بين انفصال الجنوب ودموع الدقير ! (1) بقلم الطيب مصطفى

بين انفصال الجنوب ودموع الدقير ! (1) بقلم الطيب مصطفى


07-21-2016, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1469106375&rn=1


Post: #1
Title: بين انفصال الجنوب ودموع الدقير ! (1) بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 07-21-2016, 02:06 PM
Parent: #0

02:06 PM July, 21 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



شعرت بالأسى والأسف أن الأخ عمر الدقير لا يزال يبكي وينتحب حزناً على انفصال الجنوب بالرغم من الحال الذي آلت إليه تلك الدولة الفاشلة بعد خروجها من السودان مما كان ينبغي أن يقنع حتى مسلوبي العقل والبصر والبصيرة فقد أقنعني المقال الذي سطره أخونا الدقير في مساحتي أمس الأول بأني كمن كان يؤذن في مالطا كما يقولون وأن تعبنا المتواصل شرحاً لموقفنا من قضية الجنوب (راح في الفاضي) كونه لم يفصح عن حجتنا التي دفقنا في بسطها كميات كبيرة من المداد منذ أكثر من عشر سنوات. لا بأس من التكرار ، فعندما يقول الدقير ، بدون ادنى تردد ، أن حرب الجنوب لم تكن بسبب حقد الجنوبيين على الشماليين ويقارن بينها وبين الحرب في دارفور فانه يتغافل عن وقائع تاريخية كثيرة يضج بها أرشيف العلاقة المازومة بين الشمال والجنوب ولكني سأذكر ثلاثاً منها على سبيل المثال لا الحصر :
1 - تمرد توريت أغسطس 1955 حيث تمرد الفيلق الجنوبي بالاستوائية وعرف ذلك في التاريخ بتمرد توريت وقد اشتعل في 13 مدينة ومركز في وقت واحد ودشن ذلك أول عملية تطهير عرقي منظم في حق الشماليين دون غيرهم حيث لم يفرق بين العسكري أو المراة أو الطفل أو الرجل .. كانوا يقذفون بالطفل الشمالي (المندكورو) إلى إعلى ويستقبلونه بالسونكي.. من احصوا من قتلى ذلك التمرد تجاوز 330 شمالياً. لقد أدين من تورطوا في تلك المذبحة وصدق الحاكم العام البريطاني (نوكس هيلم) على الحكم الصادر باعدام 121 جنوبياً ونفذ الحكم بالفعل وفر مئات المجرمين إلى الغابة وشكلوا النواة الأولى لتمرد حركة أنيانيا (1) وليت الدقير يقرأ تقرير القاضي (الشامي المسيحي) توفيق قطران الذي عينه وزير الداخلية على رأس لجنة لإعداد تقرير إداري حول الأحداث كما أدعوه كذلك لقراءة كتاب الباحث جمال الشريف بعنوان (الصراع السياسي على السودان خلال الفترة 2008 - 1840) وهو سفر قيم يتجاوز عدد صفحاته الألف.
2 - أحداث الأحد الدامي 1964 حدثت بعد ما يقرب من عشر سنوات من تمرد توريت ..مجرد تأخر طائرة وزير الداخلية الجنوبي كليمنت أمبورو في الوصول إلى الخرطوم لساعات قليلة أشعل مشاعر الحقد وسوء الظن والشك والتربص المعتمل في نفوس الجنوبيين و(القاعد على الهبشة) فقاموا بالتحرش بالشماليين وقتل عدد منهم في مناطق مختلفة من مدن العاصمة الثلاث وكشفت الوقائع عن استهداف عرقي طال الشماليين بالرغم من انعدام العلاقة بين المواطن الشمال العادي وما توهمه من ظنوا أن مؤامرة قد استهدفت وزيرهم. أذكر أن ردة فعل وهبة شعبية عكسية حدثت من الشماليين ضد الجنوبيين أحدثت شرخاً كبيراً بين الشعبين ربما لأول مرة خارج ميدان القتال للدرجة التي اضطرت الحكومة إلى جمع الجنوبيين في دار الرياضة خوفاً على حياتهم. اللافت للنظر في حيثيات هذه الواقعة أن التمرد قد انتقل هذه المرة إلى قلب الخرطوم التي أخذت أعداد النازحين الجنوبيين إليها تتزايد بعد الاستقلال في مطلع يناير 1956 خاصة مع تصاعد وتيرة الحرب الدائرة في جنوب السودان.
3 - أحداث الإثنين الأسود أغسطس 2005 لا أشك أن الدقير كان شاهداً على تلك الأحداث، ومن العجب العجاب أنها حدثت بعد نصف قرن بالتمام والكمال من أحداث توريت التي تمت في نفس الشهر (أغسطس) قبل 50 عاماً.
لا أحتاج إلى أن أستفيض حول تلك الأحداث لسببين أولهما أننا كتبنا عنها كثيراً وثانيهما أن مواطني الخرطوم ، ومنهم الدقير ، شهدوها ورأوها بأعينهم وليس من رأى كمن سمع.
لن يختلف اثنان أن تلك الأحداث كانت تنم عن ذات الحقد الدفين الذي عبر عن نفسه بوحشية مقيتة في كل الأحداث السابقة كونها كانت تطهيراً عرقياً لكل شمالي يقابل أياً من المجموعات الجنوبية الثائرة التي كانت قد انتشرت في شتى أنحاء العاصمة في غياب كامل وشلل تام من السلطات الأمنية، المدهش أنه لا أحد يستطيع أن يجيب عن السؤال: لماذا يستهدف المواطنون العاديون ولماذا تحرق الممتلكات وطلمبات الوقود والمؤسسات العامة والخاصة ؟! في الحلقة القادمة أكتب مزيداً من الخواطر الصادمة حول تلك الواقعة الأليمة التي يصعب أن تمحى من ذاكرة هذا الشعب الكريم الذي شهد صنوفاً من الأذى والأحقاد والتشفي في مسيرة الدماء والدموع التي خاضها مع الجنوب وشعبه ولم تورثه غير التخلف والتقهقر وانعدام السلام والأمان والتطور.
assayha

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 يوليو 2016

اخبار و بيانات

  • وزير الخارجية الفلسطينى يؤكد الدور الفاعل للسودان تجاه القضية الفلسطينية
  • حملة لمحاصرتها وتعريتها " بالأدلة الخارجية:(الجنائية) تهدد الأمن والسلم السوداني
  • الرئاسة السودانية: اتهامات حسن الترابي ل على عثمان محمد طه بمحاولة اغتيال مبارك (بلا قيمة)
  • ضبط قطع أثرية ومومياء معدة للتصدير بالشمالية
  • بيان سياسى هام وعاجل من منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان وتنمية جبال النوبة
  • الحزب الديمقراطي الليبرالي اطلقوا سراح الشيخ يوسف عبد الله ابكر
  • الرئيس عبدالفتاح السيسي يكرم طالب حربي من جنوب السودان
  • إلغاء جهاز الأمن للمؤتمر الصحفي المعلن لإطلاق مشروع موازنة الظل لجمهورية السودان بالخرطوم ظهر اليوم
  • ناشطون يكثفون حملتهم لتحقيق مجانية التعليم واتجاه لتقديم طعن دستوري
  • كاركاتير اليوم الموافق 20 يوليو 2016 للفنان عمر دفع الله عن جنوب السودان و السودان
  • خطاب من قيادات و نشطاء العمل المعارض بالخارج لقيادات قوي نداء السودان
  • اكتمال عملية إجلاء السودانيين من دولة الجنوب في مرحلتها الاولى

    اراء و مقالات

  • إنها الفوضى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حكاية الشاعر محمود درويش مع الغريب بقلم د. فايز أبو شمالة
  • اسامة سعيد .. من هو؟ بقلم د. ابومحمد ابوأمنة
  • شينة الانقلاب المنكورة في الذكرى 45 ل19 يوليو بقلم البراق النذير الوراق
  • السيد شعت يؤسفنا هذا النهج الاقصائي بقلم سميح خلف
  • معطيات الانفصال بدولة جنوب السودان بقلم محمد حسن شمام
  • أنمَاط (الديموقراطيَّة) فى الأحزابِ السياسية السودانية بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • هل ظلمنا حسني مبارك..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • حديث النعامة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مصانع تعليب الصحافة!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • من يقف وراء جمهوريةاليسع عثمان (3)؟ بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الطّائِرة..من أسْقَطَها..؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • هل تقيدنا بأصول التحقيق الجنائي في مذبحة بيت الضيافة: أين كان الحاردلو وجبارة يوم 22 يوليو 1971؟
  • المحجوب للصادرات ــ كسلا بقلم مُحَمَّد عَبْد الرَّحِيم سيد أَحَمَّد
  • مراكش والزحف المتوحش / الجزء الثاني بقلم مصطفى منيغ
  • عصر الترابي علي الجزيرة غضبة الشيخ بقلم تاج الدين عبدالله
  • تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ طال انتظاري ليلة السبت!
  • المتسللون الفلسطينيون من قطاع غزة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • هل سنموت كالخرفان ؟؟ ام سنناضل كالرجال ؟؟؟ بقلم جاك عطالله
  • رداً على إتهامات إسماعيل جلاب ضد قيادة الحركة الشعبية في حوار العلاقات العامة مع صحيفة الوطن الصادر
  • انقلاب على انقلاب!!! بقلم الدكتور أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني
  • الردة عن الحرية بقلم ماهر إبراهيم جعوان


    المنبر العام

  • يا هؤلاء الناطقين بالضاد.المعتنقين للإسلام..أنتم مستهدفون بغض النظر عن أحزابكم!
  • صعود الدولار أم الجنيه .. هل هي بداية طوفان جديد؟
  • (ختّاي المزالق) - الشهيد عبد الخالق محجوب
  • عزاء واجب والد الزميله عفاف الصادق
  • يا هؤلاء:إقامة جمهورية جنوب السودان خطوة أولى لإقامة دولة كوش ما قبل الإسلام!
  • تنقلات ام مقدمة لمجزرة : كشف تنقلات ضباط الشرطة كاملة : عدد كبير(صور)
  • صورة اللواء عبدالحفيظ مدير الجمارك الذي فصل ووضع تحت الاقامة الجبرية(صورة)
  • ***** كلمة كبسور ديك :) و مهداء لي كبسور نفسه :) :) :) *****
  • هل سيكون لقاء آخر فى برنامج شاهد على العصر مع البشير يذاع بعد موته ؟؟؟؟
  • زوجة ترامب تسرق عبارات ميشيل أوباما في خطابها أمام مؤتمر الحزب الجمهوري (فيديو و صور و تعليقات الصح
  • ابو حتحوت
  • عضو جديد هل من مرحب
  • مجذوب الخليفة يظهر فى تركيا!
  • السودان توقع اربع إتفاقيات مع السلطة الفلسطينية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل نحن في حاجة لذلك
  • كده عيب ياخ
  • ***** المستشفي السوداني لسرطان الاطفال بالمجان 7979 *****
  • الروبوت الخطير والزراعة بالتسطير
  • الزراعة الطائرة
  • دامر المجذوب تؤمن علي استقالة والى الخرطوم
  • الاحزاب الدموية بالسودان التي قتلت الشعب الاحزاب الاسلامية و المؤتمر الوطني يجب تصنيفه بانها ارهابي
  • فرنسا تعلن مقتل 3 جنود فرنسيين في ليبيا.. بعد ساعات من إقرارها بوجود قوات خاصة هناك
  • الكيزان قطعو الجامعه لبيعها بالقطعه
  • أثار ظهورهم جدلاً واسعاً.. الحكومة الكويتية توضح حقيقة استعانتها برجال أمن من بنغلاديش
  • الشيوعي السوداني وفقدان البوصلة .. فصل أربعة أعضاء أخرين
  • ☢ إعلان مفاجئ عن فشل (أحدث الاختراعات العلمية لمنفعة البشرية) ☢
  • ما كتب أحمد دندش في الجميلة لوشي وقناة سودانية 24
  • أنقذوا السودانين المحتجزين بجدة من قبل الخطوط السودانية
  • هروّب العقارِب عبر مطار الخرتوم _ ونسة حشرآت ...
  • لفريق شرطة هاشم عثمان .. دولة داخِل دولة!!
  • مجزرة سياسية
  • فوائد الجواز الافريقي الذى اطلق فى قمة كيجالي
  • .. و سوريون ممتنون بيننا.. سورية ترغب في العودة للسودان من فرنسا
  • أروع ثـــلاثـــة أيـــــام فـي تـركـيـا ،،، علي صـهــوة الـسـحـاب ،،، و عـالـم البزنس...
  • رينق: ألتقيت لام أكول في الخرطوم والوصاية على جنوب السودان بات وشيكاً وريك لن يعود
  • اين السيد الرئيس؟!!
  • الشيوعيون والكيزان زي طُّره وكتابه ,,, جاتم نيله ,,,
  • إضافة صورة للبوست
  • للمغتربين .. مقولبت الجنيه السودانى بالريال.
  • (أكثر مُشاهدات + أكثر تعليقات) على أغنية سودانية على اليوتيوب
  • ناصحَ الحكامَ بالحسنى فتلقّى (9) شهور سجنا!
  • هل المصريين عرب؟
  • الصديق / علي دفع الله
  • ذكريات الألم- مغترب اصابه فقد الوطن و الأهل في مقتل: و مغامرة لا تخلو من مخاطر :
  • كلما أقول دي أحلى أغنية لأم كلثوم .. تطلع معاي حاجة تانية ...
  • ماذا يجري فى فنزويلا: 90 ألف فنزويلي يعبرون حدود كولمبيا بسبب الجوع!
  • هدى عربي .. عز أهلنا .. المشاهدة على ( مزئولية ) صاحبها !!
  • كان اسمها الخرطوم كان اسمها العاصمة .. قذارة في كل مكان متي ينظف السودان
  • الطيب مصطفى حفيد الغدر والخيانة لا يعرف وطن بعد فصل جنوب السودان
  • من ساعي بريد إلى أكبر كتاب أمريكا اللاتينية الأوروغواني إِدوَاردُو غَالْيَانُو في الذكرى الثانية ل
  • كلمات في نقد رشا عوض
  • الطيب مصطفي يقترح روشتة التقسيم لحل مشكلة جنوب السودان
  • نشاط شقيق البشير فى(ش) الجمهورية (سان جميس سابقا)( صوووور)
  • رغم الفشل مرتين مصر تنافس 3 مرشحين عرباً على رئاسة اليونيسكو بـ"مستشارة سوزان
  • مقترح لتغيير شعار جمهورية السودان (صقر الجديان)
  • أبناء دارفور بولايات المتحدة الامريكية تناشد جميع المنظمات بالتدخل لإنقاذ الشيخ يوسف

    Latest News

  • Concern over permits among tea sellers in Sudanese capital
  • Abu Mazin: People and Government of Palestinian appreciate Sudan's support for the Palestinian cau
  • Sudanese Pound hits record low against US Dollar
  • Hassabo Affirms Sudan Keenness to Consolidate its Relations with Belarus

  • Post: #2
    Title: Re: بين انفصال الجنوب ودموع الدقير ! (1) بقلم ال
    Author: زين العابدين أحمد
    Date: 07-21-2016, 05:18 PM

    بغض النظر عن الحيثيات المتوفرة لدى الأخ عمر الدقير للرد على الأخ الطيب مصطفى فإننا شاهدنا بأم أعيننا تلك الأحداث الدامية الكبيرة التي وقعت من الإخوة الجنوبيين ،، ونؤكد حقيقة تمرد توريت في عام 1955 ،، كما نؤكد حقيقة أحداث الأحد الدامي المشئوم ،، وكذلك نؤكد حقيقة تحركات تمرد جنوبية حاقدة عبر السنوات التي أعقبت استقلال البلاد .. والمشهد العام الذي لازم الحياة السودانية خلال تلك الفترة يؤكد عدم توفر أية نوايا سليمة لدى الإخوة الجنوبيين .. ومن أغرب المظاهر التي لازمت المعية بين الجنوبيين وبين أبناء السودان الشمالي عدم توفر وفاق أخوي صادق بين الشعبين .. وطوال السنوات التي أعقبت استقلال البلاد لم يشهد المجتمع السوداني اندماجا فطريا واجتماعياَ بين الشعبين .. بل تمسك كل طرف من الأطراف الشمالية والجنوبية بخصوصية تمنع الاندماج الفطري الصادق .. الجنوبيون عاشوا حياتهم الخاصة بعيدا عن عادات وتقاليد أبناء السودان الشمالي ،، كما أن أبناء السودان الشمالي آثروا البقاء بعيدا عن خصوصيات وعادات الاثنيات الجنوبية .. وباختصار شديد لم تتوفر في المجتمع السوداني علاقات حميمة صادقة بين الجنوبيين والشماليين كما هو الحال مع القبائل السودانية الأخرى .. فمثلاَ بعض أبناء دارفور رغم آثار التمرد والحروب الأهلية فإنهم يضعون قضاياهم جانبا مع السلطات الحكومية في الوقت الذي فيه يتعاملون مع الشعب السوداني بفطرة السودانيين الأصيلة ،، حيث مظاهر الأخوة في بعض الأحيان .. وفي بعض الأحيان يشاركون الشعب السوداني في السراء والضراء .. وتلك صورة تختلف كثيرا عن وضعية أبناء الجنوب السوداني الذين عرفوا بالانعزالية وبالعداوة الدفينة .. تلك العداوة مع السلطات وكذلك مع الشعب الشمالي .. وشتان بين الحالتين !! .. والتجارب خلال السنوات الطويلة التي أعقبت استقلال البلاد أكدت استحالة الوفاق بين الشعب الجنوبي والشعب الشمالي ،، ولا يمكن القول بأن تلك العداوة كان في الإمكان تداركها عن طريق تبديل السياسات في البلاد ،، تلك السياسات التي جربناها كثيرا في الماضي ولم تنجح .. وقد قدم السودان الشمالي الكثير والكثير من التضحيات والتنازلات السيادية .. وفي وقت من الأوقات كان أبناء الجنوب يحتلون مناصب قيادية في مناطق الجنوب السوداني دون سواهم من أبناء السودان الشمالي ،، وفي نفس الوقت كانوا يحتلون مناصب قيادية في السودان الشمالي .. وذلك من قبيل الترضية والتنازلات .. ومع تلك التضحيات والتنازلات الجسيمة الكبيرة فإنهم آثروا الانفصال عن السودان الشمالي .. فتلك الرغبة الانفصالية كانت كامنة في نفوس أبناء الجنوب وكان لا بد أن ينالوها حتى ولو بعد ألف سنة من النضال والكفاح .، فإذن من الخطأ الجسيم القول بأن الجنوب السوداني انفصل نتيجة السياسات الشمالية الخاطئة .. سواء للأحزاب أو للعساكر ،، ولا يتعلق الأمر بسياسات معينة ( يمينية أو يسارية ) .. فانفصال الجنوب عن الشمال كان أمرا أكيدا حتى ولو بعد ألاف السنين ،، ومن حظوظ السودان الشمالي أن الانفصال لم يطول أكثر من ذلك .. وإلا فكان المزيد والمزيد من استنفاذ المقدرات والثروات والإمكانيات الشمالية ،، ونلمح هنا بأن الحرب الأهلية بين السودان الجنوبي والسودان الشمالي تعد من أطول الحروب الأهلية في هذا العصر .