. ثلاث احداث وشخصيات سودانية خالصة شغلت الرأي العام العالمي والاميركي علي وجه التحديد خلال الأسابيع الاخيرة. الأولي قضية الطفل السوداني اليافع احمد محمد، والثانية الشابة السودانية ريماز عبد القادر، وسؤالها للمرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز، حول برنامجه لوقف التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأميريكية، والثالثة هي النابغة السودانية الدارفورية امتثال محمود.
امتثال محمود او كما يسميها الأميريكيون، ايمي محمود، اسم سوداني، دارفوري لمع في عالم الشعر والموسيقي والطب هنا في الولايات المتحدة الأميريكية وتصدر صفحات الصحف العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي وملأ الدنيا وشغل الناس.
موهبة الشعر عند امتثال النابغة التي هاجرت من دارفور، عمرها لم يتجاوز الرابعة، مع اهلها الي الولايات المتحدة، بسبب الحرب، كان ملازما لها منذ طفولتها ولكنها تفتقت عند دخولها الي جامعة ييل احدي اكبر واعرق جامعات العالم حيث تدرس الطب و الأنثروبولوجيا وعلم الأحياء الجزيئيّة في السنة الاخيرة.
أسست امتثال مع مجموعة من زملائها في الجامعة ناديا للشعر سمي "بنادي جامعة ييل للشعر" ومثلت الجامعة في عدد من المسابقات الدولية. في مطلع نوفمبر الحالي أبهرت امتثال العالم بفوزها بجائزة المهرجان الدولي للشعر التي أقيمت في العاصمة واشنطن بمشاركة عشرات المتسابقين من أنحاء العالم. التاهل للأدوار النهائية والفوز بهذه الجائزة القيمة لم يكن سهلا بالنسبة لايمو بحسب تصريح لها بصحيفة الغارديان البريطانية. اذ كان عليها المرور بثلاث مراحل حاسمة قبل الوصول الي الدور النهائي والفوز بالجائزة القيمة.
تأهلت ايمي الي الأدوار النهائية عن قصيدتيها "أناس مثلنا" و "الرصاصات" واللتان تحكيان عن الماسي التي عاشتها هي وأسرتها في دارفور ويعيشها ،بالطبع، الملايين من أهل الإقليم بشكل يومي. عندما وصلت امتثال الي الدور النهائي كان عليها كتابة قصيدة جديدة. في غضون ساعات قليلة كتبت ايمي قصيدتين الأولي في رثاء وتذكار جدتها التي توفيت قبل ايام قلائل والأخرى عن أمها التي كانت وقتها في السودان لتعزي في وفاة أمها (جدة امتثال). لقد احتاجت فقط لساعتين لحفظ القصيدتين ومن ثم القائها في المهرجان لتفوز بالجائزة المرموقة.
تعد امتثال بجانب دراستها للطب وقرضها للشعر موسيقية بارعة، اذ تجيد عزف عدد من الاَلات من بينها الفيولا. وهي تطمح في إكمال دراسة الطب قريبا والحصول علي الدكتوراة للمساعدة في علاج اهلها بدارفور والسودان. أجدني فخور جدا بمثل هذه الإشراقات السودانية التي تبين عظمة هذا الانسان السوداني. فبرغم كل الاحباط الذي نعيشه الا ان هناك أمل بان الغد أفضل مع خالص تحياتي ، عبدالمنعم مكي-واشنطن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة