رسالة (خاصة) الشعب السوداني ماذا دهاه؟ أخلاقنا بين الأمس واليوم هل فقدنا الأمانة؟

رسالة (خاصة) الشعب السوداني ماذا دهاه؟ أخلاقنا بين الأمس واليوم هل فقدنا الأمانة؟


02-17-2022, 01:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1645099904&rn=0


Post: #1
Title: رسالة (خاصة) الشعب السوداني ماذا دهاه؟ أخلاقنا بين الأمس واليوم هل فقدنا الأمانة؟
Author: د. علي أحمد ابراهيم رحمة
Date: 02-17-2022, 01:11 PM

12:11 PM February, 17 2022

سودانيز اون لاين
د. علي أحمد ابراهيم رحمة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




د. على احمد إبراهيم
جامعة النيل الأزرق
..............................
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الشعب السودانى الأبي
.
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته

أود فى هذه الرسالة أن أبث لك شكواي من احتيال بئيس وقع عليّ من بعض ابنائك..وظلمٍ مرٍ , وقع عليّٓ من بعض منسوبى مؤسسات دولنك!!! التى من أوجب واجباتها تحقيق العدالة ونصرة المظلوم

المشهد
الأربعاء 5/2/2022
وصلت أمس الثلاثاء الخرطوم قادما من الدمازين وقمت ببعض معاودة المرضى وبعض العزاءات.
قبل شارع واحد من لفة جوبا وعلى مسطبة، رأيت رجلا ستينيا مهندما، يحمل جهازا طبيا قيما، وكان الرجل ينتحب بغبن شديد!!! فدخلت فى (مود) عاطفي!! فذهبت نحوه وسألته عما به فقال: زوجتي مريضة , ممّا أضطرني أن أعرض هذا الجهاز للبيع، وأختلفنا فى السعر وأساءوا لي .. الخ فجأة ظهر رجل أربعيني مهندم أيضا وبدأ يعتذر للرجل نيابة عن عمه وأنهم عايزين الجهاز وأن الاختلاف في السعر ما كبير!! فقال لي الرجل خلاص أمشى معاه نيابة عني استلم المبلغ من الصيدلية، وقد اشار نحو صيدلية ليست بعيدة!!! ثم طلب مني أن يتصل من هاتفي مع ابنه، فناولته التلفون فجأة!! وفي اللازمن خطف منه شخص على موتر الموبايل فى حركة دراماتيكية فجريت نحوه فلم ألحق به، فرجعت نحو الرجل البكاي فاخذته عربة في لا زمن أيضا، فعرفت أني وقعت في فخ محكم.

اتهمت نفسى بالعاطفة الفجة، وبالسذاجة!!! سألت نفسي أين كياسة المؤمن الفطن؟ ركبت الحافلة شارع عبيد ختم نحو الرياض، كنت فى حالة سيئة، لم أستطع أن أنزل على اصحابي، فواصلت حتى كبري بري دون أن أنتبه ثم ركبت راجعا وطرحت قصتي على من حولي من الركاب فبدأوا في مواساتي بالعديد من عبارات أدبنا الشعبي الموروث:
حمدا لله على سلامتك!! كان ممكن يضربوك !! الجاتك فى مالك سامحتك...الخ بدأت أخرج من الحالة المأساوية التى كنت فيها رويدا، رويدا فلما وصل البص محطتي نزلت عند أصحابي ..حكيت لهم مأساتي، فسألوني هل بلغت الشرطة؟ فقلت لهم لا!!! فرأوا أن فتح بلاغا ففتح البلاغ عمل حضاري، فأجبتهم بأن تجاربي مع الشرطة منذ زمن بعيد مريرة!! أذكر مرة جئت لقسم الخرطوم الاوسط لأضمن مواطن، في المدخل نهزرني عسكري دون ذنب، فقلت له أنا جيت أقدم ليكم خدمة، أنا جيت اتعاون معكم فأضمن مواطن فى حراساتكم، وحقو أجد منكم الشكر والتقدير!! بدلا من النهزرة!! أما في الدمازين، كنت أسكن منازل كلية التربية، زارنى ابن اخى أحد طلاب كلية الهندسة، والذي خرج في ساعة متأخرة من الليل للحمام, فلما رجع لم يقفل الباب خلفه !! فدخل الحرامي، فسرق اللابتوب حقه، بالإضافة لموبايلى وموبايل زوجتى. فلما سألته فى الصباح لم لم يقفل الباب خلفه؟ قال لى أنه لم يقفله لأنو شعر بحركة شخص فى الحوش فظنه أنا.فكان ذلك الشخص الحرامى!!!

في الصباح ذهبت لأبلّغ فى قسم البوليس ، القسم الرئيس فى المدينة، من الباب سألني الحرس.عندك شنو؟ فأجبت داير افتح بلاغ ساكن وين؟ بيوت كلية التربية. فقال لى انت ماتابع لينا!! تمشي قسم حي الزهور. فانصعت للتوجيه !!! وصلت القسم المعنى، وعند الباب وقبل الدخول، طلبوا تفتيش شنطتي، فشعرت أني أصبحت متهما بدلا من شاكيا، فأعطيته إياها ففتشها، إلا أنى صدمت!!! فرجعت من حيث اتيت!!! أما فى السرقة الثالثة،سرقة موبايل ايضا، استطعت أن أجتاز بنجاح كل مراحل البلاغ بما فيها النيابة، حتى سلمت البلاغ للمباحث!! ولكن لم تثمر. عزائى حديثه صلى الله عليه وسلم: (اللهم احينى مسكينا وأمتنى مسكينا وأحشرنى فى زمرة المساكين) فسُرًي عنى!
عودا على بدء رغم أنى كنت زاهدا فى فتح البلاغ إلا أنى إمتثلت لرأي أصحابى!!! بفتح البلاغ! فتحركنا إلى قسم شرطة الشرقي ودخلت مكتب البلاغات فوجدت شرطيا يقف أمام الكاونتر !!!فسلمت عليه وقلت له: أنا بصدد فتح بلاغ فقد تم خطف تلفونى.فقال لى بالله ختفوا تلفونك!! فى هذه اللحظة سلم عليه أحد زملائه فتركني وانصرف اليه بكليته، ولم يرجع إليً مرة اخرى
فدخلت على الضابط. بعد أن سلمت عليه قلت له: فى واحد خطف موبايلى. فقبل ان اشرح الطريقة التي اختطف بها الموبايل قال لى دا امتلاك جنائى؛؛؛ اعمل عريضة فى النيابة، بعدها ستحولك لينا
خرجت و فى حلقى قصة !!! إذ لم أشعر بتعاطف مع قضيتي، ومع ذلك خرجت من القسم وذهبت نحو النيابة بجوارالقسم!!! دخلت أول مكتب فتوجهت نحو استاذة، رجحت أنها وكيلة نيابة: فقلت لها
فى واحد خطف مني موبايلي، قبل أن اكمل حديثى قالت لى: زمن البلاغات انتهى!!البلاغات من الساعة 8 إلى الساعة10 صباحا . تعال يوم الاحد. فقلت لها أحضر يوم الأحد واليوم الأربعاء ؛؛؛ فقالت لى، بالله اليوم الاربع خلاص تعال بكرة الخميس
فقلت لها: الٱن الساعة 12 وأنا بكرة مسافر راجع الدمازين. فقالت لى بنفس حار..زمن العرايض انتهى فقلت لها :معناها الواحد يشتكى لى الله بس
قالت لى: طيب تعال معاي!! افتكرتها عايزة تودينى لجهة أعلى تخدمنى!! فدخلنا مكتباً ٱخر، فوجدت رجلا يبدو أنه وكيل النيابة الأعلى !! فقالت له: عمنا دا عايز يفتح بلاغ!! قلت ليه زمن العرايض انتهى، تعال بكرة، الساعة 8صباحاً قال: بشتكينا لى الله!! فخذلتنى!! قال لى وكيل النيابة: اذا كان تكلمت كويس كان خدمناك!! وفتحنا ليك البلاغ!!! فقلت له البشتكى لى الله يعنى ما إتكلم كويس؟؟
وأضفت قائلا: انا بشتكي الحكومة لي الله، وكذلك القضاء والنيابة والشرطة وأخيرا الحرامى.
لأنه مضطر!! فقال لى: يازول أحسن تمشى!!! الكلام دا بدينك!! فقلت له: أنا جيت اشتكى ليكم قلتوا لي تعال بكرة !! فاشتكيت لى المابقول لى تعال بكرة! فما هي المشكلة؟ فقال لى: في مشكلة!!! لكن أحسن تطلع! فقلت له: أنا أصلا طالع فطلعت أجرجر أذيال الخيبة؛ وعلى عيني غشاوة، وفى حلقى غصة!! ليس حسرة على تلفوني!! وإنما على ما ٱل إليه حال الدولة السودانية!! بدأت أثوب إلي رشدي! فاستدعيت محصولي الثقافي فبحمد الله قد اسعفني .

لقد أحزنني فقدان تلفوني أيما حزن!!!، خاصة أنه مخزن لمعلومات يصعب استرجاعها، ثم حزنت أكثر على الشعب الأبي، ماذا دهاه؟ الشعب الذي عرف بمكارم الأخلاق!! ماذا أصابه؟ ومن الذي أصابه ؟؟لقد أصبح الكثيرون منه لايتحرون الرزق الحلال!!! وقد تركوا خلف ظهورهم الكم الهائل من الاحاديث النبوبية التى تحذر من أكل الحرام!!!منها على سبيل المثال::
حديث إبن عباس , عن النبى صلى الله عليه وسلم: إن لله ملكا على بيت المقدس ينادى كل ليلة : من أكل حراما لم يُقبل منه صرف ولاعدل
واحاديث أخرى مروية عنه صلى الله عليه وسلم منها:
ليأتين على الناس زمان لايبالى المرء ما أخذ مالا أمن حلال أم من حرام!!! (يبدو أننا فى هذا الزمن)
لايدخل الجنة جسد غُذي بحرام
من أكل الحرام عصت جوارحه شاء ام أبى علم ام لم يعلم
(هذا غيض من فيض)

ملحوظة
من تجربتى، هناك خلل محورى فى ثقافتنا السودانية، فى مكاتب الدولة، حيث يكون الخادم سيد والسيد خادم
بمعنى أنا أو انت أو هو
اذا احتاج أحدنا لخدمة م ، فى احدى مؤسسات. الدولة، مدنية كانت او نظامية، عندما يدخل ويقف أمام المسئول!!! يكون المسئول (الخادم المدني civil servant) (أو العسكرى) هو السيد (جالس على هينته!!)
بينما يكون ﴿المواطن (السيد/المخدوم) واقفا..مؤدبا ومنضبطا،يختار كلماته متلعثما(حضرتك!! سيادتك!!معاليك !!..........الخ)الكثير من كلمات التبجيل والتوقير !!!) هذا وضع معكوس..وهرم مقلوب يحتاج إلى تصحيح..فى مناهجنا ومدارسنا وكل مجالات تربيتنا الثقافية. وبذلك تبدأ نهضتنا ولحاقنا بركب الأمم بعد طول موات.


اخيراً نسأل الله أن يصلح الحال ممٌا جميعه، ويعود الشعب إلى المورد الصافي الذي نهل منه الأجداد.

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022