباب من الدمور والدبلان او التيترون إذا كان ذو سعة في المال . خروج الناس أطفالا وشبابا نساء ورجالا إلى الميدان او ساحة المسجد تكبيرا وتهليلا الله اكبر الله اكبر لا اله إلا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ويتردد ويعلو الهتاف مكونا لحنا جميلا يملاء آفاق القرية زارعا بهجة تدوم إلى العيد القادم على التراب الذي نذهب إليه في رحلتنا الأخيرة يجلس الجميع بقلب خاشع وعينا دامعة شكرا للمولى على اتمام رمضان وحزنا على رحيل صديق او قريب رحل عن الفانية بعد انتهاء الخطبة يتسالم ويتقالد الجميع بفرح وضحكات العيد مبارك عليك علينا وعليك يتبارك العفو لله والرسول يتعافى الناس وهم لم يكونوا في خصام اصلا ثم يتجهوا الى القرية ناشرين الفرح ويعلو صوت المديح في المصطفى صلوات ربي عليه وفي اذني اسمع شيخنا عثمان رحمه الله (الشيخ عثمان ودبابكر العامري رحمه الله من مشايخ الطريقة السمانية رجل عالم واجاد نظم القصيد في سيدنا المصطفى صل الله عليه وسلم )
الله هو الدائم كريم هو الدائم
(يتم نطق كلمة هو مع اسم الجلالة بترابط فيخرج لحنا جميلا يمكن ان يشابه جلالة الجيش)
ومن خلفه تردد القرية حتى مرسى الوصول ليتم إنشاد المزيد من المدائح وتكون نساء القرية اعددن العصيدة والتقلية والنعيمية ما يتم الحضاره يكفي حوجة الجميع ثم يتغرق الناس في شوارع القرية وبيوتها التي لم تغلق ابوابها يوما ما مشاركين الأهل وكبار السن الفرحة مع دعوات مجانية صادقة السنة الجاية عريس والسنة الجاية حاج ولطالب العلم دعوات خاصة . عصرا تخرج النساء مباركات والشباب في الميدان يلعبون او يتانسون حتى ينزل الليل ينامون بقلب راض بما جاد به الكريم ولسان ذاكرا لفضله
بالجنبة
في القرى لا تأكل النساء إلا بعد الرجال سوا كان ذلك في مناسبة أو في البيت ليس الأمر تفرقة ولكن احترام خلقته المواريث والقيم فالمراة هناك لها معزة خاصة وهي بالمقابل تجل الرجل وتقدره
تعنصرا للقرى
اقول من لم يعيش فرحة العيد بالقرى لم يعيد في حياته
07-10-2016, 09:32 AM
مني عمسيب
مني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة