مشروع السودان الجديد قبل أن يكون هدفه إحداث تغيير سياسي نحو دولة مواطنة بلا تمييز هو مشروع إجتماعي و إنساني المراد به المحافظة على نسيج السودان الاجتماعي المتنوع عرقيا و لغويا و ثقافياً و أثنيا، لذلك أعتبره الشباب مشروع الأحلام لغد أجمل، ولكن سرعان ما عملت بعض الفئات علي تمزيق هذا المشروع و نسفه، و تشكل ذلك في خرق مباديء المشروع فكيف نتكلم عن إنشاء دولة بلا تمييز و أول ما نقوم به هو محاولة إقصاء عنصر أساسي و جزء لا يتجزأ من هذا المشروع و هو السيد الأمين العام، و أكبر و أقذر خرق لمبادئ هذا المشروع ليس هو عملية إقصاء جزء أساسي فقط بل أقصاه بدافع العنصرية، و الغيره السياسية، و أطماع بعض الفئات في السيادة، و التحكم في مقاليد الأمور، و جمع الأموال، فهل بعد هذه العملية الإقصائية العنصرية يحق لهم مواصلة الحديث و الترويج لمشروع السودان الجديد و دولة بلا تمييز؟ و هم يمارسون أقذر أنواع التمييز العنصري و يحاولوا أن يغطوا السماء بالريش مبتدعين أكاذيب مختلفة، و مطلقين شتى أنواع الإشاعات لتمويه المواطن السوداني عن سبب الإقصاء الحقيقي المتمثل في العنصرية، و الغيره السياسية، و السعي وراء السلطة، و جمع الأموال و غيره، و هم يعلمون جيداً أن إقصاء السيد ياسر عرمان هو عبارة عن إصدار شهادة وفاة لمشروع السودان الجديد و دفنه حيا، فالكل يعلم حتى المكابرين الحاقدين الحاسدين العنصريين أن السيد عرمان بعد رحيل الدكتور جون قرنق يعتبر هو الدينمو و الموتور المحرك العامل علي استمرارية رؤية السودان الجديد، فكيف لهم أن يحركوا هذا الموضوع ولو خطوة إلى الأمام بعد أن يجردوه من الدينمو المحرك؟ كيف للعربة أن تتحرك من غير موتور؟ إذا كان صاحب المشروع والأب الروحي الراحل المقيم دكتور جون قرنق ذات نفسه إتخذ من السيد عرمان ابن له، و تسمية أبناء جون قرنق وهم :( ياسر عرمان، باقان اموم ،دينق الور) هذه التسمية فسرها الكثيرين بأن إختيار دكتور قرنق لهؤلاء العناصر الثلاثة و إطلاق هذه التسمية كان المراد به أنهم الموكلين بعده بحمل راية النضال، و الكفاح حتى يرى مشروع السودان الجديد الشمس، فأنا أضيف أن علاقة الأب بالابناء هي استمرارية للأب و رؤيته، فإن كان صاحب المشروع ذات نفسه أختار الأمين العام ياسر عرمان و أصطفاه ليكون حامل للراية من بعده فبالله عليكم من أين أتى هؤلاء؟ الذين فضحت أعمالهم عن هدفهم الرئيسي بالالتحاق بالحركة الشعبية، و تبني مشروع السودان الجديد لأغراض في أنفسهم، و هاهم اليوم يخترقون أهم مباديء السودان الجديد بممارسة أسوء أساليب الإقصاء العنصري، فما قاموا به من فعل شنيع عواقبه كبيرة، و عظيمة ليس فقط بأنهم كتبوا شهادة وفاة لهذا المشروع الإنساني العظيم، و فقدوا الإحترام، و الشفافية، و المصداقية في نظر الآخرين المؤمنين بهذا المشروع بل سيخلقون المزيد المزيد من حالات التفكك الداخلي، لأن إقصاء السيد الأمين العام سيكون له أثر نفسي و معنوي سييء للغاية في نفوس الكوادر العاملة الشمالية التي ستعتبره إقصاء و ظلم لها أيضاً، و ستضعف من روح العمل و العطاء و الكفاح لأنهم سيشعرون بالظلم، و عدم المساواة والاضطهاد العرقي المتطرف ، و سيعتقدون أن الدور سيأتي عليهم في اي لحظه لأن المشروع تحول إلى موضوع قبلية و عنصرية لا غير، و هذا أن دل على شيء إنما يدل على أن مشروع السودان الجديد ليس لباسا للجميع، و لا في مقاس كل من هب ودب، لأن هذا المشروع منبعه القلوب السليمة المتعافيه من أمراض النفس من عنصرية، و كراهية، و حقد و شعور بالدونية، و حسد و غيره، تلك النفوس الطيبة المتسامحه القادرة على العيش مع الآخرين المختلفين عنها في العرق و الدين و اللغه و الثقافة، و مصب المشروع العقول الراقية القادرة على التطور و اللحاق بالعالم الأول بالتخلي عن القبلية و العنصرية لأن مثل هذه العقول الراقيه لا تقبل أن تتقوقع في زي العنصريه و القبلية و تكون ضمن الدولة المتخلفة المتأخرة، إذن هذه النفوس السليمة و العقول الراقيه هي من ستعمل على أحياء مشروع السودان الجديد و ستتصدي لكل من يريد أن يفتك و يخل به.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة