محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2004, 02:29 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به !

    لقد ارتفعت أصوات طلاب اللغة العربية بالشكوى ، في جميع المعاهد التي تدرس اللغة العربية من عقم مناهجها ووعورة مسالكها . ويكفى أن تعلم أنه من الممكن ، أن يقضى أحد المعمرين حياته في تحصيل مسائل النحو ، ثم يكون علمه موضع شك وارتياب . ولست مبالغا ولا مجاوزا حدود القصد إذا قلت : أن كتب النحو المطبوعة والمخطوطة تسد حاجة مدينة كبيرة للوقود شهورا . وتستطيع أن تسأل أساتذة اللغة العربية عن سبب هذا الطوفان ، فستجد عندهم جوابا واحدا ، أو إجابات متعددة تلتقي في اتجاه واحد . هو : أن اللغة العربية لغة واسعة متشبعة الأنحاء ، وقد جد العلماء منذ عهد أبي الأسود الدؤلى في ضبط وجوهها ، وكشف غوامضها وتقرير قواعدها ، وكل عالم منهم يستدرك على سلفه ، أو يبسط القول فيما أجمل ، أو يختصر ما أسهب فيه تسهيلا على طلاب العلم .

    وقد أتى علينا حين من الدهر لم نشك في سداد هذا الرأي ووجاهته . أما الآن فقد علمتنا ظروف كثيرة أنه سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء . علمتنا أن أهم ما يذلل مشكلة تعلم اللغات ، هو إدمان القراءة حتى تنعقد بيننا وبين أساليب الكتاب وطرائق الشعراء ، أواصر الألفة ووشائج المودة . ففهمنا قول أبن سـلام " أن المذاكرة تعدى على العلم " . وقواعد النحو التي أفادتنا قليلة ، محصورة في أبواب لا تتجاوز أصابع اليد ، بعد أن جردها النسيان عما يكتنفها من هذر ولغو كثير .

    فالنحو عندنا لم يغزر هذه الغزارة ، ليخدم اللغة ويذلل مسالكها . وليست غزارته ناشئة عن طبيعة اللغة ، ولكنه غزر واستبحر لأسباب خاصة به ، لازمته منذ نشأته ، وسايرته حتى انتهت به إلى هذه الأكداس من الأكفان .

    أول هذه الأسباب ، أن النحو في اللغة العربية ، لم ينظر إليه النظرة إلى الوسيلة التي تقضى إلى غاية ، وذلك أنه لم يستنبط ليخدم النصوص الأدبية ، إنما ليخدم القرآن الكريم ، ويصون الألسنة من الخطأ في تلاوته . ولهذا السبب نفسه جمعت النصوص الأدبية ، فأصبح النحو مهما في ذاته ، وقريعا لنصوص الأدب منذ نشأته . ومن هنا جاز أن يقف عليه العالم حياته ، ويفنى جهوده في شعابه وأنحائه ، من غير أن يكون له بصر بفهم الأدب ، وتذوق روائعه . يقول أبو عمرو الجاحظ " طلبت علم الشعر عند الأصمعي ، فوجدته لا يعرف إلا غريبه ،




    فرجعت إلى الأخفش ، فألفيته لا يتقن إلا إعرابه ، فعطفت على أبي عبيدة ، فرأيته لا ينقل إلا ما أتصل بالأخبار ، وتعلق بالأيام والأنساب . فلم أظفر بما أردت إلا عند أدباء الكتاب ، كالحسن بن وهب ومحمد بن عبد الملك الزيات . " ومن عادة التخصص أنه يدفع صاحبه إلى تلمس الجديد الطريف ، الذي يباهى به نظراءه ، ويستعلى به عليهم ، وفي سبيل تلك الغاية ركب علماء النحو متن الشطط في صنع الشواهد ، أو قبول المصنوع منها ، أو بسط القياس من غير استقراء . وينبغى ألا نغفل هنا ما تنتجه المناظرات والمساجلات .

    والسبب الثاني فيما أرى ، التنافس العنيف بين البصرة والكوفة فللبصرة نحوها ، وللكوفة نحوها[/U] . والشاعر الكوفي أو الخطيب أو الكاتب ، غير ملزم أن يتقيد بما تقيد به البصري في كثير من أوجه الاعراب . وكذلك الشأن في البصـري . وقد انتج هذا التنافس من التكثر والتزيد ما أنتجه تنافس الأفراد المتخصصين .

    وليس لقائل أن يقول : أن اختلاف أهل البصرة والكوفة كان لاختلاف المروى من اللغة ، أو لاختلاف لهجات القبائل العربية النازلة هنا وهناك . لأن المفروض في علماء النحو تسجيل الظواهر اللغوية بدون تحيز للهجة قبيلة أو رواية راو . فلماذا لا يقبل البصري الوجه الأعرابي الذي قبله الكوفي ، مادام له شاهد يعادل شاهده ويكون للمسألة وجهان ، إن لم يكن هناك سبيل إلى تمحيص الرواية . ولماذا لم يصنع الكوفي هذا الصنيع ، مادامت غاية كل منهما تقرير قواعد اللغة ، التي تخضع لها ألسنة الكوفة والبصرة وسائر الأقطار العربية ؟! إذن فالأمر أوضح من أن يحتاج إلى إسهاب في البيان . فإثبات شخصية المدينة هو المهم في هذا العراك النحوي .

    ونتيجة للسببين السالفي الذكر لم يقتصر العلماء في استنباط القواعد على اللغة الفصحى أو اللغة النموذجية كما يسميها بعض الباحثين ، ولكنهم احتفلوا احتفالا كبيرا ، بما كانوا يتلقفونه من أفواه الأعراب ، فجاءوا بهذا الخلط الذي لا يبقى معه صواب نير ولا خطأ بين .

    فلو اقتصروا على نص لا يتطرق إليه الشك ، أعنى القرآن الكريم ، لكان نحوهم الذي يستخرجونه هو نحو اللغة الفصحى ، ولكان نحوا سهلا مطرد القواعد . ولك أن تقول أن قراءات القرآن نفسه لم تسلم من تأثير اللهجات ، بدليل هذه القراءات السبع أو العشر ، ونحن نسلم بهذا ، ولكنا نرى أن اختلاف القراءات




    يتمثل في ظواهر صوتية ، كالامالة ، والأطباق ، والغنة ، والأدغام ، وابدال كلمة بأخرى الخ ، ويندر أن يتمثل في وجوه الأعراب .

    والسبب الثالث –[/U] وهو ناتج عن السبب الأول أن النحو لم تضعف العناية به حين ضعف شأن الأدب وركدت ريحه . ولعل الأصوب أن نقول : أنه أنفرد بالعناية ، فأقبل عليه العلماء يشققون مسائله ، ويبسطون صوره الممكنة والخياليـة ، كما يفعل الفقهاء . وأصبحت مناقشة ألفاظ المؤلفين تشغل حيزا كبيرا من كتبهم ، حتى انتهى بهم الأمر إلى طوفان من الألفاظ على صحراء من الفكر كما يقول أحد الكتاب المشهورين .

    هذه أهم الأسباب في نظري ، ومنها يتضح أن النحو الذي بين أيدينا لم يكثر ويغزر ليفسر لنا غوامض اللغة ، ويجلو أسرارها ، أو ليقيم ألسنتنا ، ويصلح من عوجها . فهو نبات طفيلي تمدت فروعه الشاحبة ، على رياض الأدب ، وذادت أيدينا عن ثمراته الجنية .
    غير أنك لا تعدم اليوم من يقول لك : أننا بغير هذا الفيـض مـن النحـو لا نستطيع أن نفسر نصوص الأدب ، وهو مخلص فيما يقول . والمخلصون من النجاة هنا فريقان ، فريق أخذ هذا الرأي عن مشايخه ولم يكلف نفسه عناء البحث والتشخيص ، ولم يعرض ما وعاه من قواعد النحو على أساليب اللغة ، ليرى مدى فائدتها وضرورتها . بل أكتفي بنحوه ، يستظهره وينساه ، ثم يعود إليه فيستظهره مرة أخرى . وهؤلاء هم السواد الأعظم من علماء النحو . رأيت منهم رجالا لا أشك في علمه بدقائق النحو وشوارده ، في مجلس ضم بعض الأدباء ، وكانوا يتنازعون الحديث في شعر أبي نواس ، فظل صامتا ينظر إلى وجوه القوم في دهش واستغراب ، ويحرك شفتيه ثم يطبقهما ، إلى أن فتح الله عليه فقال متباصرا : افتحوا هذا الديوان لنرى البيت الذي لحن فيه العلماء أبا نواس! يعنى قوله :

    كأن صغرى وكبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهب

    وسمعت آخر يقول : إن من فضل الله على ، أنني إلى اليوم لا أعرف سواد الجرائد يعني بسوادها أسلوبها !

    والفريق الآخر لم يقصر نشاطه على النحو وحده ، بل تعداه إلى قراءة الأدب والاشتغال به ، ومع ذلك ظل على رأيه الأول لا يتقدم منه إلا ليرجع إليه . ولا عجب فإن أصحاب هذا الاتجاه قد صاروا كالنحاة الذين شققوا قواعد النحو ، ينهجون نهجهم وينهلون من معينهم . فقد رأوا أمامهم شعراء كبارا لا يشك أحد في عربيتهم ، يخالفون في شعرهم سنن القواعد المطردة ، فيتصدى بعض النحاة لتلحينهم وتهجين كلامهم ، وينهض فريق آخر من أصحاب النحو يدافع عنهم ويخرج كلامهم على وجه من وجوه الأعراب . وقد يأتي هؤلاء الشعراء بكلام غامض فيعتوره النحاة الشراح بالفروض والتأويلات حتى يكون له مساغ . إذا فتعدد وجوه الأعراب أمر لابد منه ، وإلا حكمنا باللحن والخطأ على قوم لا يمكن أن يصدر منهم لحن ، لأنهم عرب خلص والعرب لا يلحنون في لغتهم التي يتكلمونها سجية ! . وهذا القول يغفل أمرا لا نريد معالجته الآن ، هو أن الشعراء العرب لا يتكلمون اللغة الفصحى ، لغة الشعر والخطابة سجية . ويغفل أن عدد الأبيات التي يكتنفها الغموض ، أو تظهر فيها مخالفة للنهج اللاحب قليلة ، وليست في الغالب من جيد الشعر .

    بعد ما تقدم أخلص إلى الغرض فأقول : أنه لابد من النظر في أمر هذا النحو . لابد من تهذيبه وتشذيبه ، ونفى ما علق به من فضول القول وليس في هذه الدعوة جديد ، فقد نادى بها كثير من الأفاضل ، وقد خطا بعضهم خطوات في سبيل إصلاح النحو ، كما فعل أستاذنا الفاضل إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم سابقا ، ولكننا لا نكتب للابتكار وإنما نكتب للمنفعة . فما دمنا لا نزال نعانى الداء فلابد لنا من تشخيصه والتماس البرء منه .

    وعندي أن أدباءنا وخاصة الذين تخصصوا في دراسة اللغة العربية منهم ، يخدمون لغتهم ، ويخدمون الأجيال الناشئة من أمتهم خدمة جليلة ، لو اجتمعوا للنظر في هذا الأمر المهم . فلم يبق اليوم ما يبرر أن يثقل الناشئ ذاكرته بمباحث لا تنتهي به إلا إلى العقم والعيي وفساد الذوق . لماذا وربك يهدر زمن الطالب القيم وشغفه بالمعرفة ، في هذا الهذر والمغالطات . ونحن في زمن استفاضت فيه الثقافات ، وتشعبت فروعها ، حتى أصبح تحصيل فرع واحد منها يستغرق جهد المرء وشبابه ؟!

    لم يبق اليوم ما يبرر أن يحشو الناشئ ذاكرته بأمور لا تلبث فيها ولا تستقر ، لأنه لا يجد لها ظلا في قراءته ، ولا يحس لها صدى في حياته ، فهي فروض مفروضة ، ومماحكات ممجوجة .

    تعالوا نستنبط قواعد اللغة في القرآن ونعززها بشواهد منه ، لتكون نحوا وأدبا . ولنضرب صفحا عما عداه ، فهو وحده النص الموثوق بصحته . ولتذهب بقية القواعد إلى النار فهي أولى بها . وليلحن الفرزدق وليعاظل ، وليلحن غير الفرزدق إذا شاء أو قدر عليه ذلك ، فهم مثلنا ، بل الشعراء منذ الجاهلية مثلنا ، يتعلمون اللغة الفصحى تعلما .

    محمد محمد علي
    جريدة : صوت السودان 15/8/ 1954

    نقلا عن كتاب :محاولات في النقد
    محمد محد علي

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 02-20-2004, 02:35 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-20-04, 02:29 PM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-21-04, 04:37 AM
    Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Dr.Elnour Hamad02-21-04, 05:11 AM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-21-04, 08:53 PM
    Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Dr.Elnour Hamad02-22-04, 00:00 AM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-22-04, 08:04 PM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! انور الطيب02-22-04, 09:44 PM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-24-04, 05:28 AM
    Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Dr.Elnour Hamad02-24-04, 08:18 AM
      Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! جورج بنيوتي02-24-04, 02:43 PM
      Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! محمد عوض إبراهيم02-24-04, 03:24 PM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-25-04, 05:55 AM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! AlRa7mabi02-25-04, 09:30 AM
  Re: محمد محمد علي - هذا النحو لا حاجة لنا به ! Agab Alfaya02-27-04, 11:07 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de