مرت المهدية حتي الآن بخمس مراحل و السودان حاليا يعيش في المرحلة الخامسة من المهدية. و لكن جميع المؤشرات تؤكد قرب نهاية المرحلة المهدية الخامسة. كما توجد علامات واضحة تشير لمحاولات من الصادق المهدي و اسرته لصناعة مرحلة سادسة في المستقبل القريب. و بالرغم من إرتباط المهدية في تحولها و إنتقالها من كل مرحلة إلي أخري إلا ان المهدية ممثلة في حزب الأمة و بالتحديد اسرة المهدي تنكر ذلك الإرتباط المتواصل منذ قدومها و قيامها في السودان. للتوضيح تحدد مراحل المهدية الخمس علي النحو التالي: 1- المهدية الأولي المهاجرة: لمحمد أحمد "المهدي" و غلبة السلطة فيها للأشراف 2- المهدية الثانية الأمدرمانية: لعبدالله "التعايشي" و غلبة السلطة فيها للبقارة 3- المهدية الثالثة الإنجليزية: لعبد الرحمن المهدي و غلبة السلطة فيها للبقارة 4- المهدية الرابعة الحزبية: للصادق المهدي و غلبة السلطة فيها للبقارة و يليهم الفولاني 5- المهدية الخامسة الإسلاماوية: لحسن الترابي و غلبة السلطة فيها للفولاني و يليهم البقارة أما المهدية السادسة فربما يزمع لها أن تكون علمانية و غلبة السلطة فيها ستكون لتحالف يقوده الفولاني وحدهم بإشراف الصادق المهدي و بالتأكيد فإن القيادة ستكون في يد غيره كما كان هو الحال مع المهدية الخامسة الإسلاماوية الحالية. لذا فمن الواضح أن مجهودات الصادق المهدي في الحوارات و الإتصالات تصب أساسا في مصلحة صناعة المهدية السادسة و ليس في التحول الديمقراطي و الهدف منها ضمان تحولهم السلس من المهدية الخامسة الإسلاماوية دون خسائر. كتب الأستاذ شوقي بدري و هو كما هو معروف من خلفية أنصارية قديمة سلسلة مقالات بعنوان " الانقاذ والمهدية شبه شديد " و هو صادق في التشبيه و التعجب. و ربما التفسير الوارد أعلاه يزيل أسباب التعجب و الإرتباك لدي غالبية السودانيون و المحللون و المعارضة. هذه السلسلة لمقالات " الانقاذ والمهدية شبه شديد " نشرت بتاريخ و متوفرة علي مواقع سودانيزاونلاين و الراكوبة و صفحته علي الفيسبوك. فشل الصادق المهدي الظاهر هو في الواقع تظاهر الغرض منه عدم تحمل المسئولية و درء الاتهامات بالتواطئ و لإعطائه فرص للمراوغة و المشاركة حاليا و في المستقبل في العملية السياسية. لكن أهتماماته الرئيسية هي في الأمن و الاستخبارات و الجيش و ليست في المشاركة الظاهرة العلنية. يجب الإشارة هنا للمداخلات المفصلة و الطويلة و الموثقة للراحل الأستاذ خالد الحاج الحسن، مؤسس وصاحب موقع منتديات (سودانيات) علي مقال الأستاذ شوقي بدري بعنوان "من كان منكم بلا خطيئة....حزب الأمة؟؟" و الذي نشر في منتدي سودانيات اورج (و ليس سودانيات نت) بتاريخ 10 ديسمبر 2006
بالإطلاع عليها مجملة لابد من الشعور بل و التيقن بأن ما حدث يوم 30 يونيو 1989 كان مجرد عملية تسليم و تسلم مدبرة تم الاتفاق عليها مسبقا بين أطرافها. و كان الغرض الرئيسي منها هو حماية نظام قديم أتي مع المهدية و التركية و يخشي علي نفسه و علي موالينه من الأغلبية و من الديمقراطية و من القوميات السودانيين و كان يعتمد علي أقلية أثنية تحتاج للتمكين و للوقت لإعادة تشكيل الأمة السودانية و تدجينها. السؤال الهام المطروح الآن للشعب السوداني و للمعارضة بالتحديد: هل هذا التحول مقبول في السودان و هل سيجد مشروعية محلية و عالمية؟ و هل سينجح الصادق المهدي في مناوراته لإنقاذ المهدية الخامسة الإسلاماوية و تحويلها إلي المهدية السادسة بدلا من معالجة القضايا الوطنية الكبري و علي رأسها الديمقراطية التي تخوف منها في 30 يونيو 1989 ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة