ترويج المخدرات والدعارة تعد من بين أنجح الاستثمارات التي تدر أرباح خرافية في زمن وجيز ولذلك يسمح نظام المؤتمر الوطني لمليشياته بتجارة الحشيش والخمور المستوردة بما فيها الحبوب المهلوسة والمنشطات والدمى الجنسية التي أصبحت رائجة في الأسواق في الآونة الأخيرة برغم تفعيل قانون النظام العام وحرص النظام على تطبيق الشريعة الإسلامية.
وتعتبر سوق افرك طاقيتك في مدينة الجنينة داراندوكا وسوق المواسير بحاضرة شمال دارفور فاشر السلطان من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط الحزب الحاكم في ترويج وتجارة الممنوعات. وفي عامي 2006ف و 2007ف كان تجار الأسلحة والمخدرات والحبوب المنشطة وغيرها يعرضون بضاعتهم تحت بصر وسمع الأجهزة الأمنية وفي وضح النهار بسوق افرك طاقيتك التي تبعد بضعة خطوات من مكتب معتمد محلية الجنينة وقتها الدكتور فضل الله أحمد عبدالله مقدم برنامج في ساحات الفداء.
وفي عام 2010ف تمكنت عصابة إجرامية كانت تدير أنشطتها من داخل رئاسة شرطة شمال دارفور الفاشر من احتيال مليارات الجنيهات وسرقة أصول وممتلكات المواطنين الذين يتوافدون إلى سوق الرحمة من شتى مدن واقاليم السودان.
تتألف غالبية مليشيات الدعم السريع من مليشيات الجمجويت التي نفذت حملة الابادة والتطهير العرقي بحق القبائل الإفريقية في إقليم دارفور عام 2003ف. كما أن هناك مئات الآلاف مما يسمى عرب الشتات المنحدرين من قبيلة المحاميد التي ينتمي لها اثنين من أكبر قادة الجمجويت وهما موسى هلال ومحمد حمدان دقلو المشهور ب(حميدتي).
النظام اشتهر بالتطفل وحشر نفسه في الصراعات الإقليمية لتفيذ المشروع العربي التوسعي في افريقيا ولدعم حليفاتها في دول الخليج العربي التي ترعى حملة التطهير العرقي والابادة في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وتدعمها بالمال والتخطيط والسلاح، في مواجهة الغزو الشيعي الإيراني في اليمن الذي بات يهدد امن العرب والسنة.
ويتجلى الدعم العربي السخي للحزب الحاكم في سيطرة مليشيات الجمجويت على الميدان وانشقاقات غير مبررة في صفوف قادة الحركات المسلحة فضلا عن المعاناة التي يحياها اللاجئين والنازحين في مخيماتهم وسط استمرار اعتداءات مليشيات الجمجويت.
ويأتي إضافة النظام لعناصر من قبائل تصنف داعمة للحركات المسلحة إلى تشكيل قوات الدعم السريع من اجل التمويه وخداع المجتمع الدولي وبخاصة البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام المنتشرة في دارفور باعطاء صورة مختلفة عن حقيقة الصراع الدامي بين العرب والأفارقة.
وتداولت بعض الصحف المحلية في الآونة الاخيرة تقارير عن سودانيات دخلن دول الخليج بتاشيرات رسمية للعمل كبائعات هوى في الملاهي الليلية، كما ضبطت مايسمى شرطة النظام العام شبكات دعارة داخل شقق مفروشة بالعاصمة الخرطوم يديرها سودانيون واجانب.
وفي ظل الحظر الاقتصادي المفروض على السودان منذ عام 1997ف من الطبيعي ان يلجأ النظام إلى طرق ووسائل بديلة للحصول على التمويل والدعم ويتمظهر ذلك في قدرة الحزب الحاكم على الإستمرار والتكيف مع الحصار بالرغم من تشديده، تمويل حملات الجمجويت الانتقامية ضد المدنيين وآخرها الهجوم الصيفي الذي بدأ الأسبوع المنصرم في أعقاب مقتل أشخاص ينتمون إلى قبيلة الحوازمة في جريمة تحمل بصمات النظام الذي درج على زرع الفتنة بين سكان جبال النوبة تمهيدا للحملة الصيفية.
مشاركة مليشيات الدعم السريع في حرب اليمن يأتي في إطار خطة النظام للتخلص من المليشيات القبلية التي أثارت حفيظة قادة بارزين بالحركة الإسلامية وكبار ضباط الجيش المقربين من النظام كما أفادت بعض التسريبات بوجود علاقة وطيدة بين استقالة وزير الداخلية والخلافات حول وضعية وصلاحيات المليشيات التي تجاوزت الحدود.
النظام هو المستفيد الوحيد من استمرار الفوضي لتبرير عدم مسئوليته عن الجرائم التي تترتكبها مليشيات الجمجويت بأمر وإشراف مباشر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني ولذلك يتقاعس عن اي حلول تقود إلى نزع فتيل الأزمة طالما هو يملك زمام المبادرة ويسيطر على الاوضاع الأرض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة