كان فساد بعض رموز النظام المايوي حقيقة ولكنه كان فساد متواضع اذا جاز التعبير ولم يتخطي مرحلة "العمولات" و لم يرتقي الي مستوي "الفساد والجريمة السياسية المنظمة التي اتت بعد حكم الاخوان الراهن ولم يصل الفساد اثناء حكم نميري الي "عضم" الدولة وكانت المرافق الصحية والتعليمية وكل اجهزة الدولة تدار بطريقة قومية ومهنية خاصة الجيش والشرطة حتي لحظة سقوط نظام نميري المستحق بسبب تسليمه الدولة طواعية لتنظيم الاخوان منذ اواخر السبعينات فكان ما كان بعد ان نجحوا باقتدار فائق في اقامة دولة داخل الدولة وتحول التكنوقراط المايوي الي مجرد ضيوف علي حكمهم وفيهم نفر من المخلصين والوطنيين خاصة من اليساريين الذي انشقوا عن الحزب الشيوعي الذين قاوموا وحذروا من الاختراق الاخواني للنظام ولكن الرئيس نميري صم اذانه عن حديثهم وفيهم من كان في قلب السلطة وقريب من مراكز القرار ولكنهم ذهدوا في المال وهو متاح امامهم وكانوا اقرب الي المتصوفة في ذهدهم وصدقهم ومنهم امال عباس العجب الكاتبة الشجاعة التي تصدت مثل السيف وحدها لابتزاز جماعة الاخوان المسلمين وكانت بعض مساجدهم تصفها "بالمراة الشيطان" ومنهم كامل محجوب وخليفة خوجلي الشاعر والاديب الفنان وبعض الكوادر الوسيطة في الاتحاد الاشتراكي الذين خاضوا حربا ضروس تحت الكواليس بعيدا عن اعين نائب الرئيس ورئيس جهاز الامن ضد المشروع الاخواني وبذلوا مجهودات جبارة للتواصل الغير رسمي مع شخصيات عامة من كل الاتجاهات والقوي السياسية والاجتماعية لانقاذ ما يمكن انقاذه اخريات سنين حكمهم ولكنهم لم ينجحوا بسبب المعركة الغير متكافئة مع تنظيم بوليسي منظم و مسلح بالمال والنفوذ كان قد عم القري والحضر وانتشر وتمدد في مفاصل الدولة والمجتمع. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة