نما الي علم حضرتي اليوم الخميس الموافق لكلٍّ من الثالث والعشرين من شوال 1437هـ والثامن والعشرين من يوليو 2016م أن يوم غدٍ الجمعة الموافق لكلٍّ من الرابع والعشرين من شوال 1437هـ والتاسع والعشرين من يوليو 2016م سوف تصدع مساجد مصر المحروسة والمؤمَّــنة بأهل الله بأمر الرئيس السيسي بتوحيد خطبة الجمعة حرفاً ونصاً في مشارق البلاد ومغاربها، لذلك يجب أن يسجل المؤرخون في دفاترهم ومسلاتهم هذا اليوم المشهود والسبق غير المعهود، ويدشنوه بدايةً ذكية وسبـَّـاقة لعصر الخطبة الواحدة والخطاب الموحد في العصر الحديث، عصر الألفية الثالثة المشرف علي الألفية الرابعة، عصر الميكرو عالم والخطاب المعولم. إذ يجمع هذا الأسلوب الجمعي والتوحيدي بين الأصالة ممثلةً في الخليفة الإمام والولي الفقيه وبين المعاصرة ممثلةً في الرئيس الراعي للكل عبر تولي تربيتهم وتوجيههم في دور العبادة والتعليم منذ نعومة أظافرهم.
الأمر عندي غير مستغرب ولا مستهجن، ذلك لأن لكل سائس أو حاكم سياسته وحكمته وشعاره ومشاعره ومشاريعه، والريس السيسي، ريس مركب مصر الحالي، حرص منذ أن تولى سياسة مصر وحكمها أن يشرف علي كل شي بنفسه، لذلك ما من يوم يمر إلا ونراه ملعلعاً بشعاره: ( اسمعوا كلامي أنا وبس!! ) مخاطباً عيداً من أعياد التخريج أو التخريف (الأخير أعني به الاحتفال بحلول موسم الخريف، موسم فيضان النيل). ألم يخاطر بنفسه فيركب واحدة من الدراجات الهوائية غير المصفحة في سباق للدراجات الهوائية ليتأكد من أن تلك الدراجات غير مغشوشة أو متناولة لعقاقير أو قطع غيار منشطة، إذاً، آدِي الريس وآدِي حكمته، إنه استخلص حكمته من السابقين واللاحقين من حكام مصر، من لدن الفراعنة الي المماليك فالباشوات فالسوبر باشوات، فعصر الفوضى الخلاقة الي عصر خوتة الدماغ الإخوانية الأخيرة، كلهم كانوا يوكلون الأمور الي الحاشية والوزراء حتى حصدوا علي أيديهم الحصرم، لذلك فإن توحيد خطبة الجمعة يمكـِّــن الريس من الجدولة الزمنية لأولوياته وما يجب تناوله من موضوعات ومن ثم قراءة مؤشرات الرأي العام تجاه سياسته.
أيضاً أكاد أنفرد بالعلم بخبر آخر ذي صلة بالخبر الأول، ألا وهو أن موضوع الخطبة البكر لعصر توحيد الخطبة سوف يكون عن النظافة، يا سلام، لا تفجيرات، لا إرهاب، لا خوتة سينا وشيخ زويد، لا فرنسا ولا ألمانيا، لا ترمب ولا أردوغان.
موضوع النظافة طبعاً ليس بالضرورة معنياً بالنظافة المائية فقط، فكما أن هناك غسيل سائل هناك أيضاً غسيل جاف، ثم إن إصحاح البيئة وتنظيفها من النفايات الصلبة والسائلة هو الأخر نوعٌ من الغسيل الجاف الذي يوفر الماء والصابون والنيلة.
أيضاً النظافة موضوع غني بالأبعاد الاستراتيجية والإيحاءات الدينية والأيديولوجية، لذلك سوف يجلب للرئيس السيسي مؤيدين وداعمين لم يخطروا له علي بال، مثل أحزاب الخضر المنتشرة في العالم ومنها حزب الخضر المصري، الذي لا أدري هل ما يزال حياً مخضراً أم اكتسحته موجة الغسيل الجاف وعمليات الإزالة بدون بنج، كما ستدعم شعار ومشروع النظافة جماعات إسلامية عملاً بالأثر القائل: النظافة من الإيمان، وتأسياً بالأمر النبوي المختص بصحة وإصحاح البيئة والذي يعد إماطة الأذى عن الطريق شعبةً من شعب الإيمان، وجماعات مسيحية ويهودية تعرف بالبيوريتانية، أي الطهرانية ( نسبةً الي الطهارة والورع ) لأن النظافة من أسس الطهارة الجسدية والورع من أسس الطهارة الروحية، كذلك رأس أو ذيل سوط النظافة سوف يهبش دعاة ومنظمات الشفافية العالمية فيوقظها من سبات تواطئها مع الأنظمة والهيئات الدولية غير الشفافة إذا قبضت المعلوم كما حدث مؤخراً في يعرف بالجنائية الدولية، فتعلن من جهتها اشتراط دعمها لمشروع النظافة المصري بإرجاع رئيس جهاز النظافة المالية المصري/ هاشم جنينة الي موقعه في جنينة الحيوانات الفاسدة والأناسي المفسدة.
هذا ومهما تغنينا بمناقب وفوائد وحسنات ومحسـِّــنات وفضائل ومستحبات النظافة لن نكون قد أوفينا النظافة حقها علينا وعلي العالم من حولنا، لذلك تطرقنا الي فروع وتطبيقات النظافة تبركاً وتيمناً بتدشين بداية واستهلاك العصر الاستهلاكي النظيف، تاركين الأصول لشيوخنا أصحاب الأيدي المتوضئة من غير ( ليه ولا لماذا )!!! سائلين المولى أن ينعم علي مصر وجيرانها علي الأقل بنظافة لا تبقي ولا تذر اسماً أو فعلاً أو حرفاً غير نظيف. ونهارنا قشطة نظيفة إن شاء الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة