اين دعاة التطبيع مع إسرائيل؟!!

اين دعاة التطبيع مع إسرائيل؟!!


01-26-2022, 12:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1643197113&rn=1


Post: #1
Title: اين دعاة التطبيع مع إسرائيل؟!!
Author: د.أحمد عثمان عمر
Date: 01-26-2022, 12:38 PM
Parent: #0

11:38 AM January, 26 2022

سودانيز اون لاين
د.أحمد عثمان عمر-الدوحة-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




(١)
المتأمل للساحة السياسية السودانية، يلحظ أن هناك غيابا تاما لدعاة التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيونية، الذين نشطوا نشاطا واسعا ايام التطبيع الذي فرض على شعبنا عبر الابتزاز من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق ترامب. حينها طفق المطبعين يحدثوننا عن عدم وجود أي عداء بيننا و بين كيان الإحتلال، و عن الدولة الوديعة الديمقراطية التي لم يسبق أن اعتدت علينا، و عن موقفنا الآيدلوجي من هذه الدولة النموذجية المفترى عليها، و عن فائدة التطبيع مع هذه الدولة المتقدمة تكنلوجيا و خصوصا في مجال الزراعة. و الان و خلال فترة وجيزة من التطبيع و خصوصا في هذه الأيام ، أصيب هؤلاء المطبعين بهاء الصمت و ادركهم صمت القبور، و حق لهم ذلك لأن موقف دولتهم النموذجية مما يحدث في السودان مخزي و لا يمكن الدفاع عنه ناهيك عن تسويقه. و في عجالة سنرصد بعض مخازي هذا الموقف.
(٢)
دعمت دولة إسرائيل انقلاب عصابة اللجنة الأمنية بوضوح، حين استقبلت ممثليه من العسكريين في تل ابيب، و حين تتابعت وفودها لزيارته في زيارات بعضها معلن و الاخر سري. و هي لم تكتف بعدم اعلان موقف سياسي مرائي داعم للتحول الديمقراطي دون إدانة حتى للانقلاب، بل استنكفت القيام بمثل هذا الاستهبال السياسي الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية و بعض وكلائها في المنطقة، و برزت كداعم معلن للانقلاب العسكري و للجنة الأمنية لنظام الإنقاذ، الذي جسرت معه دولة الاحتلال منذ فترة طويلة أعقبت اختراقها له و العمل بأريحية بين منسوبيه من تجار الدين، حيث اتضح ذلك من الغارات الدقيقة التي كانت تنفذها إسرائيل ضد قوافل الأسلحة المرسلة لحماس في الشرق، بل و ضد مصانع السلاح داخل العاصمة الخرطوم نفسها.
و إسرائيل كدولة احتلال، لا ترى في الاحتلال و قهر الشعوب و نهب ثرواتها مشكلة، لم تجد ما يمنعها من دعم انقلاب عصابة تقهر شعبها، طالما أن ذلك يحقق مصالحها، و هذا أمر منطقي في سوق نخاسة السياسة الإمبريالية. لكن المدهش هو صمت دعاة التطبيع السودانيين، الذين لم نسمع لهم صوتا واحدا يحدثنا عن هذه الدولة الديمقراطية داعمة الانقلاب العسكري، و مؤيدة قهر الشعب السوداني، كأول هدايا التطبيع معها.
(٣)
قدمت إسرائيل دعما عينيا للانقلاب و لم تكتف بالدعم السياسي فقط، و تم تاكيد ذلك من عدد من الباحثين، الذين أكدوا بأن المياه الملونة الغريبة التي تستخدمها قوات عصابة الإنقلاب العسكري في السودان، هي مواد تنتجها مصانع إسرائيلية، و سبق أن استخدمتها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني المقاوم، أثناء انتفاضاته المتعددة، و هي مياه تساعد في رصد المتظاهرين لأن ازالتها صعبة، بالإضافة لما تسببه من ضغط عليهم لسوئها و غموض ما تحتويه من مواد كيميائية. فوق ذلك و بالإضافة اليه، قدمت إسرائيل للانقلاب الدعم التكنولوجي المطلوب للرصد و المتابعة. و هذا ما أكده الصحفي الاستقصائي النابه عبدالرحمن الأمين حين أوضح كيفية استخدام التقنية التي تحدد الأوجه و ترصد الناشطين، و هو أمر يفسر كيفية انتقاء الشهداء لقتلهم، و يبين أن الاحتلال الإسرائيلي شريك اصيل في قتل شهدائنا. و يضاف إلى ما تقدم التصريح الاخير المنسوب لنائب رئيس العصابة، و الذي أكد فيه بأن إسرائيل قد امدتهم و مازالت تمدهم بوسائل قمع و فض المظاهرات، أي أنها شريك اصيل في قمع شعبنا و قتله، كعربون للتطبيع الذي بشرنا به دعاة التطبيع. و بكل أسف لم نسمع واحدا منهم يدين هذا السلوك العدواني البشع. و لا يفوتنا أن ننوه إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ثبت بأنها تقدم مثل هذا النوع من الدعم حتى هذه اللحظة.
(٤)
منذ بداية عملية التطبيع الابتزازية، و بإستثناء لقاء رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بقائد عصابة الإنقلاب برهان في عنتبي، جميع الوفود المتبادلة بين البلدين هي وفود عسكرية امنية، في دعم واضح المكون العسكري الانقلابي من قبل الكيان المحتل، و تفريط أوضح في السيادة الوطنية من قبل العصابة الحاكمة في السودان. فالواقعة الافتتاحية التي رشح بأن رئيس العصابة قد أكل فيها مع زعيم دولة الاحتلال - ربما بغرض التأكد من أن الأخير بشر يأكل الطعام و يمشي في الأسواق و يتزوج النساء، أو ليصبح بينهما ملح و ملاح- أعقبها زيارة لوفود عسكرية سودانية مكونة من ممثلي القوات المسلحة و الجنجويد، و وفود عسكرية أمنية إسرائيلية ركزت على زيارة التصنيع الحربي، و تم تمليكها اسرار الصناعات العسكرية السودانية بكل تاكيد، و تعزيز معلوماتها عن التعاون السابق بين الإنقاذ و لجنتها الأمنية مع دولة إيران في هذا النوع من الصناعات. و لم نسمع بكل أسف اعتراضا واحدا من دعاة التطبيع على هذا الانتهاك المزعج من دولة لم تجز اي هيئة تشريعية شرعية اتفاق التطبيع معها حتى هذه اللحظة. و لسنا في حاجة للحديث عن الأثر السلبي لمثل هذا عمن التطبيع الأمني و العسكري و سوء مردوده على بلادنا، فجميع العسكريين و الأمنيين السودانيين يجمعون على بشاعة ما سيترتب عن هذا التعاون على أمن بلادنا القومي.
(٥)
التعاون في إطار مدني الوحيد الذي رشح عن الزيارة العسكرية الأمنية الأخيرة، هو الحديث عن دعم منشأة زراعية مملوكة لقيادة الجنجويد في غرب ام درمان بمساحة مائتي فدان. و هو إن صح، يؤكد الطبيعة العدوانية لدولة الإحتلال، التي قررت دعم استثمارات الأسرة الحاكمة الجديدة في السودان (آل دقلو)، باعتبار أن أسرة زعيم العصابة غير داعمة لاحتلاله الداخلي للبلاد و أصدر الكثير من منسوبيها بيانات معارضة للانقلاب. و دعم قيادة الجنجويد زراعيا من قبل وفد امني عسكري اسرائيلي فوق أنه عجيب، فإنه يؤكد سعي الاحتلال لتثبيت اقدام الاستعمار الداخلي، و تقنين تمدده في القطاع الزراعي الحيوي، بعد أن تمكن من نهب الذهب بمساعدة مرتزقة فاغنر الروسية، و ذهب عريضا في بيع المرتزقة للمشاركة في حرب اليمن. و هذا يوضح لماذا لن يستفيد الشعب السوداني من التعاون في المجالات المدنية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. فهذه الدولة بطبيعتها العدوانية كمركز متقدم للاستعمار الحديث في المنطقة، لن تدعم سوى جلادي الشعوب سواء أكان ذلك في المجال التكنولوجي أو الزراعي. و الواضح هو أنها ستدعم الانقلابات العسكرية، لأن السياسة الاستعمارية الجديدة القديمة، هي دعم هذه الانقلابات. فموجة الانقلابات العسكرية الأخيرة في افريقيا في غينيا و مالي و السودان و بوركينا فاسو، و رد الفعل الضعيف من قبل المجتمع الدولي عليها، يؤكدان بأن الاستعمار الحديث قد استيقن من استحالة فرض إرادته و استمرار نهبه لشعوب القارة دون تشجيع و دعم الانقلابات العسكرية، التي تسمح بصعود جنرالات ضعفاء تجاه الخارج و متجبرين على شعوبهم، ليلعبوا دور الكمبرادور و ينزحوا ثروات هذه الشعوب لمصلحة الاستعمار مقابل بقائهم في السلطة.
و مؤدى ما تقدم أعلاه، هو ثبوت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي التطبيع معها ضد مصالح الشعب السوداني، و أن سلوك هذه الدولة عدواني داعم للانقلابات العسكرية و لأعداء الشعب السوداني قتلة شهدائه و ناهبي موارده الاقتصادية. و هو عبارة عن وقائع صرفة طازجة و بادية للعيان، حتى لا يحدثنا دعاة التطبيع عن آيدلوجيا أو عن مواقف متحجرة. فهل نسمع دفاعا و لو خجولا عن دولة الاحتلال الاستعمارية و التطبيع معها؟
على شعبنا الوعي بأصدقائه و أعدائه، لتحديد مستقبل علاقاته الخارجية دون تردد في زمان قريب يعقب النصر.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!!
٢٦/١/٢٠٢٢


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/25/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/25/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/25/2022