اذا استمعت للمقاطع الصوتية المسجلة من شخصيات معروفة يتهمون شخصيات نافذة في الحكومة باسمائهم وشخوصها من مواقع الرفيعة في الدولة سواء كانت مؤسسات او افراد الي درجة التي لا احد يستطيع نفي هذه الاتهامات هو معني ان هذه الاتهامات صحيحة .من ضمن هذه الاتهامات ما اوردها صلاح مناع . الامر بالجد اتهامات خطيرة جدا . لان لو قرأنا مع الاخفاقات والاتهامات الاخري منقولة من مدام تراجي تصل الي نتيجة واحدة عدم وجود السلطة في الدولة ان الفترة الحالية ليست انتقامية فقط بل استباحية الي درجة القوي يأكل والضعيف مأكول علي مبدأ شريعة الغابة . ان الفساد المستشري في البلاد تجاوز فساد الكيزان بمراحل ولو استمرت هذه الحكومة ثلاث عقودا لقسموا السودان ليس الي دولتين بل بعدد الناس ،بعد بيع اشجارها من جزورها والجبال من اوتادها ورمال الصحراء بتلالها . والعجب هنا ليس في الفاسدين الذين يوجه اليهم السهام لان الفاسد في ذمة الحكومة اذا ارادت ردعه او تركه والحكومة اختارت الاخيرة لان شكوي مناع بالتاكيد بعد الشكوي لحكومته . فالامر الجلل في الفاسدين الذين كشفوا هذا الفساد في وقت الحاجة ،هو معني ان هناك فساد الاصدقاء والاحباب لم يحين وقته للكشف عنه لان من سكتوا علي فساد الخصوم دهرا حتي يوم الفراق سيظل فساد الاقربين في الطئ للابد . وقد جاء في حديث مناع بان هناك جرائم تهريب مؤسسة استمرت فترات طويلة . والمعلومة المنقولة من وزارة الطاقة هناك عقود بترول تتم بواسطة بعض الاشخاص والرشاوي التي تصل الي مكتب رئيس الحكومة نعم هذه الجرائم تصل الي حد الكارثة .لماذا سكتوا عنها وعدم ابلاغ الشعب السوداني في وقته بدلا استخدام هذه الفضائح في وقت الحاجة؟ وقبل ذلك اذا كان الجهاز القضائي والنيابات والاجهزة الامنية ترفض عملية تفكيك النظام السابق ما هو سبب وجود حكومةً الثورة عاجزة عن التكليف ؟ بل ماهو سبب وجود لجنة ازالة التمكين وهي تعلم بدون هذه المؤسسات من المحال ان تحقق الانجاز ؟ فان الحصيلة النهائية وهذه القضايا تقودنا الي ما قلناه في المبتدأ حول الثورة المصنوعة فان اخطر شئ حدث في البلاد ابتعد الصف الاول من حكومة المؤتمر الوطني وتم تكليف قيادات جديدة من القحت لتقوم محلهم بالنايبة عنهم ووجد هؤلاء القادة الجدد في ورطة حقيقية لان كل مؤسسات الدولة في يد اهل المؤتمر الوطني من المحال تسير جهاز الدولة دونهم من دون اجراءات الراديكالية قاسية جدا . ولذلك فضلوا ان يستبيحوا معهم الفترة الانتقامية. ووجد اهل المؤتمر الوطني افضل الفرص ان يستمروا في الاستباحة وهذه المرة من دون ان يتحملوا ما يترتب علي نتائج الفساد لان حكومة القحت هي التي تتحمل طوعا لانها اذا رفضت التحمل لن تستمر في السلطة ويتم اسقاطها في كل يوم يريدونها بعد ان تم رصد افسادهم وهم محترفين وبل هم الذين يمررون فساد الاحزاب القحت.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/23/2021