مضت سبعة وعشرون عاما من حكم شريحة طبقة الرأسمالية الطفيلية المتدثرة بالاسلام ، وهي سنوات عجاف فاقمت من أزمة البلاد الشاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخدمات ، وعمقت من معاناة الشعب وجعلت حياته جحيم لا يطاق . قطوعات مستدامة في الماء والكهرباء تمتد في بعض المناطق الي عدة ايام حتي في شهر رمضان ندرة في السلع مع ارتفاع أسعارها ، قلة في الأدوية بما فيها المنقذة للحياة الشئ الذي تسبب في وفيات عدة حتي بين الاطفال . ندرة في المواصلات جعل المواطنين يتكدسون بالمئات في وهج الشمس الحارقة وبالكاد يصلون الي منازلهم من اماكن عملهم والطلبة من جامعاتهم في وقت متاخر من اليوم فهم يقضون اليوم باكمله في الشوارع وتبديد معظم زمنهم وجهودهم بحثا عن وسيلة حركة . يحدث كل ذلك بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة والتي، قادت جميعها الي هذا الوضع الاقتصادي المتردي وعاد بالبلاد القهقهري ومعيقا تطورها وتنميتها
جماهير بحري الشرفاء .. ما يحدث الآن من كوارث في المناطق التي تأثرت بالسيول والامطار ، مثالا لا حصر منطقة شمبات وكل المناطق المحاذية للنيل جراء الفيضان فانه ينبئ بوضع كارثي بالنسبة للاهالي ، خصوصا الوضع الصحي والبييء وما متوقع من انتشار الامراض والأوبئة الفتاكة بالانسان ، والامراض المنقولة ما بين الانسان والحيوان ، وانتشار البعوض الناقل للملاريا ، وعدم وجود مراحيض لقضاء الحاجة نتيجة لانهيارها . فهناك بعض الأسر عزمت وشدت رحالها الي مناطق اخري مستاجرين ، والبعض الاخر وهم الاغلبية رفضوا ان يبارحو امكنتهم رغم المعاناة والمياه محاطة بهم شرقا وغربا وذلك خوفا من فقدهم لديارهم اذا اخلوها ان تنتزعها منهم الحكومة ، بالإضافة لعدم قدرتهم علي الايجارات المرتفعة ، فهم عايشين (بين المرحاكة وحجرها) لا حولا لهم ولا قوة . وحسب المسح والاحصاءات هناك 140 اسرة ما زالوا موجودين بالخيم في شارع مور ، بالاضافة لبعض الاسر ما زالوا محاطين وسط المياه حوالي 45 تقريبا بالقرب من حي فرنسا . وهذا الوضع ينسحب علي معظم ولايات السودان ، سنار ، ولاية جنوب دارفور وغيرها فقد بلغ عدد المتاثرين جراء السيول والامطار (34) الف بينهم المئات بالمعسكرات المختلفة . فقد هرعت اللجان الاهلية النسوية والشبابية والقوى الحية للتضامن ودعم أهلهم المتضررين في المناطق المختلفة في صورة تمثل قيم مجتمعنا السوداني في التضامن والتكافل كل ذلك رغم المعيقات التي تضعها السلطات وامهالهم 72 ساعة لتوصيل الاغاثة الا بواسطة الحهات الحكومية بل تعدى الامر الي امهال المتضررين اسبوعين لترحيلهم مناطق اخرى بالقوة واعتبارهم سكن عشوائي كل ذلك مع غياب الجانب الرسمي وتخلي المحليات عن واجبها ومسؤليتها تجاه مواطنيها ..
مواطني بحري الأوفياء .. كل هذه الأوضاع الكارثية وغيرها تؤكد فشل النظام فشلا ذريعا في إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا ، وحسب خبراء اقتصاديين فإن الأزمة الاقتصادية والأحوال المعيشية الطاحنة التي يعيشها المواطنين ، بالاضافة لفشل وانهيار المفاوضات وعدم توفر إحلال السلام ووقف العداييات وحل الأزمة الشاملة للبلاد ، وكذلك أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة ووثيقة الحقوق التي أضحت حبر علي ورق ، غياب الحريات واستمرار مصادرة الصحف وحرية الرأي والتعبير . كل هذا لا يمكن ان يحل في ظل هذا النظام .
* لا طريق غير طريق الانتفاضة الشعبية . * تصعيد الحراك الجماهيري عبر الحراك المطلبي ووحدة الصف والعمل الجبهوي العريض والنقابي لإسقاط النظام . * دعم لجان المقاومة الشعبية ولجان الأحياء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة