وهم أولئك النفر من كبار السياسيين و الوزراء و المسئولين و الدستوريين و أصحاب المناصب و النفوذ في العاصمة و الولايات ، الذين ينتمون إلى ( منظمة مُحبي سيرة إبن بطوطة ) في حبُ السفر و التجوال ، شريطة أن يكون ذلك على حساب الدولة و من مالها الذي يدفعه شعبها المسكين غصباً و إجباراً وفق كل القوانين و اللوائح و النظم التي يقوم عليها مبدأ ( التدليس و الغوايه في فنون فرض الجبايه ) .. أولئك السابق ذكرهم يشترطون أيضاً أن يكون السفر في درجات الطيران الأولى و أن يكون السكن في الدولة المقصودة في أفخم الفنادق و أرقاها و أغلاها ثمناً ( طالما لن يمسُ جيوبهم سوء ) و لن تتأثر نثرية ( بدل السفر ) بشيء ، أما مدة الإقامة فهي مفتوحة ، فإن كانت لمؤتمر من ( المؤتمرات الوهمية ) لا يستغرق حضوره و المشاركة فيه ثلاثة أيام ، فإن مدة السفرة تضرب في خمسة لتصبح 15 يوماً بقدرة قادر و ذلك حتى يتسنى لأصحاب الحظوة إكمال برنامجهم ( السياحي ) و التسوقي و الذي قد يمتد إلى دولٍ أخرى خصوصاً للرحلات الأوروبية التي تكون تأشيرتها مفتوحه ( شنقل ) حسب لوائح و نظم دول الإتحاد الأوربي ، و للحقيقة فإن داعمي نظرية ( إبن بطوطة ) من المسئولين البطوطيين أغلبهم من النوع الذي يدُس رأسه في الرمال في التغاضي عن ( حُرمة ) ما يقوم به من أسفار لا طائل منها و لا تمثل نتائجها أو أهدافها أيي دفعة حقيقة في إطار إنجاز مهامه و مسئولياته التي سيحاسبه بها الله ، طالما خلت و نضبت منظومتنا الإدارية من ( نظم حسابية و إدارية و فنية ) قادرة على رد الحقوق إلى خزائن الدولة التي يبدو أنها لا تنضب أبداً بعد صمودها ( العجيب و الغريب) أمام كثرة و تجمهر المفسدين حول مواردها ( السائبة ) بلا رقيب و لا حسيب ، البطوطيون يأنفون بأنفسهم من مد يدهم مباشرةً للمال الحرام بالإرتشاء و التكسب عبر نفوذ وظائفهم ، و لكنهم ( يحلِّلون ) على أنفسهم و مرافقيهم السفر بلا طائل و لا سبب و لا حاجة ليقبضوا بدلاتهم السفرية بالعملة الصعبة ، فحرصوا على تحقيق مبلغ ( الربط السفري ) شهرياً باللهث المضني للحصول على أسباب واهية تمكنهم من السفر للخارج مرتين على الأقل كل شهر ، حكى لي أحد الأصدقاء أنه وجد بعض المسئولين السودانيين في معرض بإسبانيا مختص بتطوير زراعة (العنب) و صناعاته المختلفة و التي يأتي في مقدمتها صناعة مشروب النبيذ ، من هذه النافذة أُلفت نظر منسوبي ديوان المراجع العام و سائر المؤسسات التي تعمل في مكافحة الفساد الإداري ( إن كانت بالفعل موجودة كما يُعلن ) أن بند التسفار الخارجي ( شرخٌ ) كبير في ( قِربتنا المقدودة ) المُسماة المال العام ، و هي طريقة مُثلى للكثير من ( البطوطيون ) الذين يفوق عدد سفراتهم الخارجية ما يقارب الثلاثون رحلة سنوياً بدون ضوابط و لا مسببات و لا جهات تقوم بتحديد الضرورة أو الأهمية ، مما يُكلف الدوله ملايين الدولارات ما بين تكاليف للتذاكر و الإقامة و نثريات بالدولار تصرف باليوم في كل رحلة ، يا أهل الإنقاذ إنقذوا شعبكم الذي براه الجوع و الفقر و المرض و العجز أمام الملمات بحراسة ماله من نهب ( آل إبن بطوطة ).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة