دهشت لموقف الأخ عادل الباز الذي أُكِنُّ له احتراماً كبيراً لعلاقة قديمة متجددة لم يُعكِّر صفوَها تراشقُنا المتواصل عبر الكتابات الصحافية.. لكن الباز بالغ (عديل كده) في موقفه الأخير من صفقة كنار وكان (مسيحياً أكثر من البابا) كما يقولون في مشهد مثير يذكِّر بقصة التركي والمتروك التي أجاد الباز أداءها بصورة مدهشة أخشى أن تكون قد أفقدته مصداقيته إن لم تكن قد هزَّتْها هزَّاً وأزَّتْها أزَّاً وأسقطتها في مستنقع العدم. بدأت حملة الباز حتى قبل أن تبرز قصة بيع شركة كنار في الإعلام لأول مرة ودهشت يومها لقيادته حملة استباقية للترويج لشركة زين باعتبار أنه لا خيار سواها مؤهل للحصول على كنار وصحب ذلك هجومٌ ضارٍ من جانبه لشركة سوداني بالرغم من أنها لم تُبْدِ، لا قديماً ولا حديثاً، أية رغبة في شراء أسهم كنار فقد حشد الباز كل المبررات المنطقية وغير المنطقية حتى تحصل زين على كنار وتحظر سوداني من المنافسة في تلك الصفقة التي لم تكن وقتها قد خرجت إلى السطح. ما أن أُعلن عن حصول شركة زين على كنار وتداول الوسط الصحافي حول الأمر بين قادح ومادح حتى استل الباز سيفه منافحاً بشراسة مدهشة عن زين ومهاجماً بل ومتهماً شركة سوداني بأنها تسعى لتعويق الصفقة بالرغم من أن سوداني حتى تلك اللحظة لم تنبس ببنت شفة حولها وما أن دخل بنك الخرطوم على الخط معترضاً على تجاوزه رغم حق (الشفعة) الذي يمنحه الأفضلية القانونية على غيره من المنافسين حتى تولى الباز كبر التصدي للقادم الجديد بهجوم كاسح استخدم فيه كل أسلحة الدمار الشامل . (اندعارة) واندفاع غريب من الباز أدهش المراقبين لم أجده حتى لدى أصحاب الأمر، خاصة الأخ الفاتح عروة، الذي كان وقتها يتعامل ببرود يقتضيه الوقار المطلوب من رجل في مقامه على أن الأغرب بحق تلك الحملة التي بدأ الباز شنَّها مؤخراً ضد بنك الخرطوم بعد أن صدر إعلان إبرامه اتفاقاً مع شركة (اتصالات) الإماراتية للحصول على كنار المملوكة لها حيث بلغ التوتر بالباز درجة الغليان ووصل إلى أن يحرض بنك السودان ويسخر منه ويتهكم بل ويبتزه متهماً إدارته بالتناقض والضعف وبارتكاب خطأ فادح إن سمحت لبنك الخرطوم بالحصول على تلك الصفقة. أحسب أن الباز تجاوز كل الخطوط الحمراء وحدود المنطق والمصداقية وهو يتقافز كالملدوغ مستنجداً تارة بالهيئة القومية للاتصالات وأخرى ببنك السودان وثالثة بوزارة المالية ورابعة بشركة اتصالات الاماراتية وخامسة بمساهمي بنك الخرطوم وغيرهم لاطماً الخدود وشاقَّاً الجيوب ومحرضاً الجميع بل ومخوفهم من كارثة كبرى إن هم سمحوا بتمرير صفقة كنار مع بنك الخرطوم وفي نفس الوقت داعياً الجميع إلى منحها لجهة واحدة في هذه الدنيا هي شركة زين التي لا يرى في الكون غيرها، بدون أن يجيب عن السؤال الموضوعي لماذا هذه الاستماتة في الدفاع عن شركة أجنبية لا يتقلد أيَّ منصب في أيٍّ من إداراتها أو مجلس إدارتها ولماذا هذا العداء لبنك الخرطوم ولشركة سوداني وكأنهما قتلا عزيزاً لديه؟! لولا ثقتي في استقامة الباز الذي أعرفه من قديم لظننت به الظنون لكني أعلم علم اليقين أنه أبعد ما يكون عن أن تطوله أيَّة تهمة أو حتى مجرد ظن عابر مما تهمز به الشياطين. لو كان الباز قد نأى بنفسه عن الانحياز لطرف دون آخر لكان مقبولاً منه أن يخوض في الأمر أما أن يصل به عدم الموضوعية درجة أن يتبع انحيازه الكامل لـ(زين) بشن حملة ضارية على بنك الخرطوم الذي قال إنه: (أدخل نفسه في ورطة كبرى) سواء فاز بالصفقة أو خسرها فهذا ما لا يليق به البتة بل إنه يدمر حجته مهما كانت قوتها وموضوعيتها سيما وأنه يتجاهل تماماً المصلحة الوطنية التي قد تعلو على جميع الاعتبارات الاخرى كما يتناسى أنه لا دخل له ولا ناقة له ولا جمل في الأمر كما أنه ليس أحرص على مصلحة البنك ولا أكثر خبرة ولا علماً ولا تأهيلاً من ملاكه ومساهميه، الأمر الذي يدفع المراقبين لسؤال الباز بصورة مباشرة (وانت دخلك شنو يا الباز ومالك ومال البنك يخسر ولا يربح ولمصلحة من حملتك هذه المضرية على بنك الخرطوم ولماذا هذا الانحياز "المجنون" لـ"زين" دون غيرها)؟! أكثر ما يزعج أن موقف الباز الغريب قد ينطوي على أخطار تهدد الأمن الاقتصادي وربما القومي للبلد ذلك أن بنك الخرطوم يعتبر أكبر المصارف في السودان وهو الوحيد الذي لا يخضع للعقوبات الأمريكية مما وفَّر للسودان ولا يزال منفذاً لتجاوز كثير من العقبات التي تعترض تحويلاته البنكية وله فرع في دولة الامارت ويعتبر الأكبر في البلاد من حيث عمليات الصادر والوارد فما هي المصلحة في تشويه سمعته واتهامه بالضعف والعجز عن تمويل صفقة كنار ومن أدرى الباز بالاتفاقيات التي ربما يكون البنك قد أبرمها لكي تتم الصفقة بالصورة التي تحقق المصلحة الوطنية العليا؟. الحديث ذو شجون ولولا ضيق المساحة لأفضت أكثر حول الأمر . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة