كانت هي المنقذ من الانهيار الكامل للإسلام مرتين وذلك عندما تصدت للتتار وقد اجتاحوا بغداد وأنهوا الدولة العباسية ومن الصليبيين وقد احتلوا الأقصى .. نعم ، لقد قاد سيف الدين قطز جيشه من مصر وتصدى للمغول أو التتار وهزمهم في عام 1260 كما تصدى صلاح الدين الأيوبي للصليبيين في حطين قبل ذلك عام 1187 لكن أين مصر الآن من تاريخها الوضيء بعد أن تردت إلى القاع في ظل نظام حكم تائه فاقد للبوصلة لا يدري ما يفعل او ما يفعل به؟! لعله ما من فترة منذ انضمت مصر إلى دار الإسلام تفتقد الأمة الإسلامية فيها درتها العظمى كما تفتقدها اليوم بعد أن اختطفت لتصبح ظهيراً لأعدائها وحرباً على أوليائها. صوتت مصر في مجلس الأمن الدولي دعماً لموقف روسيا حول الأزمة السورية الأمر الذي أغضب المملكة ودفعها لوقف شحنات البترول التي كانت تزود بها مصر والودايع المالية التي كانت ترفد بها الاقتصاد المصري المتهالك الذي بلغ به الانهيار درجة أن يهوي الجنيه المصري إلى 17 جنيهاً بعد أن كان في حدود ستة جنيهات قبل انقلاب السيسي. التباين الكبير بين الموقفين السعودي والمصري حول عدد من الملفات الإقليمية مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية وحول العلاقة مع كل من إيران وتركيا جعل البلدين على طرفي نقيض فبالرغم من الموافقة المصرية على المشاركة في التحالف العربي الذي رعته السعودية لمواجهة التمدد الإيراني الفارسي في المحيط الإقليمي للسعودية والذي جعل السعودية توقع عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية الداعمة لمصر فإن مصر نكصت على عقبيها وانقلبت على ذلك الموقف الأمر الذي هوى بالعلاقة بينها والمملكة إلى الحضيض. لقد انكشف التواطؤ الأمريكي لدعم إيران الشيعية الرافضية في إطار إستراتيجية أمريكا للحرب على الإسلام السني الذي تعتبره أمريكا الحاضنة الأولى للإرهاب في العالم وأخرج الله ما تضمره أمريكا من كيد للإسلام من خلال تصريحات رئيسها أوباما الذي قال إن من وسائل الحرب على الإرهاب دعم الشيعة. لا أشك البتة أن مصر لم تتراجع عن دعم التحالف العربي لمواجهة التمدد الإيراني إلا بضغط من أمريكا التي تسعى لإضعاف أي تحالف عربي يقوي من المعسكر السني ولا أجد تفسيراً لتسليم أمريكا العراق لإيران بعد احتلاله إلا في إطار الحرب على السنة وعلى مركزه وقبلته أرض الحرمين الشريفين ففي حين أصدرت أمريكا قانون جاستا الذي يمثل إعلان حرب على المملكة المهددة برهن ترليونات الدولارات من أموال بترولها في المستقبل لتعويض قتلى مركزي التجارة في نيويورك تجدها في ذات الوقت توقع الاتفاق النووي مع إيران والذي يتيح للدولة الشيعية الفارسية فتوحات كبرى في اقتصادها وفي علاقاتها الدولية. إن المملكة المهددة في أمنها القومي من تلقاء التمدد الإيراني في الشمال من العراق وفي الجنوب من اليمن وفي الغرب من سوريا ولبنان وفي الشرق من المناطق الشيعية في شرقها تحتاج إلى ظهير قوي وإذا كانت أمريكا قد فشلت من خلال بعض عملائها في الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان فإن على المملكة أن تعمل على استعادة مصر من حضن أمريكا تكفيراً عن أخطاء سابقة أتت بالسيسي شبيهة بذلك الخطأ الكارثي الذي ظاهرت فيه أمريكا بأموالها وسلاحها لتطيح بصدام حسين ، ذلك الجبل العاصم من التمدد الفارسي ليسلم العراق لإيران بدون أن توجف عليه خيلا ولا ركاباً. لقد بلغ التململ الشعبي في مصر جراء الضايقة الاقتصادية مدى لم يبلغه منذ أن جثم السيسي على صدر مصر ولا تحتاج إزاحة السيسي إلى أكثر من (دفرة) صغيرة من خلال تكثيف الضغوط على الجنيه المتهاوي فمن شأن وقف الهجرة المصرية إلى السعودية حتى بدون المساس بالعمالة الحالية مع استمرار وقف المنحة البترولية والدعم الدولاري ومن خلال دعم معارضي العميل حفتر في ليبيا أن يقفز بالدولار إلى مستويات غير مسبوقة. إن على الرئيس التركي أردوغان أن يقود خطة تغيير النظام الحاكم في مصر ذلك أن من شأن استعادة مصر إلى حضن العرب وإنقاذها من بياتها الشتوي الحالي أن يغير من موازين القوى في المنطقة ويحسم الصراع ويُنهي الخطر الرافضي الفارسي. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة