*إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.. *كلمات نبي الله شعيب هذه- كما أوردها القرآن- هي شعاري في الصحافة.. *وشعار كثير من زملائي أيضاً من كتاب الأعمدة.. *وإن شذَّت قلة- هدفها تغليب الخاص على العام- فلكل قاعدة شواذ.. *ومن منطلق هذه القاعدة تنطلق أقلامنا بهدف الإصلاح.. *ننتقد إن رأينا تلاعباً، ونحفِّز إن رأينا تكاسلاً، ونشيد إن رأينا تجاوباً.. *وعديد الجهات أشدنا بتجاوبها مع نقدنا مؤخراً.. *ومنها إدارة الشرطة التي عملت على تبسيط إجراءاتها الخدمية من بعد تعقيد.. *ومنها إدارة المدينة الرياضية التي وعدت بالبشريات قريباً.. *ومنها إدارة قناة النيل الأزرق التي تجاوبت مع نقدنا لمذيعاتها فوراً.. *وصار شعارها-غير المعلن- بساطة المظهر.. *فما من مذيعة تظهر فيها- هذه الأيام-إلا وهي بسيطة، أنيقة، محتشمة.. *كما قلّ- كثيراً- لغو الكلام الاستعراضي السمج.. *فقط تبقّت مشكلة (الروج)-المبالَغ فيه- بما يتنافى مع روح البساطة المحببة.. *وإذ نشيد بحسن فضل المولى نوجّه مزيداً من النقد لأخ له.. *إنه الزبير عثمان أحمد مدير الهيئة العامة لإذاعتنا وتلفزيوننا (الرسميين).. *فهو قد أفرغ هذين الجهازين من كل (إرثهما التاريخي).. *لا برامج جاذبة، لا دراما عميقة، لا أفكار متجددة، ولا نشرة أخبار (مفهومة).. *وسبب عدم الفهم هو (تكلّف) مذيعاتها في القراءة.. *وإن كان الزبير يعجبه (واقع) هذا التلفزيون (الواقع) فهذا مبلغ علمه الإداري.. *وفي هذه الحالة تخطئ الحكومة إن هي أبقت عليه (أكثر).. *ونخطئ نحن إن تمادينا في كلمتنا هذه (أكثر) دون إتاحة الفرصة لشاهد من أهلها.. *شاهد من أهل (الحيشان) ليدلي بشهادة (لا كلام بعدها).. *وهي شهادة جاءتني عبر موقع (سبأ) الذي يذكرنا بالهدهد و(النبأ اليقين).. *ويذكرنا بكلام بلقيس (إنه من سليمان).. *و(إنه من عمر الجزلي) الذي يرثى لما آل إليه حال إعلامنا المرئي والمسموع.. *ويقول: قرأت العمود في موقع للتواصل الاجتماعي.. *ولقد كفى ووفى الحبيب عووضة، ولكن هذا هو واقعنا التعيس.. *وسنظل نتعذب من مذيعي ومذيعات التلوث السمعي إلى أن يتوفانا الله.. *نتعذب بمرض الضغط جراء ما نسمعه من (جماهير) المذيعين.. *وأقول (جماهير) لأنهم صاروا كذلك من كثرة (الفقيس) تماماً كحال فناني (الغفلة).. *وأقول قولي هذا (شاهداً) على هذه الأمية الإعلامية.. *أقوله للتأريخ، وأستغفر الله لي ولكم، وقوموا إلى تلوثكم السمعي والبصري والمعرفي.. *وما أقول أنا للتأريخ: ليتك كنت (المسؤول) يا عمر.. *إذن لعاد إلى التلفزيون ألق أيام الإبداع والابتكار وقراءات النشرة (الرصينة).. *ونقوم إلى (تلوث أيام الزبير !!!). assayha