الخطوات العملية لإبعاد الجيش عن السُلطة والحُكم في السُودان ..

الخطوات العملية لإبعاد الجيش عن السُلطة والحُكم في السُودان ..


12-11-2021, 05:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1639238450&rn=0


Post: #1
Title: الخطوات العملية لإبعاد الجيش عن السُلطة والحُكم في السُودان ..
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 12-11-2021, 05:00 PM

04:00 PM December, 11 2021

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كتبت في المقال السابق عن أن المؤسسة العسكرية أصبحت عقبة حقيقية للحرية وأمام التغيير في السُودان ، وهذه حقيقة وواقع لا زلنا نعيشه حتي اليوم ومابعد ثورة ديسمبر العظيمة ، مابين إنقلاب عبود في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ إلي إنقلاب البُرهان في ٢٥ أُكتوبر ٢٠٢١ ، و ساحاول في هذا المقال تقديم حلول وخطوات عملية يُمكن لها أن تُساهم في إيقاف الجيش والمؤسسة العسكرية عن التدخل في السُلطة مُستقبلاً وأن يبعدها عن السُلطة والحُكم في السُودان ..
من المعروف أن تدخل الجيش في السُلطة فعلياً بدأ بتورط الأحزاب نفسها في ذلك ، وتم هذا عبر عدة إنقلابات ، مُنذ عبود ودور الاميرلاي عبدالله خليل وحزب الأمة ممُثل في شخصه مروراً بالقوميين العرب والشيوعي والإسلاميين والبعثيين ، لا نُريد الدخول في تفاصيل دخول الأحزاب السياسية في عملية إستغلال المؤسسة العسكرية للوصول للسُلطة أو إستخدامها كعامل وطريق تحسم به الصراعات السياسية فيما بينها ، ولا نُريد أيضاً الدخول في تفاصيل كيف أن الإنقلابات العسكرية كانت طريقة رائجة لإستلام السُلطة في كُل العالم خاصة في مرحلة مابعد الإستعمار وفي مُعظم دول العالم الثالث ، ولكن من المُهم إيراد ملاحظة أن عدم الصبر علي الديمُقراطية نفسها ومحاولة تطويرها بالمُمارسة وتمكينها داخل الأحزاب السياسية نفسها كان من العوامل الهامة جداً في تدخل الجيش في المشهد والإنقلابات العسكرية ، فقد كان هذا السبب حاضراً في مُعظم الإنقلابات إبتداءً من إنقلاب عبود وعدم الصبر علي الصراع مابين حزبي الأمة والإتحاديين ، مروراً بمايو وما حدث قبلها في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان التي مهدت لمايو و وأد الديمُقراطية وإجهاضها ، ثم ما تلاها من صراعات ، ثم تزامن ذلك كُله مع ظاهرة إختراق الجيش نفسه والمؤسسة العسكرية من القوي السياسية والأحزاب وتكوين تنظيمات سياسية ولعل تلك الظاهرة إنتقلت إلينا من مصر في ما عُرف بتنظيم الضُباط الأحرار والذي هو نفسه كان مسرحاً للصراع الحزبي ، ثم أصبح لكُل حزب مجموعات وكوادر داخل الجيش بل وفروع ، كالشيوعيين والبعثيين والإخوان المُسلمين إضافة للأمة والإتحادي و الناصريين وهكذا ..

إذاً أسباب تدخل الجيش وإستلامه السُلطة يُمكن إجمالها في الأسباب الآتية:

١ / عدم الصبر علي المُمارسة الديمُقراطية
٢/ دخول التنظيمات السياسية والكوادر الحزبية للجيش ونضيف لهم أيضاً ٣/ النزعات المُغامرة خاصة لصغار الضُباط للإستيلاء علي السُلطة ، مع تدخل كبار الجنرالات بذات المسوق وهو الإستيلاء علي السُلطة ..
والسبب الأخير كان موجود في إنقلاب عبود وفي مايو وعدد من الإنقلابات التي أُحبطت وفشلت في تاريخنا ما بعد الإستقلال ..
بعد التطور الكبير في وعي الشعب السُوداني وكذلك إضمحلال ظاهرة تفشي الإنقلابات نفسها ، وإستهجانها وصعوبة شرعيتها أو التعامل معها دولياً ، ورغبتنا الكبيرة كشعب في الحُكم المدني الديمُقراطي وحتي نوقف الإنقلابات نهائياً علينا بضرورة الآتي:

١/ التوقيع علي ميثاق من كُل القوي السياسية بما فيها الإسلاميين علي عدم اللجوء للإنقلاب العسكرية بأي صورة من صوره والإلتزام به مع وضع بنود واضحة تُعاقب من يلجأ له أو يتحايل و يشارك تحت أي سبب سواء أفراد أو تنظيمات وأحزاب ..
٢/ الكشف عن كُل من له صلة تنظيمية حزبية مُباشرة حالية بالجيش ، وهذا مُهم ، وهذا يتم إما عبر المسؤلية الأخلاقية تجاه الشعب من قبل الأحزاب أو تحت القسم فيما بينها ، حيث أنه من الخيانة الوطنية الأحتفاظ باي كوادر ( سرية ) داخل الجيش
٣/ دور الجماهير مُجتمعة وكما يحدُث الآن في رفض أي وجود للعساكر في السُلطة تحت أي مُبرر كان وذلك عبر التصعيد الثوري السلمي في عدم وجودها مهما كانت التضحيات
٤/ علي كُل من يؤمن بالديمُقراطية سواء أحزاب أو كيانات سياسية و مُنظمات مجتمع مدني أو نقابات و كيانات مهنية وفئوية أو حركات التوحد في جسم واحد خلف الشعب والجماهير وقيادة كافة أشكال المقاومة المدنية السلمية والثورة حتي نجاحها الكامل في إزاحة العسكر
٥/ الإستمرار في طلب التعاون من المجتمع الدولي ومؤسساته في دعم رغبة السُودانيين في الحُكم المدني الخالص والديمُقراطي
٦/ في حال النجاح الكامل للثورة وإذعان الجيش وإنحيازه لمطالب الجماهير وتسليمه السُلطة للمدنيين ، تكون من أولي الخطوات إصلاح الجيش علي النهج القومي المُتفق عليه و بنائه بمهام الدستور في حماية الديمُقراطية نفسها ومهام حماية أمن البلاد الخارجي والمُساهمة مع الجميع في بناء الوطن
٧/ الصبر علي الديمُقراطية ونظام الحكم بها وبناء مؤسسات فاعلة وحقيقية ، فالديمُقراطية تتطور من خلال المُمارسة نفسها ..
نضال عبدالوهاب

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/10/2021



عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/10/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/10/2021