الحركة الوطنية لتحرير السودان تدعم بقوة وحدة السودان ولكن على أسس المواطنة الحقة المتساوية التى تعبر بأن الجميع أعزاء مكرمون متساون فى الحقوق و الإنتماء للوطن. كذلك الحركة الوطنية تدعم حق تقرير المصير لدارفور، لا لإنها تريد إنفصال دارفور و لكن لتحفيز القيادة السياسية للنظام الحاكم فى المركز الخرطوم لخلق بيئة ملائمة تجعل خيار الوحدة جاذباً لإهل دارفور فى نهاية الفترة الإنتقالية عند التصويت فى الإستفتاء على حق تقرير المصير. الوحدة المشروطة هى تأتى نتيجة للجذور التاريخية للتهميش لدارفور منذ الإستقلال ، تهميش فى السلطة ، والثروة ، و الهوية وليس ذلك فقط بل إتبع ذلك التهميش بجرائم حرب ، جرائم ضد الإنسانية و جرائم الإبادة الجماعية من قبل النظام الحالى . دارفور هى تمثل الجسر الرابط للسودان مع غرب ، ووسط ، وشمال أفريقيا. دارفور لعبت ولا تزال تلعب دوراً هاماً فى تاريخ السودان وهى التى تربط ما بين دول الساحل الأطلنطى مع البحر الأحمر و لكنها الان ضحية الإبادة الجماعية. أسباب جذور القضية السودانية و كيفية الحل:- الحرب ليست غاية لأحد أبداً فى يوم من الأيام وإنما هى وسيلة تعبر عن مدى فشل الطرق السلمية للحصول على حقوق المواطنة المتساوية و التسامح فى وطن للجميع و بالجميع و يسع الجميع . هناك سؤلان للنقد يحتاجان للإجابة و هما :- 1- ما هى الأسباب التى أدت و لا زال تؤدى لإندلاع الحروب فى السودان ؟ 2- إلى أى مدى لإتفاقية السلام الكلية السودانية وحق تقرير المصير لدارفور يكمن ان تخاطب و تحل جذور المشكل السودانى ؟ أولاً :- أسباب جذورالقضية السودانية هو التهميش و الذى يعنى أن المركز إحتكر السلطة و الثروة و أقصي المناطق المهمشة منها. بلإضافة لمشكلة الهوية التى جعلت مجموعة عرقية واحدة ذات ديانة واحدة و ذات ثقافة واحدة وهى المجموعة العربية الشمالية المسلمة هى الإطار المعبر للهوية القومية السودانية . و تم إقصاء المجموعات المسلمة غير العربية و المجوعات غير العربية غير المسلمة بالمناطق المهمشة ثانيا :- الحل المقترح هو إتفاقية السلام الكلية السودانية التى تخاطب مشكل الهوية و التهميش بإعطاء دارفور حكم ذاتى وحق التصويت للوحدة أو الإستقلال فى نهاية الفترة الإنتقالية ، والتى يجب ان تكثف الجهود أثناءها لجعل الوحدة جاذبة من خلال أدلة واضحة على الأرض. والوحدة لا يجب ان تُرى بأنها هدف نهائي لذاته لتحقيق حقوق المواطنة الحقة الكريمة. التصويت على إستقلال دار فور فى نهاية الفترة الإنتقالية يجب أن يكون خياراً أيضاً. الوحدة يجب ان تكون جاذبة أثناء الفترة الإنتقالية وذلك من خلال إعادة تعريف الهوية السودانية بصورة واضحة لا لبس فيها لتعكس المساواة فى حقوق المواطنة السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية و الثقافية للوطن المتنوع ، بغض النظر عن العرق ، الديانة والجندر. ويمكن ان يحصل ذلك فقط بلإعتراف و الإحترام المتبادل بين الأفارقة و العرب. كسكان سودانيين مما يتيح لنا لعب الدور الرابط بين القارة و الشرق الأوسط. إتفاقية السلام الكلية السودانية المقترحة تهدف لتقديم ليس فقط الإطار للتحول الديمقراطى لنظام الحكم فى الوطن بل تضع المباديء و الأسس لحل النزاعات فى المناطق الإقليمية الأخرى مثل إعطاء الحكم الذاتى للمنطقتين جنوب كردفان / جبال النوبة و النيل الأزرق و المشورة الشعبية لشرق السودان وذلك لعدم توفر المكونات الجفرافية و التاريخية للإستقلال. التحديات التى يجب مخاطبتها:- هى جعل الوحدة جاذبة للدارفوريين يحتاج لأفعال مادية و أ خلاقية على الأرض : 1- الأفعال المادية:- تتمثل فى جعل عائدات السلام ملموسة بصورة فورية ، مثل توفير الأمن و الإستقرار بنزع سلاح المليشيات الموالية للنظام مما يسمح بعودة النازحيين و اللاجئين إلى قراهم الأصلية . كذلك تنفيذ العدالة الدولية بواسطة محكمة الجنايات الدولية لمرتكبى جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية و جرائم الإبادة الجماعية ، و إعطاء التعويضات الفردية و الجماعية كل ذلك يؤدى على توفير البيئة الملائمة للسلام الحقيقى. كذلك الشروع فى إقامة شبكة ضخمة للطرق و مشاريع البنيات التحتية الأخرى مثل الإسكان و الكهرباء و المياه و الخدمات الإجتماعية مثل التعليم و الصحة و كذلك مشاريع التنمية الزراعية و الحيوانية كل ذلك يتم برؤية نقل المدينة الى الريف ، و إرسال رسائل نوايا حسنة حقيقية لكسب العقول و القلوب لمخاطبة المظالم التى تمت منذ الإستقلال و التى تم تتويجها بمظلمة الإبادة الجماعية.
2- الأفعال الأخلاقية : إرسال رسائل حقيقة فى الشروع فى البحث بإخلاص عن القواسم المشتركة المبنية على ماذا يوحدنا و ليس على ماذا يفرقنا وهذا يجب ان ينعكس على هويتنا القومية كسودانيين و على القادة الوطنيين إعلان ذلك فوراَ مما يؤدى الى خلق شعور جمعى مشترك يؤدى الى أرضية جديدة للوحدة المحتملة. السؤال الذى يجب على السودانيين الإجابة عليه هو :- هل إستمرارية سياسة الهوية الأحادية كهوية قومية و إستمرارية التهميش اللذان أديا لإندلاع الحروب و إرتكاب الإبادة الجماعية هو الخيار الأوحد الذى ما زال مستمراَ الى الان . أو البحث عن القواسم المشتركة التى تؤدى الى تشكيل هوية وطنية جامعة للكل موحدة للكل التى بدورها تؤدى الى السلام و التنمية الإقتصادية كخيار بديل أوحد ؟ بالرغم إن السودانيين و العالم يرغبون بأن يظل السودان موحدأ لكن ذلك لن يتم إلا بجعل الوحدة جاذبة بما لا يدع مجال للشك أثناء الفترة الإنتقالية. السودان مواجهه بسيناريوهات جمة وعلية ان يتعلم من الدروس السابقة و ذلك بجعل الوحدة جاذبة. نريد وحدة مبنية على المشاركة فى السلطة و فى الثروة ، و فى رسم ، و تخطيط ، و صنع ، وإتخاذ القرارت معاً سوياً. و ليس وحدة من له حق رسم و إتخاذ القرار، و الاخر مجرد موظف ينفذ فقط ما رُسم و خٌطط له. إتفاقية السلام الكلية السودانية و حق تقرير المصير لدارفور عبارة عن وسيلة لجعل الوحدة جاذبة ، و جعل عائدات السلام تعود للمجتمع و الأمة على نطاق واسع وليس تعود على النطاق الضيق الشخصى لرؤساء الحركات و الأحزاب ، نريد سلام عام و ليس خاص. و الأهم من ذلك كله فى حالة عدم تطبيق الإتفاقية أعلاه مثل الإتفاقيات السابقة التى لم تطبق و تم إفراغها من محتواها أن لا تكون الحرب هى الخيار. دعونا نجعل السلام هو فقط الخيار. نحن نريد ان لا تُورث الحرب للأجيال الحالية و لا للأ جيال القادمة بل نريد توريثهما السلام و التنمية و الرفاهية والإزدهار. تلك هي رؤية الحركة الوطنية للحل الكلى الشامل للقضية السودانية ، وهى رؤية للعرض و ليس للفرض ، للنقاش وليس للإلزام ، وعلى الاخرين كامل الحرية فى قبولها أو رفضها، ومن حقهم أن يطرحوا رؤاهم كما للحركة الوطنية الحق فى طرح رؤيتها. يحي البشير ( بولاد ) رئيس الحركة الوطنية لتحرير السودان لندن الموافق 13 نوفمبر 2015
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة