حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءات الأستاذ محمود لا تتخلف (٣) د. مصطفى الجيلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 12:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2019, 08:14 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: AMNA MUKHTAR)

    مرحب بالجميع مرة أخرى..

    كما قلت لك يا أستاذ سعيد، "يبدو أننا نختلف كثيرا والمساحة المشتركة بيننا تضيق أكثر وأكثر".. في البداية دعني ألخص كلامك:

    (١) أنت تقول أنك ترفض مبدئيا أن يأخذ الشخص فهما عن شخص آخر..
    (٢) تقول أن المطلوب أن يفهم الشخص القرآن لوحده كفرد مستعينا فقط باللغة وتحديدا "لسان العرب"..
    (٣) تستنكر أن يدعم الشخص فهم الآيات بأقوال السلف لأن الأحاديث مصادرها متضاربة وبعضها مضلل..
    (٤) القرآن فقط هو الحجة وفهمه متيسر وسهل للجميع..

    سأناقشك على خلفيتين، أو قل وفق نهجين:

    أولهما، ليتأكد معي القراء أن هذه أقوالك فعلا، وأني لم آخذك بالمظنة، سأورد نصوصها من كلامك قبل أن أناقشها وأوضح مقدار التضارب وعدم وضوح الرؤيا فيها، كما أعتقد..

    وثانيهما ، هو ما قلته لك في مساهمتي السابقة، من أنني في نقاشنا هذا، لولا أن القراء يقرأون ويتابعون هذا النقاش بالحياد الخالي من الغرض، لما استمريت فيه.. لأن بعضا ممن اناقشهم لا يلتزمون بالنقاط المطروحة ولا بالردود السابقة ولا بالسياق والمنطق وإنما يفتحون أقوالا جديدة عشوائية هي اقرب للمهاترة فتكون مضيعة لوقتنا ولوقت القراء.. وغرضي من كل هذا أن نستفيد ونفيد الآخرين، ولذلك سأستصحب القراء وأشهدهم على متابعة الحجج وتقييم المنطق لكلينا..

    وباسم الله نبدأ، بردك الاستفتاحي، على سؤالي:
    Quote: هذا الفكر الإسلامي الذي تتكلم عنه: بمفهوم من؟
    فتجيب بقولك:
    Quote: يعني بفهم من يقرأه على مسئوليته: يفسره حسب فهمه وبحثه،
    وهذا طبعا بالضبط ما يفعله أي شخص حريص على دينه ومصيره وعلاقته بربه، فأنا أقرأه على مسئوليتي الكاملة.. وفرق منطقي من منطقك هو أنني لا أعتقد أنني أعيش منفصلا عما حولي وإنما أجزم بأن فهمي للقرآن لن يكون له قيمة له بدون التطبيق بالتعامل مع ما حولي من أحياء وأشياء، وبالتالي لا بد أن أفهم بدقة وبمسئولية ما حولي من الأحياء والأشياء، ما وسعني ذلك.. وأهم ما حولي هم الناس الآخرين، وأول الآخرين هو النبي عليه الصلاة والسلام فهو مفتاح القرآن وهو، في الحقيقة، القرآن في تجسيد "كان خلقه القرآن" (وإنك لعلى خلق عظيم).. وبالتالي أعرف عنه وعن مجتمعه من الأصحاب والتابعين وأستمع وأقرأ لكل الآراء وعملنا أصلا عبادة ومعاملة مع الآخرين ﴿وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ العصر﴾.. وأنا حينما اتعلم أو أقرأ للأخرين، مثل الأستاذ محمود محمد طه، فلا آخذ إلا ما يقنعني وأراه الحق، ثم لا آخذه نظريا وإنما أطبقه وأعمل به.. وعقلي هو مدار تكليفي وتشريفي أمام الله، ولا أحد يجبرني أو يضطرني لما لا أريد.. وفي آخر الأمر، لن أقابل الله يوم اقابله بغيره إن شاء الله، والله لن يحاسب الآخرين عن أفكاري وأعمالي وإنما أنا الوحيد المسئول أمام الله عنها..

    ثم أنت تمضي لتقول:
    Quote: وإذا استعان بغيره فيطلب من الله تعالى ليغفر له لو استعانته كانت خاطئة حتى يتحرّها أكثر، وأنه لن يعتد بها فهي لفهمه الخاص، حتى لا يتسبب في نشر الخطأ لو كان هناك خطأ. ويشمل ذلك عدم تدريسها، ولكن يمكن أن ينصح بها من يقبل مسئولية النصيحة مثل ما عمل هو.

    أنظر مقدار التناقض والتضاد في قولك هذا، كأنك تسمح بالاستعانة لكن تعتبرها ذنب، فتقول "ينصح من يقبل مسئولية النصيحة"!!.. مبدئيا إذا أقنعتني فكرة – مثل الفكرة الجمهورية-- وطبقتها فقد صارت فكرتي وملكي وتعنيني لأنني ارتضيت أن اقابل بها الله.. والفكرة الجمهورية خلاصتها "طريق محمد" فهي تدعوني لأن آخذ تفاصيل منهج النبي عليه الصلاة والسلام وشيمه وأخلاقه أقلدها وأتقمصها ما أمكنني لتكون شخصيتي (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)..

    ثم انت تؤكد بملء الفم:
    Quote: أسلم وأسهل أسلوب لفهمها هي دراسة القرآن والقرآن وحده، ومعجم لسان العرب الذي شرّع الله أنه اللغة لقراءة وفهم القرآن العجب يصيبني أنا: أكرر مرةً أخرى، "ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدّكر" فكيف تذهب لغيرك من البشر ليفهم لك ما قدر الله لك أن تفهمه بلسان العرب الذي صرّح لك به؟ أم تغالط ربك أنه ليس يسيراً؟
    أقرأ مرة أخرى (العجب يصيبك) .... (كيف تذهب لغيرك من البشر ليفهم لك ما قدر الله لك أن تفهمه بلسان العرب).. "لسان العرب" هذا، ألم يكتبه شخص؟؟ بنهج عدم الثقة هذا، ما الذي يجعلك تثق في أقوال "لسان العرب" التي نقلها؟؟.. وأنت بنفسك كتبت في أحد مساهماتك: (وندلف إلى أكبر تزوير في معجم اللغة أبتدعه الأعراب منذ ميلاد اللغة العربية، وفقط عندما نزلت عليهم الرسالة...) وأنت إن لم تثق في كتب التفسير التي كتبها أفراد فما هو فرقها من لسان العرب ومواده؟؟ ألم يكتبها ويورد تفاصيلها وتحقيقاتها شخص أو أشخاص؟؟ أيضا رجاء من القراء أن يتأملوا هذا القول:
    Quote: لعل كلاً منا يتحرّاه بنية صادقة ويتجنب تحويره وتأويله أو قبول تحوير وتأويل من أحد (النية الصادقة ومخافة الانحراف هي كل المطلوب في استقراء القرآن)..
    يا أستاذ، الدين كله، هو علاقة مع الله وبدون صدق لن يكون دينا من أساسه.. ثم أنك تفتح موضوعا جديدا بقولك:
    Quote: الورقة ورقتك، والاستقراءات استقراءات محمود محمد طه، الفكر الجمهوري؟، ولكنها ليست الفكر الإسلامي، حتى لو أسماها ذلك.
    ولا أعرف ما تعريفك للفكر الإسلامي؟؟ هل مثلا في فهمك: الفكر الصوفي، فكر إسلامي؟؟ وهل مفاهيم طوائف السنة أو الشيعة أو الملل والنحل والفلسفات الإسلامية المختلفة، فكر إسلامي؟؟

    أما أنا، فافهم أن "الفكر الإسلامي" يضم كل الكتابات والدراسات المرتبطة بالإسلام، وبالتالي لا يعرف الفكر الجمهوري على أنه فكر مسيحي مثلا، ولا يهودي، ولا بوذي ولا ماركسي ولا لاديني وإنما هو "فكر إسلامي" ولا أعتقد أنك ستجد له تصنيف آخر تصنفه به حتى وإن كنت تختلف معه..

    لكنك، فيما يبدو، تعني بالفكر الإسلامي "الطريق الحق المقبول عند الله"، وهذا بهذا المعنى مطلوبي ومطلوبك ومطلوبنا جميعا.. ولذلك علينا التقصي والعمل الجاد الصادق في البحث عن الحقيقة، وفي هذا تحدثنا الآية (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) لأن أي شخص يعتقد أنه على الحق (ثم تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)..

    ثم أنك تقول في تبرير الأستاذية:
    Quote: ما ذكرت في تعريف المصطلحات ليست وجهة نظر ولكنها حقيقة محضة. وهي تبين كالأستاذية لأنها المعطيات التي بها يبدأ الحوار

    تأمل قولك مرة أخرى "المصطلحات ليست وجهة نظر ولكنها حقيقة محضة" هل حقا تفكر هكذا.. "حقيقة محضة" في عالم التعريفات، والمصطلحات.. ما هو معروف أن "التعريف" لأي مفهوم يختلف عليه الناس دائما لأن الكلمات أواني لمعاني تختلف من شخص لآخر.. وفي علم المنطق يسمونه "المفهوم" ويسمون ما ينطبق عليه "الما صدق" وهو لا يختلف من جماعة إلى أخرى فحسب وإنما يختلف من شخص لآخر.. ولذلك يستخدم الناس "المصطلحات" وتعني أن يتعارف الناس على كلمة معينة لتعني معنى معين... والمصطلحات تختلف من كاتب إلى آخر ومن مجموعة لأخرى، ومن علم لآخر.. وأبسط مثال على ذلك كلمة "بيئة" تعرف بمعاني لا حصر لها، فهنالك "بيئة العمل" و"بيئة السلوك" و"بيئة الدراسة" و"البيئة الطبيعية" ومعان لا حصر لها.. وأنت تسوغ لنفسك ممارسة "الأستاذية" بقولك "لأنها المعطيات التي بها يبدأ الحوار"، مع أنك في مساهمة قبلها سببت "نفس هذه الأستاذية" بطريقة مختلفة عن هذه.. أقراء تعليقي بالأحمر وردك بالأسود أدناهن من مساهمة سابقة:
    Quote: لكني رأيتك لا تتكلم كمن يحمل رأيا مخالفا وإنما كالسيد الذي عنده الصواب الشامل الكامل وما عند الآخرين خطأ، فأنت تقرر تقريرا بخطأ وصواب الجمل والمعاني"
    آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي ليس فيه ما يُحمل به رأيٌ مخالفٌ، فالفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين، وكلٌ منّا له أن يفسر ويؤول بالمنطق الذي تربّى عليه علمياً، فلا غضاضة في الخلاف في التفسير النحوي والبلاغي، ولكن ليس في الاستنتاج ويسمونه اجتهاد
    وسأعيد هنا علي القراء ما كتبته ردا على نقطة التعريفات التي بررت بها هذه المرة، وليتأملها معنا القراء:

    Quote: أولاً، الحرية ليست هي الديمقراطية
    صدقت "الحرية ليست الديمقراطية" ولكن ما قلته أنا هو: "فالحرية هي الديمقراطية لدى تجسيدها على الأرض".. أي أن الحرية حينما تفعل في حياة الجماعة على الأرض نسميها ديمقراطية.. وأوافق على تعريفك، كواحد من تعاريف أن:

    الحرية هي أساس من أسس الديمقراطية لشرعية الخيار، فبدون حرية لا يكون هناك خيار.. والديمقراطية هي مساواة الخيارات
    ولا يخفى عليك طبعا إمكانية اختلاف التعاريف، فمثلا "العشرة هي الخمسة والخمسة" و"العشرة هي ستة وأربعة" وهي "سبعة وثلاثة" وهكذا كلها صحيحة لاختلاف المداخل..ويمكن أن تقول أن الحرية هي الإنعتاق من رق القيود أو تقول أن الحرية هي الإنطلاق من القيد إلى الرحابة، أو الحرية هي السعي للأطلاق.. وهكذا فالكلمات أواني لنضع عليها المعاني.. وتحضرني هنا قولة الشيخ النابلسي (فالأغاني للمعاني كالمباني، تظهر الأسرار..).. قولك:

    والعدالة ليست تنفيذ القانون ...
    بديهية.. فعلا "العدالة ليست تنفيذ القوانين".. وقولها منفصلة هكذا يجعلها كلام مختل، لكن أنا تحديدا قلت: "العدالة هي تنفيذ القوانين بالمؤسسية" وذلك "في المعنى القريب"، لأنها لدى النظرة المتأنية يمكن أن تصبح "هي المساواة في توزيع الثروات" وذلك بتوسيع المجال، كما قلت "في معناها الواسع".. هذا ما أوردته أنا في مقالي.. كذلك أتفق أيضا مع تعريفك:

    فالقانون جهاز ضبط، يستعمله العادل ويستعمله الجائر،
    أو قل أداة ضبط، لكن لا أتفق مع الشطرة:

    بمؤسسية وبدون مؤسسية
    لأن المؤسسية هي الشرط ليكون القانون في اتجاه "العدالة".. وبدون المؤسسية يصبح "حكم قرقوش" أو أحكام "الدكتاتوريين" وهو الذي يصدق فيه عبارتك "ويستعمله الجائر".. وتعريف المؤسسية هنا هو النظام والانضباط الذي يحقق العدالة بتوزيعه الموزون والممنهج.. وسبب أن دولنا تضيع فيها العدالة لغياب الموسسية.. ثم أني لا أتفق مع قولك:

    وليست العدالة المساواة في توزيع الثروات.
    لأن المساواة في توزيع الثروات حالة أساسية من حالات العدالة واسمها المساواة الإقتصادية.. ولم أفهم قولك:

    العدالة هي النظرة المتساوية للحالة المتساوية، في الثواب والعقاب، والحقوق والواجبات، وفي الأحكام
    ما معني "النظرة المتساوية"؟؟، وحتى إن قبلت جدلا بـ"النظرة المتساوية"، فما هي "الحالة المتساوية"؟؟ حالة متساوية في الثواب والعقاب؟؟ وحالة متساوية في الحقوق والواجبات؟؟ تقصد المساواة في الحقوق وفي الواجبات؟؟ وما هي الحالة المتساوية في الأحكام؟؟ كما قلت لك آنفا الكلمات أواني للمعاني، وهي يفترض أن تبسط المعاني وتحددها لا أن تشتتها وتفرغها من معناها.. وأما قولك:

    والسلام ليس القاعدة والشرط والنتيجة، إنما هو الوسيلة المثلى – لتأمين السعادة وتقليل الأحزان...
    فأقبل بعبارة أنه "الوسيلة المثلى لتأمين..." ولكن لا أراه ينافي أنه "القاعدة والشرط والنتيجة" من قولي: "وأما السلام فهو القاعدة والشرط والنتيجة كي تفعل الحرية ولتقوم العدالة.."ولو تأملت عبارة "الوسيلة المثلى" تجدها في واقع الحال هي "القاعدة والشرط والنتيجة"، وألا فقل لي ماهي "الوسيلة المثلى"؟؟ وفي الحقيقة لو تأملت ستجد أن "القاعدة والشرط والنتيجة" أشمل وأعمق من عبارة "الوسيلة المثلى".. ولا أتفق مع عبارتك:

    فالقاعدة هي البقاء للأقوى،
    فالبقاء للأقوى هي قانون الغابة، لكن القانون الأكثر دقة هو أن "البقاء للأكثر تواؤما مع محيطه".. والأقوى في الماضي قد قوة الساعد والشكيمة ولكنه يتطور ليصبح البقاء هو للأكثر إنسانية.. ولقد انتصر غاندي بالسلام على الإمبراطورية البريطانية وأجبرها على الخروج من بلاده تماما كما انتصر السودانيين في أكتوبر على حكومة عسكرية بالسلام، وكما انتصر الشعب السودانين اليوم على أشرس حكومة بوليسية أسرفت على الناس في تجنيد المليشيات وتسليحها وغلبوها بالسلمية وبالأيادي البيضاء.. ويمكن أن يكون:

    والشرط هو المقدرة
    تماما كما يمكن أن يكون الشرط هو الحالة المواتية أو الظرف المواتي، أو بدقة أكبر "الحالة المطلوبة"، مثلما تقول أن "ضوء الشمس" أو "وجود مادة الكلوروفيل" هي الحالة المواتية لجدوث الثمثيل الضوئي للنبات، بمعنى أنها الشرط.. ولا موجب لقولك (فلا شرط بلا مقدرة)، وبطبيعة الحال أتفق مع القولة البديهية:

    والنتيجة هي محصل المعادلة، ما تقدمه هو ما ستجده (بالدارجي: التسويه تلقاه)،
    وليس صحيحا عجز القولة

    وليس بالضرورة السلام.
    فالسلام يمثل "الحالة المواتية أو الظرف المواتي" فيكون بذلك الشرط لحدوث المساواة السياسية والاقتصادية أو العدالة، وبذلك فهي القاعدة أيضا وحينما تحدث المساويات تقود لمزيد من السلام وترسخة وتسمى نتيجة..

    ثم أنك أوردت كلاما ترفض فيه الاستعانة بالأحاديث وأسانيدها لتعضيد حجج القرآن:
    Quote: وندخل الآن في كيف أنت تستعين بأقوال السلف لتعضد بها حجج القرآن الكامل المكتمل! ألا ترى أين الخطأ؟ أن تسند كلام الله بكلام الناس؟ أن تدّعي على الرسول (ص) أقوالاً ليس لك بها من إثبات سواء القيل والقال من أناسٍ لم يعايشوه ولم يعايشوك؟ وتضيفها إلى رسالة الله وتسمي النتيجة سنة الله ورسوله؟
    وأقول، صحيح أن هنالك أحاديث ضعيفة أو موضوعة ولكن لا أعتقد أن الحل هو أن نترك كل الأحاديث النبوية.. والسلف كان لديهم طرق في تصنيف الحديث من حيث رواته، وأنا ظننت أنك تأخذ بالأحاديث ورواتها ولذلك لم أحذف عنعنة الحديث وعلقت لك عليه بقولي (وإليك هذا الحديث، والذي وارد حوله نقاش كثير، وهو مروي في البخاري) منبها لك على ما فيه من اختلاف، ولم أكن أتوقع أنك لا تعتبر الأحاديث من أساها، وتأخذ فقط بالقرآن و"لسان العرب" ولا
    Quote: تسند كلام الله بكلام الناس؟ أن تدّعي على الرسول (ص) أقوالاً ليس لك بها من إثبات سواء القيل والقال من أناسٍ لم يعايشوه ولم يعايشوك..
    فنحن لا نترك الحديث ونعتقد أنه مكمل لفهم القرآن وعندنا أن الطريقة الأمثل في معرفة الحديث الصحيح هو أن يوافق القرآن ويظهر انواره.. فمثلا الأحاديث التي تظهر بشرية النبي علي الصلاة والسلام توافق القرآن، لأن القرآن يؤكد بشريته، ويظهر أن الحكمة هي ليشبهنا ويكون من جنسنا وليس ملكا من السماء: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا (94) قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا).. وأقرأ (يا أيها المدثر...) و (يا أيها المزمل...) وفكر لماذا يتدثر ولماذا يتزمل لولا بشريته..

    ثم أنك دخلت في حديث مطول يطرق عدد من الموضوعات، صدقني قرأته عدد من المرات لأحدد نقاطه وما يربط منطقه ولم أفهم منه مسارا محددا أرد عليك به، ولقد أوردته أدناه ليتابعه القراء ويتأملوه أيضا..
    Quote: أقول: قال تعالى: في سورة العنكبوت، آية 18، " وان تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين"
    قال تعالى: لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين – أل عمران
    في الآية الأولى يبين الله تعالى أن ما على الرسول (وفي آياتٍ أخرى الرسل) إلا البلاغ المبين، وليس إضافات، تعديلات أو إسقاطات في الرسالة.
    وفي الثانية: يبين الله تعالى أن بعث من الأميين (أمة الأعراب وليس الجهلاء في الكتابة والقراءة. ويقال النبي الأمي على ذلك وليس لعدم مقدرته القراءة والكتابة، فقد أمره الله "إقرأ"، وفي سورة البيّنة: رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهّرة * فيها كتب قيمة) رسولاً منهم يقدم لهم الرسالة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم (يطهرهم مما علق في عقولهم من تربية الجاهلية، وبالطبع لا يحتاج لعمل ذلك مع الأجيال الجديدة، فسيزكيهم آباؤهم ودراساتهم).
    وقال في سورة عبس: "أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى"
    قال تعالى ما معناه بينما أتاه الأعمى صدّ عنه بغض النظر عن سبب إتيانه الرسول صلى الله عليه وسلم، طالباً معرفة كانت أو توجيهاً، وليس عليك أن يزّكى بمعنى أن ينبعث الإيمان في قلبه، فهذا شأن الله ولا عبء عليك في ذلك
    كل هذا يبين أن الرسول عليه البلاغ المبين والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة فقط
    عندما قال الله تعالى "سنة الله ورسوله" أو "سنة الله وسنة رسوله" عنى أنها سنته والسنة التي استن بها رسالته
    والسبب في ذلك:1- لأن الرسول معناها المرسل سواءاً الرسالة أو حامل الرسالة. والقفز إلى حامل الرسالة معناها تخطى معنى الرسالة وهي الأجدر لغوياً وبلاغياً.
    2- لأن أخذها بمعنى حامل الرسالة، ينادي بأنها شراكةً بينهما، فكليهما شركاء في الملكية
    3- قال تعالى: "هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب" آل عمران، آية 7: حيث قسّم تعالى رسالته البيّنة إلى آياتٍ محكمات، هن أم الكتب، أي لا يوجد مشابه لها وهذا واضح.
    وآياتٍ متشابهات، ولكنها تعنى معنىً من معانيها لا يتضارب مع أمهات الكتاب، ولا مع بعضها بعضاً. ولم يفرض عليك أن تنجح في فرز تلك الآيات إلا طبعاً باجتهادٍ شديد وذلك عبادة. أما لو أوّلت المعنى للمعنى الثاني (المشابه) من عندك أو قبلت تأويله من غيرك، فتكون بذلك قصدت الفتنة، ولا يعلم تأويله إلا الله، فإن لم تعلم أنت ما يقصد الله تعالى فتجنب على الأقل تأويله للمعنى الثاني المتضارب مع الآيات المحكمات، وكذا تكون قد عبرت من دون أن تفهم.
    وفي هذه الحالة، فإن مشاركة الله تعالى رسوله محمد في سن الرسالة يتناقض مع الآيات المحكمة في وحدانية الله تعالى. وهكذا فالراسخون في العلم يقولون آمنا به كما هو واضح بدون تأويل.
    4- سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي سنة النبي، هي ما استنه لنفسه لقضاء أموره الدنيوية وتنظيم عباداته، ولا دخل لها بسنة الله تعالى إلا إذا جاء فيها تنزيل واضح. وهناك حجة سائدة وسأعالجها هنا:
    يقولون ان هناك تنزيل بذلك في قوله تعالى " وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب" الحشر، أية 6، 7
    فهذا تقسيم الفيء والغنائم، فما لم تكن فيها قتال أمر الله بها كلها لرسول الله ما دامت لم يُحصل عليها في معركة (خيل أو ركاب)، وأمرهم تعالى بقبول بقرارات الرسول والامتناع عما نهاهم عنه، في تلك الآحداث.
    ولو أصرّ هؤلاء أنها تكون شاملة، فلا مانع، وهي أن أوامر الرسول ونهيه كله من رسالة الله فهو يتصرف كحامل الرسالة أو الرسالة ذاتها. ولكن ذلك لم ينفي أنه لديه ممارساته وقراراته الشخصية التي يجتهد فيها ولم تكن رسالة من عند الله.
    وأما رسالة الله فقد حفظها الله تعالى في كتابه العزيز بعهده "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر، آية 9، ولم يتركه للبشر للبحث عنه وحفظه.
    5- في آيتين ورد ذكر الله ورسوله بالمفرد (أي الله ورسالته)
    "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين" التوبة، آية 62
    "يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون" الأنفال، آية 20
    إنني يا إخوتي أتمنى أن تدرسوا هذه الفروقات بيننا وهي فروقات جذرية في تفسير ما هي ثوابت الحق وما هي ملحقاته، بالمنطق العلمي لمعنى الدليل القطعي.
    وبدون ذلك لا تكون هناك أرضية مشتركة لحوارٍ مثمر
    ما خرجت به منه هو أنك ترفض فكرة الرسالة الثانية فتقول أنه رسالة واحدة وهذا هو طبعا الرأي التقليدي الذي درسناه في المدارس جميعا وقرأناه في الكتب ولا جديد فيه، ومنه بدأنا نحن.. وأنا أفهم أنك ترفض الفكرة الجمهورية وتقول أنها ضالة ومضلة، وهذا واضح من البداية، لكنك بكلامك هذا أقنعتني بما ذكرته في خاتمة كلامك (... بدون ذلك لا تكون هناك أرضية مشتركة لحوارٍ مثمر)، وفعلا شعرت أننا في مكانين مختلفين، يصعب ان نتفاهم عبرهما..

    وقبل أن أختم، أحب أن أعلق على عبارة لك في ردك الثاني:
    Quote: وسأكتب بحثاً مستفيضاً حول اللعب الخطر في بيّنات الرسالة من صناعة المنافقين من أصحاب رسول الله (ص) والرواة من الأعراب الذين نسميهم السلف من دون تنقيح عن من هم السلف الصالح...
    وفقرة أخرى هي قولك:
    Quote: وأنا الحقيقة بصدد الكتابة عن الحال التي انتهت إليها الثورة والاعتبار بها وبالحال التي كانت عليها الأمة، وجلها من سرطنة العقلية الجاهلة في الحقوق والواجبات الدينية والدنيوية، وسأوردها في حلقاتٍ هامة بدءاً من الأسبوع القادم، أقول لك هذا لأنني ذكرت إليك أن خلافاتٍ جذرية بيننا نحتاج للتدقيق فيها مجهرياً، إذ أنها هي التي تحل وتربط في مسار الحوار
    قل لي إذا كان فعلا فهمك أن الشخص لا يجب ان يأخذ بفهم شخص آخر، وتتعجب بقولك "يصيبني العجب":
    Quote: فكيف تذهب لغيرك من البشر ليفهم لك ما قدر الله لك أن تفهمه بلسان العرب الذي صرّح لك به؟ أم تغالط ربك أنه ليس يسيراً؟
    إذا كان هذا فهمك، فلماذا إذن تكتب للناس وتتوعد في اكثر من مكان بالكتابة، وأنت أصلا في أشد العجب كيف يتأثر شخص بكتابة شخص آخر؟؟

    (عدل بواسطة مصطفى الجيلي on 08-30-2019, 08:21 PM)
























                  

العنوان الكاتب Date
حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءات الأستاذ محمود لا تتخلف (٣) د. مصطفى الجيلي د. مصطفى الجيلي07-30-19, 05:48 PM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-05-19, 05:53 PM
    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-06-19, 07:49 PM
      Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-14-19, 03:42 PM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-18-19, 02:57 AM
    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-20-19, 03:34 AM
      Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-20-19, 07:55 PM
        Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-21-19, 06:57 PM
          Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-22-19, 08:00 PM
            Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-23-19, 05:19 PM
              Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-24-19, 10:21 PM
                Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا جمال المنصوري08-25-19, 07:26 AM
                  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-26-19, 04:17 PM
                  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-26-19, 05:26 PM
                    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-26-19, 11:52 PM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا AMNA MUKHTAR08-27-19, 03:58 AM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا AMNA MUKHTAR08-27-19, 04:21 AM
    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-27-19, 06:10 PM
      Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-27-19, 10:51 PM
        Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-29-19, 05:19 AM
          Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-29-19, 12:09 PM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا AMNA MUKHTAR08-29-19, 05:44 AM
    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا عبدالله عثمان08-29-19, 06:11 AM
  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا AMNA MUKHTAR08-29-19, 06:28 AM
    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي08-30-19, 08:14 PM
      Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan08-31-19, 00:24 AM
        Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي09-01-19, 07:48 PM
          Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan09-02-19, 09:39 PM
            Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي09-04-19, 10:59 PM
              Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي09-05-19, 04:41 PM
                Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan09-07-19, 04:22 AM
                  Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا مصطفى الجيلي09-10-19, 08:40 PM
                    Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Saeed Mohammed Adnan09-11-19, 11:10 AM
                      Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا Ali Alkanzi09-12-19, 03:52 PM
                        Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا عبدالله عثمان09-16-19, 07:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de