تراوحت قراءات ومقاربات وتوقعات جل المحللين والمهتمين بالشأن السياسي في المغرب.. منذ أن عين الملك، بنكيران رئيسا للحكومة، بين سيناريوهات عدة ممكنة أطرّها الفصلان 47 و 42 من الدستور، و الذي كشف عن خلل بين في هذه النقطة، وهو ما يجعل الضرورة ملحة لتعديله لأنه سقط في أول امتحان و أول اختبار.
و كذلك يجب إعادة النظر في تشكيل الحكومة و الآليات المتبعة لتحقيق ذلك.. لأن الحيز الزمني لتشكيل الحكومة غير وارد؛ وهذا عيب في حد ذاته.. أما متصدر الانتخابات و الذي يوكل له تشكيل الحكومة.. ظهر فيه عيب كذلك؛ لأن المشرع لم يعط البديل في حال فشل تشكيلها في الآجال المحددة إذا كانت طبعا.. فما هو البديل؟
و أظن أن كل اجتهاد في هذا الصدد قد يعتبر إما مخرجا آمنا من المأزق السياسي الذي نحن فيه؛ أو قد يفسر رجوعا لمنطق الهيمنة و التحكم؛ و بالتالي البعد عن الديمقراطية التي طالما كنا و ما نزال نحلم بها.
و من جهة أخرى فإن كل ما قيل عن "البلوكاج الحكومي" اعتبره وهم تم تسويقه للسذج منا، والحقيقة في مكان آخر كما يقال في مسلسل "The X Files"، فلا يمكن للمغرب اعتبارا لمصالحه العليا أن يشكل حكومته مهما كانت نتيجة الانتخابات إلا بعد اتضاح التوجهات الجديدة في العالم، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، فهاهو ترامب صديق بوتين كما يقال قد صعد بدل كلينتون المراهن عليها من قبل، وفرنسا ما زالت تنتظر ونحن ننتظر معها، ولن تتشكل الحكومة قبل ظهور نتائج الانتخابات الفرنسية.. فموعد أبريل لا علاقة له بمؤتمر حزب الاستقلال، فقضايا الوطن العليا وارتباطاته الدولية مع القوى المتحكمة في السياسة العالمية لها دور أساس في الصورة النهائية التي ستظهر بها الحكومة المقبلة، وكل الخيارات مفتوحة، لكنها ليست لا بيد بنكيران ولا بيد غيره من الشخصيات الحزبية...
إن ما يحدث اليوم في الساحة السياسية، والوجوه السياسية التي خلدت في الأمانات العامة للأحزاب، وما يحدث في البرلمان ومضمون الخطاب السياسي المنحط للنخبة يدل على "الميوعة" التي وصلت إليها الحياة السياسية في المغرب... فلا احد يتكلم عن الشعب ومشاكله.. يتذكرون هموم الشعب أوقات الانتخابات فقط.. وحتى لو أعيدت هاته الانتخابات فـ لن يذهب احد إلى الصناديق سوى عائلات و أنصار بنكيران، أخنوش، العماري و شباط ... ، أما الأغلبية الساحقة فقد فوضت أمرها لله في هؤلاء المنافقين.
و من يقول أن المغاربة ينتظرون تشكيل الحكومة بفارغ الصبر فهو مخطئ، المغاربة ارتاحوا من المنافقين الكاذبين الذين اثقلوا كاهلنا بالديون والاقتطاعات وغلاء الأسعار، لقد رحمنا الله من خرجاتهم وكلامهم "الحلايقي" الذي لا يسمن ولا يغني من جوع... "فارحلوا جميعا فنحن لم نعد نطيق رؤيتكم."
و إذا كانت مصلحة الوطن فعلا تهمهم، فليستعيروا لنا وزراء من الصين لمدة خمس سنوات... ولن نحتاج أي تكلفة فهم لا يأكلون إلا أكلتين في اليوم، وبالأرز فقط مع قليل من التوابل والخضر، أما السكن فحدث ولا حرج.. وأما المواصلات فالدراجات النارية تفي بالغرض.. فإن فعلتم ذلك تكونون قد نسختم الصين ببلدنا، ونكون لكم من الشاكرين.
أما البرلمان و الأحزاب السياسية المغربية، فيجب حلها، لأن الشعب لا يريد أحزابا تتطاحن من أجل مصالحها، بل يريد أناسا وطنيين يغارون على هذا الوطن وشعبه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة