هذه حوادث تجري في الخرطوم، لتؤكد بصورة حاسمة أن بلادنا في عهد الأخوان، قد وقعت فعلاً، في (بِيرْ حسَبْ الله)! في مجال التعليم، قُتِلت معلِّمة إثر انهيار حمام مدرسة في كرري.. الحادث تناقلته الوسائط ليومين أو ثلاثة، ثم طواه النسيان، مثلما بردت نار المُهندس، الذي احترق في ميدان أبو جنزير... قُبِرت المعلمّة وتفحّم المُهندس، وكأن شيئاً لم يكن! من هذين الحدثين نستخلص رمزية المكان، أو (عبقرية المكان) كما يحلو التكرار للأخوانجي عبد اللطيف البوني، فهذه العبارة دون شك، هي إحدى مُنجرات الثورة الفاخِرة.. رمزية كرري انتقلت من جبالها التي شهدت أكبر معركة جهادية في التاريخ الحديث، إلى المناهِج والأُغنيات.. كرري تبدو حاضرة في الكرنفالات المشتركة بين الحزب الحاكم و(أنصاره)!! ولولا أن الرجال ماتوا في كرري، لتساءل الجميع، أمام أعاجيب الزمان: من منكم ابتلع ميدان أبو جنزير؟ فهذا الميدان قُدر له أن يكون محطّة المواصلات الرئيسة في وسط البلد. لولا أن الرجال ماتوا في كرري لسأل المناصرين حكّامهم، عن أعاجيب هذا النافِذ الذي يقف وراء (حركة) نقل المواقف... من أبو جنزير، الى السوق العربي، إلى الأستاد، إلى جاكسون، إلى كركر، إلى شروني، إلى ما شاء الله... بين هنا وهناك، يقطع الراجِلة آلاف الافدنة بحثاً عن المواصلات، أو يستأجروا الأمجادات، كي يركبوا المواصلات! هذه لا يُسأل عنها المعتمد أبو شنب، لأنه إجابته معروفه، سيقول أنه ورِث هذا العبء، مثلما أحاط بنا جميعاً قرار عصام صديق.. فهذا الكائن الانقاذي، الذي خرّب ساعتنا البيلوجية، أراه اليوم، يقطع حلقوم الكلام في طيبة برس، وكأن شيئا لم يكن! وعلى الصعيد السياسي، حدّث الصادق المهدي، عشية عودته من (التمرُّد)، أنه دَلَفَ الى الداخل، حاملاً أشواق نداء باريس... وصل الصادق إلى الخرطوم ليلفّه صمت مُطبِق، كأنه وقع بالفعل في بير حسب الله! وفجأة ظهر أمس الاول، ليعلن براءته من ذلك الحلف، لكأن عبقرية المكان قد صاقبت عبقرية التوقيت! وبينما يطول انتظار بلادنا المُسلِمة لحكومة حوار الوثبة، الذي انطلقت فعالياته قبل عامين، يطفر في الواجهة أخوانجيان يتعنتران.. الخال الرئاسي ومحمد علي الجزولي، يديران معركة شريعتهما المُفتَقَدة مع الزميلة الصحفية شمائل النور، في حين أن كل أبواب القصور مفتوحة أمامهما، ليتساءلوا أمام ولاة الأمر عن مكاسبهما الدينية تلك! كان من المفترض على كافة الدواعش، أن يتجهوا صوب منصّة التأسيس، فيطلبوا لقاءاً مفتوحاً، أو مُناظرة مع عضوية النادي الكاثوليكي، يسائلونهم ويستفسرون، بعد 27 سنة من الحُكم الراشِد القابِض: لماذا لم يطبقوا فيهم الشريعة الاسلامية؟ بل وأين هي الشريعة التي يتباكون عليها؟ مولانا محمد علي الجزولي، كشاهد على العصر وعلى حال البلد، إن أراد التأصيل الحقيقي، عليه أن يسأل، مشكوراً مأجورا، قادة دولة الشريعة عن مُفتقداته، التي من بينها الشريعة، فالنّاس ــ يا شيخنا ــ على دين ملوكهم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة